في هذا القسم سأرد بمشيئة الله على ما نسبه لي الأخ أبو رغد من أقوال وما وجهه لي من تهم :
اقتباس:
أنا سلفي على منهج أهل السنة والجماعة علمائي هم الشيخ ابن باز وابن عثيمين والالباني والفوزان واللحيدان ((ومحمد أمان الجامي وربيع بن هادي المدخلي وزيد المدخلي وأحمد النجمي)) وكل من سار على منهجهم وطريقتهم
ولا زلت أقولها ولله الحمد فكل من ذكرت من علماء السلف والتزكيات واضحة في القسم الأول من ردي ولله الحمد والمنة ...
اقتباس:
وهو منذ أدخل ((ربيع المدخلي وزيد المدخلي ومحمد الجامي وأحمد النجمي)) وضح لأي منهج يتبع ولكن سآتي بأقواله ببعض الدعاة والجماعات وقبلها أتيت بأقوال الجامية بنفس الدعاة والجماعات وسأختم بأقوال كبار العلماء بنفس الدعاة والجماعات وسيتبين الفرق ..
تبين والله الفرق بين الحق والباطل ... لكل محايد صاحب عقل ... أتعيب علي أن أدخلت اسماء علماء وصفهم الشيخ ابن باز أنهم من أهل السنة والجماعة ووصفهم الشيخ الالباني بانه لا يعلم لهم مخالفة في منهج السلف ... والله إنه لشرف كبير لي أن أتبعهم وهم قد نالوا هذه الثقة من علماء الامة ..
اقتباس:
يقول الأخ منصور عندما قلت له بأنه يطعن بعقيدة حماس
هنا تغير كلامك يابو رغد فانت قلت :
اقتباس:
رمي حماس بعقيدتهم والقول بأنهم مخالفون للسنة بأسماء الله وصفاته!! ولم تورد دليل الا أن الجامية يقولون بذلك!
فأنت نسبت إلي أنني قلت أن عندهم مخالفات في الاسماء والصفات وأنا كلامي هذا كان موجها للاخوان المسلمين على وجه العموم لا لحماس على وجه الخصوص فإن كان الاخوة في حماس يخالفون أصول وقواعد اخوانهم من الاخوان المسلمين فأثبت أنت لنا ذلك هنا بقولهم ... رغم أنني قرأت في موقعهم (أظنه الرسمي) أنهم يسيرون على منهج الاخوان المسلمين ونهج مؤسسه حسن البنا .... وحسن البنا يقول في مذكرات الدعوة والداعية بأن منهجنا في الاسماء والصفات هو اثبات اللفظ والتوقف عند المعنى وهذا المذهب يسميه أهل السنة كشيخ الاسلام رحمه الله بشر مذاهب أهل البدع وهو مذهب الواقفة ... فهل أخطأت ياعبدالله ... بين لي !!
اقتباس:
((إنني أحمل في قلبي منهجا لا ألزم أحدا به ... ولا يقودني إلى التنقص من أحد كائنا من كان مع علمي ويقيني ببطلان قوله .... ولكن أعتذر له ... وأقدر له مسيرته في العلم وأكل حسابه إلى الله عز وجل))
مادام ظاهره جميلا فاقبل به .. ودع الالتزام به بيني وبين ربي فلم تفتش عن قلبي ...
ل
اقتباس:
كنه يقول عن سيد قطب والبنا والمودودي:-
((وفالح الحربي أيضا فهو رغم أخطائه ... فأصوله أصول أهل السنة في التلقي والقبول وشرب من مشاربهم وسار على نهجهم ... وأخذ العلم عنهم ... وشتان بينه وبين من أصوله أصول أهل البدع كسيد قطب والمودودي والترابي وحسن البنا وغيرهم )).
نعم قلت .. وقلت عن الترابي أيضا لكنك لم تذكر ذلك إما لأنك نسيت أو لأنك توافقني فيما تكلم فيه من شأن الترابي ...
وساسوق لك كلامي بالادلة ولله الحمد وللقارئ الحكم فيما ساقول ..
وسأبدا بسيد قطب رحمه الله الذي بدأت أنت به :
أنا قلت :
اقتباس:
((نعم يشهد الا إله الا الله ... ويكفر المجتمعات
والدليل :
يقول في كتابه "معالم في الطريق":
اقتباس:
"وأخيراً؛ يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة!.
وهذه المجتمعات لا تدخل في هذا الإطار؛ لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله، ولا أنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله أيضاً([1])، ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها؛ فهي – وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله – تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله، فتدين بحاكمية غير الله، فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها، وشرائعها، وقيمها، وموازينها، وعاداتها، وتقاليدها... وكل مقومات حياتها تقريباً!
والله سبحانه يقول عن الحاكمين:
]وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ[([2]).
ويقول عن المحكومين:
]أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلاَلا بَعِيدًا وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلا بَلِيغًا وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[([3]).
كما أنه سبحانه قد وصف اليهود والنصارى من قبل بالشرك والكفر والحيدة عن عبادة الله وحده واتخاذ الأحبار والرهبان أرباباً من دونه لمجرد أن جعلوا للأحبار والرهبان ما يجعله الذين يقولون عن أنفسهم أنهم مسلمون لناس منهم! واعتبر الله سبحانه ذلك من اليهود والنصارى شركاً؛ كاتخاذهم عيسى ابن مريم رباً يؤلهونه ويعبدونه سواء؛ فهذه كتلك: خروج من العبودية لله وحده، فهي خروج من دين الله، ومن شهادة أن لا إله إلا الله([4]).
وهذه المجتمعات بعضها يعلن صراحة علمانيته وعدم علاقته بالدين أصلاً، وبعضها يعلن أنه يحترم الدين، ولكنه يخرج الدين من نظامه الاجتماعي أصلاً، ويقول: إنه ينكر الغيبية، ويقيم نظامه على العلمية؛ باعتبار أن العلمية تناقض الغيبية! وهو زعم جاهل، لا يقول به إلا الجهال([5])، وبعضها يجعل الحاكمية الفعلية لغير الله، ويشرع ما يشاء، ثم يقول عما يشرعه من عند نفسه: هذه شريعة الله! وكلها سواء في أنها لا تقوم على العبودية لله وحده...
وإذا تعين هذا؛ فإن موقف الإسلام من هذه المجتمعات الجاهلية كلها يتحدد في عبارة واحدة:
إنه يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلها وشرعيتها في اعتباره"!!..
ففسر لي قوله يارعاك الله ...
اقتباس:
قال سيد قطب في تفسير قول الله تعالى: ]وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّأَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ[([7])؛ قال([8]):
وتلك هي التعبئة الروحية إلى جوار التعبئة النظامية، وهما ضروريتان للأفراد والجماعات، وبخاصة قبيل المعارك والمشقات، ولقد يستهين قوم بهذه التعبئة الروحية، ولكن التجارب ماتزال إلى هذه اللحظة تنبئ بأن العقيدة هي السلاح الأول في المعركة، وأن الأداة الحربية في يد الجندي الخائر العقيدة لا تساوي شيئاً كثيراً في ساعة الشدة.
وهذه التجربة التي يعرضها الله على العصبة المؤمنة ليكون لها فيها أسوة، ليست خاصة ببني إسرائيل، فهي تجربة إيمانية خالصة، وقد يجد المؤمنون أنفسهم ذات يوم مطاردين في المجتمع الجاهلي، وقد عمت الفتنة وتجبر الطاغوت، وفسد الناس، وأنتنت البيئة، وكذلك كان الحال على عهد فرعون في هذه الفترة، وهنا يرشدنا الله إلى أمور:
1 – اعتزال الجاهلية نتنها وفسادها وشرها ما أمكن في ذلك، وتجمع العصبة المؤمنة الخيرة النظيفة على نفسها، لتطهرها وتزكيها، وتدربها وتنظمها، حتى يأتي وعد الله لها.
2 – اعتزال معابد الجاهلية، واتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد تحس فيها بالانعزال عن المجتمع الجاهلي، وتزاول فيها عبادتها لربها على نهج صحيح، وتزاول بالعبادة ذاتها نوعاً من التنظيم في جو العبادة الطهور".
وما هذا الكلام بالله عليك .... بتجرد لله ولكتابه ولرسوله ...
وغيرها كثير في كتبه ن أردت سأسوق لك وللقارئ الكريم حتى يرى هل ظلمته أنا بشئ ...
وأنا قلت بأنه ينتقص الصحابة ويصفهم بأبشع الأوصاف ...
والدليل :
ماقاله بنفسه واليك صورة الصفحة من كتابه العدالة الاجتماعية
http://www.sahab.net/mydata/file/qutb/maoia.jpg
وأسقط خلافة عثمان رضي الله عنه بأن قال :
اقتباس:
"ونحن نميل إلى اعتبار خلافة علي امتداداً طبيعياً لخلافة الشيخين قبله، وأن عهد عثمان كان فجوة بينهما"
وقال ايضا عن عثمان :
اقتباس:
"فهم عثمان – يرحمه الله – أن كونه إماماً يمنحه حرية التصرف في مال المسلمين بالهبة والعطية، فكان رده في كثير من الأحيان على منتقديه في هذه السياسة: "وإلا؛ ففيم كنت إماماً؟"، كما يمنحه حرية أن يحمل بني معيط وبني أمية من قرابته على رقاب الناس وفيهم الحكم طريد رسول الله، لمجرد أن من حقه أن يكرم أهله ويبرهم ويرعاهم"
وهذا غيض من فيض وإن أردت الاستزادة أخي القارئ سأزيدك ... ولكن المقام لا يتسع
فانظر أخي في الله هل تجنيت على سيد قطب بالله عليك !!
وقلت أنه يقول بوحدة الوجود
وهذا الدليل :
اقتباس:
يقول سيد قطب في تفسير قول الله تعالى: ]هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ[([1]):
"وما يكاد يفيق من تصور هذه الحقيقة الضخمة، التي تملأ الكيان البشري وتفيض، حتى تطالعه حقيقة أخرى لعلها أضخم وأقوى، حقيقة أن لا كينونة لشيء في هذا الوجود على الحقيقة، فالكينونة الواحدة الحقيقية هي لله وحده سبحانه، ومن ثم فهي محيطة بكل شيء، عليمة بكل شيء، فإذا استقرت هذه الحقيقة الكبرى في القلب؛ فما احتفاله بشيء في هذا الكون غير الله سبحانه؟! وكل شيء لا حقيقة له ولا وجود، حتى ذلك القلب ذاته، إلا ما يستمده من تلك الحقيقة الكبرى، وكل شيء وهم ذاهب، حيث لا يكون ولا يبقى إلا الله، المتفرد بكل مقومات الكينونة والبقاء، وإن استقرار هذه الحقيقة في قلب ليحيله قطعة من هذه الحقيقة، فأما قبل أن يصل إلى هذا الاستقرار؛ فإن هذه الآية القرآنية حسبه ليعيش تدبرها وتصور مدلولها، ومحاولة الوصول إلى هذا المدلول الواحد وكفى.
ولقد أخذ المتصوفة بهذه الحقيقة الأساسية الكبرى، وهاموا بها وفيها، وسلكوا إليها مسالك شتى، بعضهم قال: إنه يرى الله في كل شيء في الوجود، وبعضهم قال: إنه رأى الله من وراء كل شيء في الوجود، وبعضهم قال: إنه رأى الله فلم ير شيئاً غيره في الوجود، وكلها أقوال تشير إلى الحقيقة، إذا تجاوزنا عن ظاهر الألفاظ القاصرة في هذا المجال؛ إلا أن ما يؤخذ عليهم على وجه الإجمال هو أنهم أهملوا الحياة بهذا التصور.
والإسلام في توازنه المطلق يريد من القلب البشري أن يدرك هذه الحقيقة ويعيش بها ولها، بينما هو يقوم بالخلافة في الأرض بكل مقتضيات الخلافة من احتفال وعناية وجهاد وجهد؛ لتحقيق منهج الله في الأرض، باعتبار هذا كله ثمرة لتصور تلك الحقيقة تصوراً متزناً، متناسقاً مع فطرة الإنسان وفطرة الكون كما خلقهما الله"([2]).
فماذا تفهم من هذا الكلام .... هل تجنيت عليه بالله عليك ؟!
ثم ان الاخ ابو رغد حاول أن يلبس على القارئ الكريم أن أحدا من العلماء لم يتكلم في سيد قطب وأن موقف الشيخ ربيع كان بدعا عن أقرانه وأنه أتى بشئ جديد وهذا خلاف الواقع ...
فمخالفات سيد قطب معروفة منذ القدم وقد رد عليه بعض معاصريه كالعلامة أحمد شاكر الذي رد عليه في حينه وذب عن أعراض الصحابة في مجموع مقالات عنونها بـ (لاتسبوا أصحابي) ورد عليه وبيان خطأه وهي مجموعة منتشرة ..
ومن الذين ردوا على سيد قطب وبينوا أخطاءه أيضا :
-العلامة عبد الله الدويش رحمه الله في كتابه ( المورد العذب الزلال ) .
العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله ، ومما قاله عن سيد قطب : ( ضايع في التفسير ) .
4-العلامة ناصر الدين الألباني رحمه الله وقد قال بعد أن علق على كتاب العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم موجها كلامه للشيخ ربيع : (كل ما رددته على سيد قطب حق و صواب، و منه يتبين لكل قاريء مسلم على شيء من الثقافة الإسلامية أن سيد قطب لم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله و فروعه. فجزاك الله خير الجزاء أيها الأخ -الربيع- على قيامك بواجب البيان و الكشف عن جهله و انحرافه عن الإسلام."
العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله والذي سئل عن كتب سيد قطب ابان زيارة الشيخ ربيع للقصيم فقال لقد الف أخونا الشيخ ربيع كتبا نافعة في بيان منهج سيد قطب فتراجع للفائدة ....
العلامة أحمد بن يحيى النجمي والذي يطلق عليه علامة الجنوب .
العلامة صالح الفوزان كما هو معروف من فتاواه
بل غيرهم أيضا كما قال الشيخ عبد اللطيف السبكي -رحمَهُ اللهُ- رئيس لجنة الفتوى بالأزهر بعد قراءته لكتاب "معالم في الطريق"في الستينيات من القرن الماضي :
"فقد انتهيت في كتاب " معالم في الطريق " إلى أمور :
1- إن المؤلفَ إنسان مسرف في التشاؤم ، ينظر إلى المجتمع الإسلامي ، بل ينظر إلى الدنيا بمنظار أسود ويصورها للناس كما يراها هو أو أسود مما يراها ، ثم يتخيل بعد ذلك آمالاً ويَسْبح في خيال .
2- إن سيد قطب استباح باسم الدين أن يستفز البسطاء إلى ما يأباه الدين من مطاردة الحكام مهما يكن في ذلك عندي من إراقة دماء والفتك بالأبرياء وتخريب العمران وترويع المجتمع ، وتصدع الأمن ، والهاب الفتن في صور من الإفساد لا يعلم مداها غير الله وذلك هو معــنى الثورة الحركيــة التي رددها كلامه .."(3)
وأخيراً، فإن الحماسة تأخذ البعض إلى تعصبات جاهلية في الدفاع عن سيد قطب وعدم إنزال الحكم الشرعي الصحيح عليه وذلك بأساليب وكلمات بعيدة كل البعد عن قواعد الشريعة وأصولها، ويحصل هذا منهم بدعاوى أهمها: أنه كرس حياته في خدمة الإسلام والدعوة إلى إقامة حكم الله في الأرض وأنه بذل روحه في سبيل ذلك وأنه جاد بنفسه في موضع لا يجود فيه إلا الربانيين ..الخ
وهم بتلك الدعاوى يتغافلون عن أمور منها:
1) أن الشرع الذي دعا سيد قطب إلى تحكيمه ليس هو ما يقرره العلماء من أحكام الشرع الصحيح بل قد جهل وضل في أصول وعقائد وقواعد وأحكام عظيمة، فالشرع الإسلامي وما دعا إليه سيد قطب عند النظر لا يكادان يتفقان إلا في الإسم ويختلفان بل ويتناقضان في المضمون والوسائل والمقاصد، ومن ذلك ما وضح معناه الشيخ ربيع في كتابه "الحد الفاصل": "ما قيمة خدمته للقرآن وقد شحن كتابه (الظلال) بالبدع الكبرى القديمة والحديثة، وبالتحريف لآيات الصفات، وبتحريف دعوات الأنبياء إلى التوحيد، إلى صراع سياسي كما شحنه بتكفير الأمة بناء على هواه وعلى منهج غلاة الخوارج، فمن يمدح تفسيره فليمدح تفسير الخوارج والروافض وغلاة التصوف. وماهي خدمته للإسلام من خلال السنة المشرفة، وهو لا يعول عليها في أبواب الإعتقاد بزعمه الجهمي أنـها أخبار آحاد، بل هو لا يعول على السنة المتواترة في هذه الأبواب. بل لا يحتج بالأحاديث الصحيحة المتواترة الدالة على المعجزات التي جعلها الله من دلائل صدق الرسول ما جاء به ويرى أنـها لم تتخذ معجزة مصدقة للرسالة وإنما جعلت فتنة للناس وابتلاء، ويرى أن المعجزة الوحيدة للرسول هي القرآن فقط على طريقة العقلانيين من أفراخ أوروبا". فهذا يجلي بوضوح عدم صحة قواعد وأصول الشرع ومعانيه وشموليته عند سيد قطب ووضوحها في ذهنه.
2) من يزن منهج سيد قطب بميزان الإسلام يخلص بأن كثير من أصوله وقواعده ووسائله في ما دعا إليه لا توافق الأصول والقواعد والوسائل الشرعية كما قررها كبار العلماء المتقدمين والمتأخرين، وما وافق منها الوسائل الشرعية فهو لمقاصد غير شرعية.
3) يوضح ذلك ما علق به الشيخ ربيع على أحكام وتنظيرات لسيد قطب في الاشتراكية والرق وكلام لسيد قطب يجوز فيه وضع التشريعات التي يزعم أنها لا تخالف أصول الإسلام، فقال الشيخ ربيع في "أضواء إسلامية": "ولو قامت له ولأمثاله دولة؛ لرأيت العجب العجاب من القوانين والتشريعات التي تحل الحرام، وتحرم الحلال؛ انطلاقاً من هذه القواعد التي تؤدي إلى هدم الإسلام باسم الإسلام، وبرأ الله الإسلام من ذلك.
فأين التركيز على أنه لا حاكم إلا الله، ولا مشرع إلا الله؟!.
وأين ما قام على هذا من تكفير المجتمعات الإسلامية كلها لأنها تخضع لغير حاكمية الله وتشريعاته في نظره؟!.
فاعتبروا يا أولي الألباب."
4) إذا عرف هذا ولا يماري فيه إلا محاقق ظهرت حقيقة ما مات عليه سيد قطب ومن أجله، قال الشيخ ربيع في "الحد الفاصل": "وإن القتل باسم شعارات إسلامية ليس كالقتل على حقيقة الإسلام، فكم قتل من الخوارج، والروافض وغلاة الصوفية باسم شعارات إسلامية مع ضلالهم في فهم الإسلام وهم كما قال رسول الله: (شر قتلى تحت أديم السماء). وقال فيهم: (يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لإن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد). وقد قتل رجل تحت راية رسول الله في خيبر أو حنين على خلاف في الرواية فقال نفر من أصحاب رسول الله: (فلان شهيد) فقال رسول الله: (كلا إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة). وقتل عبد رسول الله في خيبر، جاءه سهم، فقالوا هنيئا له الشهادة فقال: كلا إن الشملة التي غلها لتلتهب عليه نارا. وقال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب – في خطبة نـهى فيها عن المغالاة في المهور -: (... وأخرى تقولونـها لمن قُتِل في مغازيكم هذه ومات قتل فلان شهيدا، وعسى أن يكون قد أثقل عجز دابته، أو أردف راحلته ذهبا وورقا يبتغي الدنيا، فلا تقولو ا ذلك، ولكن قولوا كما قال رسول الله: (من قتل أو مات في سبيل الله فهو في الجنة)، قال الحاكم: هذا الحديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه."
5) في النهاية لو صحت مزاعم المنافحين عن سيد قطب في طلب حكم الشرع والذي يوجب عليهم قبول الحق من أي كان لقبلوا حكم الشرع فيه المؤيد بالبراهين وتقريرات العلماء، أما أنهم يعرضون عن هذا ويرمون بالبهت منتقدي سيد قطب فظهرت حقيقة التزامهم به ودعوتهم إليه وكفى بهذا علامة للخذلان ودليلاً لأولي الألباب.
أرجو أن أكون قد وفقت في بيان هذا الباب حق البيان ....
يتبع بإذن الله