قمة الطفولة
by
, 18-02-2010 at 22:40 (4760 المشاهدات)
المعايير الأخلاقية اليوم اختلفت وأصبحت تقاس بالأرقام ونرى هذا واضحاً من خلال عدة محاور منها سلوكيات القوات والجيوش و الحروب التي تشتعل اليوم في أكثر من بلد كالعراق وأفغانستان وافريقيا و الباكستان ..
والدليل على ان المعايير الاخلاقية اصبحت رقمية لدينا احصائية صادرة عن الأمم المتحدة حول المصابين المدنيين خلال الحرب العالمية الأولى تشير الى اصابة حوالي 5% فقط .. أما خلال الحرب العالمية الثانية
فلقد قدر عدد المصابين بـ50% واليوم بلغت نسبة المصابين خلال الحروب اللأخلاقية حوالي 80% .
فما هو نصيب الاطفال حسب احصائية الأمم المتحدة الصادرة مؤخراً ..
تشير الاحصائية الى أن القتلى من الاطفال خلال الحروب منذ نهاية التسعينيات من القرن المنصرم الى اليوم
حوالي مليون ونصف طفل ، أما المعاقين من الأطفال فلقد بلغ حوالي 4 مليون طفل معاق بينهم من تم بتر اعضاءه وتلف دماغه ومنهم من أصيب بالصم والعمى بسبب القصف و الالغام والتعذيب ، كما أشارت الامم المتحدة الى أن هناك حوالي خمسة ملايين طفل مشرد و 12 مليون طفل لاجئ بلا ماوى ، وعشرة مليون طفل مصابين بالاضطرابات النفسية نتيجة الحروب وتدمير البنية التحتية واغلاق المدارس ورؤية أهلهم يتعرضون للقتل والتعذيب والتهديد...
إذن تلك الاحصائية تنبئنا بتراجع كافة القيم الإنسانية بسبب حروب غوغائية تم التخطيط لها وإشعالها تحت شعارات مختلفة منها (حروب من أجل السلام ) إضافة إلى موت حوالي ربع مليون طفل عربي مسلم بسبب انتشار الاوبئة و الامراض السارية وسوء التغذية وغيرها في ظلال أوضاع متنامية الفقر في عالم لايتمتع الا بشيء بسيط من الناتج العالمي بالمقابل عليه تسديد اكثر من مائة مليار للعالم الثري كديون واجبة السداد..
وفي ضوء تلك الاحصائيات و نتائج تراجع القيم الانسانية انعقدت قمة سميت (قمة الطفولة) باجتماع 159 دولة لرفع شعار (الطفل أولاً) أبدت خلالها منظمة اليونسيف بأن تحسين أوضاع الطفولة يحتاج فقط الى عشرين ملياراً من الدولارات سنوياً اي بمعدل 1% من مجموع الانفاق العسكري في الدول الصناعية.
أي أن الانفاق العسكري قد تقدم على خطط التنمية في الدول الفقيرة فانهك ميزانتيها مما ادى الى تراجع بقية الخدمات مثل التعليم والصحة وغيرهما...في حين راح الغرب يتفنن بتقديم كل المتطلبات اللازمة لأطفاله ومستقبلهم بينما هناك أطفال يموتون جوعاً في أكثر من بلد فقير ..
صيغة عدم اتزان بين عالمين ثري وفقير و موت وحياة اضافة للحروب والخاسر دائماً هم الاطفال.