صفحة 1 من 4 1 2 3 4 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 40

الموضوع: الشهامة والصفح من ذوي الفضل بين أبناء العمومة(قصة نادره)

  1. #1

    الشهامة والصفح من ذوي الفضل بين أبناء العمومة(قصة نادره)



    هذه الحادثة التي رويتها من أفواه الشيوخ الثقاة الذين بلغ بعضهم العقد العاشر و كان أحدهم يروي لي الحادثة وهو أما شاهد عيان لها أو ينقلها عمن شاهد الأحداث من الشيوخ القدامى الموثق في روايتهم على الطريقة نفسها التي نقلتها منهم.
    هذه الحادثة التي أقدمها للقارئ الآن كانت من ضمن الحوادث التي في طي النسيان وكان من المفروض أن تذهب في طي الإهمال و الضياع كما ضاع الكثير من أمثالها من الحوادث التي اختفت في صدور الرواة الذين لحقوا بالرفيق الأعلى، وذلك كما ضاع مني السجل .. كذلك ضاعت الحادثة برمتها عن ذاكرتي بحكم طول العهد الذي رويتها فيه، ولكن بعد هذه المدة الطويلة سرعان ما عادت لذاكرتي و ذلك عندما جاءت مناسبة مماثلة لها وهي اهتمام إسرائيل بتحويل نهر الأردن، وعندها شكرت صاحب المثل : (الشيء بالشيء يذكر).
    وهذه الحادثة وإن كانت محصورة في نطاق قبلي ضيق، إلا أنها تعطي صورة عن الخلق العربي بمفهومه الشامل و الفسيح.
    ومن بديهيات الأمور أنه عندما يأتي نكرة ما، ومن ثم يحاول أن ينافس رجالاً ذوي شهرة كبيرة و مجد عريق و زعامة موروثة، فأنه سوف يلاقي من معارضيه من العداوة و الصراع الشيء الذي قد يدفع حياته ثمناً لهذه المنافسة.. وإن كتب له النجاح فأنه لن ينجح إلا بعد صراع مرير و نضال قد يقضي به زهرة شبابه.
    هذا إذا توفرت فيه جميع مؤهلات الزعامة و أصبح لديه من الرصيد الوطني القدر الوافر الذي يشفع له بين مواطنيه، و يرغم معارضيه على الاستسلام.
    و فتى كعبد الله العلي الرشيد ذلك العصامي الذي لمع نجمه في منتصف القرن الثالث عشر الهجري و في الثلث الأول من القرن التاسع عشر الهجري الميلادي والذي توفرت في شخصه جميع مؤهلات الزعامة بكاملها، ففتى كعبد الله أبن الفلاح البسيط ليس من السهولة بمكان أن يذعن لزعامته أبناء الأسر ذات الزعامة الوراثية العريقة في قبيلته شمر كأبن علي مثلاً أمير حائل و رئيس عشيرة (عبده)، و كأبن طواله رئيس عشيرة (الأسلم) ، و هذان الرئيسان من أكبر رؤساء القبيلة، وهما من أشد العارضين لعبد الله عندما ولاه الأمام فيصل بن سعود إمارة بلاده حائل، والمعارض الأول كان أشد ضراوة و أقسى عنفاً بحكم أنه نافسه على إمارة بلاده، وقد وصل الأمر إلى أن قتل عبيد شقيق عبد الله رجالاً من آل علي كما أن عبيد نفسه طعن في أحد المعارك زعيم قبيلة الأسلم(نعيس بن طواله) طعنة خطيرة بتر بها رجله ، الأمر الذي جعل العداوة تتفاقم و تستحكم بينه من جانب و بين أبن علي من جانب آخر.
    وكل من الجبهتين المتنازعتين لهما أنصار من القبيلة نفسها، و معناه أن شقاقهم جميعاً سوف يكون على حساب القبيلة ومن شأنه أن يضعف شوكتها ويجعل الأعداء يطمعون بسحقها عند أقرب فرصة.
    و عندما نقل الأمام فيصل بن سعود إلى مصر و أختل توازن القوى في نجد و ظن أعداء عبد الله أن الفرصة مواتية للقضاء عليه و أن هذه الفرصة أصبحت متيسرة أكثر من أي وقت مضى بحكم عدم وجود من يحمي ظهره من الخارج، وكون الصراع بينه وبين رؤساء قبيلته قائماً على قدم وساق في تلك الفترة بالذات.
    فقد تجمهر أعداؤه من الخارج و تحزبوا جميعاً لغزوه ببلاده وهم :
    يحيى بن سليم أمير عنزه
    و عبد العزيز المحمد أمير بريده
    و برجس بن مجلاد رئيس الدهامشة من عنزة
    و معنى ذلك أن هؤلاء الغزاة الخارجيين أصبحوا غازين للقبيلة بأسرها، وانتصارهم على عبد الله يعتبر انتصارا على قبيلة شمر وفي هذه الأثناء أصبح عبد الله الرشيد في موقف حرج لا يدري من يقاتل.
    هل يقاتل زعماء قبيلته الذين نافسهم على الزعامة أم يقاتل العدو الخارجي الذي غزاه بجيش جرار؟
    في حين أن صديقه الحميم الأمام فيصل بن تركي استولى عليه القائد التركي خورشيد باشا منذ سنتين و أصبح الحاكم في الرياض خالد بن سعود عدو صديقه الذي لا يكره أن يهزم عبد الله باعتباره من أنصار الأمام فيصل.
    وفي هذا الظرف الذي كان عبد الله محارباً من كل الجهات توافد عليه أبناء عمه الزعيمان اللذان نافسهما على رئاسة القبيلة وهما (نعيس بن طواله) رئيس عشيرة الأسلم و(صحن بن علي) رئيس عشيرة(عبده) وقال الأول:لا يمنعني من مناصرتك كأبن عم حتى ولو قطعت رجلي لأن القضية أصبحت خارجة عن نطاق عداوتنا الشخصية و دخلت مدخلاً آخر أستغله أعداؤنا لضرب القبيلة بكاملها.
    وقال صحن بن علي:
    لقد جئت نجدة لك حتى لو قتلت أخواني و أبناء عمي لأن العداوة خرجت عن نطاق التنافس بيننا و دخلت مرحلة أخرى استغلها أعداؤنا جميعاً وهذا ما جعلني أتنازل عن طلبي بالثأر منك لئلا يشتت العدو شمل القبيلة و يقضي على كيانها و ييتم أطفالنا و يرمل نساءنا بسبب تنازعنا.
    وكانت نتيجة تضامنهم و تناسي أحقادهم أن صدوا هجوم العدو و هزموهم شر هزيمة في المعركة المعروفة باسم ( بقعاء) الكائنة سنة 1255هـ-1840م




    الصياغة بلسان المؤلف:
    والمصدر : من شيم العرب لفهد المارك ص128



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

  2. #2


    نعم مااجمل ان يدمح الاخ غلطة اخيه


    ومااجمل التسامح بشكل عاااااام فكيف



    هو الحال عندما يكون بسبب التمام الشمل



    وقصه واضحه نقيه طاهره تدعو الى توحيد


    الصفوف مهما كانت السوابق ومهما حصل


    من عداوه بالماضي فعند قراءة المستقبل


    يتحتم على اهل الشأن الوحده لأن التفرقه


    سوف تلقي بهم الى طريق الاهانه والضعف


    ومن ثم الموت


    وذعار وقصه من قصصه التي نتشوق


    لها دوماً



    اشكرك اخي العزيز ودمت لنا نهراً من العطاء



    ولك التحيه




  3. #3


    أبو سعد

    فلاح السعد

    شكراً لهذه الكلمات التي تكرمت بها و ترجمت بها ما أختلجه في داخل صدري
    فقد كنت و أكرر نفس ما قلت ولكن المقال طويل ولم أحب أن أطيل أكثر

    والقلوب شواهد..

    فعلا أن التاريخ دروس وعبر
    ولمن قال لا فائدة من التاريخ ..أقول:
    لماذا دون القرآن الكريم في محكم تنزله أخبار و أحوال الأمم السابقة؟
    أليس لأخذ العبرة والعظة

    وهذه الأيام تشهد واقع حال آخر في الأحداث الساخنة حولنا فهنا شقاق وهناك عدو مشترك لم يلتأم الشقاق والعدو يقترب
    أخيراً : أشكر أخي فلاح السعد
    على هذه المداخلة الجميلة والمقدمة الأجمل
    تحياتي



    التعديل الأخير تم بواسطة حاكم العلي ; 17-11-2002 الساعة 14:51

  4. #4


    اخي الكريم ذعار سوف أوجز الرد لاني لااستطيع الاطاله لاسباب لاأظنها تخفى عليك......................

    1-أشكرك على ايراد القصه بهذا العرض الجميل والمشوق.

    2-القصه موثقه وابطالها هم فخرنا جميعا وهذا ما يجمل وقعها على نفوسنا جميل جدا.

    3-هذه القصه توضح بعد نظر أجدادنا وقرائتهم الصحيحه لواقعهم وتوازنهم الذي يفتقده كثير من زعماء هذا الوقت على ما يملكون من وسائل اتصال ومراكز دراسات وتخطيط لم تجدي شيئا وذلك للانانيه المسيطره على النفوس.

    4-ايراد هذا القصص وامثالها مما يؤجر عليه الكاتب ان شاء الله لما تحويه من دعوه الى التسامح وبعد النظر وتقديم الاهم على المهم وترك حظ النفس في سبيل المصلحه العامه وهي امور حميده حث عليها ديننا .

    5-من الاشياء الجيده في هذا المقام هو استصحاب النيه ليأجر طارح الموضوع ويستفيد قارئه ف(أنما الاعمال بالنيات) كما قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.

    اكرر شكري لك على هذا الموضوع الممتاز وهذا الطرح الجميل



    عائدون عائدون
    سيعود الجميع ان شاء الله


  5. #5


    أخي الكريم الأصمعي

    الجميل في هذا الرد وما سبقه

    هو قراءة القصة و الأهتمام بمضمونها و سبب عرضها هنا
    و سرني و أسعدني ما تفضل به أخي الأصمعي من تحليل لهذه القصة ومضمونها
    و أتمنى من أخواني أن يهتموا فعلا بمضمون القصة أكثر من ثناء و شكر كاتب المقال
    لأن هذا الأمر يترك أنطباعاً بأن من عقب قرأ ما كتب حتى ولو كان طويلاً نوعاً ما
    وكتب عن إعجاب بالقصة وليس مجاملة لصاحبها

    كل الشكر لك يا أبو خالد على كل كلمة تفضلت بها
    تحياتي الصادقة




  6. #6


    اخي ذعار

    لك كل الشكر والامتنان على ايراد هذه القصه اللتي تبين مدى الترابط والحميه بين اجدادنا وفزعتهم لبعضهم مهما كان الخلاف بينهم .
    ففعلا قلوبهم بيضاء لاتحمل احقاد ولاحسد فرحمة الله عليهم جميعا.
    وبارك الله فيك اخي
    ولاتحرمنا من هذه النوادر



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

  7. #7


    أخي الكريم: المخاوي

    شكراً على قراءتك لهذه المشاركة
    و استنتاجك صحيح مئة بـ100%

    و اسمح لي استعير جملتك الرائعة :
    " فعلا قلوبهم بيضاء لاتحمل احقاد ولاحسد فرحمة الله عليهم جميعا."
    " تبين مدى الترابط والحميه بين اجدادنا وفزعتهم لبعضهم مهما كان الخلاف بينهم."

    فكل الشكر لهذا التعقيب المثمر
    و جزاك الله عننا خير الجزاء




  8. #8


    الاخ الكريم ذعار
    انت تقول: ( لعبد الله عندما ولاه الأمام فيصل بن سعود إمارة بلاده حائل )

    كيف يوليه الاماره وهو من ارسل طلبا في قتله!!!!!!!!!!!
    ارجو التوضيح باسهاب




  9. #9


    أختنا الكريمة : نوير الشمرية

    شكراً لك على هذه المداخلة

    هذه العبارة توقفت عندها كثيراً عند كتابتي لهذه المشاركة لأن لدي راي آخر
    ليس بعيداً و ليس متوافقاً
    ولكنني عرضت هذه المشاركة لهدف معين عبرت عنه بعنوان المشاركة
    و أوجزه لي أخي المخاوي بعنوان آخر:

    " فعلا قلوبهم بيضاء لاتحمل احقاد ولاحسد فرحمة الله عليهم جميعا"

    و لهذه القصة دروس مستفادة كثيرة سأترك لأخوتي أستنباطها

    أحب أن أوكد:
    أن غاية هذه المشاركة ليس السرد التاريخي
    و إنما لأخذ العبرة والعظة و لتصوير مدى صفاء قلوب أجدادنا

    خصوصا أن بعض التهم تلحق بهم بأن الرحمة ليست في قلوبهم بسبب ظروف الحياة الصعبة التي كانوا يعيشونها في ذلك الوقت
    ولو كنا نريد السرد التاريخي لأستشهدنا بالأشعار التي قيلت في تلك المعارك
    ولذلك فأنا ذيلت مشاركتي بهذه العبارة:
    الصياغة بلسان المؤلف:
    والمصدر : من شيم العرب لفهد المارك ص128

    والسبب أنني لم أرد أن أنقص أو أزيد ولم أريد أن أذكر شيخاً قبل آخر ولم أعدل في هذه الرواية سوى اختصاري للعناصر دون تغيير بالمعنى أو المسميات
    و إلا لما ذكرت رقم الصفحة .

    أما التوضيح فسيصلك بالبريد الخاص حتى نبتعد عن تغيير مسار هذه المشاركة
    وكي لا نتشعب عن الموضوع الأساسي




  10. #10


    اخي ذعار

    السلام عليكم

    جزاك الله خير الجزاء على إيراد هذه القصة الصحيحة الأكيدة والنادرة


    " فعلا قلوبهم بيضاء لاتحمل احقاد ولاحسد فرحمة الله عليهم جميعا"

    تقبل خالص تحياتي




صفحة 1 من 4 1 2 3 4 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. ...انا لله ../..كبر ونسى الفضل لمن ..! ؟
    بواسطة ريال الفسحه في المنتدى المضيف العام
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 21-06-2007, 13:34
  2. يا أهل الشهامة ::سمير البشيري
    بواسطة بدر بن عبدالمحسن في المنتدى الاهداءات المرئية والسمعية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 22-01-2007, 23:28
  3. .......(((( من قصص الشهامة والنخوة )))) .......
    بواسطة الشمـــااااالي في المنتدى مضيف قصة وقصيدة وتاريخ شمر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 13-06-2003, 11:14
  4. يامضايف الشهامة والعز ..
    بواسطة ajawaslma في المنتدى مضيف التّرحيب والتعارف
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 27-09-2002, 14:41
  5. من لهم الفضل بعد الله
    بواسطة فلاح السعد في المنتدى المضيف العام
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 04-06-2002, 16:17

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته