بسم الله الرحمن الرحيم ...
يروى ان ذا القرنين مر بقوم لا يملكون شيئا من اسباب الدنيا وقد حفروا قبور موتاهم على ابواب دورهم وهم كل يوم يقصدون تلك القبور يكنسوها وينظفونها ويزورونها ويعبدون الله وما لهم طعام الا الحشيش ونبات الارض
فبعث اليهم ذو القرنين رجلا فدعا ملكهم فلم يجبه وقال : مالي وله
فجاء ذو القرنين وقال : كيف حالكم ؟ فإني لا ارى لكم شيئا من ذهب ولا فضة ولا ارى عندكم شيئا من نعم الدنيا
قال الملك : لان نعم الدنيا لا يشبع منها احد قط
وقال : لم حفرتم القبور على ابوابكم ؟
فقال الملك : لتكون نصب اعيننا فننظر اليها ويتجدد لنا ذكر الموت ويبرد حب الدنيا في قلوبنا فلا نشتغل بها عن عبادة ربنا
فقال : ولم تأكلون الحشيش ؟
فقال الملك : لانا كرهنا ان نجعل بطوننا قبورا للحيوانات ولان لذة الطعام لا تتجاوز الحلق .
ثم مد يده الى طاقة فاخرج منها قحف راس _ جمجمة _ آدمي فوضعه بين يديه وقال : يا ذا القرنين اتعرف من كان صاحب هذا ؟
قال : كان صاحب هذا القحف ملكا من ملوك الدنيا وكان يظلم رعيته ويجور عليهم وعلى الضعفاء ويستفرغ زمانه في جمع حطام الدنيا فقبض الله روحه وجعل النار مقره وهذا رأسه ؟
ثم مد يده الى الطاقة وأخرج قحفا آخر فوضعه بين يديه وقال له : أتعرف من كان صاحب هذا ؟
قال : كان هذا ملكا عادلا مشفقا على رعيته محبا لاهل مملكته فقبض الله روحه واسكنه جنته ورفع درجته
ثم إنه وضع يده على راس ذي القرنين وقال : ترى اي هذين الراسين يكون هذا الراس ؟
فبكى ذو القرنين بكاء شديدا وضمه الى صدره وقال له : ان رغبت في صحبتي سلمت اليك وزارتي واقاسمك مملكتي
قال : هيهات .... مالي رغبة في ذلك
قال ولم ؟
قال لان الناس جميعا اعداؤك بسبب المال والمملكة وكلهم اصدقائي بسبب القناعة والصعلكة .
تحياتي
المفضلات