كلمة حق عند سلطان جائر
دخل الحسن البصري التابعي الجليل علي الحجاج ابن يوسف(1) بواسط فلم راْي بناءه قال: الحمد لله ان هوْلاء الملوك ليروي في اْنفسهم عبرأ, واْنا لنري فيهم عبرا, يعمد احدهم الي قصر فيشيده , والي فرش فيتخذه , وقد حفي به ذباب الطمع , وفراش نار , ثم يقول : الا فانظروا ما صنعت , فقد راْينا - يا عدوا الله ما صنعت , فماذا يااْفسق الفسقه, ويا اْفجر الفجره , اما اْهل السماء فلعنوك , واْما اهل الارض فمقتوك . ثم خرج وهويقول: انما اخذ الله الميثاق علي العلماء , ليبيننه للناس ولا يكتمونه.فاغتاظ الحجاج غيظا شديدا ثم قال: يا اهل الشام, هذا عبيد اْهل البصره يشقني في وجهي فلا ينكر علي احد , علي به ,والله لاقتلنه . فمضي اْهل الشام فاْحضروه , وقد علم بما قال: فكان في طريقه يحرك شفتيه بما لايسمع. فلم دخل علي الحجاج راي السيف والنطع بين يديه وهو متغيظ , فلما وقعت عليه عين الحجاج , كلمه بكلام غليظ , ورفق به الحسن } ووعظه . فاْمر الحجاج بالسيف والنطع فرفعا , ثم لم يزل الحسن يمر في كلامه , الي ان دعاء الحجاج بالطعام , فْكلا , وبلوضوء فتوضاْ وبالغاليه(1) فغلفه بيده ثم صرفه مكرما.قيل للحسن البصري :بم كنت تحرك شفتك؟ قال: قلت ياغياثي عند عند دعوتي , وياعدتي في ملمتي , ياربيعند كربتي وياولي في نعمتي وياالهي واله ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وموسي وعيسي ورب النيين كلهم اْجمعين ويارب كهيعص وطه ويس ورب القراْن ياكافي موسي فرعون , وياكافي محمد الاحزاب صل علي محمد واله الطيبين الطاهرين الاخيار وارزقني مودة عبدك الحجاج وخيره ومعروفه واصرف عني اذاه وشره ومكروهه فكفاه الله تعالي شره بمنه وكرمه........(1 اخلاط من الطيب تجمع وتعتق قيل انها سمية الغاليه لارتفاع ثمنها.


__________________


التوقيع