« تاج ليالي رمضان »
محمد بن سليمان المهوس / جامع الحمادي بالدمام
21/9/1446هـ
الخُطْبَةُ الأُولَى
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 70-71].
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، وَكُلَّ ضَلالَةٍ فِي النَّارِ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: مَضَى مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ أَكْثَرُهُ، وَبَقِيَ مِنْهُ تَاجُهُ وَأَفْضَلُهُ، الْعَشْرُ الْمُبَارَكَةُ: فُرْصَةٌ لِلْعَمَلِ، وَتَعْوِيضُ مَا فَاتَ مِنْ نَقْصٍ وَخَلَلٍ؛ نَزَلَ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ فِيهَا، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ [القدر: 6]، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ﴾ [الدخان: 3] فِيهَا لَيْلَةٌ يُقَدِّرُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِيهَا كُلَّ مَا هُوَ كَائِنٌ فِي السَّنَةِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴾ [الدخان: 4-5].
لَيْلَةٌ مُبَارَكَةٌ عَظِيمَةٌ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ، اخْتَارَهَا اللهُ تَعَالَى لِبَدْءِ تَنْزِيلِ الْقُرْآنِ، الْعِبَادَةُ فِيهَا تَفْضُلُ الْعِبَادَةَ فِي أَلْفِ شَهْرٍ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 3] يَنْزِلُ فِيهَا جِبْرِيلُ وَالْمَلاَئِكَةُ بِالْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾ [القدر: 4] هِيَ سَلاَمٌ كُلُّهَا، خَالِيَةٌ مِنَ الشَّرِّ وَالأَذَى، تَكْثُرُ فِيهَا الطَّاعَاتُ وَأَعْمَالُ الْخَيْرِ وَالْبِرِّ وَالْقُرُبَاتِ، وَتَكْثُرُ فِيهَا السَّلاَمَةُ مِنَ الْعَذَابِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 5].
يُشْرَعُ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ الشَّرِيفَةِ قِيَامُ لَيْلِهَا بِالصَّلاَةِ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: « مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» [متفق عليه]. وَيُشْرَعُ الدُّعاءُ فِيهَا وَالتَّقَرُّبُ بِهِ إِلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ وَعَنْ عائِشَةَ - رَضِيَ اللَّه عنْهَا - قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِن عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: « قُولي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي »
[رواه الترمذي، وصححه الألباني].
لَيْلَةُ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، وَهِيَ فِي الأَوْتَارِ أَقْرَبُ مِنَ الأَشْفَاعِ؛ فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ» [متفق عليه]، وَعَنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى، فِي سَابِعَةٍ تَبْقَى، فِي خَامِسَةٍ تَبْقَى» [رواه البخاري]
وَلاَ تَخْتَصُّ لَيْلَةُ الْقَدْرِ بِلَيْلَةٍ مُعَيَّنَةٍ فِي جَمِيعِ الأَعْوَامِ، بَلْ تَتَنَقَّلُ فِي لَيَالِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ .
فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- وَاغْتَنِمُوا هَذِهِ الْفُرْصَةَ الْعَظِيمَةَ، وَاجْتَهِدُوا فِيِ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ الْبَاقِيَةِ ؛ فَوَاللهِ لاَ يَدْرِي أَحَدُنَا هَلْ يُدْرِكُهَا مَرَّةً أُخْرَى أَمْ لاَ؛ مَعَ أَنَّ الإِقْبَالَ عَلَى طَاعَةِ اللهِ وَالتَّقَرُّبَ إِلَيْهِ مَطْلُوبٌ فِي كُلِّ حَالٍ، وَلَكِنَّهُ فِي الْعَشْرِ الأَخِيرَةِ مِنْ رَمَضَانَ أَعْظَمُ فَضْلاً وَأَكْثَرُ أَجْرًا؛ وَلَنَا فِي رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَيْرُ أُسْوَةٍ وَقُدْوَةٍ، فَقَدْ كَانَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيْلَهُ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَكَانَ يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لاَ يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهَا؛ كَمَا حَدَّثَتْ بِذَلِكَ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.
اللَّهُمَّ يَسِّرْ لَنَا الأُمُورَ، وَاشْرَحْ لَنَا الصُّدُورَ، وَزِدْنَا هُدًى وَسَدَادًا، وَفَلاَحًا وَرَشَادًا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ. أَقُولُ قَوْلِيِ هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمِ.


الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: اتَّقُوا اللهَ تَعَالَى، وَاعْلَمُوا أَنَّ الاِعْتِكَافَ مِنَ السُّنَنِ الْمُؤَكَّدَةِ فِي هَذِهِ الْعَشْرِ، وَحَافَظَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يَتْرُكْهُ حَتَّى مَاتَ، وَكَانَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- وَأَزْوَاجُهُ وَأَصْحَابُهُ يَعْتَكِفُونَ فِي هَذِهِ الْعَشْرِ؛ تَفَرُّغًا لِلْعِبَادَةِ، وَانْقِطَاعًا عَنِ الدُّنْيَا وَلَذَّاتِهَا وَشَهَوَاتِهَا، فَمَنْ تَيَسَّرَتْ لَهُ هَذِهِ السُّنَّةُ فَلاَ يَحْرِمْ نَفْسَهُ مِنْ هَذِهِ السُّنَّةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ؛ فَإِنَّهَا بَلْسَمٌ لِلْقُلُوبِ وَدَوَاءٌ لآفَاتِهَا، فَإِنْ لَمْ يَتَيَسَّرْ لَهُ اعْتِكَافُ الْعَشْرِ فَلْيَعْتَكِفْ بَعْضَ الأَيَّامِ، وَلَوْ لَيْلَةً، فَمَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَبْلَ الْمَغْرِبِ وَخَرَجَ بَعْدَ الْفَجْرِ كُتِبَ لَهُ اعْتِكَافُ لَيْلَةٍ.
فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- وَأَنِيبُوا إِلَيْهِ، وَأَخْلِصُوا لَهُ، وَلاَزِمُوا التَّوْبَةَ وَالاِسْتِغْفَارَ، وَاشْكُرُوا اللهَ الَّذِي هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ، وَبَلَّغَكُمْ شَهْرَ الصِّيَامِ، وَأَعَانَكُمْ عَلَى صِيَامِهِ وَقِيَامِهِ، وَاغْتَنِمُوا هَذِهِ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ بِالاِجْتِهَادِ فِي الْعِبَادَةِ مُتَأَسِّينَ بِرَسُولِكُمْ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابِهِ مِنْ بَعْدِهِ، لِتَفُوزُوا بِخَيْرَيِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ .
هَذَا، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ، فَقَالَ: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]، وَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا» [رواه مسلم].
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنَّا مَعَهُمْ بِمَنِّكَ وَإِحْسَانِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَ الدِّينَ، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، وَسَائِرَ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ.
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَانْصُرْ جُنُودَنَا، وَأَيِّدْ بِالْحَقِّ إِمَامَنَا وَوَلِيَّ أَمْرِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَجَمِيعَ وُلاَةِ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ يَا رَبَّ الْعِالَمِينَ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ، وَلَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ الْكَرِيمِ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ؛ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ.
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.