وإذا أراد الله نشر فضيلة
لنعم الله على العبد - إذا نسيه الناس ونسوا فضائله وتغافلوا عن مكانته التي يستحقها بينهم - صور كثيرة، فيسخر الله عز وجل له الأسباب التي تعيد ذكره على الألسن فتلهج له بالدعاء أو تعرف له مكانته التي يستحقها والتي حرموه منها سواء في حياته أو بعد مماته، أو إذا كان له نتاج علمي أو أدبي تقوم الناس بالبحث عن تلكم الكتب لقراءتها بسبب ما سخره الله عز وجل لهذا الرجل.
ومن هذه الصور على سبيل المثال أن يسلط الله عز وجل الحاسدين والمبغضين فينالوا من عرض هذا الرجل بالسب واللمز والتنقص فينتشر ذكره بين الناس فيعرفه الذين لم يكونوا يعرفونه من قبل فيبحثون عن سيرته فيعرفونها حق المعرفة
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت
أذاع لها لسان حسودِ
ومن تلك الصور أن يأتي الله عز وجل برجل سيئ يعقب ذلك الرجل الطيب الذي كان الناس لا يقدرونه قدره فتتبين في أعين الناس مكانته الحقيقية (فبضدها تتميز الأشياء) ويعرفون قدره الحقيقي
عتبت على سلمٍ فلما تركته
وجرّبت أقواما بكيت على سلمِ
ومنها أيضا أن تجد حثالة الناس وسقط القوم يعادون ذلك الرجل الذي لم يكن يعرفه أحد فيلفت ذلك انتباه الناس المنصفين فيساندونه ويعلون ذكره بين الناس لأن الرجال يُعرفون بالحق فينال مكانته التي يستحقها.
قد تكون هذه أمثلة قليلة من إنعام الله على العبد حتى يعلي ذكره وينال ما يستحقه من مكانة ولا ريب أن هناك صورا أخرى كثيرة.
المفضلات