(ويومئذ يفرح المؤمنون)
"وفي اليوم السابع من شهر جمادى الآخرة من عام ١٤٤٦ للهجرة فتح المجاهدون الشام وألقى الله في قلوب أعدائهم المهابة فصاروا يستسلمون لهم بلا قتال ولا حرب وهرب طاغيتها - الذي عاث في الأرض هو ووالده من قبله فسادا -إلى من سانده قبل من الكفار وخرجت الآلاف في الشوارع مهللين مكبرين وفتحت السجون وأخرج منها المظلومون غير مصدقين لما حدث وكانوا قد ظنوا أنفسهم قبل ذلك من الأموات فكان ذلك يوما من أيام الله التي نصر فيها الحق وأعز فيها جنده"

قد يأتي بعد مئات السنين من يقرأ في كتب السير والتاريخ من كتب مثل هذه الكلمات وقد تظهر على شفتيه ابتسامة جميلة وهو يقرأ ولكنه بالتأكيد لن يشعر بالفرح الذي شعرنا به نحن المعاصرين لهذا الحدث العظيم والنصر المبين.

ما بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال، بعد أن وصلنا إلى ما يقارب مرحلة فقدان الأمل من النصر والتغيير وزوال الظالم فإذا بالأمور تسير سريعا نحو الفرج والنصر المبين وتنقلب المآسي إلى أفراح وتحل الابتسامة محل الجراح سبحانك اللهم ما أقرب فرجك ولكننا من القوم الذين يستعجلون.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره (حسنه الألباني)، وقرب غيره أي قرب تغييره للحال وتبديله للشدة فرجا ونصرا.

سجل أيها التاريخ أننا شهدنا هذا النصر المبين وعشنا فرحة المسلمين المستضعفين الذين مكن الله لهم في الأرض وأخبر القادمين بعدنا أنكم مهما ابتسمتم وأنتم تقرؤون ما سيسطره التاريخ من بعدنا فلن تعيشوا ذات فرحتنا.