خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1442 هـ
كتبها / عبدالله بن فهد الواكد
إمام وخطيب جامع الواكد بحائل
الخطبة الأولى
الحَمْدُ للهِ واللهُ أكبرُ
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَلِلهِ الحَمْدُ
اللهُ أَكْبَرُ عَدَدَ مَنْ أَقْبَلَ وأدْبَرَ ، وعَدَدَ مَنْ سَبَّحَ واسْتَغْفَرَ وهَلَّلَ وَكَبَّرَ ، اللهُ أكْبَرُ ، عَدَدَ مَنْ طَافَ وسَعَى ، وقصَّرَ ورَمَى ، اللهُ أكْبَرُ ، عَدَدَ مَنْ وَقَفَ بِعَرَفَاتٍ ، وَرَمَى الجَمَرَاتَ ، اللهُ أكْبَرُ ولِلهِ الحَمْدُ ، وأشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلاَّ اللهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً
أمَّا بَعْدُ أيُّهَا المُسْلِمُونَ : فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى حَقَّ التَّقْوَى ، فَإِنَّ التَّقْوَى هِيَ زِمَامُ الأُمُورِ، وهيَ الحِرْزُ مِنَ الوُقُوعِ فِي الشُّرُورِ ، قالَ تَعَالَى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْعَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ).
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : أَصْلُ الدِّينِ وَأَسَاسُهُ الشَّهَادَتَانِ ، شَهَادَةُ أُنْ لاَ إلهَ إلَّا اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ، تَوْحِيدُ اللهِ والإِخْلاصُ لَهُ ، وَالإِيمَانُ بِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ والسِّلامُ ، وَاتِّبَاعُ شَرْعِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَعَالَى ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) الآية [النحل:36] وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ فَقَالَ لِي: يَا مُعَاذُ، أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى العِبَادِ ؟ وَمَا حَقُّ العِبَادِ عَلَى اللهِ؟ قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّ حَقَّ اللهِ عَلَى العِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقَّ العِبَادِ عَلَى اللهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا أُبَشِّرَ النَّاسَ؟ قَالَ: لَا تُبَشِّرَهُمْ فَيَتَّكِلُوا ) متفق عليه
فَاْشْكُرُوُا الَّذِي فَلَقَ الصُّبْحَ وَأَبْزَغَهُ ، فَأَرْسَلَ مُحَمَّدًا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ، وَاشْكُرُوا الذِي أَتَمَّ الفَضْلَ وَأَسْبَغَهُ ، فَجَعَلَكُمْ مِنْ المُوَحِّدِينَ
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَلِلهِ الحَمْدُ
أَيُّهَا النَّاسُ : كُلَّمَا نُسِّأَ لِلْمُسْلِمِ فِي أَجَلِهِ ، وَوُفِّقَ العَبْدُ لِصَالِحِ عَمَلِهِ ، كُلَّمَا كَانَ بِالشُّكْرِ أَجْدَى ، وَلِلْخَيْرِ أَهْدَى ، وَلِلْبَذْلِ أَنْدَى ، لِتَرْبُوَ فِي صَحَائِفِهِ الْحَسَنَاتُ ، وَتَحَاتَّ مِنْهَا السَّيِّئَاتُ ، وَتُزْلَفُ لَهُ الْجَنَّاتُ ، فَأَمْرُ اللهِ عَظِيمٌ ، وَشَرْعُهُ قَوِيمٌ ، وَسُلْطَانَهُ قَدِيمٌ ، وَمَا خَلَقَ اللهُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُوهُ ، فَهُوَ الجَدِيرُ بِأَنْ يُذْكَرَ وَيُحْمَدَ ، وَهُوَالْحَقِيقُ بِأَنْ يُشْكَرَ ويُعْبَدَ ، فاحْمَدُوا حَمِيداً كَرِيماً ، واشْكُرُوا شَاكِراً عَلِيماً ، فَقَدْ بَلَغْتُمْ مَوْسِماً كَرِيماً ، وَيَوْماً عَظِيماً ، رَفَعَ اللهُ قَدْرَهُ ، وأعْلَى ذِكْرَهُ ، وَسَمَّاهُ يَوْمَ الحَجِّ الأكْبَرِ، جَعَلَهُ اللهُ عِيدًا لِلْمُسْلِمِينَ ، حُجَّاجًا ومُقِيمِينَ ، كَانَ الْحَجِيجُ يَوْمَ الأمْسِ بِعَرَفَةَ ، وَوَصَّى نَبِيُّ الله عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي يَومِ عَرَفَةَ بِكِتَابِ اللهِ القُرْآنِ الكَرِيمِ وَقَالَ: إِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا مَا اعْتَصَمْتُمْ بِكِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالْسَّلَامُ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ لِبَاسَ الْعِيدِ الَّذِي تَلْبَسُونَ ، إنَّما هُوَ زِينَةٌ لِلْأَبْدَانِ ، ( وَلِبَاسُ التَّقْوى ذَلِكَ خَيْرٌ )
أيُّهَا المُسْلِمُونَ : الأَضَاحِي ، مِلَّةُ إِبْرَاهِيمَ ، وَسُنَّةُ رَسُولِنَا الكَرِيمِ ، فَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، ( ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ ) وَسَمَّى وَكَبَّرَ.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلاَّ اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ
أيُّهَا الِإخْوَةُ المُسْلِمُونَ : دَعُوا القَطِيعَةَ وَالشَّتَاتَ ، وَاتركوا الشِّقَاقَ وَالنِّزَاعَاتَ ، وَأْبْتَعِدُوا عَنْ التَّبَاغُضِ وَالمُشَاحَنَاتِ ، التِي هَتَكَتْ اللُّحْمَةَ ، وَشَتَّتَ الأُمَّةَ ، وَفَرَّقَتْ الكَلِمَةَ ، فَاجْعَلُوا هَذَا الْعِيدَ ، نَاسِخاً لِمَا قَبْلَهُ ، مُحْبِطًا لِمَا سَلَفَهُ ، مِنْ حُظُوظِ النَّفْسِ ، وَمَآرِبِ الْهَوَى ، فالدِّينُ أيُّهَا المُسْلِمُونَ : ألَّفَ بَيْنَ الأَعْدَاءِ ، فَأَصْبَحُوا بِنِعْمَةِ اللهِ أَحِبَّةً وأَشِقَّاءَ ، فَلَا تُفَرِّقَنَّكُمْ أَيُّهَا الأَشِقَّاءُ هَذِهِ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَكُمْ بِاللهِ الغَرُورُ ( وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا (
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحَمدُ
الإِسْلاَمُ ياَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ ، بِنَاءٌ شَامِلٌ ، وَصَرْحٌ مُتَكَامِلٌ ، عَاشَ فِي كَنَفِهِ قُرُونٌ وَأُمَمٌ ،فَهُوَ دِينُ رَحْمَةٍ وَرِفْقٍ وَتَسَامُحٍ ، وَمَحَبَّةٍ وَإِخَاءٍ وَتَصَالُحٍ ، الإِسْلاَمُ بَرَاءٌ مِمَّا أُلْصِقَ بِهِ وَدُسَّ فِيهِ ، الإِسْلاَمُ جَاءَ بِعِصْمَةِ الأَنْفُسِ ، وَحِفْظِ الأَمْوَالِ والأَعْرَاضِ ، دَخَلَتْ أُمَمُ الأَرْضِ دِينَ الْإِسْلاَمِ ، لَمَّا رَأَوْ سَمَاحَتَهُ وصِدْقَهُ وَعَدْلَهُ ، دَخَلُوهُ وَصَارُوا دُعَاةً لِلإِسْلاَمِ فِي بُلْدَانِهِمْ ، فَلْنُحَافِظْ عَلَى صُورَةِ الإِسْلاَمِ النَّاصِعَةِ ، وَلاَ نَطْمِسْ تِلْكَ المَآثِرَ اللَّامِعَةَ ، بِسُوءِ فَهْمِنَا لِمَقَاصِدِ الشَّرِيعَةِ الْغَرَّاءِ ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحَمدُ
أيُّهَا المُسْلِمُونَ : أَنْتُمْ فِي مُجْتَمَعٍ كَرِيمٍ ، لاَ تَمَسُّ أَهْلَ الْعَوَزِ والحَاجَةِ حَاجَةٌ وَأَنْتُمْ فِيهِ ، لِأَنَّكُمْ لِهَؤُلَاءِ أَنْهَاراً جَارِيَةً ، وَقُلُوباً حَانِيَةً ، تَبُرُّونَ بِالْكِبَارِ ، وَتَعْطِفُونَ عَلَى الْصِّغَارِ ، وَتَدْعُونَ لِلْمَوْتَى بِالرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ ، وَلِلْمَرْضَى بِالشِّفَاءِ وَالعَافِيَةِ ، وَلِلْأَسْرَى وَالمَسْجُونِينَ بِالفَكَاكِ والفَرَجِ ، ولِلْغَائِبِينَ بِالعَوْدَةِ سَالِمِينَ ، وَلِأُمَّةِ الإِسْلَامِ بِالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ ، وَالثَّبَاتِ عَلَى عَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ ، وَاحْرِصُوا فِي أَيَّامِكُمْ هَذِهِ بِالإِلْتِزَامِ بِالإِجْرَاءَاتِ الوِقَائِيَّةِ التِي حَثَّتْ عَلَيْهَا وَزَارَةُ الصِّحَّةِ ، كَالتَّبَاعُدِ وَالكَمَّامَاتِ وَغَسْلِ اليَدَيْنِ بِاسْتِمْرَارٍ ، حِفَاظًا عَلَيْكُمْ وَعَلَى كِبَارِ السِّنِّ وَالأَطْفَالِ فِي مُجْتَمَعَاتِكُمْ مِنْ مَرَضِ كُورُونَا حَمَانَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْهُ ،
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحَمدُ
أيُّهَا المُسْلِمُونَ ، اللهَ اللهَ بِالصَّلَاةِ جَمَاعَةً فِي المَسَاجِدِ ، وَاحْفَظُوا لِلْعُلَمَاءِ قَدْرَهُمْ ، وَلِوُلَاةَ الأَمْرِ بَيْعَتَهُمْ ، وَكُونُوا يَداً وَاحِدَةً ، وَصَفاًّ وَاحِداً ، فَمَا دُمتُمْ كَذَلِكَ فَلَنْ يَنَالَ عَدُوٌّ مِنْكُمْ نَيْلاً ، فَكَمَا تَرَوْنَ العَالَمَ الْيَوْمَ ، تَمُوجُ بِهِ الْفِتَنُ وَالْمِحَنُ وَالأَمْرَاضُ وَالأَوْبِئَةُ ، فَالْجَؤُوا إِلَى اللهِ وَاسْأَلُوهُ أَنْ يَرْفَعَ عَنَّا هَذَا الوَبَاءَ ، وَاحْذَرُوا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، إِحْذَرُوها وَاحْذَرُوا التَّسْوِيغَ لَهاَ ، وَالتَّهْوِينَ مِنْ شَأْنِهَا ، فَأَنْتُمْ بِفَضْلِ اللهِ فِي بِلَادٍ آمِنَةٍ مُطْمَئِنَّةٍ ، ، فالْزَمُوا الْعَقِيدَةَ الصَّافِيَةَ ، كِتَابَ اللهِ وَسُنَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَلَيْكُمْ بِمَنْهَجِ الوَسَطِيَّةِ فِي الدِّينِ ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوُّ وَالتَّطَرُّفُ ، تَرَاحَمُوا وَتَلَاحَمُوا وتَسَامَحُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا ، إِحْذَرُوا الرِّبَا ، وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا، وَاجْتَنِبُوا المُسْكِرَاتِ وَالمُخَدِّرَاتِ، ، أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ( مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحًا مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )
وَأسْأَلُ اللهَ أَنْ يُبَارِكَ لِي ولَكُمْ فِي الْقُرْآنِ، وَيَنْفَعُنَا بِالآيَاتِ وَالْهُدَى وَالْبَيَانِ ، وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ وَتُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الخطبة الثانية
الحَمْدُ للهِ واللهُ أكبرُ.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحَمْدُ ، الحَمْدُ لِلهِ مُعِيدِ الأَعْيَادِ ، المُنَزَّهِ عَنِ الشُّرَكَاءِ وَالأنْدَادِ ، وَأَشْهَدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
عِبَادَ اللهِ : مِنْ أَعْظَمِ مَا يَتَقَرَّبُ بِهِ الْعِبَادُ إِلَى اللهِ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَضَاحِي ( لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ ) يَقُولُ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((أَيَّامُ الْعِيدِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلهِ تَعَالى))
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : وَالذَّبْحُ يَبْدَأُ مِنْ بَعْدِ الفَرَاغِ مِنْ صَلَاةِ الْعِيدِ وَيَنْتَهِي بِغُرُوبِ شِمْسِ اليَوْمِ الرَّابِعِ مِنْ أَيَّامِ العِيدِ ، فَمَنْ كَانَ يُحْسِنُ الذَّبْحَ فَلْيَذْبَحْ إِضْحِيتَهُ بِنَفْسِهِ، وَمَنْ لَا يُحْسِنُهُ فَلْيُوَكِّلْ غَيْرَهُ ، وَارْفُقُوا بِالْبَهَائِمِ ، وَلْيُرِحْ أَحَدُكُمْ ذَبِيحَتَهُ، وَلْيُحِدْ شَفْرَتَهُ، فِإِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ، وَلْيَقُلْ أَحَدُكُمْ عِنْدَ ذَبْحِهَا : بِسْمِ اللهِ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ هَذَا مِنْكَ وَلَكَ ، اللهُمَّ هَذِهِ عَنِّي أَوْ عَنْ فُلَانٍ أَو فُلَانَةَ، وَيُسَمِّي صَاحِبَهَا ويُلحِقُ صَاحِبُهَا مَنْ شَاءَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ الْأَحْيَاءِ وَالمَيِّتِينَ ، وَكُلُوا مِنْهَا وَأَهْدُوا وَتَصَدَّقُوا قالَ تَعَالى ( فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْقَـٰانِعَ وَٱلْمُعْتَرَّ) وَلَا يُعْطَي الْجَزَّارُ أُجْرَتَهُ مِنْهَا ، وَاحْذَرُوا تَصْوِيرَ هَذِهِ الأَنْعَامِ عِنْدَ ذَبْحِهَا ، فَإِنَّ فِي ذَلِكَ الكَثِيرَ مِنْ المَحَاذِيرِ ، فَهِيَ بَهيمَةٌ مُسَخَّرَةٌ فَلَا نَتَّخِذُهَا مَسْخَرَةً .
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحَمْدُ. يَا نِسَاءَ المُسْلِمِينَ : أَنْتُنَّ أَشْرَفُ نِسَاءِ هَذَا الزَّمَانِ ، عَلَيْكُنَّ بِالْحِشْمَةِ ، وأغْضُضْنَ الأَبْصَارَ ، وَاحْفَظْنَ الفُرُوجَ ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى )
اللهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ وَالمُسلمِينَ وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالمُشْرِكينَ اللهُمَّ آمِنَّا فِي أوطَانِنَا وَأَصْلِحْ أئِمَتَنَا وَوُلاةَ أمُورِنَا ، وانْصُرْ جُنْدَنَا ، وَاحْفَظْ حُجَّاجَ بَيْتِكَ الحَرَامَ ، وَأَزِلْ عَنَّا هَذَا الوَبَاءَ ، وَأَصْلِحْ أَحْوَالَ المُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ، اللهُمَّ اجْعَلْ عِيدَنَا عيدَ أمنٍ في الأوطانٍ وصِحَّةٍ فِي الأبْدَانِ وحِفْظٍ للأهلِ والولدانِ سبحانَ ربِّكَ ربِّ العزةِ عما يصفونَ، وسلامٌ على المرسلينَ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلى اللهُ على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ أجمعينَ، والتابعينَ ومن تبعهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
المفضلات