النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: خطبة جمعة بعنوان ( المخدرات أعظم الآفات )

  1. #1
    مشرف المضايف الإسلامية الصورة الرمزية الشيخ/عبدالله الواكد


    تاريخ التسجيل
    09 2001
    الدولة
    www.alwakid.net
    العمر
    60
    المشاركات
    1,693
    المشاركات
    1,693

    خطبة جمعة بعنوان ( المخدرات أعظم الآفات )



    خطبة جمعة

    بعنوان

    (المخدرات أعظم الآفات )


    كتبها / عبدالله فهد الواكد
    إمام وخطيب جامع الواكد


    الخطبة الأولى
    الحمدُ للهِ الذِي رَفَعَ الرَّوَاسِي وَبَسَطَ السُّهُولَ ، وَوَهَبَ لِعِبَادِهِ الأَلْبَابَ وَالعُقُولَ ، أَحْمَدُهُ حَمْداً يَلِيقُ بِعَظَمتِهِ وَجَلَالِهِ ، وَيَنْبَغِي لِعِزَّتِهِ وَكَمَالِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِينَ ،
    أَمَّا بَعْدُ أَيُّهاَ المُسْلِمُونَ : فَأُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ القَائِلِ ( يَا أَيُّها الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )
    إِتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ العَقْلَ نِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ ، وَمِنَّةٌ كَرِيمَةٌ ، لاَ يَعْرِفُ قِيمَتَهُ إِلاَّ مَنْ رَأَى مَعْتُوهاً أَوْ سَفِيهاً أَوْ ضَالاًّ أَوْ مُنْحَرِفاً ،
    يُزِينُ الفَتَى فِي النَّــاسِ صِحَّةُ عَقْلِهِ
    وَإِنْ كَانَ مَحْظُوراً عَلَيْـهِ مَكَاسِـبُـهْ
    يَعِيشُ الفَتَى فِي النَّاسِ بِالعَقْـلِ إِنَّهُ
    عَلَى العَقْلِ يَجْـرِي عِلْمُهُ وَتَجَارِبـُـهْ
    وَأَفْضَلُ قَسْــــمِ اللهِ لِلْمَـرْءِ عَقْـلُـهُ
    فَـلَـيْـسَ مِـنَ الأَشْـيَـاءِ شَـيْءٌ يُقَارِبُهْ
    إِذَا أَكْمَـــلَ الـرَّحْـمَـــــنُ لِلْمَرْءِ عَـقْـلَــهُ
    فَـقَـدْ كَـمُـلَـتْ أَخْـلاَقُـــهُ وَمَــآرِبُــــهْ
    فَالسَّعِيدُ مَنْ اغْتَبَطَ بِعَقْلٍ نَاضِجٍ ، يَهْدِيهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ وَفَلاَحٍ ، وَالشَّقِيُّ مَنْ ابْتُلِيَ بِعَقْلٍ مَنْكُوسٍ ، يُرْدِيهِ فِي كُلِّ هَاوِيَةٍ وَبَلِيَّةٍ ، وَفِي كُلِّ شَرٍّ وَضَلاَلٍ ،
    أَيُّهَا الْمُسْلِمُ : أَيُّهَا الشَّبَابُ خَاصَّةً : هَذَا العَقْلُ الذِي وَهَبَهُ اللهُ لَكَ ، هُوَ مِنْحَةٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، حُرِمَ مِنْهُ كَثِيرُونَ ، فَاحْمَدِ اللهَ أَنَّ عَقْلَكَ نَاضِجٌ ، وَفِكْرَكَ سَلِيمٌ ، فحَاَفِظْ عَلَى هَذِهِ الدُّرَّةِ النَّادِرَةِ ، وَنَمِّ عَقْلَكَ وَفِكْرَكَ بِمَا يَنْفَعُكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، فَأَنْتَ ذُو عَقْلٍ صَحِيحٍ مُعَافَى ، تُحْسِنُ التَّصَرُّفَ فِي نَفْسِكَ وَأَهْلِكَ وَمَالِكَ وَأَمَّا فَاقِدُ العَقْلِ مِنْ مُدْمِنِي الْمُخَدِّرَاتِ ، فَلاَ يُحْسِنُ التَّصَرُّفَ فِي نَفْسٍ وَلاَ مَالٍ ، وَلاَ يُؤمَنُ عَلَى عِرْضٍ ، وَلاَ يُوجَدُ فِي البَشَرِيَّةِ مَنْ يَرْضَى أَنْ يُوصَفَ بِالجُنُونِ مَهْمَا كَانَ عَقْلُهُ ، بَلْ إِنَّ العَبَثَ بِالعَقْلِ وَإِفْسَادَهُ يُعَدُّ مِنْ أَشْنَعِ الجَرَائِمِ ،وَأَكْبَرِ الكَبَائِرِ،
    أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الوَسَائِلِ التِي تُفْسِدُ العَقْلَ ، هِيَ تَعَاطِي المَسْكِرَاتِ أَوْ الْمُخَدِّرَاتِ ، لِذَا جَاءَتْ نُصُوصُ الشَّرِيعَةِ بِتَحْرِيمِ كُلِّ مُسْكِرٍ قَاَلَ تَعَالَى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ )) وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ : (( وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا فَمَاتَ وَهُوَ يُدْمِنُهَا لَمْ يَتُبْ لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الآخِرَةِ )) وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: (( إِنَّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ )). قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: (( عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ، أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ)) وَسَمَّاهَا الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّ الخَبَائِثِ ,
    أَيُّهَا النَّاسُ : لَقَدْ أُبْتُلِيَتْ الأُمَّةُ بِدَاءٍ أَخْطَرَ مِنَ الخَمْرِ ، فَإِنْ كَانَتْ الخَمْرَةُ أُمَّ الخَبَائِثِ ، فَالمُخَدِّرَاتُ هِيَ أُمُّ الخَبَائِثِ وَالجَرَائِمِ وَالمَصَائِبِ كُلِّهَا ، فَالمُخَدِّرَاتُ حَرْبٌ مُدَمِّرَةٌ ، يَشُنُّهَا أَعْدَاءُ الأُمَّةِ عَلَى أَغْلَى وَأَثْمَنِ مُقَدَّرَاتِهَا ، يَشُنُّونَ هَذِهِ الحَرْبَ المُدَمِّرَةَ عَلَى عُقُولِ الشَّبَابِ ، لِيَنْغَمِسَ الشَّبَابُ فِي هَذَا البَلاَءِ ، فَيَكُونُوا أُسَارَى لِهَذَا الشَّرِّ المُدَمِّرِ ، يَقُودُهُمْ لِكُلِّ خَائِبَةٍ وَنَقِيصَةٍ ، وَيُوقِعُهُمْ فِي هَتْكِ الأَعْرَاضِ ، وَاسْتِنْزَافِ الأَمْوَالِ ، ثُمَّ يَؤُولُونَ بَعْدَ أَنْ يَذْهَبَ مَا عِنْدَهُمْ مِنْ مَالٍ وَصِحَّةٍ إِلَى الشَّوَارِعِ وَالمَصَحَّاتِ وَالسُّجُونِ ، فَيَكُونُوا عِبْئًا عَلَى الأُمَّةِ ، بَدَلاً مِنْ أَنْ يَكُونُوا سَوَاعِدَ لِلْبِنَاءِ ، فَمُدْمِنُ المُخَدِّرَاتِ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ ، خَطَرٌ عَلَى أَمْوَالِ وَالِدَيْهِ وَأَهْلِهِ ، لاَ يَأْمَنُهُ أَقْرَبُ النَّاسِ ، بَلْ مِنْهُمْ مَنْ يَسْرِقُ أَثَاثَ البَيْتِ وَيَبِيعُهُ ، وَيَسْرِقُ ذَهَبَ أُمِّهِ وَزَوْجَتِهِ وَأُخْتِهِ ، لِيُؤَمِّنَ ثَمَنَ المُخَدِّرَاتِ
    لَمْ تُبْقِ المُخَدِّرَاتُ صِفَةَ خَيْرٍ فِي مُدْمِنٍ إِلاَّ اسْتَبْدَلَتْهَا بِصِفَاتِ الشَّرِّ وَالعُدْوَانِيَّةِ ،
    المُخَدِّرَاتُ يَا عِبَادَ اللهِ : أَسْلِحَةٌ فَتَّاكَةٌ صُدِّرَتْ إِلَى العَالَمِ كَافَّةً، وَإِلَى المُجْتَمَعَاتِ المُسْلِمَةِ بِصُورَةٍ خَاصَّةٍ ، وَالمُجْتَمَعُ الذِي تَنْتَشِرُ فِيهِ المُخَدِّرَاتُ يَسُودُهُ القَلَقُ وَالتَّوَتُّرُ، وَالشِّقَاقُ وَالتَّمَزُّقُ ، وَتَكْثُرُ فِيهِ الجَرَائِمُ ، نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَحْفَظَ شَبَابَنَا وَفَتَيَاتِنَا مِنْ هَذَا الوَبَاءِ وَأَنْ يَحْفَظَ الإِسْلَامَ وَالمُسْلِمِينَ .

    بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآَنِ العَظِيمِ.....


    الخطبة الثانية
    الحمدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ تَعْظِيماً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ
    صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ
    وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً
    أَيُّهاَ المُسْلِمُونَ : إِنَّ غَرْسَ الإِيمَانِ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَرَبْطَ النَّاسِ بِكِتَابِ اللهِ تَعَالَى وَبِسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهَمِّ مَا يُتَّقَى بِهِ هَذَا الشَّرُّ العَظِيمُ ، فَيَجِبُ عَلَى المُسْلِمِ أَنْ يَغْرِسَ الإِيمَانَ وَالقِيَمَ الشَّرِيفَةَ فِي نُفُوسِ مَنْ حَوْلَهُ مِنَ الأَفْرَادِ وَالجَمَاعَاتِ، وَأَنْ يَحْذَرَ الشَّبَابُ الرِّفْقَةَ السَّيِّئَةَ ، لِأَنَّ المُخَدِّرَاتِ أَصْبَحَتْ آفَةً مِنْ آفَاتِ هَذَا العَصْرِ، وَازْدَادَ انْتَشَارُهَا فِي العَالَمِ، مِمِا جَعَلَ المُجْتَمَعَاتِ العَالَمِيَّةِ تَخْشَى آثَارَهَا عَلَى شَبَابِهَا وَاقْتْصَادِهَا وَمُسْتَقْبَلَهَا ، وَالوَاجِبُ عَلَى أَفْرَادِ هَذَا المُجْتَمَعِ أَنْ يَكُونُوا فَاعِلِينَ وَمُتَعَاوِنِينَ مَعَ الأَجْهِزَةِ المُخْتَصَّةِ فِي مُوَاجَهَةِ هَذَا الخَطَرِ الذِي يُهَدِّدُ مُجْتَمَعَنَا،
    وَصَلُّوا عَلَى مُحَمّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا أَمَرَكُمْ ربُّكُمْ بِذَلِكَ فَقَاَلَ (
    إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً )




    https://sites.google.com/view/www-al...%AA?authuser=0



    التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد ; 24-12-2020 الساعة 21:04


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. خطبة جمعة بعنوان ( حرب المخدرات 40 )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-06-2019, 23:11
  2. خطبة جمعة بعنوان ( آخر جمعة في رمضان ) عام 1440 هـ
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-06-2019, 16:54
  3. خطبة جمعة بعنوان ( آخر جمعة في رمضان 1437 )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-06-2016, 22:35
  4. خطبة جمعة الغد بعنوان ( أول جمعة في رمضان ) 1436/9/2هـ
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-06-2015, 15:01
  5. خطبة جمعة عبيد بن عساف الطوياوي بعنوان : آفة المخدرات
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-06-2007, 00:02

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته