خطبة جمعة
بعنوان
(نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الخَبَثُ)
كتبها
عبدالله فهد الواكد
إمام وخطيب
جامع الواكد بحائل
الخطبة الأولى
الحَمْدُ للهِ الذِي رَفَعَ الحَرَجَ وَأَدْنَى الفَرَجَ أَحْمَدُهُ حَمْدًا كَثِيرًا وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً ،
أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : فَاتَّقُوا اللهَ القَائِلَ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )
أَيُّها المُسْلِمُونَ : مِنْ أَبْرَزِ مَا يَتَّقِي بِهِ النَّاسُ شَرَّ هَذَا الفَيْرُوسِ بَعْدَ حِمَايَةِ اللهِ هُوَ التَّبَاعُدُ الإِجْتِمَاعِيُّ ، فَقَدْ تَفَرَّقَتْ النَّاسُ بِسَبَبِ فَيْرُوسِ كُورُونَا وَعَثَى فِي الأَرْضِ عَرْضًا وَطُولاً وَمِنْ حَصَافَةِ المُؤْمِنِ وَإِدْرَاكِهِ لِبَوَارِقِ الخَطَرِ هُوَ اسْتِصْحَابُهُ لِمُجْرَيَاتِ الأَحْدَاثِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَحْمِي نَفْسَهُ مِنْ شَرِّ هَذَا الوَبَاءِ وَأَنْ يُذَكِّرَ النَّاسَ بِالنِّعَمِ لِيَشْكُرُوهَا وَبِالنِّقَمِ لِيَحْذَرُوهَا قَالَ تَعَالَى (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (25 الأنفال) لِأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَخَذَ النَّاسَ عَمَّهُمْ بِالعُقُوبَةِ فَفِي البُخَارِيِّ عَنْ زَيْنَبِ بِنْتِ جَحْشٍ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ : ( لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ ، فُتِحَ اليَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمأْجُوجَ مِثْلُ هَذَا ، وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ وَبِالَّتِي تَلِيهَا فَقَالَتْ زَيْنَبُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ ؟ قَالَ : نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الخَبَثُ ) ! يَعْنِي إِذَا كَثُرَتْ المَعَاصِي عَمَّ الهَلَاكُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ
فَاللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حِينَمَا خَلَقَ هَذَا الكَوْنَ العَظِيمَ مِنْ فَيْرُوسَاتِهِ وَذَرَّاتِهِ إِلَى مَجَرَّاتِهِ وَكُلُّهُ تَحْتَ طَوْعِهِ وَسُلْطَانِهِ ، خَلَقَهُ بِنِظَامٍ رَتِيبٍ وَتَدْبِيرٍ عَجِيبٍ يَعْجَزُ العَاقِلُ المُتَدَبِّرُ عَنْ وَصْفِهِ نُجُومُهُ وَكَوَاكِبُهُ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ وَأَمَّا هَذِهِ الأَرْضُ التِي يَسْكُنُهاَ بَنُو آدَمَ ، وَجَعَلَهُ خَلِيفَةً فِيهَا ، فَنَحْنُ وَمَنْ فِيهاَ مِنْ الجِنِّ وَالحَيَوَانِ وَالنَّبَاتِ وَمَا أَخْرَجَ مِنْهَا مِمَّا يَعْجَزُ البَشَرُ عَنْ حَصْرِهِ وَإِحْصَائِهِ كُلُّ ذَلِكَ مِنْ نِعَمِ اللهِ التِي يَجِبُ عَلَيْنَا شُكْرَهَا ، فَاللهُ سُبْحَاَنهُ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ خَلَقَهَا بِنِظَامٍ يُوَفِّرُ لِلنَّاسِ حَيَاةً آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً فَالخَالِقُ لاَ يُضَيِّعُ مَنْ خَلَقَ ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )(14 الملك )، وَلَكِنَّهُ خَلَقَ الخَلْقَ لِعِبَادَتِهِ قَالَ تَعَالَى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) (56 الذاريات) فمَنْ أَسْلَمَ وَآمَنَ وَأَطَاعَ اللهَ دَخَلَ الجَنَّةَ وَمَنْ أَدْبَرَ وَكَفَرَ وَعَصَى دَخَلَ النَّارَ ، وَجَعَلَ الآخِرَةَ مَوْعِدًا لِمُحَاسَبَةِ النَّاسِ ، وَلَكِنَّ النَّاسَ إِذَا تَجَاوَزُوا الحُدُودَ التِي حَدَّهَا اللهُ لَهُمْ وَحَرَّمَهَا عَلَيْهِمْ مُسْلِمِهِمْ وَكَافِرِهِمْ وَهَذِهِ الحُدُودُ هِيَ التِي عَلَيْهَا تَقُومُ حَيَاةُ البَشَرِ جَمِيعًا وَتَصْلُحُ بِهَا الحَيَاةُ وَيَهْنَأُ بِهَا العَيْشُ ، فَأَصْبَحَ المُنْكَرُ فِي كَثِيرٍ مِنْ البُلْدَانِ فَاحِشاً وَمُشَاعًا وَمُعْلَنًا كَالزِّنَا وَالفَوَاحِشِ التِي تُسْتَبَاحُ بِهَا الفُرُوجُ وَتَضِيعُ بِهَا الأَنْسَابُ وَيَتَحَوَّلُ البَشَرُ الذِينَ كَرَّمَهُمْ اللهُ إِلَى حُثَالَةٍ تَتَسَافَدُ فِي النَّوَادِي اللَّيْلِيَّةِ وَفِي بُيُوتِ الدَّعَارَةِ وَالخِنَا وَعَلَى الشُّطْآنِ وامْتَلَأَتْ الاِنْتَرْنِتْ مِنْ عُرِيِّهِمْ وَسَفَالَتِهِمْ ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ َ: ( ... لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا .... ) [رواه ابن ماجة والحاكم] وصححه الألباني
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : عُقُوبَةُ اللهِ مِنْ جِنْسِ مُخَالَفَةِ النَّاسِ فَقَدْ كَانَ آلُ فِرْعَوْنَ عَلَى ضِفَافِ النِّيلِ يَزْرَعُونَ وَيَأْكُلُونَ ( وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)(51الزخرف ) فَأَخَذَهُمْ اللهُ بِالقَحْطِ وَالسِّنِينَ ﴿ وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ ( الأعراف 130) وَأَخَذَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِأَصْنَافِ العَذَابِ قَالَ تَعَالَى ﴿ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ ﴾(الأعراف 133) وَأَخَذَ قَوْمَ سَبَأٍ بِالتَّفَرُّقِ وَالتَّمَزُّقِ بَعْدَمَا كَانَتْ طُرُقُ سَيْرِهِمْ مِنْ اليَمَنِ إِلَى الشَّامِ مِنْ خِلَالِ قُرًى ظَاهِرَةٍ عَامِرَةٍ لاَ يَحْتَاجُونَ فِيهَا لِلْمُؤَنِ وَالتَّزَوُّدِ , لَكِنَّهُمْ دَعَوُا اللهَ أَنْ يُزِيلَ عَنْهُمْ أَمْنَ الطَّرِيقِ وَأَنْ يَجْعَلَ أَسْفَارَهُمْ مُتَبَاعِدَةً مُوحِشَةً , قَالَ تَعَالَى : (وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18) فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (19 سبأ )
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَ النَّاسَ عَلَى هَذِهِ الأَرْضِ بِالِحشْمَةِ وَالعَفَافِ وَعَدَمِ اخْتِلَاطِ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ فَأَمْعَنَ النَّاسُ فِي مُخَالَفَةِ ذَلِكَ وَكَثُرَتْ الخُلْطَةُ المُحَرَّمَةُ وَاللَّهْوُ المُحَرَّمُ فِي كُلِّ أَصْقَاعِ الدُّنْيَا فَابْتَلَاهُمْ اللهُ بِهَذَا الفَيْرُوسِ الذِي أَوْقَفَ العَالَمَ وَجَمَّدَ الإِقْتِصَادَ وَحَبَسَ النَّاسَ فِي بُيُوتِهِمْ وَأَلْبَسَهُمْ الكَمَّامَاتِ وَحَتَمَ عَلَيْهِمُ التَّبَاعُدَ حَتَّى فِي صُفُوفِ الصَّلَاةِ كَمَا تَرَوْنَ وَهُوَ فَيْرُوسٌ مُتَنَاهِي الصِّغَرِ قُطْرُهُ مَائَةٌ وَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ نَانُومِيتَرْ ، أَتَدْرُونَ أَيُّهاَ المُسْلِمُونَ أَنَّ المِلِّيمِتَرْ المُكَعَّبَ الذِي بِقَدْرِ رَأْسِ القَلَمِ يَسْتَوْعِبُ خَمْسُمَائَةَ وَاِثْنَيْ عَشَرَ مِلْيَاراً مِنْ هَذَا الفَيْرُوسِ بِمَعْنَى أَنَّ الْخَمْسَةَ مَلاَيِينَ مُصَاباً فِي العَالَمِ أُصِيبُوا بِجُزْءٍ يَسِيرٍ مِنْ الِملِّيمِترِ المُكَعَّبِ مِنْ الفَيْرُوسَاتِ (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ) (31 المدثر ) فَاللهُ يُمْهِلُ وَيَأْخُذُ النَّاسَ بِالعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ العَذَابِ الأكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ، فَهَذَا مُلْكُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، مُلْكُهُ وَمَحَارِمُهُ وَحُدُودُهُ ، وَأَمَّا نَحْنُ فخَلَقٌ مُسْتَخْلَفُونَ ، ضُعَفَاءُ مَغْلُوبُونَ ، غَايةُ مُا لَدَيْنَا مِنْ عِلْمٍ وَتَطَوُّرٍ وَقُوَّةٍ تَقِفُ حَائِرَةً أَمَامَ فَيْرُوسٍ ضَعِيفٍ ، فَمَا أَوْسَعَ رَحْمَةِ اللهِ بنا ، وَمَا أَطْوَلَ حُلُمَهُ عَلَيْنَا ، أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) (65 الحج )
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْءَانِ العَظِيمِ
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ ربِّ العالمينَ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيه وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ . أمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللهِ فَاتَّقُوا اللهَ القَائِلَ (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : مِنْ سُنَنِ اللهِ الكَوْنِيَّةِ التِي سَنَّهَا فِي هَذَا الكَوْنِ لِيَسِيرَ النَّاسُ عَلَيْهَا مَعَ تَوَكُّلِهِمْ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ ، الأَخْذُ بِالأَسْبَابِ ، فَمَنْ سَلَكَ أَسْبَابَ الهَلاَكِ هَلَكَ وَمَنْ سَلَكَ أَسْبَابَ النَّجَاةِ نَجَا بِإِذْنِ اللهِ
تَبْغي النَّجَاة وَلَمْ تَسْلُكْ طَرِيقَتَهَا
إنَّ السَّفِينَة لاَ تَجْرِي عَلَى اليَبَسِ
فَعَلَيْنَا أَنْ نَعُودَ إِلَى رَبِّنَا بِالإِسْتِغْفَارِ وَالتَّضَرُّعِ وَالدُّعَاءِ أَنْ يَرْفَعَ عَنَّا هَذَا الوَبَاءَ وَوَاجِبُ المُسْلِمُ الإِعْتِبَارُ وَالنُّصْحُ لِأُمَّتِهِ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ
ثُمَّ عَلَيْنَا اتِّبَاعُ التَّعْلِيمَاتِ الصِّحِّيَّةِ التِي تَصْدُرُ مِنْ الجِهَاتِ الرَّسْمِيَّةِ ، الِتي تَأْمُرُنَا بِالتَّبَاعُدِ الإِجْتِمَاعِيِّ وَعَدَمِ التَّجَمُّعِ وَالإِخْتِلَاطِ وَلِبْسِ الكَمَّامَاتِ وَالحِرْصِ عَلَى غَسْلِ الكَفَّيْنِ بِالمَاءِ وَالصَّابُونِ وَوُجُوبِ المُكُوثِ فِي البَيْتِ وَلْيَعْلَمْ مَنْ يَخْرُجْ وَيَخْتَلِطْ أَنَّهُ قَدْ يَكُونُ سَبَباً فِي نَقْلِ العَدْوَى لِأَهْلِهِ وَأُسْرَتِهِ فَيَكُونُ سَبَبًا فِي إِصَابَتِهِمْ حَمَاكُمْ اللهُ كَمَا أَنَّنِي أُوصِي كِبَارَ السِّنِّ وَذَوِي الأَمْرَاضِ المُزْمِنَةِ وَالمَنَاعَةِ الضَّعِيفَةِ أَنْ يُقَلِّلُوا مِنْ الخُرُوجِ حَتَّى إِلَى المَسَاجِدِ لِأَنَّهُمْ فِي هَذِهِ الظُّرُوفِ مِنْ أَهْل ِالأَعْذَارِ قَالَ تَعَالَى (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195 البقرة )
عِبَادَ اللهِ ، صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الهَادِي البَشِيرِ وَالسِّرَاجِ المُنِيرِ ، كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ فَقَالَ سُبْحَانَهُ ( إِنَّ اللهَ وَملاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيْ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ،
ملاحظة : لم أستطع تحميل ملف الوورد / PDF هنا مشكلة في الشبكة
من أراده موجود هنا
https://drive.google.com/drive/folders/1mVUzrDeGidzHUPhRCADmUXZw9DyA_YGj
المفضلات