النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: خطبة جمعة بعنوان ( وارتحل رمضان 1440 )

  1. #1
    مشرف المضايف الإسلامية الصورة الرمزية الشيخ/عبدالله الواكد


    تاريخ التسجيل
    09 2001
    الدولة
    www.alwakid.net
    العمر
    60
    المشاركات
    1,693
    المشاركات
    1,693

    خطبة جمعة بعنوان ( وارتحل رمضان 1440 )



    خطبة جمعة
    بعنوان
    ( وارتحل رمضان 1440 )

    عبدالله بن فهد الواكد
    جامع الواكد بحائل

    الخطبةُ الأولى

    الحمدُ للهِ كثيراً وسبحانَ اللهِ بكرةً وأصيلاً ، وأشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهَ وحدَهُ لا شريكَ له، وأشهَدُ أنَّ نبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُه، صلى اللهُ عليهِ وسلمَ وعلى آله وصحابته أجمعين
    أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : إِنَّ الأَيَّامَ وَاللَّيَالِيَ ، وَالشُّهُورَ وَالأَعْوَامَ ، مَقَادِيرٌ لِلآجَالِ وَمَوَاقِيتُ لِلْأَعْمَالِ ، تَنْقَضِي حَثِيثًا وَتَمْضِي جَمِيعًا ، وَالمَوْتُ يَطُوفُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، لاَ يُؤَخِّرُ مَنْ وَفَىَ عُمُرُهُ وَدَنَى أَمْرُهُ ، وَالأَيَّامُ خَزَائِنُ الأَعْمَالِ ، تُدْعَوْنَ بِهَا يَوْمَ القِيَامَةِ، ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا ) يُنَادِي رَبُّكُمْ: ((يَا عِبَادِي، إِنَّماَ هِيَ أَعْمَالُكمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أوفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ)) رَوَاهُ مُسْلُمٌ.
    أَيُّهاَ المُسْلِمُونَ ، لَقَدْ إمْتَنَّ اللهُ سُبْحَانَهُ عَلَيْكُمْ بِإِتْمَامِ الصِّيَامِ وَالقِيَامِ ، فَاسْأَلُوهُ أَنْ يَتَقَبَّلَ مِنْكُمْ ، وَأَنْ يَغْفِرَ لَكُمْ مَا بَدَرَ مِنْ تَقْصِيرٍ وَآثَامٍ ،
    لَقَدْ رَحَلَ شَهْرُكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ ، وَرَحَلَ بِنَزْرٍ مِنْ أَعْمَارِكُمْ ، وَخُتِمَ فِيهِ عَلَى أَفْعَالِكُمْ وَأَقْوَالِكُمْ ، فَاحْمَدُوا اللهَ أَيُّهَا الصَّائِمُونَ القَائِمُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ ، فَإِنَّ فَرْحَتَكُمْ تَكْتَمِلُ حِينَ يُوَفِّيَكُمْ اللهُ أُجُورَكُمْ وَهُوَ القَائِلُ فِي الحَدِيثِ القُدْسِيِّ ( الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ) وَلْيَتَدَارَكْ بِالتَّوْبَةِ مَنْ سَاءَ عَمَلُهُ وَقَلَّ حَظُّهُ ، قَبْلَ أَنْ تُغْلَقَ الأَبْوَابُ ، وَيُقْفَلُ المَتَابُ ، وَيُطْوَى الكِتَابُ ، فَيَامَنْ أَحْسَنْتُمْ أَتِمُّوا غَزْلَكُمْ ، وَوَاصِلُوا زَرْعَكُمْ ، وَلاَ تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ،
    أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : لَقَدْ صُمْتُمْ النَّهَارَ وَقُمْتُمْ اللَّيْلَ وَاجْتَهَدْتُمْ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ ، وَتَحَرَّيْتُمْ لَيْلَةَ القَدْرِ ، كُلُّ ذَلِكَ طَمَعاً فِي رَحْمَةِ رَبِّكُمْ وَثَوَابِ خَالِقِكُمْ ، فَإِنْ بَرَحَتْكُمْ الغُرُّ الفَاضِلاَتُ ، وَتَرَكَتْكُمْ النَّوَاصِي الشَّرِيفَاتُ ، فَمَا بَرَحَتْ مَعَهَا رَحْمَةُ اللهِ وَخَيْرُهُ وَعَطَاؤُهُ ، فَرَبُّ الشُّهُورِ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ وَاحِدٌ ، وَهَكَذَا أَيَّامُ العُمُرِ مَرَاحِلُ نَقْطَعُهاَ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ فِي طَرِيقِناَ إِلَى الدَّارِ الآخِرَةِ ،
    أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : لَيْسَ لِلطَّاعَةِ زَمَنٌ مَحْدُودٌ، وَلاَ لِلْعِبَادَةِ أَجَلٌ مَعْدُودٌ ، بَلْ هِيَ حَقٌّ للهِ عَلَى العِبَادِ ، فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ ، يَعْمُرُونَ بِهَا الأكْوَانَ عَلَى مَرِّ الدُّهُورِ وَالأَزْمَانِ ، فَعِبَادَةُ رَبِّ العَالَمِينَ لَيْسَتْ مَقْصُورَةً عَلَى رَمَضَانَ ، وَلَقَدْ شَرَعَ اللهُ لَكُمْ صِيَامَ سِتٍّ مِنْ شَوَّالَ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمّ أَتْـبَعَهُ سِتًا مِنْ شَوَّالٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ كُلَّهُ)) وَلَا فَرْقَ بَيْنَ صِيَامِهَا مُتَتَالِيَةً أَوْ مُتَفَرِّقَةً
    وَمَنْ ذَاقَ حَلاَوَةَ الذِّكْرِ وَالإِيمَانِ ، وَتَعَطَّرَ فَمَهُ بِتِلاَوَةِ القُرْآنِ ، فَهَذَا كِتَابُ اللهِ تَعَالَى فِي رَمَضَانَ ، وَفِي كُلِّ زَمَانٍ ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِقْرَؤُوا القُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ ) ، وَمَنْ تَلَذَّذَ بِالقِيَامِ ، وَتَنَعَّمَ بِمُنَاجَاةِ القُدُّوسِ السَّلاَمِ ، فَقِيَامُ اللَّيْلِ لَمْ يَنْتَهِ بِنِهَايَةِ شَهْرِ الصِّيَامِ ، فَالقِيَامُ مَشْرُوعٌ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ وَقَدْ كَانَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ يُدَاوِمُ عَلَى إِحْدَى عَشَرَةَ رَكْعَةً كَمَا فِي حَدِيثِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ، فَلَقَدْ صَلَّى مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَفَطَّرَتْ قَدَمَاهُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ ، مَعَ أَنَّهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ مِنْ أَهْلِ السَّخَاءِ ، وَالبَذْلِ وَالعَطَاءِ ، فَإِنَّ المَسَاكِينَ وَالأَيْتَامَ وَالفُقَرَاءَ ، تَكْتَفُّ عَنْهُمْ الأَيَادِي بَعْدَ رَمَضَانَ ، فَكُنْ مِمَّنْ يَطْرُقُ أَبْوَابَهُمْ ، وَإِنَّ لِلصَّدَقَةِ عَلَى المِسْكِينِ وَالقَرِيبِ ، شَأْنٌ عَجِيبٌ ، وَأَثَرٌ غَرِيبٌ ، وَيَكْفِيِ مَنْ تَصَدَّقَ فَأَخْفَى ، أَنَّهُ مِمَّنْ يُظِلُّهُمْ اللهُ بِظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ ، قَالَ تَعَالَى : ( وَمَا تُقَدّمُواْ لأَنفُسِكُمْ مّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا )
    أَقُولُ مَاسَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الجَلِيلَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ


    الخطبة الثانية

    الحَمْدُ للهِ عَلَى نِعْمَةِ الصِّيَامِ، وَالحَمْدُ للهِ عَلَى نِعْمَةِ القِيَامِ ، وَالحمَدُ للهِ عَلى نِعْمَةِ القُرْآنِ وَتِلاَوَتِهِ ، وَالتَّلَذُّذِ بِحَلاَوَتِهِ وَطَرَاوَتِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ ، صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
    أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : فَأُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ ، فَإِنَّهَا عُرْوَةُ الإِسْلاَمِ التِي لَيَسَ لَهَا انْفِصَامٌ ، مَعَاشِرَ المُسْلِمِينَ ، هَذِهِ أَيَّامُ شَهْرِكُمْ رَحَلَتْ ، وَلَيَالِيهِ الشَّرِيفَةُ انْقَضَتْ ، شَاهِدَةٌ بِمَا عَمِلْتُمْ ، فَاسْأَلُوا اللهَ القَبُولَ وَالتَّوْفِيقَ ، وَالثَّبَاتَ عَلَى سَوِيِّ الطَّرِيقِ ، تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ صَالِحَ الأَعْمَالِ، وَجَعَلَنَا وَإِيَّاكُمْ وَإِخْوَانَنَا المُسْلِمِينَ مِنْ عُتَقَائِهِ مِنَ النَّارِ، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ ، وَأَعَادَهُ اللهُ عَلَى المُسْلِمِينَ وَقَدْ أَعَزَّهُمْ وَنَصَرَهُمْ ، وَكَبَتَ عَدُوَّهُمْ ، هَذَا وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمْ اللهُ أَنَّ مِنْ خَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ كَثْرَةُ صَلَاتِكُمْ وَسَلَامِكُمْ عَلَى نَبِيِّكُمْ محُمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فَقَالَ تَعَالَى ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ يٰأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا )
    اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَارْضِ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ وَعَنْ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنْ التَّابِعِينِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ...



    الملفات المرفقة


  2. #2
    مشرف المضايف الإسلامية الصورة الرمزية الشيخ/عبدالله الواكد


    تاريخ التسجيل
    09 2001
    الدولة
    www.alwakid.net
    العمر
    60
    المشاركات
    1,693
    المشاركات
    1,693


    ترفع للفائدة





معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. خطبة جمعة بعنوان ( آخر جمعة في رمضان ) عام 1440 هـ
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-06-2019, 16:54
  2. خطبة جمعة بعنوان ( الأذان في رمضان 1440 )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-05-2019, 02:06
  3. خطبة جمعة بعنوان ( التحذير من البدع 1440 )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-03-2019, 02:42
  4. خطبة جمعة بعنوان ( وارتحل رمضان 1437 )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-07-2016, 06:32
  5. خطبة جمعة بعنوان (( وارتحل نصف رمضان ))
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-07-2015, 02:44

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته