النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: خطبة جمعة بعنوان ( التستر التجاري )

  1. #1
    مشرف المضايف الإسلامية الصورة الرمزية الشيخ/عبدالله الواكد


    تاريخ التسجيل
    09 2001
    الدولة
    www.alwakid.net
    العمر
    60
    المشاركات
    1,685
    المشاركات
    1,685

    خطبة جمعة بعنوان ( التستر التجاري )






    خطبة جمعة

    بعنوان

    ( التستر التجاري )

    أعدها

    عبدالله فهد الواكد

    إمام وخطيب جامع الواكد بحائل


    الخطبة الأولى
    الحمدُ للهِ مَا انتظمتْ بتدبيرِهِ الأمُورْ ، وتوالتْ بحكمتِهِ السّنينُ والشهورْ ، وسبحتْ بفناءِ صنعتِهِ أسرابُ الطُيورْ، وسعَ المُقترفين بعفوِهِ وغُفرانِهْ ، وعمَّ المُفتَقِرِينَ بفضلِهِ وإحسانِهْ ،خَرَّتْ لِعَظَمَتِهِ جِبَاهُ العَابِدِينَ ، فَطُوبَى لِمَنْ عَبَدَ ، وَاعْتَرَفَتْ بِوِحْدَانِيَّتِهِ قُلوبُ العَارِفِينَ ، فَوَيْلٌ لِمَنْ جَحَدَ ، كَمْ سُئلَ فَأَجْزَلَ ، وَكَمْ عُصِيَ فَأَمْهَلَ ، لَا رَاتِقَ لِمَا فَتَقَ ، وَلَا فَاتِقَ لِمَا رَتَقَ ، وَلَا رَازِقَ لِمَنْ حَرَمَ ، وَلَا حَارِمَ لِمَنْ رَزَقَ ، وَأشهدُ أَنْ لا إلهَ إلا اللهُ ، وَأشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )
    أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النّاسُ : لِكُلِّ أُمَّةٍ شَرِيعَةٌ وَلِكُلِّ دَوْلَةٍ نِظَامٌ يُنَظِّمُ سَيْرَ حَيَاتِهَا وَيَرْعَى مَصَالِحَ مَعَاشِهَا وَيَحْمِيهَا مِنْ الشَّرِّ وَالفَسَادِ وَمِنْ ذَلِكَ الأَنْظِمَةُ التِي وَضَعَهاَ وُلَاةُ الأَمْرِ لِلإقَامَةِ وَالعَمَلِ ، فَقَدْ وُضِعَتْ لِرِعَايَةِ مَصَالِحِ النَّاسِ وَتَنْظِيمِ شُئُونِ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ نِظَامٍ وَاحِدٍ يَضْمَنُ الحُقُوقَ وَالوَاجِبَاتِ لِصَاحِبِ العَمَلِ وَالعَامِلِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ ، وَقَدْ أَفْتَتْ اللَّجْنَةُ الدَّائِمَةُ بِوُجُوبِ الإِلْتِزَامِ بِهَذِهِ الأَنْظِمَةِ وَتَحْرِيمِ مُخَالَفَتِهَا لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى ( يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ ) فَمَا أَصْدَرَهُ وَلِيُّ الأَمْرِ تَحْقِيقاً لِلْمَصْلَحَةِ العَامَّةِ فِإِنَّهُ يَتَعَيَّنُ الإِلْتِزَامُ بِهِ وَعَدَمُ مُخَالَفَتِهِ .
    وَلِذَا فَإِنَّهُ لاَ يَجُوزُ نَقْلُ العَمَالَةِ الوَافِدَةِ أَوْ تَشْغِيلُهَا إِلَّا وُفْقَ مَا تَقْتَضِيهِ الأَنْظِمَةُ وَالتَّعْلِيمَاتُ فِي هَذَا الشَّأْنِ ، وَيَأثَمُ المُتَسَتِّرُ عَلَى تِلْكَ العَمَالَةِ وَيَأثَمُ مَنْ يُشَغِّلُهَا ، وَيَأْثَمُ مَنْ يَنْقُلُهَا مِنْ مَكَانٍ لِآخَرَ ، لِأَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنَ التَّعَاوُنِ عَلَى مُخَالَفَةِ النِّظَامِ وَعَدَمُ الإِلْتِزَامِ بِتَعْلِيمَاتِ وَلِيِّ الأَمْرِ ، قَالَ تَعَالَى ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ )
    أَيُّهَا المُوَاطِنُونَ : الدَّوْلَةُ حَفِظَهَا اللهُ أَعْطَتْكَ أَيُّهاَ المُوَاطِنُ الحَقَّ فِي مُمَارَسَةِ العَمَلِ الذِي تُرِيدُهُ مِنْ تِجَارَةٍ وَصِنَاعَةٍ وَزِرَاعَةٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الأَنْشِطَةِ المَعْرُوفَةِ المَأْلُوفَةِ ، بِحُكْمِ أَنَّكَ مُوَاطِنٌ وَلَكَ الحَقُّ فِي الإِسْتِثْمَارِ فِي بَلَدِكَ كَمَا أَنَّ لِهَذِهِ العَمَالَةِ الوَافِدَةِ أَيْضاً حَقَّ العَمَلِ بِحُرِّيَةٍ تَامَّةٍ فِي بِلَادِهِمْ وَلَيْسَ لَكَ الحَقُّ فِي ذَلِكَ ، لِذَا لاَ يَجُوزُ لَكَ مَنْحُ هَذِهِ التَّسْهِيلاَتِ لِعَامِلٍ تَمَّ اسْتِقْدَامُهُ لِمِهْنَةٍ مُحَدَّدَةٍ وَالتَّسَتُّرُ عَلَيْهِ فَإِنَّ هَذَا العَمَلَ يَؤُولُ بِكَ إِلَى تَحَمُّلِ تَبِعَاتِ ذَلِكَ مِنْ العَقُوبَاتِ النِّظَامِيَّةِ الَّتِي تُطَبَّقُ بِحَقِّكَ وَحَقِّ مَنْ تَسَتَّرْتَ عَلَيْهِ ، وَإِنَّ لِوُجُودِ العَمَالَةِ المُتَسَتَّرِ عَلَيْها وَالسَّائِبَةِ المُخَالِفَةِ لِلْأَنْظِمَةِ أَضْرَارٌ وَأَخْطَارٌ عَلَى مَصَالِحِ الوَطَنِ ، مِنْهَا مَا هُوَ دِينِيٌّ وَمِنْهَا مَا هُوَ إقْتِصَادِيٌّ وَمِنْهَا مَا هُوَ أَمْنِيٌّ كَارْتِكَابِ الجَرَائِمِ الأَخْلَاقِيَّةِ وَالجِنَائِيَّةِ البَشِعَةِ ، أَوْ صُنْعِ وَتَرْويجِ الخُمُورِ وَالمُخَدِّرَاتِ ، حَاشَاكُمْ إِخْوَانَناَ العُمَّالَ المُتَقَيِّدِينَ بَأَنْظِمَةِ العَمَلِ وَالإِقَامَةِ ، أَمَّا هَذَا العَامِلُ المُتَسَيِّبُ أَوْ المُتَسَتَّرُ عَلَيْهِ فَلَا تَهُمُّهُ بِلَادُكُمْ وَلَا يَهُمُّهُ أَهْلُهَا وَلاَ صَلَاحُهاَ وَلَا فَسَادُهاَ ، وَلاَ عَمَارُهاَ وَلاَ دَمَارُهاَ ، لَا يَهُمُّهُ ذَلِكَ كُلُّهُ إِنَّمَا هَمُّهُ هُوَ النَّهْبُ مِنْ أَمْوَالِ وَخَيْرَاتِ هَذِهِ البِلَادِ بِأَيِّ وَسِيلَةٍ كَانَتْ ، وَقَدْ مَرَّ عَلَيْكُمْ فِي وَسَائِلِ الإِعْلَامِ وَفِي وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الإِجْتِمَاعِيِّ الكَثِيرُ مِنَ العَبَثِ وَالغِشِّ وَالتَّلَاعُبِ مَا وَصَلَ حَدَّ الإِسْتِهْتَارِ بِالنَّاسِ وَحَيَاتِهِمْ وَبِالقِيَمِ وَالأَخْلَاقِ مِنْ هَذِهِ العَمَالَةِ سَوَاءً فِي المَحَلَّاتِ أَوْ فِي المَطَاعِمِ أَوْ غَيْرِهاَ ، يُزَاوِلُونَ أَنْشِطَةً تِجَارِيَّةً وَزِرَاعِيَّةً وَصِنَاعِيَّةً غَيْرَ نِظَاِميَّةٍ وَقَائِمَةٌ فِي غَالِبِهَا عَلَى الغِشِّ التِّجَارِيِّ فَضْلاً عَنْ مُزَاحَمَتِهِمْ لِلْعَامِلِينَ النِّظَامِيِّينَ سَوَاءً كَانُوا مُوَاطِنِينَ أَوْ عَامِلِينَ فِي سُوقِ العَمَلِ وَاحْتِكَارُهُمْ لِلأَسْوَاقِ مِمَّا يُسَاهِمُ فِي زِيَادَةِ البَطَالَةِ وَالإِضْرَارِ بِالمَرَافِقِ العَامَّةِ ،
    أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : إِنَّ الإِلْتِزَامَ بِالأَنْظِمَةِ وَاللوَائِحِ الرَّسْمِيَّةِ وَالقَوَانِينِ مِنْ أَعْظَمِ مَا يَدْفَعُ الضَّرَرَ عَنْ المُجْتَمَعَاتِ ، وَدَفْعُ الضَّرَرِ مِنْ مَقَاصِدِ الشَّرِيعَةِ السَّمْحَةِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لاَ ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ ) وَالتَّقَيُّدُ بِالأَنْظِمَةِ وَالقَوَانِينِ وَاحْتِرَامُهَا أَمْرٌ يَكْفُلُ لِلْجَمِيعِ حُقُوقَهُمْ فَالنِّظَامُ هُوَ عَصَبُ الحَيَاةِ فِي المُجْتَمَعَاتِ ، يَسَهِّلُ مَسِيرَتَهَا اليَوْمِيَّةَ وَيُحَقِّقُ رُقِيَّهَا وَازْدِهَارَهَا ، فَلْنَجْعَلْ احْتِرَامَنَا لِلأَنْظِمَةِ قُرْبَةً للهِ وَعَادَةً وَثَقَافَةً يَتَرَبَّى عَلَيْهَا الأَجْيَالُ
    بَاَرَكَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذّكرِ الحَكِيمِ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِجَمِيعِ المُسلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ، إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ

    الثانية

    الْحَمْدُ لِلَّهِ ربِّ العالمينَ، وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ نبيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَى سيدِنَا محمدٍ وعلَى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ
    أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : بِفَضْلِ اللهِ ثُمَّ بِفَضْلِ جُهُودِ القَائِمِينَ وَالعَامِلِينَ فِي الحَمْلَاتِ المَيْدَانِيَّةِ لِمُخَالِفِي أَنْظِمَةِ الإِقَامَةِ وَالعَمَلِ فَقَدْ تَمَّ فِي السَّنَةِ المَاضِيَةِ ضَبْطُ أَكْثَرَ مِنْ مِلْيُونَيِّ مُخَالِفٍ مَا بَيْنَ مُخَالِفِي إِقَامَةٍ وَمُخَالِفِي عَمَلٍ وَحَالَاتِ تَسَلُّلٍ عَبْرَ الحُدُودِ وَهَذَا العَدَدُ لَيْسَ قَلِيلاً ، كُلُّ ذَلِكَ تَمَّ بِتَوْفِيقِ اللهِ ثُمَّ بِجُهُودِ العَامِلِينَ المُخْلِصِينَ ، كَمَا لاَ يَفُوتُنِي فِي هَذِهِ الخُطْبَةِ أَنْ أَشْكُرَ جَمِيعَ العَامِلِينَ النِّظَامِيِّينَ الذِينَ سَاهَمُوا مَعَنَا فِي بِنَاءِ وَنَهْضَةِ بِلَادِنَا عَبْرَ السِّنِينِ المَاضِيَةِ وَأَدْعُوا اللهَ لَهُمْ التَّوْفِيقَ وَالخَيْرَ، وَيَجْدُرُ بِنَا جَمِيعاً أَنْ نَتَظَافَرَ مَعَ الجِهَاتِ المَسْؤُولَةِ فِي سَبِيلِ القَضَاءِ عَلَى هَذِهِ المُخَالَفَاتِ نَسْألُ اللهَ أَنْ يُصْلِحَ شَأنَ المُسْلِمِينَ وَيَحْفَظَ بِلَادَنَا وَوُلَاةَ أَمْرِنَا
    صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ



    الملفات المرفقة


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. خطبة جمعة بعنوان ( أنا )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-01-2019, 02:06
  2. خطبة جمعة بعنوان ( آخر جمعة في رمضان 1437 )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-06-2016, 22:35
  3. خطبة جمعة الغد بعنوان ( أول جمعة في رمضان ) 1436/9/2هـ
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-06-2015, 15:01
  4. خطبة جمعة بعنوان ( تحت ودق السحاب )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 16-05-2009, 15:04
  5. خطبة جمعة بعنوان ( الصبر )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة مسموعة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-05-2009, 20:08

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته