النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: خطبة جمعة بعنوان ( من فجع هذه بولدها 1439 )

  1. #1
    مشرف المضايف الإسلامية الصورة الرمزية الشيخ/عبدالله الواكد


    تاريخ التسجيل
    09 2001
    الدولة
    www.alwakid.net
    العمر
    60
    المشاركات
    1,685
    المشاركات
    1,685

    خطبة جمعة بعنوان ( من فجع هذه بولدها 1439 )



    خطبة جمعة

    بعنوان

    من فجع هذه بولدها ؟


    كتبها / عبدالله بن فهد الواكد

    الخطبةُ الأولَى
    الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ, الْقَائِلُ ( كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وأشهدُ أنَّ سيدَنَا محمَّداً عبدُ اللهِ ورسولُهُ أَرسلَهُ اللهُ رحمةً للعالمينَ القائلُ صلى الله عليه وسلم ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا ) اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَى سيدِنَا محمدٍ وعلَى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، ومَنْ تبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ .
    أمَّا بعدُ أيهاَ المسلمونَ : فأوصيكُمْ وإيَّايَ بتقوَى اللهِ جلَّ وعلاَ ، قَالَ سبحانَهُ وتعالَى ( وَٱتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )
    عبادَ اللهِ: إِنَّ الرّحمةَ هيَ سمةُ المسلمِ ، وعنوانُ المؤمنِ ، وطريقُ مَنْ وفقهُ اللهُ لإستحقاقِ رحمةِ الرحمنِ الرحيمِ سبحانَهُ وتعالى ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ( الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ، ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِى السَّمَاءِ ) ألا وإنَّ أوْلَى النَّاسِ برحمتِكُم أيها المسلمونَ ، أولائكَ الذينَ ارتسمتْ البراءةُ على وجوهِهِم ، وأقبلتْ وأدبرتْ الحَيْرةُ وقلةُ الحيلةِ في أيديهِم ، أولائكَ الورودُ والرياحينُ ، زينةُ الحياةِ الدنياَ وجمالُها ، وأُنسُهاَ وسعادتُهاَ ، أُنْسُ البيوتِ ، وثمراتُ الأفئدةِ ، ومآخذُ القلوبِ ، أولائكَ الأطفالُ الصِّغارُ، الذين هُمْ بأمسِّ الحاجةِ إلَى كَنَفٍ رحيمٍ ، ورعايةٍ حانيةٍ ، وبشاشةٍ سمحةٍ ، ووُدٍّ يسعُهُمْ ، وحُلمٍ يراعِي ضعفَهُمْ ، إنَّهُمْ بحاجةٍ إلَى قلبٍ كبيرٍ، يرحمُهُم ويُحسنُ إليهِمْ، ويرفقُ بِهمْ ويعطِفُ عليهِمْ
    أيها المسلمونَ : من الصورِ المأساويةِ لِماَ يحدِثُ في قلةٍ مِنْ هذا المجتمعِ ، خلاكُمْ ، وحاشاَ هذهِ الوجوهَ الطيبةَ ، إمرأةٌ ضعيفةٌ مكسورةٌ ، تبكي بكاءً مؤلماً ، يمزقُ الفؤادَ ، ويُدمى القلبَ ، طلَّقَهاَ زوجُها ، لِخلافٍ بينَهُماَ ، وأرادَ أنْ يتشفَّى منهاَ ، فلمْ يجدْ سبيلاً إلا هؤلاءِ الأطفالَ ، أخذَ أولادَهاَ ، ومنعَ هؤلاءِ الأطفالَ مِنْ رؤيتِهاَ ، حرمَهُم مِنْ رؤيةِ أمِّهِم ، التي حملتْهُم وهْناً على وهنٍ ، وأخذَ يساومُهُم على أبوَّتِهِ ونفقتِهِ ورعايتِهِ ، ويهدِّدُهُم إنْ طلبوا رؤيةَ أمِّهِم ، كسرَ خواطرَهم ، وجرحَ أفئدتَهم ، وقرَّحَ أكبادَهم ، وفجعَ هذهِ الأمَّ المسكينةَ بأولادِها ،
    عنِ ابنِ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنهُ قالَ: كناَّ معَ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ في سفرٍ فانطلقَ لحاجتِهِ فرأيناَ حُمَّرَةً معهاَ فرخانِ ، فأخذناَ فرخيْهاَ فجاءتْ الحمرةُ فجعلتْ تفرشُ فجاءَ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ فقالَ : ( مَنْ فجعَ هذهِ بولدِهاَ ؟ ردوا ولدَها إليها ! ) ، طيرُ حمرةٍ ، رقَّ قلبُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لحالِها ، وأمرَ بِرَدِّ ولدِهاَ عليهاَ ، وهذا الأبُ كأنَّ قلبَهُ صفوانٌ أصمٌّ ، فأيُّ قلبٍ غليظٍ ذلكَ القلبُ الرابضُ في صدرِ هذا الفظِّ الغليظِ ، أيُّ عقليةٍ حقودةٍ قاتمةٍ مظلمةٍ تلكَ التي نامتْ على أُمِّ رأسِهِ ، أيُّ أنانيةٍ وحبٍّ للذاتِ بلغَ بهذاَ العنيدِ البعيدِ عن الهدايةِ والتوفيقِ ، يا لَمَرَارَة ِالأمرِ أيها المسلمونَ ، ويا لَعَتَامَةِ الموقفِ أيها المؤمنونَ ، حينماَ يكونُ هؤلاءِ الأطفالُ المساكينُ ، حلبةَ عراكٍ بينَ الزوجينِ ، وأدواتِ تصفيةِ حساباتٍ ، ووسائلَ ضغطٍ وإذلالٍ ، لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ ، حينماَ يصلُ بالزوجِ الأمرُ إلى هذا المستوى من التفكيرِ ، أطفالٌ مساكينٌ ، يُحرمونَ رؤيةَ أمهِم لأشهرٍ وسنواتٍ ، ليُشبِعَ هذا المعتوهُ شهوةَ كبريائِهِ ، ولذةَ خُيلائِهِ ، ونشوةَ تعاليهِ ، وجُشاءَ تسامُقِهِ الممقوتِ ، على حسابِ أطفالٍ لا حولَ لهم ولا قوةَ إلا باللهِ ، على حسابِ أطفالِهِ ، وفلذةِ كبدِهِ ، وثمرةِ فؤادِهِ ، كأنهمْ آلاتٌ وجماداتٌ ، لا إحساسَ لهم ، ولا شعورَ لديهم ، ولا ولَهَ عندَهُم ، حُرموا حنانَ الأمِّ ، لماَّ سألَ أبو هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ، مَنْ أحقُّ الناسِ بحسنِ صحبتي يارسولَ اللهِ قال أمُّك قال ثم من قال أمُّك قال ثم من قال أمُّك قال ثم من قال أبوك ، ما هو الذنبُ الذي اقترفوهُ ، وما هو الخطأُ الذي ارتكبوهُ ، تصرفاتٌ عدوانيةٌ ، وتوجهاتٌ همجيةٌ ، أُبتُلِيَ بها قلةٌ في هذا المجتمعِ ، إذا وقعَ بينَهُ وبينَ زوجتِهِ خلافٌ ، أوطلَّقَها ، أصبحَ هؤلاءِ الضعفةُ المغلوبونَ على أمرِهِم ، الذينَ ليسَ لهم يدٌ في زواجٍ ولا طلاقٍ ، أصبحَ حرمانُهُم منْ أُمِّهِم متنفساً لضعافِ النفوسِ ، ومستراحاً لغلاظِ القلوبِ ، فأينَ الرحمةُ أيها المسلمونَ ، وأينَ الشفقةُ ، رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ ، هوَ الأسوةُ الحسنةُ هو المثلُ الأعلَى يعاملُ الصِّغارَ بالرَّحمةِ والشَّفقةِ والرِّفقِ واللِّينِ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : مَا رَأَيْتُ أَحَداً كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، أينَ غابتْ تلكُمُ الرحمةُ التي أشرقَ لها الكونُ ، وكيفَ ضاقت تلكُمُ الرحمةُ التي وسِعتْ حتىَ قلوبَ البهائمِ والطيورِ ، هل صُمَّ عنها قلبُ هذا الأعوجِ الأهوجِ ،
    إسمعوا إلى هذا الشفيقِ الرقيقِ ، الرحيمِ بأمتِهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ وهو يقولُ ( إِنِّى لأَقُومُ فِى الصَّلاَةِ أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا ، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِىِّ ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاَتِي كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ ) صلى اللهُ عليكَ وسلمَ يارسولَ اللهِ ، يُداعبُ الصغارَ ، ويُلاطفُ الأطفالَ ، الذي لا يرحمُ الأطفالَ أيها المسلمونَ ، ولا يرحمُ أولادَهُ وبناتِهِ ، ولا يمكِّنَهُم من زيارةِ أمِّهِم ورؤيتِها ، ينبغي أنْ تُنزعَ منهُ الولايةُ عليهِم ، لأنهُ غيرُ جديرٍ بهاَ ، وغيرُ أهلٍ لهاَ ، اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلاً مِنْ بَنِي أَسَدٍ عَلَى عَمَلٍ، فَجَاءَ يَأْخُذُ عَهْدَهُ . قَالَ : فَأُتِيَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِبَعْضِ وَلَدِهِ فَقَبَّلَهُ قَالَ : أَتُقَبِّلُ هَذَا ؟ مَا قَبَّلْتُ وَلَدًا قَطُّ . فَقَالَ عُمَرُ : فَأَنْتَ بِالنَّاسِ أَقَلُّ رَحْمَةً، هَاتِ عَهْدَنَا، لاَ تَعْمَلْ لِي عَمَلاً أَبَدًا.
    اللهمَّ اجعلْنَا منَ المتراحمينَ المرحومينَ برحمتِكَ يا أرحمَ الرَّاحمينَ. اللهمَّ وفِّقْنَا لطاعتِكَ وطاعةِ مَنْ أمرتَنَا بطاعتِهِ .
    أقولُ قولِي هذَا وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لِي ولكُم فاستغفرُوهُ .



    الخطبةُ الثانيةُ
    الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ الرحمنِ الرحيمِ, وأشهدُ أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لاَ شريكَ لهُ أرحمُ الراحمينَ , وأشهدُ أنَّ سيدَنَا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ, رحمةُ اللهِ للعالمينَ , اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَى سيدِنَا محمدٍ وعلَى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، ومَنْ تبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ .
    أمَّا بَعْدُ : فاتقُوا اللهَ عبادَ اللهِ حقَّ التقوَى، واعلمُوا أنَّ معاملةَ الأطفالِ بالرَّحمةِ والرِّفق واللِّينِ هيَ السبيلُ الأمثلُ لبناءِ الأسرةِ المترابطةِ القويَّةِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( مَا كَانَ الرِّفْقُ فِى شَىْءٍ قَطُّ إِلاَّ زَانَهُ ، وَما نزع من شَىْءٍ إِلاَّ شَانَهُ ) ، أيها المسلمونَ : رحمةُ الأطفالِ والشفقةُ بهم والعطفُ والحنوُّ عليهِم ، وعدمُ حرمانِهِم مِنْ أمَّهاتِهِم ، واجبٌ عليكُم ، حتى لو كانَ بينَكَ أيها الزوجُ وبينَ زوجتِكَ ، مشاكلٌ وخصوماتٌ ، وحتى لو كُنتَ قدْ طلقْتَهاَ ، الخصومةُ والطلاقُ بينكَ وبينَ الزوجةِ ، أماَّ الأطفالُ ، فما ذنبُ هؤلاءِ الصغارِ ، إنهُ مِنَ المؤسفِ حقاًّ ، أنْ يطالِعُنا المجتمعُ بيْنَ حينٍ وآخرَ بقصصٍ مؤسفةٍ عنْ قسوةِ الآباءِ علَى الصغارِ ، وحرمانِهِم من مصدرِ الحنانِ الذي لا يجدونَهُ في الدنيا ، إلا بينَ أنفاسِ هذهِ الأمِّ وفي حِجرِها ، بلاَ مبررٍ يُعرفُ أوْ ذنبٍ يُقترفُ ، وهذَا مخالفٌ لتعاليمِ دينِنَا الحنيفِ وللفطرةِ الإنسانيةِ السويةِ ، ومُنافٍ لتقاليدِناَ وأعرافِ مجتمعِنَا المتراحمِ الذِي يعيشُ أفرادُهُ كأسرةٍ واحدةٍ مترابطةٍ ، واعلمْ أيهاَ الأبُ الذي حَرمتَ أطفالَكَ من أمِّهِم ، أنكَ ستُحرَمُ من بِرِّهِمْ إذا كبُرْتَ ، وصرتَ في أمسِّ الحاجةِ لرعايتِهم وبرهِم وعنايتِهم ، ولنْ تجدَ أُماًّ تحثُّهُم على صلةِ والدِهِم ، واعلمْ أنَّ الدنيا لا تدومُ على حالٍ وكما تدينُ تدانُ
    هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْه ، قَالَ تَعَالَى ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )



    الملفات المرفقة


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. خطبة جمعة بعنوان ( رعاية المسنين 1439 )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 18-07-2019, 12:04
  2. خطبة جمعة بعنوان ( حقيقة المال 1439 )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-03-2018, 09:18
  3. خطبة جمعة بعنوان ( فلذات الأكباد 1439 )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-03-2018, 17:54
  4. خطبة جمعة بعنوان ( سحائب المغفرة 1439 )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-02-2018, 02:21
  5. خطبة جمعة بعنوان ( إنهض للعمل 1439 )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-02-2018, 01:55

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته