الحمد لله رب العالمين وبعــــــــــــــــــــــــد :
روى الترمذي في سننه عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رجلا قَالَ : يَا رسولَ الله أيُّ النّاسِ خَيْرٌ ؟ قالَ (( مَنْ طَالَ عُمُرُهُ،وَحَسُنَ عَمَلُهُ)) قَالَ : فأيُّ النّاسِ شَرٌّ؟ قال (مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ )) والحديث صححه الألباني رحمه الله
نِعَمُ الله علينا لا تعد ولا تحد ولا تحصى ، ومن أجلها بعد نعمةِ الإسلام ، نعمةُ إدراكِ شهر رمضان ، فكم في المقابر من أناس صاموا معنا رمضانَ في أعوام ماضية وهم الآنَ تحت الثرى ، أمهلنا الله لندركَ هذا الموسمَ العظيمَ لنصومَ أيامِهِ ، ونقومَ لياليه ،ونتقربَ فيه إلى الله بشتّى أنواع الطاعات .


فوالله – أيها الإخوة – إنَ المؤمنَ ليفرحُ أشدُّ الفرح عندما يرى كبارَ السن من المسلمين تَلهجُ ألسنتُهم بقراءة القرآن وذكر الله، أوقفوا أنفسَهم على طاعة الله ، والزيادةِ من العبادات والخيرات ، وأعْرضوا عن مَلذّاتِ الدنيا الفانيات.
وإنّ المؤمنَ ليحزنُ أشدُّ الحُزن عندما يرى من بلغ الستين أو السبعين أو الثمانين من المسلمين غارقا في المعاصي ، متلهفًا وراء الدنيا ،مُتأثرا بمن هو أصغرُ منه ، مُقلّدا له في منكراته! لا يفكر في الموت وما ذا أعدَّ له و لا في الآخرة وماذا قدم لها ،نسأل الله السلامة والعافية.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم (( أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ، حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً)) رواه البخاري .
قد مات قومٌ وما ماتت مَكارِمُهُمْ *** وعاش قومٌ وهمْ في الناس أمواتُ
واعْلَمُوا عِبادَ اللهِ أنّ منْ إكرامِ الله تعالى ، وتوفيقه للعبد أن يمد الله بعمره ، ثم يهيئ له عملا صالحا من أعمال الخير
قبل موته فيقبضه عليه ، فتكون خاتمته حسنة بإذن الله ، فقد روى الإمام أحمد في مسنده ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ )) قِيلَ : وَمَا عَسَلُهُ قَالَ : ((يَفْتَحُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ عَمَلًا صَالِحًا قَبْلَ مَوْتِهِ ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ ))
اللهم نسألك صلاح العمل وقبوله .. اللهم نسألك حسن الختام يارب العالمين ... وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .