النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: الزواج المبـــــارك ( خطبة جمعة الغد )

  1. #1

    الزواج المبـــــارك ( خطبة جمعة الغد )



     الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ  ، ، أَحْمَدُهُ حَمْدَاً يَلِيْقُ بِكَرِيْمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيْمِ سُلْطَاْنِهِ ، وَأَشْكُرُهُ عَلَىْ فَضْلِهِ وَاَمْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ
    وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ ، وَصَفِيُهُ وَخَلِيْلُهُ ، وَخِيْرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ ، صَلَىْ اللهُ عَلِيْهِ ، وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ أَجْمَعِيْنَ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً إِلَىْ يَوْمِ اَلْدِّيْنِ .
    أَمَّاْ بَعْدُ ، فَيَاْ أيّها النَّاس :
    تَقْوَىْ اللهِ  ، وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَاْدِهِ ، فَهُوَ الْقَائِلُ
    فِي كِتَابِهِ :  وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِيْنَ أُوتُوا الْكِتَاْبَ مِنْ
    قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوْا اللَّهَ .
    أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ اَلْمُؤْمِنُوْنَ :
    زَوَّجَ اَلْنَّبِيُ  ، إِبْنَتَهُ فَاْطِمَةَ ـ عَلِيْهَاْ اَلْسَّلَاْمُ ـ عَلِيَ بِنِ أَبِيْ طَاْلِبٍ  ، وَمِمَّاْ حَدَثَ فِيْ هَذَاْ اَلْزَّوَاْجِ : دُعَاْءُ اَلْنَّبِيِ  لَهُمَاْ بِاَلْبَرَكَةِ ، حَيْثُ قَاْلَ  : (( جَمَعَ اَللهُ بَيْنَكُمَاْ ، وَبَاْرَكَ فِيْ سَيْرِكُمَاْ ، وَأَصْلَحَ بَاْلَكُمَاْ )) ، وَثَبَتَ عَنْهُ  ، أَنَّهُ إِذَاْ رَأَىْ أَحَدَاً مِنْ أَصْحَاْبِهِ ، حَدِيْثَ عَهْدٍ بِزَوَاْجٍ ، دَعَاْ لَهُ بِقَوْلِهِ : (( بَاْرَكَ اَللَّهُ لَكَ ، وَبَاْرَكَ عَلَيْكَ ، وَجَمَعَ بَيْنَكُمَاْ فِيْ خَيْرٍ )) ، فَاَلْبَرَكَةُ فِيْ اَلْزَّوَاْجِ ، نِعْمَةٌ مِنْ نِعَمِ اَللهِ  ، يُنْعِمُ بِهَاْ عَلَىْ مَنْ يَشَاْءُ مِنْ عِبَاْدِهِ ، وَاَلْزَّوَاْجُ مَنْزُوْعُ اَلْبَرَكَةِ ، لَاْخَيْرَ فَيْهِ ، وَلَاْ تَسَلْ عَنْ مَاْ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مِنْ مَشَاْكِلَ أُسَرِيَّةٍ وَاَجْتِمَاْعِيَّةٍ وَنَفْسِيَّةٍ ، وَلِذَلِكَ لَمْ يَغِبْ أَمْرُ اَلْبَرَكَةِ ، وَاَلْدُّعَاْءُ بِهَاْ ، عَنْ اَلْنَّبِيْ  ، عِنْدَمَاْ زَوَّجَ اِبْنَتَهُ فَاْطِمَةَ ـ عَلَيْهَاْ اَلْسَّلَاْمُ ، لِاِبْنِ عِمِّهِ عَلِيِ بِنْ أَبِيْ طَاْلِبٍ  ، وَعَنْدَ زَوَاْجِ كُلِّ مِنْ يَعْلَمُ بِزَوَاْجِهِ مِنْ أَصْحَاْبِهِ ، وَمَعْنَىْ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ (( بَاْرَكَ اَللَّهُ لَكَ )) : أَيْ كَثَّرَ لَكَ اَلْخَيْرَ فِيْ هَذَاْ اَأَ ُمْرِ ، وَاَلْبَرَكَةُ : هِيَ اَلْنَّمَاْءُ وَاَلْزِّيَاْدَةُ وَاَلْسَّعَاْدَةُ ؛ (( وَبَاْرَكَ عَلَيْكَ )) أَيْ أَنْزَلَ عَلَيْكَ اَلْخَيْرَ وَاَلْرَّحْمَةَ وَاَلْرِّزْقَ وَاَلْبَرَكَةَ فِيْ اَلْذُّرِّيَةِ ؛ (( وَجَمَعَ بَيْنَكُمَاْ فِيْ خَيْرٍ )) ، أَيْ فِيْ طَاْعَةٍ وَصِحَّةٍ وَعَاْفِيَةٍ وَسَلَاْمَةٍ ، وَحُسْنِ عِشْرَةٍ ، وَتَكْثِيْرِ ذُرِّيَةٍ صَاْلِحَةٍ .
    فَاَلْزَّوَاْجُ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ لَنْ يَكُوْنَ زَوَاْجَاً حَقِيْقِيَّاً ، فِيْهِ اَلْمُتْعَةُ اَلْنَّفْسِيَّةُ ، وَاَلْسَّعَاْدَةُ اَلْحَيَاْتِيَّةُ ، وَاَلْمَوَدَّةُ اَلْقَلْبِيَّةُ ، وَاَلْسَّكَنُ ، إِلَّاْ إِذَاْ كَاْنَ زَوَاْجَاً مُبَاْرَكَاً ، وَلَنْ يَكُوْنَ اَلْزَّوَاْجُ مُبَاْرَكَاً إِلَّاْ إِذَاْ كَاْنَ وِفْقَ شَرْعِ اَللهِ  ، خَاْلِيَاً مِنْ اَلْمُخَاْلَفَاْتِ اَلَّتِيْ تُغْضِبُ اَللهَ  ، مُوَاْفِقَاً لِمَاْ جَاْءَ فِيْ سُنَّةِ رَسُوْلِ اَللهِ  .
    فَارْتِفَاْعُ نِسَبِ اَلْطَّلَاْقِ ، وَضَنْكُ مَعِيْشَةِ بَعْضِ اَلْأُسِرِ ، وَفَسَاْدُ اَلْذُّرِّيَةِ ، وَكَثْرَةُ اَلْمَشَاْكِلِ اَلْزَّوْجِيَةِ ، وَاَلْحِقْدُ وَاَلْبُغْضُ وَقَطِيْعَةُ اَلْرَّحِمِ ، نَتَيْجَةٌ مِنْ نَتَاْئِجِ نَزْعِ اَلْبَرَكَةِ مِنْ كَثِيْرٍ مِنْ اَلْزَّوَاجَاتِ ، لِكَوْنِهَاْ تُبْنَىْ وَبُنِيَتْ عَلَىْ غَيْرِ مَاْ يُرْضِيْ اَللهَ  ، فمُرَاْعَاْةُ مَاْ يَقُوْلُهُ اَلْنَّاْسُ عنْ هَذا الزَّواجِ ، أَمْرٌ يَخَاْفُ مِنْهُ الْكَثِيروُنَ ، أَكْثَرَ خَوْفَاً مِنْ اَللهِ  ، وَهَذَاْ مِمَّاْ جَعَلَهُمْ يَقَعُوْنَ بِمَاْ حَرَّمَ اَللهُ ، مِنَ اَلْإِسْرَاْفِ وَاَلْتَّبْذِيْرِ ، وَاَلْاخْتِلَاْطِ وَاَلْتَّصْوِيْرِ وَاَلْغِنَاْءِ ، وَاَلْسَّفَرِ إِلَىْ بِلَاْدِ اَلْتَّبَرِّجِ وَاَلْسُّفِوْرِ ، وَاَلْبِدَعِ وَغَيْرِهَا ، دُوْنَ عِلْمٍ يَقِيْهُمُ اَلْشُّبُهَاْتِ ، وَلَاْ دِيْنٍ يَمْنَعُهُمْ مِنَ اَلْشَّهَوَاْتِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّاْ يَفْعَلُهُ ضِعَاْفُ اَلْإِيْمَاْنِ ، اَلَّذِيْنَ يَصْدِقُ عَلِيْهِمْ قَوْلُهُ  :  يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً  ، فَنَزْعُ اَلْبَرَكَةِ مِنْ زَوَاْجٍ هَذِهِ حَاْلُهُ ، أَمْرٌ طَبِيْعِي ، وَسُنَّةٌ رَبَّاْنِيَةٌ ، يَقُوْلُ اَلْنَّبِيُ  فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ : (( إِنَّ مِنْ يُمْنِ الْمَرْأَةِ تَيْسِيرَ خِطْبَتِهَا ، وَتَيْسِيرَ صَدَاقِهَا ، وَتَيْسِيرَ رَحِمِهَا )) ، مِنْ يُمْنِهَاْ : أَيْ مِنْ بَرَكَتِهَاْ . (( تَيْسِيرَ خِطْبَتِهَا )) ، أَيْ : سُهُوْلَةَ طَلَبِ زَوَاْجِهَاْ مِنْ وَلِيِّهَاْ ، وَسُهُوْلَةَ مُوَاْفَقَتِهِ عَلَىْ ذَلِكَ ، (( وَتَيْسِيرَ صَدَاْقِهَا )) ، أَيْ : عَدَمَ اَلْمُغَاْلَاْةِ فِيْهِ ، وَتَكْلِيْفُ اَلْزَّوْجِ فَوْقَ طَاْقَتِهِ فِيْ تَحْصِيْلِهِ ، (( وَتَيْسِيرَ رَحِمِهَا )) ، أَيْ : لِلْوُلَاْدَةِ ، بِأَنْ تَكُوْنَ سَرِيْعَةَ اَلْحَمْلِ كَثِيْرَةَ اَلْنَّسْلِ . فَإِذَاْ لَمْ يَحْدُثْ اَاِبِلْتِزَاْمُ بِمَنْهَجِ اَللهِ  ، وَسُنَّةِ رَسُوْلِهِ  ، تُنْزَعُ اَلْبَرَكَةَ مِنْ هَذَاْ اَلْزَّوَاْجِ ، وَتَكُوْنُ عَوَاْقِبَهُ وَخِيْمَةٌ ، وَثِمَاْرَهُ ذَاْتُ غَصَّةٍ أَلِيْمَةٍ . يَقُوْلُ عُمُرُ بِنُ اَلْخَطَّاْبِ  : إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُغَالِى بِمَهْرِ امْرَأَتِهِ حَتَّى يَبْقَى عَدَاوَةً فِى نَفْسِهِ ، فَيَقُولُ : لَقَدْ كُلِّفْتُ لَكِ عَلَقَ الْقِرْبَةِ . أَيْ تَحَمَّلْتُ لأَجْلِكِ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّىْ اَلْحَبْلِ اَلَّذِيْ تُعَلَّقُ بِهِ اَلْقِرْبَةِ . وَقَدْ صَدَقَ  ، فَمَاْ أَكْثَرُ اَلَّذِيْنَ يَكْرَهُوْنَ زَوْجَاْتِهِمْ ، وَيَكْرَهُوْنَ أَهْلَهُنَّ وَمَنْ عَرَّفَهُمْ بِهِمْ ، بِسَبَبِ مَاْ تَحَمَّلَتْ اَعْنَاْقُهُمْ بِسَبَبِهِنَّ ، وَبِسَبَبِ مَاْ تَسَبَّبَ فِيْ تَعَاْسِتِهِمْ وَشَقَاْئِهِمْ . وَلَاْ شَكَّ أَنَّ هَذَاْ نَتِيْجَةٌ مِنْ نَتَاْئِجِ نَزْعِ اَلْبَرَكَةِ ـ نَسْأَلُ اَللهَ اَلْسَّلَاْمَةَ وَاَلْعَاْفِيَةَ ـ . فَلْنَتِقِ اَللهَ ـ أَحِبَتِيْ فِيْ اَللهِ ـ وَلَنَحْذَرَ اَلْاِسْبَاْبَ اَلَّتِيْ تَمْنَعُ بَرَكَةَ اَللهِ  .
    أَعُوْذُ بِاَللهِ مِنْ اَلْشَّيْطَاْنِ اَلْرَّجِيْمِ
     مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  بَاْرَكَ اللهُ لِيْ وَلَكُمْ بِاَلْقُرَّآنِ اَلْعَظِيْمِ ، وَنَفَعَنِيْ وَإِيَّاْكُمْ بِمَاْ فَيْهِ مِنَ اَلآيَاْتِ وَاَلْذِّكْرِ اَلْحَكِيْمِ ، أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَاْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِيْ وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُوْرِ اَلْرَّحِيْمِ .
    الخطبة الثانية
    الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ ، وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
    أَيُّهَاْ اَإِاْخْوَةُ اَلْمُؤمِنُوْنَ :
    وَمِمَّاْ يَدُلُّ عَلَىْ أَهَمِيَّةِ اَلْبَرَكَةِ فِيْ اَلْزَّوَاْجِ ، وَثِمَاْرِهَاْ اَلْيَاْنِعَةِ اَلْنَّاْفِعَةِ ، مَاْ رَوَاْهُ أَنَسٌ  فِيْ أَحَاْدِيْثَ صَحِيْحَةٍ ، يَقُوْلُ  : كَاْنَ اِبْنٌ لِأَبِيْ طَلْحَةَ  يَشْتَكِيْ ، فَخَرَجَ
    أَبُوْ طَلْحَةَ فَقُبِضَ اَلْصَّبِيُّ ، أَيْ مَاْتَ ، فَقَاْلَتْ أُمُّهُ ـ أُمُّ
    سُلَيْمٍ رضي الله عنها لِأَهْلِهَاْ : لَاْ تُحَدِّثُوْا أَبَاْ طَلْحَةَ بِاِبْنِهِ ،حَتَّىْ أَكُوْنَ أَنَاْ أُحَدِّثُهُ ، فَلَمَّاْ رَجَعَ أَبُوْ طَلْحَةَ ، قَاْلَ : مَاْ
    فَعَلَ اِبْنِيْ؟ قَاْلَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ : هُوَ أَسْكَنُ مَاْ كَاْنَ عَلِيْهِ ،
    فَقَرَّبَتْ لَهُ اَلْعَشَاْءَ فَتَعَشَّى ، ثُمَّ تَصَنَّعَتْ لَهُ أَحْسَنُ مَاْ
    كَاْنَتْ تَصَنَّعُ قَبْلَ ذَلِكَ ، فَوَقَعَ بِهَاْ ، فَلَمَّاْ رَأَتْ أَنُّهُ قَدْ
    شَبِعَ وَأَصَاْبَ مِنْهَاْ ، قَاْلَتْ : يَاْ أَبَاْ طَلْحَةَ ، أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ
    قَوْمًا أَعَاْرُوْا عَاْرِيَتَهُمْ أَهْلَ بَيْتٍ ، فَطَلَبُوْا عَاْرِيَتَهُمْ ، أَلَهُمْ
    أَنْ يَمْنَعُوْهُمْ ؟ قَاْلَ : لَاْ ، قَاْلَتْ : فَاَحْتَسِبْ اِبْنَكَ ، قَاْلَ :
    فَغَضِبَ ، وَقَاْلَ : تَرَكْتِيْنِيْ حَتَّىْ تَلَطَّخْتُ ، ثُمَّ أَخْبَرْتِيْنِيْ
    بِاِبْنِيْ ، فَاَنْطَلَقَ حَتَّىْ أَتَىْ رَسُوْلَ اَللهِ  فَأَخْبَرَهُ بِمَاْ كَاْنَ ، فَقَاْلَ  : (( أَعْرَسْتُمُ اَلْلَّيْلَةَ ؟ )) قَاْلَ أَبُوْ طَلْحَةَ : نَعَمْ ! قَاْلَ  : (( بَاْرَكَ اَللّهُ لَكُمَاْ فِيْ غَاْبِرِ لَيْلَتِكُمَاْ )) ، قَاْلَ :
    فَحَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ ، فَوَلَدَتْهُ لَيْلاً ، وَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ حَتَّى يُحَنِّكَهُ رَسُولُ اللَّهِ  ، فَحَمَلْتُهُ غُدْوَةً وَمَعِى
    تَمَرَاتُ عَجْوَةٍ ، فَوَجَدْتُهُ يَهْنَأُ أَبَاعِرَ لَهُ أَوْ يَسِمُهَا ،
    فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ وَلَدَتِ اللَّيْلَةَ ،
    فَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ حَتَّى يُحَنِّكَهُ رَسُولُ اللَّهِ  ، فَقَالَ:  (( أَمَعَكَ شَىْءٌ ؟ )) . قُلْتُ تَمَرَاتُ عَجْوَةٍ . فَأَخَذَ
    بَعْضَهُنَّ ، فَمَضَغَهُنَّ ، ثُمَّ جَمَعَ بُزَاقَهُ فَأَوْجَرَهُ إِيَّاهُ ،
    فَجَعَلَ يَتَلَمَّظُ فَقَالَ  : (( حُبُّ الأَنْصَارِ التَّمْرَ )) . قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ سَمِّهِ . قَالَ : (( هُوَ عَبْدُ اللَّهِ
    )) . يَقُوْلُ أَحَدُ اَلْصَّحَاْبَةِ ـ رَضِيَ اَللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِيْنَ : إِنَّهُ
    وُلِدَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ وَزَوْجِهَاْ ، مِنْ تَلْكَ اَلْلَّيْلَةِ : عَبْدُ اَللَّهِ بِنْ
    أَبِىْ طَلْحَةَ ، فَكَاْنَ لِعَبْدِ اَللهِ ، عَشْرَةٌ مِنْ اَلْوَلَدِ ، كُلُّهُمْ
    قَدْ حَفِظَ اَلْقُرَّآنَ اَلْكَرِيْم . هَذِهِ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ نَتِيْجَةُ
    اَلْزَّوَاْجِ اَلْمُبَاْرَكِ ، اَسْأَلُهُ سُبْحَاْنَهُ أَنْ يُبَاْرِكَ لَنَاْ فِيْمَاْ
    أَعْطَاْنَاْ ، وَأَنْ يَجْعَلَنَاْ مُبَاْرَكِيْنَ أَيْنَمَاْ كُنَّاْ إِنَّهُ سُمِيْعٌ مُجِيْبٌ . أَلَاْ وَصَلُّوْا عَلَىْ اَلْبَشِيْرِ اَلْنَّذِيْرِ ، وَاَلْسِّرَاْجِ اَلْمُنِيْرِ ،
    فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اَلْلَّطِيْفُ اَلْخَبِيْرُ ، فَقَاْلَ  مِنْ
    قَاْئِلٍ عَلِيْمَاْ :  إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ،
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا  ،
    وَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلَّذِيْ رَوَاْهُ اَلْإِمَاْمُ أَحْمَدُ وَاَلْنَّسَاْئِيُ ، يَقُوْلُ
     : (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    عَشْرَ صَلَوَاتٍ ، وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ ،
    وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ ))

    • أصل الخطبة لأحد المشايخ وبتصرف مني بسيط



    الملفات المرفقة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. خطبة جمعة الغد بعنوان ( أول جمعة في رمضان ) 1436/9/2هـ
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-06-2015, 15:01
  2. عاشـــــــورا ( خطبة جمعة الغد )
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 31-10-2014, 00:16
  3. عشر ذي الحجة ( خطبة جمعة الغد 1435/12/2هـ )
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-09-2014, 20:04
  4. وطن ومواطن ...! خطبة جمعة الغد 9/11/1432هـ
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-10-2011, 15:06
  5. الحوثيــــــون .... خطبة جمعة الغد 26/11/1430هـ
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 13-11-2009, 15:31

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته