النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: تصرمت أيام شهركم

  1. #1

    تصرمت أيام شهركم



    الحمدُ للهِ الكريمِ الوهابِ ( غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ) وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ(هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ) وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، خيرَ من صلى لربِّهِ وأنابَ ، صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ والأصحابِ، ومن سارَ على نهجِهم واتبعَ طريقَهم إلى يومِ الحسابِ ، وسلَّم تسليماً كثيراً: ( يَا أَ يُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوْتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُسْلِمُون ) ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً واتَّقُواْ اللهَ الَّذِيْ تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَام إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيْباً ) ( يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَقُوْلُوا قَولاً سَدِيْداً يُصْلِح لَكُم أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ ذُنُوبَكُم وَمَن يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيْماً ) أما بعد : أيها الأحبةُ في اللهِ ، هذهِ أيامُ شهرِكُم قد تصرمتْ ، وها نحنُ في أعظمِ أيامِهِ فضلاً ، وأرفعِها قدراً ، وأكثرِها أجراً ، كان رسولُ اللهِ  يطوي فراشَهُ ، ويَشُدُّ مِئْزَرَهُ ، ويُوقِظُ أهلَهُ ، لمناجاةِ ذي الجلالِ والإكرامِ ، ثبتَ في الصحيحيِن ، من حديثِ عائشةَ رضي الله عنه ، أنها قالتْ { كان رسولُ اللهِ  ، إذا دخلَ العشرُ ، شدَّ مئزرَهُ وأحيا ليلَهُ ، وأيقظَ أهلَهُ } وهذا يدلُ على اهتمامِهِ  ، بطاعةِ ربِهِ ، ومبادرتِهِ الأوقاتَ ، واغتنامِهِ الأزمنةَ الفاضلةَ ، ألا فاقتدوا رحمكم اللهُ بِنَبِيِّكم ، فإنه هو الأسوةُ والقدوةُ ، فَجِدِّوا واجتهدوا في عبادةِ ربِّكم ، فإنه جل وعلا ، ما أكرمَ أمةً بمثلِ ما أكرمَ بهِ،الأمةَ المحمديةَ ، في هذا الشهرِ ، فذنوبٌ مغفورةٌ ، وعُيوبٌ مستورةٌ ، ودعواتٌ مُستجابةٌ ، ومضاعفةٌ للأجرِ ، وهذه العشرُ ، شُرِّفَتْ بليلةِ القدرِ المباركةِ ، التي شَهِدَ لها الحقُّ سبحانه وبحمدِهِ ، بأنها خيرٌ من ألفِ شهرٍ فقال تعالى ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) وبأنها مباركةٌ فقال ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) وتَنْزِلُ مواكبُ الملائكةِ الكرامِ إلى الأرضِ ،قال تعالى : ( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْر ) ويتنَزّلُ فيها الروحُ الأمين ُ، جبريلُ عليه السلامُ ، تَتَنَزلُ الملائكةُ فيها ، لكثرةِ ما يُنَزّلُ اللهُ فيها ، على عبادِهِ من البركةِ والرحمةِ ، والعفوِ والرضى والغفرانِ ولِتَزيُنِ المؤمنينَ فيها ، بألوانِ الطاعاتِ وكثرةِ القرباتِ ، تتنزلُ الملائكةُ فيها ، لِيَحُفُّوا بالمصلينَ ، ويسلموا على المؤمنينَ ، ويشهدوا للطائعينَ ، فيا أيها المسلمونَ ، الراجونَ عفوَ اللهِ ومغفرتَهُ ورضاهُ ، تعرضوا لذلك ، بفعلِ أسبابِهِ واتقوا اللهَ ، وأروه من أنفسِكم خيراً ، أروه تعالى : رجوعاً صادقاً إليه ، وقلوباً خاشعةً له منكسرةً بين يديه ، وعيوناً متحشرجةً بالدموعِ ، خوفاً من عقابِهِ ، ورغبةً في ثوابِهِ ، وألسنةً تاليةً لكتابِهِ ، مسبحةً لجلالِهِ ، أروا الله َخيراً ، بالإخلاصِ لهُ في الأعمالِ ، والصدقِ في الأقوالِ وتعرضوا بأعمالِكم الطيبةِ ، وعزمِكم الصادقِ على الرشدِ ، لنفحاتِ برِّهِ وقدسِهِ ، إنها أيامُ وليالي إعتاقِ الرقابِ ، وقَبُولِ المتابِ ، فلا تضيعوا ساعاتِ هذه الأيامِ والليالي ، فإن من الحرمانِ العظيمِ ، والخسارةِ الفادحةِ ، أن يُفَرِّطَ مُفَرّطٌ في هذه الأيامِ والليالي ، ولَمَّا أعطى اللهُ أمةَ محمدٍ ، صلى الله عليه وسلم ليلةَ القدرِ ، حددَها في ليالٍ قليلةٍ ، وأخفاها ، بين غضونِ تلكمُ الليالي ، إهابةً بكم ، وحثاً لكم بأن تسيروا في طاعتِهِ ، وتستغرقوا في مناجاتِهِ ، وليتبينَ بذلك ، النشيطُ في طلبِ الخيراتِ من الكسلانِ ، فإن الناسَ لو علموا عينَها ، لا اقتصرَ أكثرُهُم على قيامِ تلك الليلةِ ، دون ما سواها ، ولو علموا عينَها ما حصلَ كمالُ الامتحانِ ، في علوِّ الهمةِ وأدناها ، فاطلبوها رحمكَم اللهُ ، بِجدٍ وإخلاصٍ ، يقولُ عليه الصلاةُ والسلامُ { من قامَ رمضانَ وصامَهُ إيماناً واحتساباً غُفرَ له ما تقدمَ من ذنبِهِ } ويقولُ عليه الصلاةُ والسلامُ { من قامَ ليلةَ القدرِ إيماناً واحتساباً ، غُفرَ له ما تقدمَ من ذنبِهِ } ويقولُ عليه الصلاةُ والسلامُ ، في الحديثِ المتفقِ عليه { تحروا ليلةَ القدرِ ، في العشرِ الأواخرِ من رمضانَ } واعلم أخي ، أنك لن تظفرَ بهذه الليلةِ ، إلا إذا قمتَ لياليَ العشرِ كلِّها ، فلا تضيعْ الفرصةَ ، واغتنمْ ما بقي ، فإن من الناسِ ، من ينشطونَ في أولِ الشهرِ ، ويفترونَ في آخرِهِ ، حتى ربما يكسلونَ عن صلاةِ الجماعةِ ، وهؤلاء لا يستفيدونَ من رمضانَ ، ولا يتغيرُ حالُهم ، عما كانوا عليه قَبْلَهُ ، من الإساءَةِ والعصيانِ ، والذي تفوتُهُ المغفرةُ في رمضانَ ، يكون محروماً غايةَ الحرمانِ ، فاجتهدوا رحمكُم اللهُ في ختامِ الشهرِ ، فالمسلمُ الذي وفقَّهُ اللهُ للعملِ ، في هذا الشهرِ ، ومرتْ عليه مواسمُ الرحمةِ والمغفرةِ ، والعتقِ من النارِ ، وقامَ ليلةَ القدرِ ، إيماناً واحتساباً ، حريٌ أن يفوزَ بكلِّ خيراتِ هذا الشهرِ ونفحاتِهِ ، فينالَ الدرجاتِ العاليةَ ، بما أسلفَهُ في الأيامِ الخاليةِ ، بارَك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم،
    ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم منكلِّ ذنب ، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم




    الحمد لله على إحسانه ، والشكرله على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلى رضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً ، أمّا بعد : الأخوةُ في اللهِ أما بعد أيها الأخوةُ في اللهِ ، كمْ لربِّ العزةِ من عتيقٍ من النارِ ؟ نسألُهُ جل وعلا ، أن يجعلَنا جميعاً من عتقائِهِ من النارِ ، ووالدينا وجميعِ المسلمين ، وكمْ من أسيرٍ للذنوبِ ، وصلَهُ اللهُ بعد القطعِ ، وكُتبَ له السعادةُ ، من بعدِ طولِ شقاءٍ ، قَدَّمَ في أيامِ هذا الشهرِ المباركِ ، توبةً صادقةً ، أتبعها بعملٍ في الباقياتِ الصالحاتِ (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) إنها الفرصةُ إذا أفلتتْ ، فلن تنفعَ بعدها الحسراتُ ،يومَ ( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنْ السَّاخِرِينَ ) والأعمارُ بيدِ اللهِ عز وجل ،فاغتنموا رحمني اللهُ وإياكم ، شريفَ الأوقاتِ ، فما الحياةُ إلا أنفاسٌ معدودةٌ وآجالٌ محدودةٌ ، والأيامُ مطاياكم إلى هذه الآجالِ ، فاعملوا وأملوا وأبشروا ، فالمغبونُ واللهِ ، من أنصرفَ أو تشاغل بغيرِ طاعةِ اللهِ ، والمحرومُ من حُرمَ ليلةَ القدرِ ، والمأسوفُ عليه ، من أدركَ شهرَ رمضانَ ، ولم يغفرْ له ، فمن كان محسناً فيه ، فليحمدْ اللهَ على ذلك ، وليبشرْ بعظيمِ الثوابِ من الملكِ الوهابِ ، ومن كان مُسيئاً فيه ، فليتبْ إلى اللهِ توبةً نصوحاً ، فإن اللهَ يتوبُ على من تابَ ، وليحسنَ الختامَ ، فإن الأعمالَ بالخواتيمِ ، ولا تقنطْ يا أخي لكثرةِ الذنوبِ ، فإن اللهَ جل وعلا يقول ( قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ةيقولُ سُبحانَه )نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) ويقولُ جلَّ في عُلاه ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) عبادَ اللهِ ، صلّوا على المعصومِ عليهِ أفضلُ الصلاة وأنم التسليم ، فإنه يقولُ بأبي هو وأُمي{ حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني }ويقول{ من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللهم عاملنا بإحسانك ، وجد علينا بفضلك وامتنانك ، واجعلنا من عبادك ، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، اللهم أرحم ذلنا بين يديك ، واجعل رغبتنا فيما لديك ، ولا تحرمنا بذنوبنا ، ولا تطردنا بعيوبنا ، اللهم اعطنا ولا تحرمنا ، وصلنا ولا تقطعنا ، وخذ بأيدينا إلى ما تحب وترضى ، يا أهل المغفرة أغفر ذنوبنا ، ويا أهل التقوى استعملنا في طاعتك ، ويا مقلب القلوب ، ثبت قلوبنا على دينك ، اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاتي أمورنا ، واجعل ولايتنا ، في عهد من خافك واتقاك ، واتبع رضاك برحمتك يا ارحم الرحمين ، اللهم أغفر لأهل القبور من المسلمين والمسلمات ، وخص في ذلك الأباء والأمهات إنك قريب مجيب الدعوات ، اللهم ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)



    الملفات المرفقة
    للدخول لموقعنا الخاص

    اضغط على الصوره



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. أيام الخــــراب
    بواسطة حيل حليل في المنتدى مضيف فلّة الحجاج
    مشاركات: 145
    آخر مشاركة: 14-02-2010, 08:20
  2. أيام الأمطار
    بواسطة خلف أبو سامي في المنتدى مضيف حائل الخاص [ حائليات ]
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 19-10-2009, 23:52
  3. أيام النبيطات
    بواسطة سمو المشاعر في المنتدى مضيف فلّة الحجاج
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 14-03-2005, 01:54
  4. @ رسم .. أيام المتوسطة ..
    بواسطة مجد في المنتدى مضيف التصاميم
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 05-07-2004, 15:13
  5. أيام حرب الخليج
    بواسطة star في المنتدى مضيف فلّة الحجاج
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-06-2002, 23:59

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته