الحمدُ للهِ الذي أحكمَ بحكمتِهِ ما فطرَ وما بنى ، وقربَّ من خلقِهِ برحمتِهِ ، من تقربَ ودنا ، ورضيَ بالشكرِ من بريتِهِ ، لنعمِهِ ثمناً ، أمرَنا بخدمتِهِ لا لحاجتِهِ ، بل لنا ، يغفرُ الخطايا ، لمن أساءَ وجنا ، أحمدُهُ مُسِراً للحمدِ ومُعلِناً ، وأشهدُ أن لا إله إلاَّ هو، يجزلُ العطايا لمن كان محسِناً ، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، إمامَ الهدى ، صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ الأمناءِ ، وسلَّم تسليماً كثيراً: ( يَا أَ يُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوْتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُسْلِمُون ) ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً واتَّقُواْ اللهَ الَّذِيْ تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَام إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيْباً ) ( يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَقُوْلُوا قَولاً سَدِيْداً يُصْلِح لَكُم أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ ذُنُوبَكُم وَمَن يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيْماً ): أما بعد:أيها الأحبةُ في اللهِ ، ها قد مضى نِصفُ هذا الشهرِ الْمُبارك ، فاستَدْرِكْوا ما تَبقَّى منه ، فإنَّهُ أشرفُ أوقاتِ الدهرِ، هذه أيامٌ يُحافَظُ عليها وتُصانُ ، هي كالتَّاجِ على رأسِ الزّمانِ، واعلم أنَّ الوقتَ الذي تُضَيّعُهُ الآن ، سَتُسأَلُ عنهُ يومَ القيامةِ (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً ) يقولُ المصطفى e كما عند الطبرانيُ من حديثِ معاذٍ y{لن تزولَ قدما عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسألَ عن أربعِ خصالٍ: عن عمرِهِ فيما أفناهُ ، وعن شبابِهِ فيما أبلاهُ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيما أنفقَهُ ، وعن علمِهِ ماذا عملَ فيه } نعم إننا مسؤولونَ عن هذه الأوقاتِ من أعمارِنا، في أيِّ مَصلَحةٍ قَضينَاها ؟ أفي طاعةِ اللهِ وذكرِهِ، وتلاوةِ كتابِهِ وتَعَلُّمِ دينِهِ ، أم في غيرِ ذلك ، مِمَّا لا يعودُ علينا بكبيرِ فائدةٍ، بل قد يُباعِدُنا عن اللهِ تعالى وعن مرضاتِهِ، ويُقربُنا مِمَّا يسخطُهُ والعياذُ باللهِ ، إنَّ من أكبرِ علاماتِ المقتِ ، إضاعةَ الوقتِ ، وخاصةً في هذا الشهرِ الكريمِ ، والوقتُ ليسَ من ذهبٍ ، كما يقولُ المثلُ الشائعُ بينَ النَّاسِ ، بل هو أغلى من الذهبِ واللؤلؤِ والمرجانِ ، و من كلِّ جوهرٍ نفيسٍ ، أو حجرٍ كريمٍ ، فالعجبُ ! ممن يَعرِفُ ما في هذا الشهرِ من الخيراتِ والبركاتِ ، ثم لا تطمئنُّ نَفْسُهُ إلاَّ بِتَضييعِ أوقاتِهِ ، فيما لا يزيدُهُ إلا بعداً عن اللهِ ، وكأنَّ صُحُفَهُ قَد مُلئتْ بالحَسَنَاتِ، وضَمِنَ دُخولَ الجَنَّاتِ ، إلى متى تَرضَى بالنّزولِ في مَنَازِلِ الهوانِ ؟ هل مَضَى من أيامِكَ يومٌ صالحٌ ، سَلِمْتَ فِيهِ من الذّنوبِ الصغائِرِ والكبائِر ؟ تاللهِ لقد سبقَ المُتَّقونَ الرَّابِحُونَ ، وخَسِرَ أقوامٌ ، أعيُنُهم مُطلَقَةٌ في الحرامِ ، وألسِنَتُهم مُنبَسطةٌ في الآثامِ ، ولأَقدَامِهِم على الذّنوبِ إِقدامٌ ، نَسوا أن الْكُلَّ ، مُثبتٌ عند الملِكِ الديّانِ ، يقولُ سبحانه (وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً* اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً) وفي الحديثِ عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما مَرفُوعا إلى النبيِّ e أنه قال :{ اغتنم خمساً قبلَ خمسٍ شبابَكَ قبلَ هرمِكَ وصِحْتَكَ قبلَ سقمِكَ وغناكَ قبلَ فقرِكَ وفراغَكَ قبلَ شُغُلِكَ وحياتَكَ قبلَ موتِك }فَمَن بَعَثَهُ اللهُ رحمةً لِلعالمين e يوصينا باستغلالِ خمسةِ أشياءٍ ، قبلَ حصولِ خمسةٍ أخرى ، نستغلُ حالَ حياتِنا قبلَ موتِنا، وحالَ صحتِنا قبلَ مَرَضِنا، وحالَ فَرَاغِنا قبلَ انشغالِنا، وحالَ شبابِنا قبلَ كِبَرِنا، وحالَ غِنَانا قبلَ فقرِنا، نستغلُّها في طاعةِ اللهِ والتَّقربِ إليهِ ، قبلَ أن يَحِلَّ بنا ما يَمْنَعُنا من ذلك ، فنندمُ على ما فرّطنا في جنبِ اللهِ ولا ينفعُ يومئذٍ الندمُ ، فالبدارَ البدارَ قبلَ (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ*أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) إنَّ أكثَرنَا لا يَعرفُ قدرَ وقيمةَ نعمةِ الحياةِ ، والصحةِ والفراغِ ، والشبابِ والغنى ، إلا بعدَ زوالِها وفقدِها، فلنغتنمْ فرصةَ وجودِها، وَلْنُسَخرْها في كلِّ ما يوصلُنا إلى جناتِ ربِّنا عز وجل ، ويباعدُنا عن عذابِهِ. روى البخاريُّ في صحيحِهِ عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قالَ: قالَ النبيُّ e: {نعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناسِ: الصحةُ والفراغُ } فمن استعملَ صحتَهُ وقوتَهُ وفراغَهُ ووقتَهُ في طاعةِ اللهِ تعالى ، رَبِحَ في تجارتِهِ مع اللهِ عز وجل، ومن استعملَ صحتَهُ وفراغَهُ ووقتَهُ في معصيةِ اللهِ تعالى خسرَ رأسَ مالِهِ ، فَهُو مَغبُونٌ لا يُحسنُ تدبيرَ أمورِهِ ، لأجلِ هذا كان السلفُ الصالحُ رضوانُ اللهِ عليهم ، أشدَّ الناسِ حرصاً على استغلالِ أوقاتِهم ، في ذكرِ اللهِ تعالى وتلاوةِ كتابِهِ وتعلُّمِ دينِهِ والإحسانِ إلى خلقِهِ، يقولُ ابنُ مسعودٍ رضي اللهُ عنه [ما ندمتُ على شيءٍ ندمي على يومٍ غربتْ شمسُهُ ، نقصَ فيه أجلي و لم يزددْ فيه عملي . نعوذُ باللهِ من تناقصِ الأجلِ من غيِر زيادةٍ في صالحِ العملِ ] وكان داودُ الطائيُّ يستفُّ الفتيتَ، يأكلُ فُتاتَ الطعامِ، ويقولُ: بَينَ سفِّ الفتيتِ ، وأكلِ الخبزِ قراءةُ خمسينَ آيةً ، هكذا كانوا عليهم رحمةُ الله، كانوا أشدَّ النَّاسِ بخلاً في أوقاتِهم، فماذا يقولونَ لو اطّلَعُوا علينا ، ورأوا كيف نُضَيّعُ أوقاتَنا، في هذا الشهرِ المباركِ خاصةً ، وفي سائرِ أيامِ السنةِ عامةً ؟ فكثيرٌ منَّا من يُلهي نفسَهُ في رمضانَ باللعبِ واللغوِ، ويقولُ: نقتلُ الوقتَ حتى يصلَ الإفطارُ ، وما يَدري أنَّهُ بتضييعِ أوقاتِهِ، فيما لا يُرضي اللهَ تعالى ، يَقتُلُ نَفْسَهُ وليس الوقتَ ، لأن الوقتَ محسوبٌ من الأعمارِ والحياةِ ، فلنستيقظْ من غفلتِنا ، ولنستدركْ ما فاتَنا من رمضانَ، ولنجعلْ ما بقي من شهرِنا أحسنَ مما فاتَ، ولنتذكرْ قولَهُ e: {من صامَ رمضانَ إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدمَ من ذنبِهِ} وقولَهُ أيضا: {من قامَ رمضانَ إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدمَ من ذنبِهِ}فمن صامَ رمضانَ طاعةً للهِ تعالى ، ورجاءَ ثوابِهِ ، ليسَ لأجلِ أنه رأى الناسَ صاموا فصامَ ؟ غُفِرَ له ما تقدمَ من ذنبِهِ ، ومن قامَ لياليهِ مُصَلِياً مُخْلِصاً للهِ تعالى ورغبةً في مَثُوبتِهِ ، غُفِرَ له ما تقدمَ من ذنبِهِ ، وخَرَجَ من رمضانَ كيومِ ولدتُهُ أمُّهُ ،يَقولُ e: {إن الرجلَ إذا صلى مع الإمامِ حتى ينصرفَ كُتبَ له قيامُ ليلةٍ } فمن صلى صلاةَ التراويحِ مع الإمامِ حتى ينتهيَ من آخرِ ركعةٍ منها، كُتِبَ له أجرُ قيامِ ليلةٍ بأكملِها، وهذا من فضلِ اللهِ على عبادِهِ المؤمنين ، (وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ،ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم منكلِّ ذنب ، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم
الحمد لله على إحسانه ، والشكر له على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلى رضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً ، أما بعد :أيُّها الأحبةُ في الله ، من أرادَ الفوزَ بالجنةِ ، والنجاةَ من النارِ، فما عليهِ إلاأن يستَغِلَّ وقتَهُ ، وصِحَتَهُ ومالَهُ ، في طاعةِ اللهِ تعالى والتقربِ إليهِ ، في هذا الشهرِ المباركِ خاصةً ، وفي شُهورِ السَّنةِ عامةً ، وما يُدريكَ لعلَّ رمضانَ هذا ، آخرُ رمضانٍ تَعيشُهُ ، فَتَكونَ ممّن أُعتِقَ فيه من النارِ ، يقول عليه الصلاة والسلام ،في الحديث الذي رواه الترمذيُّ من حديثِ أبي هريرةَ { بادروا بالأعمالِ سبعاً ، هل تنتظرونَ إلا فقراً منسياً ، أو غنى مطغياً ، أو مرضاً مفسداً ، أو هرماً مفنِّداً ، أو موتاً مْجهِزاً ، أو الدجالَ فشرُّ غائبٍ ينتظرُ ، أو الساعةَ فالساعةُ أدهى و أمرْ } فاغتَنِموا الوقت من غيرِ تكاسلٍ أو تثاقلٍ ، قَبلَ حُلُولِ مرضٍ مُقعدٍ ، أو كِبَرٍ مفندٍ أو بلاءٍ مُشغلٍ...، نُقِلَ عن بعضِ السلفِ ، أنه كان يُسمي الصلواتِ الخمسَ ميزانَ اليومِ ، و الجمعةَ ميزانَ الأسبوعِ ، و رمضانَ ميزانَ العامِ ، و الحجَّ ميزانَ العُمُرِ ، كلُّ ذلك محاسبةٌ دقيقةٌ ، ليسلمَ لهُ يومُهُ و أسبوعُهُ و عامُهُ و عمُرُهُ ..عباد الله صلّوا على المعصوم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، فإنَّه يقول { حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني }ويقول{ من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللّهُم اجعلْ رزقَنَا رغداً ، ولا تُشمتْ بنا أحداً ، اللهم إنا نسألُكَ ، بعزِّكَ الذي لا يرامُ ، وملكِكَ الذي لا يُضامُ ، وبنورِكَ الذي ملأ أركانَ عرشِكَ ، أن تكفيَنا شرَّ ما أهمَنا وما لا نهتمُ به ، وأن تعيذَنا من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، اللهم رَغّبْنا فيما يبقى ، وَزَهّدْنا فيما يفنى ، وهبْ لنا اليقينَ ، الذي لا تسكنْ النفوسُ إلا إليهِ ، ولا يُعوَّلُ في الدينِ إلا عليهِ ، اللهم اجعلْ بَلدَنا هذا آمناً مطمئناً ، وسائرَ بلادِ المسلمينَ ، اللهم أيدْ إمامَنا بتأيدِكَ ، وانصرْ بهِ دينَكَ ، ووفقْهُ إلى هُدَاكَ ، واجعلْ عمَلَهُ في رضاكَ ، وارزقْهُ اللهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ ، التي تدلُهُ على الخيرِ ، وتعينه عليه، اللهم أرحمْ موتانا ، وعافي مُبتلانا ، واقضِ الدينَ عن مدينِنا ، وردَّ ضالَنا إليكَ رداً جميلاً ، ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) ، عبادَ اللهِ إن اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذا القربى وينهى عن الفحشاءِ والمنكرِ والبغي يعظُكم لعلكم تذكرونَ ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
المفضلات