الطريق إلى الجنّـــة
طرق الجنة كثيرة وميسرة لمن يسرها الله له ، وقبل أن نسلك طريقا يوصلنا إلى الجنة لابد من إخلاص واحتساب عند سلوك أي طريق يوصلنا إلى الجنة ، ومن هذه الطرق الموصلة إلى الجنة والتي أرشدنا إليها رسولنا صلى الله عليه وسلم تجريد التوحيد للحميد المجيد ، قال صلى الله عليه وسلم ((مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ )) رواه البخاري
فأعظم ما يَملِكه المرء في هذه الحياة الدنيا، هو التوحيد لله جل وعلا، الذي ينبغي أن يكون همه وشغله الشاغل؛ لأنه هو المِفتاح الذي يدخل به جنة ربِّ العالمين، وينجو به من نار الجحيم؛ قال الله جل وعلا: (﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾(
فعُلِم من هذه الآية الكريمة أن الشرك هو الذنب الذي إذا مات عليه الإنسان، لم يُرجَ له معه جنةٌ ولا رضوان ((إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ))
ومما يُبين عظيم التوحيد وشأنه ومنزلته الكبرى، ما ثبت في الصحيحين عن عُبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ : وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ مِنْ أَبْوَابِهَا الثَّمَانِيَةِ أَيِّهَا شَاءَ ))
فعلى المسلم أن يُحافظ على توحيده؛ لأنه قد يدخل عليه ما يُضعفه، وقد بيَّنت نصوص الكتاب والسنة أن هنالك من الأعمال والأقوال والاعتقادات ما يؤثر في التوحيد ويُضعفه، ومن ذلك : السحر والكهانة ، الاستعانة بالجن وبقبور الأولياء ، ولبس الحلقة والخيط ونحوهما بقصد رفع البلاء أو دفعه ، وتعليق التمائم ، والتبرك بالأشجار والأحجار والآثار ، والذبح لغير الله ، والحلف بغير الله ، والتطير والتشاؤم ، والتعلق بالنجوم ، وقراءة الكف ، وقول ماشاء الله وشئت أو لولا الله وفلان ... وغيرها من الأعمال والأقوال الذي تخل بجانب التوحيد ، وتقطع الطريق الموصل إلى الجنة إذا وصلت إلى قضية الاعتقاد بهذه الأعمال أو ببعضها.
اللَّهُمَّ علِّمْنا ما ينفعُنا وانفعْنا بما علَّمتَنا، وزدنا علمًا وعملاً يا ذا الجلال والإكرام ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
المفضلات