إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستغفرُهُ ، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالِنا ، من يهدِهِ اللهُ فلا مضلَّ له ، ومن يضللْ فلا هاديَ له ، أشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، صلى اللهُ عليهِ ، وعلى آلِهِ وأصحابِهِ ، ومن سارَ على نهجِهِ ، واقتفى لأثرِهِ إلى يومِ الدينِ . ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَائلونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) .. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) أما بعدُ : أيهُا الأخوةُ المُؤمنونَ : ما من شيءٍ يحدثُ في هذا الكونِ إلا بإرادةِ اللهِ سُبحانَهُ وتدبيرِهِ، ولحكمةٍ يعلمُها جلَّ في عُلاه ، ولهذا لا يستطيعُ أحدٌ أن يُؤثِّرَ أويَتَصَّرفَ في أحدٍ ، ولا يَضُرَّ أحداً ، أو ينفعَ أحداً، إلاَّ إذا أرادَ اللهُ ذلك: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) يقولُ المصطفى : { وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ } وحديثي إليكم في هذا اليومِ عن العينِ وما أدراك ما العينُ ، العينُ وردَ ذكرُها بالقرآنِ الكريمِ ، قالَ اللهُ تعالى في سورةِ يوسفَ على لسانِ يعقوبَ عليهِ السلامُ ( وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ) يقولُ ابنُ كثيرٍ عندَ تفسيرِهِ لهذهِ الآيةِ :- قالَ ابنُ عبَّاسٍ رضي الله عنهما ومحمدُ بنُ كعبٍ ومجاهدُ والضَّحَاكُ وقَتَادةُ والسُّديُّ وغيرُ واحدٍ ، أَنَّهُ عليهِ السلامُ يعني يعقوبَ – خَشيَ عليهمُ العينَ لأنهم كانوا كُثُرَ ، خشي أن يَنظُرَ إليهِم أحدٌ ، فيعجبونَهُ فتقعُ عليهم النظرةُ ، وذلك أَنَّهُم كانوا ذَوي جَمَالٍ وهيئةٍ حسنةٍ ، ومَنظَرٍ وبهاءٍ ، فخشيَ عليهم أن يُصيبَهم النَّاسُ بعيونِهم ، فإنَّ العينَ حقٌّ . انتهى كلامُهُ رحمهُ اللهُ، والعينُ قد ذَكَرَها اللهُ في كِتابِهِ ، بقولِهِ تعالى (وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ) قالَ ابنُ كثيرٍ : قال ابنُ عباسٍ ومجاهدُ وغيرُهما في قولِهِ تعالى (لَيُزْلِقُونَكَ) أي ليَنْفُذُونَكَ بأبصارِهم ، أي يَعِينُونَكَ بأبصارِهم ، ثم ذكرَ رحمهُ اللهُ أن هذه الآيةَ ، دليلٌ على أَنْ العينَ حقٌّ . إِصابَتُها وتأثيرُها بأمرِ اللهِ عز وجل ، وهذا قولُ جمهورِ الْمُفَسِّرينَ ، وَأَمَّا ذِكْرُ العينِ في السنَّةِ ، فيقولُ سيدُ ولدِ آدم في الحديثِ الذي رواهُ البخاريُّ في صحيحِهِ ، {العينُ حقٌّ }و في سننِ ابنِ ماجةَ عن عائشةَ رضي الله عنها قالتْ : قالَ رسولُ اللهِ :{ استعيذوا باللهِ من العينِ ، فإنَّ العينَ حقٌّ } ومعنى قولِهِ : { العين حق } أي الإصابةِ بالعينِ شيءٌّ ثابتٌ وموجودٌ ، وفي صحيحِ مسلمٌ من حديثِ ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قالَ : قالَ رسولُ اللهِ : { العينُ حقٌّ ولو كانَ شيءٌ سابقٌ القدرَ لسبقتْهُ العينُ وإذا استُغْسِلتُم فَاغْسِلُوا }وَروى التّرمِذيُّ عن أسماءَ بنتِ عُميسٍ رضي اللهُ عنهما ، قالتْ : يا رسولَ اللهِ إنَّ بَني جعفرَ تصيبُهم العينُ أفأسترقي لهم ، فقالَ : : { نَعَم ، فلوا كان شيءٌّ سابقٌ القضاءَ لسبقتْهُ العينُ } وفي مُسندِ البزَّارِ عن جابرِ ابنِ عبدِ اللهِ رضي اللهُ عنهما قالَ : قالَ رسولُ اللهِ { أكثرُ مَنْ يموتُ من أمتي بعدَ قضاءِ اللهِ وقدرِهِ بالعينِ } هَذِهِ العيُنُ ، بالقرآنِ والسنَّةِ ، ولذا أيها الأحبةُ في الله ، يجبُ على المؤمنِ ، أَنْ يُؤمنَ بوجودِ العينِ ، وأنها حقيقةٌ واقعةٌ ، تقعُ بَقَدَرِ اللهِ ، وأنَّ لها تأثيراً عظيماً ، فرُبَّمَا قَتَلتْ ، ورُبَّما أَمرَضَتْ ، نعوذُ باللهِ من العينِ ، والواقعُ أيها الاخوةُ ، يؤكِّدُ حقيقةَ وجودِ العينِ ، والقِصَصُ في ذلك كثيرةٌ جداً ، ومشهورةٌ قديماً وحديثاً ، ومن أشهرِها قِصَّةُ سهلِ بنِ حَنيفٍ ، رضي اللهُ عنه ، فعن أبي أمامةَ ابنِ سهلِ بنِ حنيفٍ ، يَروي قِصَّةً حَصَلَتْ لأبيهِ سهلٍ ، قالَ : اغتسلَ أَبي سَهلُ بنُ حنيفٍ بالخرَّارِ – والخرارُ ماءٌ بالمدينةِ ، قالَ رضي الله عنه : فَنَزَعَ جبَّةً كانتْ عليهِ ، وعامرُ بنُ ربيعةَ ينظرُ إليهِ ، وكانَ سهلٌ ، شديدُ البياضِ حسنُ الجلدِ ، فقالَ عامرٌ : واللهِ ما رأيتُ كاليومِ ، ولا جِلدَ مخبأةٍ عَذراءٍ ، والمخبأةُ العَذراءُ ، هي العروسُ التي لا تَظهرُ للنَّاسِ ، ولم يَذكرِ اللهَ ولم يُبَرِّكْ ، قال أبو أمامةَ فوُعِكَ سهلٌ مكانَهُ ، واشتدَّ وَعَكُهُ ، فأُخبرَ رسولُ اللهِ بوَعَكِهِ ، فقيلَ لهُ ، أَنَّهُ ما يرفعُ رأسَهُ ، فقالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ ، هل تَتَهِمُونَ له أحداً ، قالوا عامرُ بنُ ربيعةَ ، فَأَتَى رسولُ اللهِ عَامراً، فتغيظَ عليهِ ، وقالَ: علامَ يقتُلُ أحدُكم أخاهُ ؟ أَلاَ برَّكتَ ، اغتسِلْ لهُ ؛ فغَسَلَ له عامرٌ ، وجهَهُ ، ويديِهِ ، ومِرفَقيِهِ ، وركبتيِهِ ، وأطرافَ رجليِهِ ، وداخلةَ إزارِهِ ، في قدحٍ ، ثم صُبَّ عليهِ ، فَرَاحَ مع الناسِ"، بَرِيءَ سهلٌ من ساعتِهِ ، وَأَثرُ العينِ أيها الأحبة مُشَاهدٌ في الأجسامِ وفي الصحةِ ، وفي الْمُمْتَلَكَاتِ وغيرِ ذلك ، ولذلك: يُسنُّ لمن وقَعَ بَصرُهُ ، على شيءٍ يعجبُهُ من نفسِهِ أو أهلِهِ أو مالِهِ أو غيرِ ذلك ، أن يَذكُرَ اللهَ وأن يُبَرّكَ ، يقولُ عليه الصلاةُ والسلام { إذا رأى أحدُكُم من نفسهِ أو مالهِ أو أخيهِ ما يُحِب فَليُبَّرِك فإنَّ العينَ حق } فكما سمعتُم قد يعينُ الرجلُ أحبَّ الناسِ إليهِ ويُؤذِيه ، واللهُ عزَّ وجلَّ يقول (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً) بارك الله لي ولكم في القران العظيم ،
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم منكلِّ ذنب ، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم
الحمد لله على إحسانه ، والشكر له على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلى رضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً كثيراً ، أمّا بعد :أيها الأخوةُ في الله : فَإنَّ للوقايةِ من العينِ سُبُلٌ منها : المحافظةُ على الأورادِ الشرعيةِ ، في أَوَّلِ النَّهَارِ ، وفي أولِ الليلِ ، فمن واضبَ عليها ودَاوَمَ ، فإنه بإذنِ اللهِ يُكفى شرَّ العينِ ، ومِنهَا: التعوذُ باللهِ من شرِّ الحاسدِ ، وذلك بقراءةِ المعوذتينِ ، وقد روى أبو سعيدٍ رضي اللهُ عنه ، أن النبيَّ كانَ يتعوذُ من الجانِ وعينِ الإنسانِ ، حتى نزلتْ المعوذتانِ ، فَلَمَّا نَزَلَتَا ، أخذَ بِهِمَا وتركَ ما سِوَاهُما ، ولذلك يَنبغي للإنسانِ أن يقرأَ المعوذتينِ ، مع سُورةِ الإخلاصِ ثلاثَ مراتٍ ، في أولِ النهارِ وثلاثَ مراتٍ في أولِ الليلِ فإن النبيَّ كان يتعوذُ بهما ، ومن السبلِ بل من أهمِّها ، سترُ ما يُخشى عليه الإصابةُ بالعينِ ، وهذا من أعظمِ الأسبابِ التي تقعُ بسببِها العينُ ، فإن المعيُونَ غالباً مايُصابُ بالعينِ ، في مَواضِعَ يتجملُ فيها ، ومِنْ ذلِك بعضُ النَّساءِ في قصورِ الأفراحِ ، وفي مناسباتِ الزَّواجِ ، تَلبَسُ لباساً ، يُظهرُ مفاتنَ جسدِها ، وتُبَيّنُ ما بها من صِحةٍ ، فَرُبَّمَا تَراهَا امرأةٌ ضعيفةٌ ، أو امرأةٌ مبغضةٌ أو حاسدةٌ ، أو عَدوَّةٌ فَتَحسِدُها على نعمةِ اللهِ ، فتصيبُها بعينِها ، فتمرضُ :وربما تموتُ وكذلك الإنسانُ في بعضِ المناسباتِ ، قد يُزينُ أولادَهُ ويجملُهم ، ويجعلُهم يلبسونَ أحسنَ ما يَجِدُونَ ، ويَخرُجُونَ مع النَّاسِ فربما أصابتْهُم عينٌ حاسدةٌ ، أو حاقدةٌ أو مبغضةٌ أو مُعجبةٌ ، لذلكَ ينبغي للإنسانِ ، أن يَستُرَ ما يُخشى عليهِ الإصابةُ بالعينِ ، ومن السّبُل : الاستعانةُ على قضاءِ الحوائجِ بالسرِّ والكتمانِ ، هذه بعضُ السبلِ ، للوقايةِ من العينِ ، وأما العلاجُ فهوا كالتالي : أَمْرُ العائِنِ بالاغتسالِ ، كما وردَ في قصةِ سهلٍ وعامرٍ ، يغتسلُ العائنُ ، فيُؤخذُ فيُصبُ على رأسِ الْمَعيُونِ وعلى جسدِهِ ، وهذا عندما يكونُ العائنُ معروفاً ، وأمَّا إذا كان لا يعرفُ ، فَليسَ هُنَاكَ بعد اللهِ عزَّ وجلّ ، إلاَّ الرُّقيةَ ، والاستمرارُ عليها حتى تزولَ العينُ بإذنِ اللهِ تعالى ، ففي الحديثِ عن أمِّ سلمةَ رضي اللهُ عنها أن النبيَّ رأى في بيتِها جاريةً في وجهِها سفعةً، فقال: {استَرقٌوا لها فإنَّ بها النَّظرةَ} والنظرةُ هي العينُ، وقيلَ هي المسَّ من الشيطانِ .وقد أمرَ عليه الصلاةُ والسلامُ ، كما في البخاريِّ من حديثِ عائشةَ رضي اللهُ عنها قالتْ: { أَمَرني النبي ـ أوأَمَرَ ـ أن يُسترقى من العينِ} نعوذُ باللهِ من العينِ صلّى عليكَ اللهُ ياعَلَمَ الهُدى ، الله صلِّّي على الهادي البشيرِ ، والسراجِ المنيرِ ، الَّذي يقولُ بأبي هُوَ وأُمي { حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني }و يقولُ { من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللّهُم اجعلْ رزقَنَا رغداً ، ولا تُشمتْ بنا أحداً ، اللهم إنا نسألُكَ ، بعزِّكَ الذي لا يرامُ ، وملكِكَ الذي لا يُضامُ ، وبنورِكَ الذي ملأ أركانَ عرشِكَ ، أن تكفيَنا شرَّ ما أهمَنا وما لا نهتمُ به ، وأن تعيذَنا من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، اللهم رَغّبْنا فيما يبقى ، وَزَهّدْنا فيما يفنى ، وهبْ لنا اليقينَ ، الذي لا تسكنْ النفوسُ إلا إليهِ ، ولا يُعوَّلُ في الدينِ إلا عليهِ ، اللهم اجعلْ بَلدَنا هذا آمناً مطمئناً ، وسائرَ بلادِ المسلمينَ ، اللهم أيدْ إمامَنا بتأيدِكَ ، وانصرْ بهِ دينَكَ ، ووفقْهُ إلى هُدَاكَ ، واجعلْ عمَلَهُ في رضاكَ ، وارزقْهُ اللهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ ، التي تدلُهُ على الخيرِ ، وتعينه عليه، اللهم أرحمْ موتانا ، وعافي مُبتلانا ، واقضِ الدينَ عن مدينِنا ، وردَّ ضالَنا إليكَ رداً جميلاً ، ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) ، عبادَ اللهِ إن اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذا القربى وينهى عن الفحشاءِ والمنكرِ والبغي يعظُكم لعلكم تذكرونَ ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
المفضلات