النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: خطبة جمعة بعنوان ( ثقافة الجمال في الإسلام )

  1. #1
    مشرف المضايف الإسلامية الصورة الرمزية الشيخ/عبدالله الواكد


    تاريخ التسجيل
    09 2001
    الدولة
    www.alwakid.net
    العمر
    60
    المشاركات
    1,686
    المشاركات
    1,686

    خطبة جمعة بعنوان ( ثقافة الجمال في الإسلام )



    خطبة جمعة

    ليوم الغد 13-2-1436 هجرية

    بعنوان

    ( ثقافة الجمال في الإسلام )

    كتبها وضبطها

    عبدالله بن فهد الواكد

    إمام وخطيب جامع الواكد بحائل

    أرجوا ممن يستفيد منها الدعاء لي ولوالدي

    الخطبة الأولى
    الحمد لله القائل ( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون * ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون ) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

    أيها المسلمون : إنَّ اللهَ جميلٌ يحبُّ الجمالَ ، ليستْ مجردَ مقولةٍ ، وإنما هي حديثٌ شريفُ. أخرجه الإمامُ مسلمٌ في صحيحهِ، عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضي الله ُعنه عن النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم – قال ( لا يدخلُ الجنةَ منْ كانَ في قلبهِ مثقالُ ذرةٍ من كبرٍ قال رجلٌ : إنَّ الرجلَ يحبُّ أنْ يكونَ ثوبَهُ حسناً ونعلَهُ حسنةً قال : إنَّ اللهَ جميلٌ يحبُّ الجمالَ الكبرُ بطرُ الحقِّ وغمطُ الناسِ )
    أيها الناس : والجمالُ الذي لا تصحبُهُ مخيلةٌ ممدوحٌ في الإسلامِ ، فقد أخرجَ أبو داودَ عن أبي الأحوصِ عن أبيهِ قال ( أتيتُ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ فيِ ثوبِ دَرِنٍ، فقالَ ألكَ مالٌ، قالَ نعم، قالَ منْ أيِّ المالِ، قاَلَ قد آتانيَ اللهُ منَ الإبلِ والغنمِ والخيلِ والرقيقِ، قالَ فإذا أتاكَ اللهُ مالاً فليُرَ أثرُ نعمةِ اللهِ عليكَ وكرامتهِ ) وهو حديثٌ صحيحٌ.
    أيهاَ المسلمونَ : ثقافةُ الجمالِ في الإسلامِ وإنْ كانَ يظهرُ بدايةً أنهاَ منَ المحسناتِ والمكملاتِ والرفاهياتِ ، إلاَّ أنَّ الإسلامَ أولاها عنايةً عظمى تطرقَ لها القرآنُ الكريمُ والسنةُ النبويةُ المطهرةُ ، إنها جمالُ الروحِ وجمالُ النفسِ وجمالُ الجسدِ وجمالُ ونظافةُ البيتِ وجمالُ البيئةِ وجمالُ الهيئةِ ، وجمالُ الفكرِ ، إنها النظافةُ والطهارةُ في الأنفسِ وفي المساجدِ وفي الملابسِ وفي الطرقاتِ وفي الأماكنِ العامةِ ، وفي المحلاتِ وفي المؤسساتِ العامةِ والخاصةِ ، فأنتَ حينماَ تأتي إلى أحدِ هذهِ الأماكنِ أو الطرقاتِ فتراها نظيفةً جميلةً ، تأتي إليكَ رسائلُ صامتةٌ تحفِّزُ الجانبَ الإيجابيَّ لديكَ فتجعلُكَ تسيرُ في نفسِ المنوالِ وعلى نفسِ النمطِ ، وهذا الأمرُ معروفٌ لديكم ، ومعروفٌ علمياًّ عندَ أهلِ الإختصاصِ ، ومِنَ الذي يؤسفُ منهُ و يؤسفُ عليهِ أنْ ترى في شوارِعِنا علبَ المشروباتِ والزجاجَ والمخلفاتِ الأخرى مرميةً في كلِّ مكانٍ بلْ كنتُ أحياناً في طريقي للمسجدِ أرى الزجاجَ المتكسرَ فأزيلَهُ عن الطريقِ خوفاً على المارةِ ، ورُبَّما لاحظَ ذلكَ غيري وأزالَهُ ، فكيفَ يليقُ ويجدرُ بكَ أيها الشابُ أنْ تُلقيَ زجاجةً لتنكسرَ في طريقِ إخوانكَ المسلمينَ ، من المصلينَ وغيرِهم من العابرينَ ، ضعْ في سيارتِكَ باركَ اللهُ فيكَ ، كيساً مخصصاً لذلكَ فإذا نزلتَ ضَعْهُ في أقربِ صندوقٍ للنفاياتِ ، واللهِ إنْ فعلتَ ذلكَ فأنتَ في شُعبةٍ منَ الإيمانِ ولكَ الأجرُ منَ اللهِ قالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ ( الإيمانُ بضعٌ وسبعونَ، أو بضعٌ وستونَ شعبةً، فأفضلُها قولُ لا إله إلا الله، وأدناها إماطةُ الأذى عن الطريقِ ) وقولُه صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ( كلُّ سلامى منَ الناسِ عليهِ صدقةٌ كلُّ يومٍ تطلعُ فيه الشمسُ، تعدِلُ بينَ الاثنينِ صدقةٌ، وتعينُ الرجلَ في دابتِهِ فتحمِلُهُ عليهاَ، أو ترفعُ لهُ عليها متاعَهُ صدقةٌ، والكلمةُ الطيبةُ صدقةٌ، وكلُّ خطوةٍ تمشيها إلى الصلاةِ صدقةٌ، وتميطُ الأذى عن الطريقِ صدقةٌ ) متفق عليهما.
    أيها المسلمون : جمالُ الطبيعةِ التي خلقَهاَ اللهُ ، أفسدَهُ الناسُ بسوءِ سلوكِهِم ، وبعدَمِ اكتراثِهِم ، فعندما تذهبُ إلى هذهِ الجبالِ الجميلةِ ، والشعابِ النظرةِ ، تجدُ بطحاءَها قد تكدَّرتْ بمخلفاتِ الناسِ ، وترى بعينِكَ سوءَ التعامُلِ معَ الطبيعةِ ، فمتى نرتقي بأفهامِنا وسلوكياتِنا إلى مفهومِ ثقافةِ الجمالِ في الإسلام
    الجمالُ أيها المسلمُ : مطلوبٌ في كلِّ شيءٍ ، في أخذِكَ وعطائِكَ ، وبذلِكَ وسخائِكَ ، وصبرِكَ وهجرِكَ ، قال تعالى ( فصبرٌ جميلٌ ) يأمرُ اللهُ الصابرينَ بأنْ يكونَ في صبرِهم جمالٌ فيتحلونَ بأجملِ معاني الصبرِ ، وهذا ما فعلهُ يعقوبُ عليهِ السلامُ حينَ فقدَ قرةَ عينهِ يوسُفَ عليهِ السلامُ فكانت ثمارُ هذا الصبرِ الجميلِ أنْ أعادَ اللهُ إليهِ إبنَهُ وردَّ له بصرَهُ ،
    أيها المسلمُ : حتى الهجرَ يجبُ أنْ يكونَ جميلاً قال تعالى ( واصبرْ على ما يقولونَ واهجرهم هجراً جميلاً ) لكي يكونَ في جمالِ هجرِكَ متَّسعاً يستوعبُ الخيرَ والإصلاحَ والنجاحَ والفلاحَ ،
    أيها المسلمونَ : ولم يكن ذلكَ في الهجرِ فقط بل حتى في الطلاقِ الذي هو أبغضُ الحلالِ عندَ اللهِ قالَ اللهُ فيهِ ( فسرحوهُنَّ سراحاً جميلاً ) فأمرَ اللهُ أنْ يكونَ هذا الفراقُ فيهِ جَمالٌ وإحسانٌ فتخرجُ هذه المرأةُ من مُطلِّقِها وتفارقُهُ راضيةً ، قد أعطاها حقَّهاَ وأرضاهاَ بشيءٍ يذيبُ عنها ألمَ الفراقِ وحسرةَ الطلاقِ فتذكرُهُ ويذكرُها بالخيرِ ، وليسَ ذلكَ في الطلاقِ فحسب بلْ في أيِّ فضٍّ لشراكةٍ أو إنهاءٍ لتعامُلٍ ، ينبغي أنْ يكونَ فيهِ الجمالُ والرونقُ الذي يليقُ بأمةِ الإسلامِ وينبغي أنْ لا يخرجَ من هذا الجمالِ إلى الخصومةِ والقطيعةِ والمحاكمِ ، وجمالُ الطلاقِ أيها المسلمونَ ، يكادُ يكونُ معدوماً بينناَ ، ونحنُ لا نُحبِّذُ الطلاقَ أصلاً ، لكنْ إذا وقعَ وجبَ أنْ يكتسيَ بثوبِ الحسنِ والجمالِ ، وما نراهُ اليومَ في كثيرٍ منْ حالاتِ الطلاقِ لا يكونُ إلا بالخصومةِ والتقاطُعِ والتدابُرِ والمحاكمِ ، فأينَ الجمالُ أيها المسلمونَ ، في حالاتِ التسريحِ والطلاقِ ، وأينَ السراحُ الجميلُ الذي أمرنا الله به فقال ( ياأيها الذينَ آمنوا إذا نكحتمُ المؤمناتِ ثم طلقتموهُنَّ من قَبلِ أن تمسوهُنَّ فما لكم عليهِنَّ من عدةٍ تعتدونها فمتعوهُنَّ وسرحوهُنَّ سراحاً جميلا )
    بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
    الثانية
    أيها الناسُ : لقد تجاوزَ هذا الجمالُ حتى شمِلَ العقوبةَ والعفوَ والصفحَ ، قال تعالى ( فاصفح الصفحَ الجميلَ ) أمرَ اللهُ من يعفوَ عنَ الآخرينَ ، أنْ يكونَ في عفوِهِ وصفحِهِ رونقاً وجمالاً ، فلا يعلو صفحُ المسلمِ على ضعفِ أخيهِ ولا يمسُّ كرامتَهُ ، وأنْ يكونَ صفحُكَ عن أخيكَ فيه الحسنُ والجمالُ والكلامُ الطيبُ الذي يشرحُ الصدورَ ويرتقُ اللحمةَ ويكونُ أدعى للتقاربِ والمودةِ والمحبةِ بينَ المسلمينَ ، والموضوعُ أيها المسلمونَ جميلٌ بقدرِ جميلِ آثارِهِ ، والكتابُ والسنةُ والسيرةُ زواخرُ بهذهِ التعاليمِ الساميةِ ، وما أكثرَ الجمالُ في سنةِ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلمَ وهديِهِ ، فاسبروا هذهِ السنةِ لتروا من معالمِ الجمالِ ما يسلُب الألبابَ ، ويفتحُ لكم الأبوابَ ، لكي تكونَ حياتُكُم كُلُّها جمالٌ ونقاءٌ ورونقٌ وصفاءٌ ،
    وصلوا وسلموا على من هذه سنته وهذا هديه إذ أمركم ربكم بذلك فقال (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)



    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد ; 05-12-2014 الساعة 14:17


  2. #2


    جزاك الله خير شيخنا أبا فهد . جميله بجمال روحك وأخلاقك . حبذا لو أرفقت ملف لها وورد لنستفيد جميعا منها .. الله يحفظك ويرعاك



    للدخول لموقعنا الخاص

    اضغط على الصوره



  3. #3
    مشرف المضايف الإسلامية الصورة الرمزية الشيخ/عبدالله الواكد


    تاريخ التسجيل
    09 2001
    الدولة
    www.alwakid.net
    العمر
    60
    المشاركات
    1,686
    المشاركات
    1,686


    جزاك الله خيرا أيها الشيخ الكريم أبو سامي ورفع قدرك وآسف نسيت الملف والآن أرفقته





معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. خطبة جمعة بعنوان ( الصبر )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 18-03-2011, 08:59
  2. خطبة جمعة بعنوان ( أين الأماكن ؟ )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 23-05-2009, 00:36
  3. خطبة جمعة بعنوان ( أين الأماكن ؟ )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة مسموعة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-05-2009, 17:11
  4. خطبة جمعة بعنوان ( تحت ودق السحاب )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة مسموعة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-05-2009, 17:16
  5. ( إن الله جميل يحب الجمال ) خطبة جمعة الغد 22/7/1429 هـ
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 24-07-2008, 15:32

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته