النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: خطبة جمعة بعنوان ( الطريق إلى المدرسة )

  1. #1
    مشرف المضايف الإسلامية الصورة الرمزية الشيخ/عبدالله الواكد


    تاريخ التسجيل
    09 2001
    الدولة
    www.alwakid.net
    العمر
    60
    المشاركات
    1,684
    المشاركات
    1,684

    خطبة جمعة بعنوان ( الطريق إلى المدرسة )



    خطبة جمعة
    بعنوان

    ( الطريق إلى المدرسة )

    بمناسبة عودة المدارس

    كتبها

    عبدالله بن فهد الواكد

    إمام وخطيب جامع الواكد بحائل


    الخطبة الأولى

    أيها الأحبةُ المسلمون : لقد انتهت العطلةُ الصيفيةُ ، بعدَ أشهرٍ ملأى بالأفراحِ والأتراحِ ، والغادينَ والرائحينَ ، والأحياءِ والميتينَ ، للمتأملِ فيها عبرةٌ ، وللسالكِ فيها نظرةٌ ، نسألُ اللهَ أنْ يجعلنا وإياكمْ ممنْ أحسنَ فيها عملاً ، ولم يحملْ فيها وزراً ، إنَّ مشهدَ الآلافِ وهي تتجهُ إلى المدارسِ والمعاهدِ والكلياتِ، لمنظرٌ يسرُ الناظرَ لمجدِ أمتهِ ، الطموحَ لعزِ دينِه وكرامتِه .
    بنورِ العلمِ، بإشراقةِ الفكرِ ، ترسخُ الهممُ ، وتشمخُ الأممُ ، وهلْ أمةٌ سادتْ بغيرِ التعلمِ؟ وتأملوا الشرقَ و الغربَ من حولِكُم ، بما تفوقوا ؟وبما صنعوا واخترعوا ، وبما سيطروا على القوةِ الماديةِ ، وصاروا يتحكمونَ في الشعوبِ المسلمةِ ، التي كانَ لها في سالفِ زمنِها صولةٌ وجولةٌ ، فلماَّ تركنا العلمَ ، وأخلدْناَ إلى الدَّعةِ والراحةِ ، واللعبِ والضياعِ ، ضاعَ مجدُنا ، وضعفُتْ قوتُنا ، ولانتْ شدتُّنا ، فأصبحْنا في عِدادِ العالمِ الثالثِ ، ونحنُ نملِكُ أكبرَ قوةٍ على الإطلاقِ ، وهي قوةُ الدينِ ، ولكنناَ لم نستمسكْ بنهجهِ المبينِ ، ولم نبنِ أمتَناَ على ما ينبغي ويُرادُ ، فإلْنا إلى ما لا يخفى عليكُم ، فعسى اللهُ أنْ يُخرجَ من رَحِمِ هذه الأمةِ ، مَنْ يبنونَ مجدَهاَ ، ويعيدونَ مكانتَها ، ولا يكونُ ذلكَ إلا بالعلمِ والعملِ ، وما ذلك على اللهِ بعزيزٍ .
    إخوةَ الإسلامِ : لقد فُتحتِ المدارسُ ولنا وإيَّاكُم وقفةٌ هذا الإسبوع ، مع هذا الفارسِ ، مع هذا المربي الحارسِ ، مع هذا الزارعِ الغارسِ ، الذي تقومُ على عاتقِهِ الأجيالُ ، معَ واحدٍ منا ، يجسِّدُ المعنى الأسمى للتربيةِ والتعليمِ ، نقفُ وإياكم مع المربي الفاضلِ ، والموجهِ الكريمِ ، معكَ أيها الوالدُ ، معكَ أيها الولي البَرُّ ، إننا بحاجةٍ إلى أبٍ وولي مصلحٍ ، يعي ويفقهُ متطلباتِ الشبابِ وحقوقَ البنوةِ على الأبوةِ ، مع الأخِ الأكبرِ إنْ كانَ أخوتُهُ أيتاماً ، مع الوليِّ أياَّ كانتْ منزلتُهُ ، ومكانُهُ ومقامُهُ ، إنَّ بعضَ الآباءِ والأولياءِ ، يعتقدُ أنَّ دورَهُ لا يتعدّى شراءَ الكراريسِ والأقلامِ وتسجيلَ الأبناءِ، وبعدها يتنفسُ الصعداءَ ، ويظنُّ أنهُ بذلكَ ، انتهى دورُهُ ، فألبسَ ابنَهُ أحسنَ اللباسِ ، وأدخلَهُ أفضلَ المدارسِ ، فسيارةٌ تُقِلّه ، وبيتٌ يُظِلُّهُ ، ودراهمُ تملأُ جيبَهُ ، فماذا تريدونَ من هذا الولي ، ألا يكفيكم ما بذلَهُ وأنفقَهُ ، وفعلَهُ وحققَهُ ، فباركَ اللهُ فيهِ ، وفي بذلِهِ وعطائِهِ ، ولكنْ أيها الوليُّ الأبيُّ : أتدري أنَّ الذي صنعتَهُ ، إنما هو واجبُ النفقةِ ، وقد أديتَهُ بكلِّ أمانةٍ ، فشكرَ اللهُ لكَ ، وأنتَ مأجورٌ على ذلكَ , فاحتسبْ ذلكَ عندَ اللهِ تعالى ، فالنبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ يقولُ: ((أفضلُ دينارٍ ينفقهُ الرجلُ ، دينارٌ ينفقُهُ على عيالِهِ، ودينارٌ ينفقهُ على دابتِهِ في سبيلِ اللهِ، ودينارٌ ينفقهُ على أصحابِهِ في سبيلِ اللهِ)) رواهُ مسلمُ، ولهُ من حديثِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ : ((دينارٌ أنفقتَهُ في سبيلِ اللهِ ، ودينارٌ أنفقتَهُ في رقبةٍ ، ودينارٌ تصدقتَ به على مسكينٍ ، ودينارٌ أنفقتَهُ على أهلِكَ ، أعظمُها أجرًا ، الذي أنفقتَهُ على أهلِكَ)).
    فهل أرسلتَهُ للمدارسِ منْ أجلِ بدنِهِ أم من أجلِ فكرِهِ وسلوكِهِ ،

    يـا خادِمَ الجسمِ كم تسعى لخدمته أتعبتَ جسمكَ فيما فيه خُسْرَانُ


    أقْبِلْ على الروح فاستكملْ فضائلَها فأنـت بالروح لا بالجسم إنسانُ


    أيها الآباءُ والأولياءُ : مهمةُ التربيةِ والتعليمِ ، ليستْ قصراً على المدرسةِ ، وليستْ حصراً على سحابةِ الضحى ، إنما في غدوِّ النهارِ وآصالِهِ ، وفي تمامِ الليلِ واضمحلالِهِ ، فأنتَ الفارسُ المغوارُ ، والغيثُ المدرارُ ، سماءُ تربيتِكَ سحَّاءَ الليلِ والنهارِ ، وأنتِ أيتُهاَ الأمُّ كذلك :
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) ، فأنتَ المخاطبُ بهذهِ الآيةِ ، وليسَ المعلِّمُ الذي في المدرسةِ ، قال عليُّ رضي اللهُ عنهُ
    (قُوا أَنْفُسَكُمْ وأهليكم) أي: (علّموهم وأدّبوهم)
    نعلمُ أنكَ مشغولٌ أعانَكَ اللهُ ، فاجعل أولادَكَ جزءاً من مشاغِلِكَ ، فهم الشغلُ الأشغلُ ، والهمُّ الأثقلُ ، فلنْ يعذُرَ المجتمعُ تقصيرَكَ ، ولن تُسقطَ الأمةُ التَّبِعَاتِ عن الآباءِ والأمهاتِ ،
    ولن نلقيَ بالمسؤوليةِ كاملةً ، على كاهلِ المدرسةِ ، الوالدُ هو المربي الأفضلُ ، والمدرّسُ الأولُ ،

    وينشأُ نـاشئُ الفِتْيانِ فينـا


    على ما كانَ عَوّدَهُ أبوهُ


    وما دانَ الفتَى بحِجًى ولكن


    يُعَوّدُه التديُّنَ أقربـوهُ

    المدارسُ أيها المسلمونَ : تشتكي فجوةً عميقةً بينَ البيتِ والمدرسةِ ، أولُها بعدَ غدٍ إنْ شاءَ اللهُ ، عندَ بدايةِ الدراسةِ وفتحِ أبوابِ المدارسِ كأنَّ الطلابَ يُبعثونَ منْ عالمٍ آخرَ وكأنَّ اليومَ الأولَ وربما الأسبوعَ الأولَ منَ الدراسةِ ليسَ من الدراسةِ ، لا يحضُرُ أحدٌ إلا القليل ، والذينَ يحضرونَ ، ( كأنَّما يساقُونَ إلى الموتِ وهم ينظرون ) ما هذهِ الهممُ ، أينَ دورُكَ أيها الوليُّ ، يجبُ أنْ يكونَ لكَ بينَ يدي الدراسةِ دورٌ وتوجيهٌ وعنايةٌ وعقابٌ لمن يغابُ ، قم بالدورِ الذي لا تستطيعُهُ المدرسةُ ، بل ليسَ من مسئولياتِها ، أنْ تُخرجَ الطلابَ من بيوتِهم إلى مدارسِهم ، هذا واجبُ الأسرةِ ،
    أيها الوليُّ : باركَ اللهُ فيكَ ، وأقرَّ عينَكَ بأولادِك ، أنتَ مرجوٌّ بأنْ تتفهمَ رسالةَ المعلمِ وتؤازرُها، لا أنْ تحطّمُها وتدمّرُها، إنَّ مدارسَنا بحمدِ اللهِ مَلأى بالأساتذةِ الصالحينَ والمعلمينَ البارزينَ ، والمربينَ الناصحينَ ، الذين هم على قدرٍ عالٍ من الأمانةِ والمسؤوليةِ،
    فاللهَ اللهَ بهذهِ الأمانةِ التي في أعناقِكم ، قال عليه الصلاةُ والسلامُ في الحديثِ المتفقِ عليه : ((كلُّكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيتِه، فالإمامُ راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيتِه، والرجلُ راعٍ في أهلِهِ وهو مسؤولٌ عن رعيتِهِ)) فاتقوا اللهَ في هذهِ الذريةِ ، ( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) [البقرة:281]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم













    الخطبة الثانية

    معشرَ الآباءِ والأمهاتِ :

    إن المعـلمَ والطبيبَ كلاهُما


    لا يَنْصَحَانِ إذا همـا لم يُكْرَمَـا


    فاصبر لدائك إن أهنتَ طَبِيبَهُ


    واصبر لجهلِكَ إن جَفَوْتَ مُعلّما

    اللهَ اللهَ في حقوقِ المعلمينَ والمعلماتِ، اغرسوا في قلوبِ أبنائِكم وبناتِكم حبَّ العلمِ والعلماءِ، وإجلالِ المعلمينَ والمعلماتِ، وتوقيرِهم واحترامِهم، طلبًا لمرضاةِ اللهِ سبحانَهُ وتعالى، علّموهم الأدبَ قبلَ أنْ يجلسوا في مجالسِ العلمِ والطلبِ، علّموهم الأدبَ مع الكبارِ والعطفَ على الصغارِ، علموهم الهدوءَ واحترامَ دورِ العلمِ والمعلمينَ ، ودورِ التربيةِ والمربينَ ، علموهم إحترامَ الآخرينَ ، وتوقيرَ المسلمينَ ، صلوا وسلموا عبادَ اللهِ ، على خيرِ أنبياءِ اللهِ ، وصفوةِ خلقِ اللهِ ، محمدِ بنِ عبدِاللهِ ، كما أمركم بذلكَ ربُّكم سبحانَهُ فقال ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ....... )



    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد ; 30-08-2014 الساعة 19:14


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. خطبة جمعة بعنوان ( الصبر )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 18-03-2011, 08:59
  2. خطبة جمعة بعنوان ( أين الأماكن ؟ )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 23-05-2009, 00:36
  3. خطبة جمعة بعنوان ( أين الأماكن ؟ )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة مسموعة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-05-2009, 17:11
  4. خطبة جمعة بعنوان ( تحت ودق السحاب )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 16-05-2009, 15:04
  5. خطبة جمعة بعنوان ( الصبر )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة مسموعة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-05-2009, 20:08

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته