إن عدم الرد على المشككين وأعداء الدين سيكون أفضل خدمة لهم ، فهم لم يسكتوا عن الدين حتى نسكت عنهم، فهناك من يتأثر بهم ، وهناك من يتساءل وهو ليس من أعداء الدين ومن حقه أن يلقى جواباً؛ لأن الإسلام دين شامل ..
وإذا لم تتوفر ردود واضحة من خلال النقل (القرآن أو الحديث) فهل نتركها دون جواب ؟!
العلم ليس مجرد حفظ ، بل هو استنباط للمسائل الجديدة قياساً على الأساسات والمبادئ العامة ، ونحن في زمن العلم والمنطق والعقل والتفكير، فلابد أن يكون المسلم على نفس المستوى بل أفضل ، إن آية {كنتم خير أمة أخرجت للناس} لا تتحقق إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة بالحكمة ، والحكمة تشير إلى العقل الذي يستطيع الاستنباط من النصوص .
الردود عبارة عن دفاع ، والمدافع مُجبر أن يساير المهاجم بميادين القتال التي يحددها وبالسلاح الذي يحدده أيضاً ، فالمعتدي هو الذي يحدد طبيعة المعركة ونوع السلاح ، فإذا كان يهاجم بالعقل وهو لا يؤمن بالنقل ، فالواجب أن نرد عليه بالعقل ، حتى لو خرج إلى مجالات سكت عنها النقل ..
فالله أمرنا بمجادلتهم ، والمجادلة لا تعني الوقوف عند حد معين ، والجدال هو قرع الحجة بالحجة أياً كانت الحجة وإلى أي مجال ذهبت، فإذا هاجموا ديننا وانتقصوه من خلال العلم أو المنطق و سكتنا .. فهذا ما يريدونه حتى يضللوا من يتبعهم من المسلمين ، إذن الدفاع عن الدين واجب ، لتبيين كلمة الله ولتكون هي العليا ، سواءً بالنقل أو بالعقل ، أما الانكفاء والسكوت فهو يشبه حامية القلعة إذا هي وفـّرت سلاحها ستكون أعطت فرصة للمهاجمين أن يجتاحوا المدينة،وهذا غاية ما يريدونه.
الله امتدح أولي الألباب وأمرنا بالتدبر والتفكر والاستنباط ومدح أهل الحكمة، والحكمة تعني الإحاطة ، بحيث لا ندع لهم أي ثغرة يسيؤون بها لديننا ، فتركهم يشوهون الدين كما يشاؤون تقصير وتفريط، بحجة أنهم يتكلمون عن أمور لا نحب الحديث فيها ، أكيد أننا لا نحب الحديث فيها ولكنهم أجبرونا.
كل مسلم لا يرضى أن ينتقص دينه وهو ساكت ، والسكوت لا شك أنه يفرح أعداء الإسلام ويقويهم ، وسوف يقال أن دينهم ضعيف ويخافون من العقل والمنطق ..
مع أن الإسلام هو دين العقل والحكمة والفهم الدقيق للحياة والكون ، ومن حق ديننا علينا أن نبين عظمته للناس و سعته ، ولا خوف على الإسلام من الجدال ، لأن الله يقول {وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال} فكل جدال في الله سوف يُغرِق المجادل ، والله هو القوي المتين .
المفضلات