النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: خوارج هذا الزمان ( أحداث شرورة ) خطبة جمعة الغد 1435/9/14هـ

  1. #1

    خوارج هذا الزمان ( أحداث شرورة ) خطبة جمعة الغد 1435/9/14هـ



    الخطبة الأولى
    إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم. {يأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} {يأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ وحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} {يأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَـلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} أما بعد :
    فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
    عباد الله / ذكر الإمام ابن حجر العسقلاني في كتاب الإصابة في تمييز الصحابة ، قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيّوب بن حُميد بن هلال، عن رجلٍ من عبد القيس كان مع الخوارج ثمّ فارقهم قال: دخلوا قرية فخرج عليهم عبد الله بن خبّاب ذَعِرًا، قالوا: لن تُرَاعَ قال: والله لقد رُعْتموني، قالوا: لن تُرَاعَ، قال: والله لقد رعتموني قالوا: أنت عبد الله بن خبّاب صاحب رسول الله؟ قال: نعم، قالوا: فهل سمعتَ من أبيك حديثًا يحدّثه عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، تحدّثناه؟ قال: نعم سمعتُ أبي يحدّث عن رسول الله ذِكْرَ فِتنةٍ القاعدُ فيها خيرٌ من القائم والقائمُ فيها خيرٌ من الماشي والماشي فيها خيرٌ من الساعي قال: فإن أدركتَ ذاك فكن عبد الله المقتولَ قال أيّوب: ولا أعلمُه إلاّ قال: ولا تكن عبد الله القاتل قالوا: أسمعتَ هذا من أبيك يحدّثه عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؟ قال: نعم قال فقدّموه على ضفّة النهر فضربوا عنقه فسال دمه كأنّه شراك نعل وبقروا بطن زوجته أمّ ولده فبهذا استحلّ عليّ قتالهم‏ في معركة النهروان. عباد الله / هذه فعل وصنيع خوارج الأمس بأهل الإسلام !! فما هو صنيع وفعل خوارج اليوم بأهل الإسلام ؟!
    في الجمعة الماضية الموافق السادس من رمضان والمسلمون يتهيئون لصلاة الجمعة يتجرأ ستة من الفئة الباغية المجرمة الخارجة على شرع الله وجماعة المسلمين في هذه البلاد الطيبة باقتحام منفذ الوديعة بمحافظة شرورة وتفجير سيارة كانت معهم وقتل أربعة من رجال الأمن في مركز الوديعة الحدودي وفي مبنى المباحث بشرورة ورجال الأمن صائمون في شهر رمضان وفي يوم الجمعة وهم مرابطون على حراسة الحدود في بلادنا فانتهكوا حرمة الشهر وانتهكوا حرمة يوم الجمعة وانتهكوا حرمة الدماء المعصومة وانتهكوا الأموال المحترمة عياذا بالله !! فردّ الله كيدهم في نحرهم وأمكن الله منهم فقُتل منهم ثلاثة وفجر اثنان منهم أنفسهما وتم القبض على السادس بعد إصابته وكانوا ينوون مواصلة إجرامهم داخل محافظة شرورة سعياً منهم لتنفيذ أجندتهم الإرهابية ولكن الله سلّم .
    إنهم الخوارج الشراة الأنجاس الأرجاس، ومن كان على مذهبهم من سائر الخوارج، يتوارثون هذا المذهب قديماً وحديثاً، ويخرجون على الأئمة ويستحلون قتل المسلمين ، عصاة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وإن صلّوا وصاموا، واجتهدوا في العبادة، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ لأنهم قوم يتأولون القرآن على ما يهوون، ويموّهون على المسلمين .
    أوّل قرن طلع منهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم : هو رجل طعن بعدل النبي صلى الله عليه وسلّم ، يقول جَابِرُ بن عبد الله رضي الله عنه ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسَمَ بِالْجِعْرَانَةِ قَسْمًا ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : اعْدِلْ يَا مُحَمَّدُ فَإِنَّكَ لَمْ تَعْدِلْ ، فَقَالَ : (( وَيْلَكَ ، وَمَنْ يَعْدِلُ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ ؟ )) فَقَالَ عُمَرُ : دَعْنِي أَضْرِبُ عُنُقَهُ ، قَالَ : (( لا ، إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابًا لَهُ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ مَا يَعْدُو تَرَاقِيَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ )) وأمر عليه الصلاة والسلام في غير حديث بقتالهم، وبين فضل من قتلهم أو قتلوه ،ثم إنّهم بعد ذلك خرجوا من بلدان شتى، واجتمعوا وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى قدموا المدينة، فقتلوا عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه ، ثم خرجوا بعد ذلك على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ولم يرضوا بحكمه ، وأظهروا قولهم، وقالوا: لا حكم إلا لله - كمن ينادي الآن بالحاكمية ويريد تكفير الحكام - فقاتلهم علي رضي الله عنه فأكرمه الله بقتلهم، ولا يزالون يخرجون إلى أن تقوم الساعة كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أنّهُم كُلّما خَرَجَ مِنْهُم قَرْنٌ قُطِع حتّى يكونَ آخِرُهُم معَ الدَّجّال )) فعلى المسلم عباد الله الحذر من هؤلاء الخوارج ومن مذهب الخروج وموارده ومصادره.
    ثبتنا الله وإياكم على السنة وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
    بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ إنه هو الغفور الرحيم.
    الخطبة الثانية
    الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ ، وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
    عباد الله / روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((تَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَّا جِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ وَتَصْدِيقُ كَلِمَتِهِ بِأَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ مَعَ مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ )) وقال صلى الله عليه وسلم ((عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ))
    وقال صلى الله عليه وسلم ((رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَأَمِنَ الْفَتَّانَ )) رواه مسلم .
    وقال صلى الله عليه وسلم (( مَا اغْبَرَّتْ قَدَمَا عَبْدٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَمَسَّهُ النَّارُ )) رواه البخاري .
    فاحمدوا الله على نعمه الظاهرة والباطنة واشكروا لمن يقوم بحراسة بلاد الإسلام واعرفوا لهم فضلهم ، وكونوا معهم ولو بدعوة صادقة خالصة لهم ؛ فاللهم اجزهم خير الجزاء وأعظم أجورهم يا أكرم الأكرمين ، اللهم من أراد أمننا وأمن بلادنا وبلاد المسلمين بسوء اللهم عليك به واجعل تدميره في تدبيره .
    اللهم اهدي شباب الإسلام وجنبهم فكر الخوارج ومنهجه وحبب لهم الإسلام والسنة واجعلهم من الصالحين .
    اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .



    الملفات المرفقة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. خواطـــــــر عبدالرحمن بن عوف - رضي الله عنه ( خطبة جمعة الغد 1435/4/21هـ )
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-02-2014, 19:21
  2. خطبة الجمعة القادمة 1435/4/14هـ بعنوان (( الكلام الفاصل في رسائل التواصل ))
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-02-2014, 08:35
  3. سلامة الفكر - خطبة جمعة الغد 1435/1/19هـ -
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-11-2013, 00:34
  4. (( بل هو خيرٌ لكم )) خطبة جمعة الغد عن أحداث سوريا 1433/3/25
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-02-2012, 22:50
  5. خطبة جمعة عبيد بن عساف الطوياوي بعنوان : خوارج هذا الزمان
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-05-2007, 22:49

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته