الخطبة الأولى : مكانة المسجد في الإسلام

الحمد لله أحمده وأستعينه ، وأستغفره وأستهديه ، وأومن به ولا أكفره،وأعادي من يكفر به ، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحقّ والنور والموعظة والحكمة على فترة من الرّسل ، وقلّة من العلم وضلالة من النّاس وانقطاع من الزّمان، ودنوّ من السّاعة وقرب من الأجل.
من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصي الله ورسوله فقد غوى وفرّط وضلّ ضلالا بعيدا .فإنّه خير ما أوصى به المسلم المسلم أن يحضّه على الآخرة وأن يأمره بتقوى الله ، واحذروا ما حذّركم الله من نفسه ن فإنّ تقوى الله لمن عمل به على وجل ومخافة من ربّه ، عون صدق على ما تبغون من أمر الآخرة . أمّا بعد عباد الله ،
يقول سبحانه وتعالى : (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ) [التوبة:18] فما هي عمارة المسجد؟ قال أهل السنة : تحصل عمارة المسجد بأحد أمرين: الأول: إما ببنائها لقصد وجه الله عز وجل، فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: {من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة، بنى الله له قصراً -أو بيتاً- في الجنة }. والثاني: عمارتها بالتسبيح والتحميد والتهليل والصلاة.عباد الله! نحن لا نعيش المساجد أسبوعاً واحداً، بل العمر كله والدهر أكمله، والزمن بمطلقه؛ لأننا أمة تعلقنا به، وانبعثنا منه، قال سبحانه: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ) [النور:36-37].من هم الذي يسبحون؟ هم أولياء الله، أهل لا إله إلا الله، أهل الرسالة الخالدة الذين يفتحون العقول قبل الحصون، والذين يبنون في القلوب منائر من الحق، هم أتباع الرسول عليه الصلاة والسلام إلى قيام الساعة. أما الذي لا يعرف المسجد، ويتعرف على أماكن اللهو، ويقاطع بيت الله ويعرف المقهى والملهى، فليس من الله في شيء.
والمساجد صنفان :مسجد بني إخلاصاً وصدقاً لله عز وجل وأهله هم المأجورون، ومسجد بني رياءً وسمعة وصداً عن منهج الله، قال سبحانه عن مساجد الضرار التي تصد أولياء الله عن الصلاة، والتي بناها بعض الناس وهم كاذبون في دعواهم، يقول: (لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) [التوبة:108] ثم يقول جل اسمه: (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [التوبة:109] .أما عن دور المسجد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فإنّ الحضارة التي أقامها عليه الصلاة والسلام لا تقوم إلا على المسجد، ولا تصلح إلا به، ولا يكون لها نور إلا به، وكان للمسجد دور كبير في حياة النبي كما سيأتي بإذن الله تعالى :
أولاً: من معالم المسجد في حياته عليه الصلاة والسلام، أن منه الانطلاقة الكبرى للرسالة الخالدة، إذ انطلقت من المسجد. أول ما وصل عليه الصلاة والسلام إلى المدينة ، وضع حجر الأساس إيذاناً بافتتاح المسجد، فجعله عليه الصلاة والسلام جامعة كبرى للعقائد، والأخلاق والسلوك والآداب والشعر والخطابة والطموح. نحن معنا جامعة في المسجد، نرسل الشعاع للعالم، سلوا كل سماء في السماء عنا، وسلوا كل أرض في الأرض عنا، من الذي حرر العقل من رهق الخرافة؟ أمهمة المسجد منحصرة في خمس صلوات ثم يغلق؟ أمهمة المسجد أن يبقى لصلاة الجمعة مرة في الأسبوع؟ أمهمة المسجد أن يجتمع الناس دقائق معدودة ثم ينتهون؟ لا فالمسجد كان ويجب أن يبقى جامعة علمية كبيرة، و الرسول عليه الصلاة والسلام يخبرنا بفعله ما هي مهمة المسجد في الإسلام..
أولاً: إنه جامعة علمية، بعث عليه الصلاة والسلام معلماً، يقول صلى الله عليه وسلم في الصحيحين : {مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث.. الحديث } ويقول له سبحانه: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) [طه:114] إذاً هو المعلم، والله يقول له: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) [محمد:19] في السنن : {يدخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد فيجد حلقتين، حلقة يدعون الله ويسألونه ويتضرعون إليه، وحلقة أخرى يطلبون العلم ويسألون، قال عليه الصلاة والسلام: هؤلاء العباد، يدعون الله إن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم، وهؤلاء يتعلمون العلم وإنما بعثت معلماً، ثم جلس معهم عليه الصلاة والسلام }.
إذاً: دعوته هي العلم، ورسالته تنبني عليه، لكن بالإيمان كما قال الله سبحانه وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ) [الروم:56] فعلم بلا إيمان، يسمى علمنة لا دينية، وهي مذهب ضال رعديد، وأنتم تعرفون دور العلمنة في فصل الناس عن الدين وعن المسجد، والمصحف، والتسبيح، والكعبة وزمزم، وذلك يوم تصورتْ أن الدين يحارب العلم كما وجدته في الكنيسة، وهذا خطأ. العلم بلا إيمان كفر بالله.، وأول من أدخله في المشرق مصطفى كمال أتاتورك ، وتبعه صنف من الناس كثير ساروا على منهجه في فصل المسجد عن الأمة وقالوا: ما لله لله، وما لقيصر لقيصر، وليس للمسجد دخل في شؤون الناس، ولا تتحدث عن شؤون الناس في المسجد، وتحدث عن التيمم والحيض، والغسل من الجنابة، والسواك، لكن لا تتحدث عن الاقتصاد، ولا عن الشباب، ولا عن مشاكل العالم، ولا عن المال، ولا عن الاجتماع في المسجد، ولا عن معاناة المجتمع.. وهذا خطأ كبير. والرسول صلى الله عليه وسلم،كانت أكثر حلقاته وتعليمه في المسجد: {جلس -كما في صحيح البخاري - وكان أبيض أمهق مرتفق } الأبيض الأمهق: الموسوم بحمرة، والمرتفق: المتكئ
-فدخل ضمام بن ثعلبة - أخو بني سعد بن بكر من الطائف -على ناقة فعقلها في باب المسجد، وتخطى الصفوف، قال: أين ابن عبد المطلب ؟ -يقصد رسول الهدى عليه الصلاة والسلام- فقال له الناس: ذاك الرجل الأبيض الأمهق المرتفق رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: يابن عبد المطلب ! هو ابن عبد الله عليه الصلاة والسلام، وجده عبد المطلب ، لكن جده كان عند العرب أشهر من أبيه، حتى يقول في المعارك: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب قال: قد أجبتك، قال: إني سائلك فمشدد عليك في المسألة، قال: سل ما بدا لك -وظن أن السؤال فرعي أو جزئي، لكنه سؤال مطلق وعام- قال: يا رسول الله! قال: نعم. قال: من خلق السماء؟ قال: الله، قال: من بسط الأرض؟ قال: الله، قال: من نصب الجبال؟ قال: الله، قال: أسألك بمن رفع السماء وبسط الأرض ونصب الجبال، آلله أرسلك؟ فتربع وقال: اللهم نعم. قال: أسألك بمن رفع السماء وبسط الأرض ونصب الجبال، آلله أمرك أن تأمرنا بخمس صلوات في اليوم والليلة؟ قال: اللهم نعم. فأكمل أركان الإسلام، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله، والله لا أزيد على ما سمعت ولا أنقص، أنا ضمام بن ثعلبة : أخو بني سعد بن بكر، ثم تولى وركب ناقته، فقال عليه الصلاة والسلام: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا".
إسلام بسيط سهل لا تشدّد فيه ولا تطرّف، وقد تعرض سيد قطب لهذا الحديث وشرحه شرحاً وافياً، وقال: "إن هذا الإسلام هو الذي ناسب العالم، ولذلك فهذا الدين يكتسح العالم، وهو الفجر الجديد، ولكنه لا ينطلق إلا من المسجد كما انطلق في أول يوم."
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم.



















الشفقة والرأفة والرحمة

الحمد لله ، مُظهرِ الحق ومبديهِ ، ومُنجزِ الوعد وموفيه ، ومسعدِ العبد ومشقيه ، أحمدُه حمداً يليق بكريم وجهه ، وعظيمِ سلطانه ، وعد من أطاعه بنعيم الْجِنانِ ، وتوعّد من جحده وعصاه ، بجحيم النيران ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبدُه ورسوله ، وصفيُّه وخليلُه ، وخيرتُه من خلقه ، صلى الله عليه ، وعلى آله وأصحابه ، وسلم تسليماً كثيراً ، أمّا بعد عباد الله ، فقد وُصِف رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه رؤوف رحيم، والرأفة والشفقة متقاربتان فى الغاية.
فقد كان صلى الله تعالى عليه وسلم يكثر من الحث على الرحمة، فقال بعض أصحابه: "يا رسول الله أكثرت من ذكر الرحمة ونحن نرحم أزواجنا و ذرياتنا. قال صلى الله تعالى عليه وسلم "ما هذا أريد، إنما أريد الرحمة بالكافة ". (أي للناس أجمعين).
والشفقة وأختها الرأفة تكون فى النواحى الخاصة، والنبى عليه الصلاة والسلام كان فيه الرحمة بالكافة، وكان فيه الرأفة الخاصة ما لم تتعارض مع الرحمة بالكافة، وذلك يكون فى الرأفة بالآثمين الظالمين الذين يرتكبون ما يوجب حدا من حدود الله ولذلك يقول سبحانه وتعالى: ]الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ المُؤْمِنِينَ[ سورة النور.
وإن شفقته الشخصية على المتصلين به لتبدو فى معاملته لأهله من أزواج وأقارب سواء أكانوا أقربين أم كانوا غير ذلك ممن لهم رحم موصولة.
ولقد كانت الشفقة مع القيام بالواجب، تتجلى فى موت ولده إبراهيم الذى وهبه الله تعالى على الكبر، ثم استرد الوديعة، فما رؤى رسول الله عليه الصلاة والسلام فى حزن الأبوة، كما رؤى فة وفاة إبراهيم، إذ بكى من عبء ما أصيب به كان ثقيلا، ولما رأى أسامة بن زيد محمدا صلى الله تعالى عليه وسلم يبكى صرخ، فنهاه صلى الله تعالى عليه وسلم وقال له يا أسامة: البكاء من الرحمن، والصراخ من الشيطان".ولقد كان وهو يبكى يقول:" الموت حق .وإن القلب ليحزن،والعين لتدمع، وإنا لفراقك ياإبراهيم لمحزونون"وفى هذا اليوم كسفت الشمس،فقال المحبون،إن الشمس كسفت لإبراهيم ،ولكن نبى العقيدة الصحيحة البعيدة عن الأوهام ،نسى حزنه،أو غلب واجبه على حزنه، كما هو شأنه دائما، فوقف خطيبا، وقال صلوات الله وسلامه عليه."إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تكسفان لموت أحد ،ولا لحياة أحد" وأم الناس ،وصلى بهم صلاة الكسوف.
وهكذا كان محمد بن عبد الله صلى الله تعالى عليه وسلم الشفيق الرفيق الودود المحب دائما، ولكن عاطفته الإنسانية لا تتغلب على واجبه، بل الواجب أولى، وأحرى بأن يؤثره على غيره.
وإن شفقته تعم، فتكون رحمة، لا تختص بالآحاد، بل أحيانا يغضب ولا يغضب إلا للحق، ولكن قلبه التقى الخالى من كل سوء بالناس، تغلب عليه الرحمة العامة دائما، فيقول فى ضراعة لربه الرحيم:
"اللهم إنى بشر من البشر، أغضب كما يغضب البشر، فأيما رجل دعوت عليه، فاجعل ذلك له زكاة ورحمة، وصلاة وطهورا، وقربة تقربه إليك، يوم القيامة".
وإن مظاهر حياته كلها شفقة، فامرأة فى عقلها شيء يقف معها فى جانب من الطريق يستمع إلى حاجتها، ويلقى فى قلبها الطمأنينة.
وجارية يضيع منها ثمن دقيق، فيدفعه لها، وتبكى خشية أن يضربها مالكوها، فيسير معها إليهم ليمنعهم من ضربها، وأحد السبطين يركب على ظهره، وهو ساجد، فيطيل السجود، حتى لا يزعجه، ويستمر مرتحلا ظهر جده الرءوف الرحيم، حتى يتركه.
وكان يسمع بكاء الطفل وهو يصلى فيخفف فى صلاته، ليكون بجوار الطفل من يرحم بكاءه، وهكذا. وقد يقول قائل: إن شفقة النبى عليه الصلاة والسلام أمر ثابت، وهل لهذه الشفقة صلة بالرسالة، وولايته لأمر المؤمنين.
إن شفقة المسيح عليه السلام كانت لروحانيته، وأنه لم يكن منشئ دولة.
ونقول فى الإجابة عن ذلك: إن عيسى عليه السلام كان صاحب رسالة، وكان من مقتضى هذه الرسالة أن يكون بالذين يدعوهم رءوفا، فالشفقة من مقتضيات الرسالة والدعوة فإن الدعوة من الشفيق الرفيق تكون مستجابة من القلوب الطيبة المؤمنة المطمئنة؟ إن الرحمة هى التى تجذب الناس إلى الداعى، وليست القسوة، إن النفوس التى تدعى إلى الحق منها ما يفتح الله قلبه للحق بقوة إيمان الداعى وشفقته.
وإن من مقتضى الولاية الشفقة، ولقد دعا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الولاة إلى الرفق بالرعية، ودعا لهم إن رفقوا بها، وأشفقوا ولم يرمضوهم بقسوة أو ظلم أو استكراه، أو إضعاف للنفوس، ولقد قال عليه الصلاة والسلام فى ذلك :"اللهم من ولى من أمر أمتى شيئا فرفق بهم، فارفق به، ومن ولى من أمر أمتى شيئا فشق عليهم فاشقق عليه".
ولقد أدرك هذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه بهدى النبى صلى الله تعالى عليه وسلم واتخاذه له قدوة فكان لا يولى إلا من يشعر منه بأنه يكون فى ولايته شفيقا رحيما إلا إذا وجب حد ،فإنه لا شفقة ،والرحمة بالكافة تقتضى إقامته.
ولقد دخل على عمر رضى الله عنه رجل، وكان عمر قد اعتزم أن يوليه ولاية، فرأى عمر يقبل بعض ولده، فقال الرجل أو تقبل ولدك يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم، وأنت ألا تقبل ولدك؟ قال لا، فقال الفاروق: وأنا لا أوليك، من لم يرحم ولده لا يرحم رعيته.
هكذا الإسلام وأهله الصّادقون، وهكذا سماحة الإسلام وبساطته بعيدا عن الأفكار الخاظئة التي أضرّت بالدين وألحقت الأذى بالمسلمين. نسأل الله العلي القدير أن يرحم ضعفنا ويلمّ شعثنا ويستر كبيرنا وصغيرنا إنه سميع قريب مجيب.