النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: خطبة الجمعة القادمة 1435/4/14هـ بعنوان (( الكلام الفاصل في رسائل التواصل ))

  1. #1

    خطبة الجمعة القادمة 1435/4/14هـ بعنوان (( الكلام الفاصل في رسائل التواصل ))



    الخطبة الأولى
    إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
    ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )) ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)) أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة،وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
    أما بعد .... عباد الله / يعيش العالم اليوم مع تقنية معلوماتيّة أبهرت العقول ، وحيرت الألباب ،وذلك من عجيب واسع علمها ،ودقة تنظيمها ،وسرعة استحضار معلوماتها من شتى أقطار المعمورة فأصبح العالم معها كالقرية الصغيرة يتناقل فيها كل خبر ،ويعلم مَنْ فيها كل ما فيها ،وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ قال : (( يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ وَيَنْقُصُ الْعَمَلُ وَيُلْقَى الشُّحُّ وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ )) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
    وقال صلى الله عليه وسلم (( لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ ، فَتَكُونَ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ ، وَيَكُونَ الشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ ، وَتَكُونَ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ ، وَيَكُونَ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ ، وَتَكُونَ السَّاعَةُ كَاحْتِرَاقِ السَّعَفَةِ )) والسعفة هي الْخُوصَةُ ، رواه أحمد وصححه الألباني رحمه الله .
    عباد الله/ ومع تيسر هذه الخدمة وشيوع تلك التقنية أبدع الصغير والكبير والغني والفقير والذكر والأنثى في استخدام هذه
    التقنية سلباً أو إيجاباً للتواصل مع الآخرين عبر طرق التواصل المختلفة فأصبحت الأخبار السياسية ،والاجتماعية ،والفتاوى الشرعية ،والاستشارات الطبية ,والطرائف ,والنصائح ,والصور ،والشائعات تتناقل بين أفراد المجتمع بمختلف أجناسه وأطيافه ، وأصبح حديث الجميع ماتتناقله هواتفهم ،ومواقع التواصل فيهم ولا شك أن هذه التقنية ،والاستفادة منها لنشر الحق ،ودعوة الناس ،وصلة الرحم مطلب شرعي ، وغاية سامية يترتب عليها الأجر العظيم والثواب الجزيل من الله ، فالله يقول ((وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))
    والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ((مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا ، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ . وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا ، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ )) رواه مسلم من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه
    عباد الله / قد لا يبالي بعض الناس في استقبال كل رسالة ترسل إليه ، ومن ثم يسارع في إرسالها ، وقد تكون هذه الرسالة داعية إلى شرك أو بدعة أو معصية أو فتنة بين أفراد المجتمع المسلم عبر الإشاعات المغرضة لهذه البلاد أو نكتة مكثوبة فيكون عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة والله يقول ((مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )) والرسول صلى الله عليه وسلم قال ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ )) متفق عليه ، ويقول الله تعالى ((إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) وروى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِباً أنْ يُحَدّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ )) فعلى المسلم تقوى الله ،وتحكيم العقل والتثبت في نقل الأخبار ، قال الله تعالى ((ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ إِن جَاءكُمْ فَاسِقُ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُواْ أَن تُصِيببُواْ قَوْمَا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُواْ عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَـادِمِينَ ))وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ((إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا))
    بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب ، فإنه هو الغفور الرحيم .
    الخطبة الثانية
    الحَمْدُ للهِ عَلى إحسَانِهِ ، والشُّكرُ لَهُ عَلَى تَوفِيقِهِ وامتِنَانِهِ ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ تعظِيماً لِشَأنِهِ ، وأشهدُ أنَّ مُحمَداً عبدُهُ ورسولُهُ الدَّاعِي إلى رضوانِهِ صَلى اللهُ عَليهِ وَعَلى آلهِ وأصحابِهِ وسلّمَ تَسليماً كثيرا .
    أما بعد عباد الله / من أولى الخُطوات في مواجهة حرب الرسائل المغرضة تربية النفوس على الخوف من الله، والتثبت في الأمور، فالمسلم لا ينبغي أن يكون أذناً لكل ناعق، بل عليه التحقق والتبيّن، وطلب البراهين الواقعية، والأدلّة الموضوعية، والشواهد العملية، وبذلك يُسدّ الطريق أمام الأدعياء، الذين يعملون خلف الستور، ويلوكون بألسنتهم كل قول وزور، ضد كل مُصلح ومُحتسب وغيور.
    ألا وإن من العدل والإنصاف استنكار تلك الحملات الإعلامية المغرضة، والشائعات والأراجيف الباطلة، ضد عقيدتنا وشريعتنا، وضد بلادنا الإسلامية والمسلمين الذين يشرفون بالانتساب إلى هذا الدين القويم، وإن الطعن في بلاد الإسلام وعلماء الإسلام، ليس المقصود منه أشخاصهم وأعيانهم، وإنما ما يحملون من عقيدة ومنهج، وإن الحملات المسعورة ضد بلاد الحرمين -أدام الله عزها، وحفظ لها أمنها وإيمانها- لن تهزّ بإذن الله من قناعاتها بثوابتها، ولن تكون سبباً في التنازل عن شيء من عقيدتها ومواقفها، فلا مساومة على شيء من مُثُلنا وقيمنا، والسؤال المُلحّ: ماذا يريد المهاجمون لبلاد الحرمين حرسها الله؟ ومن يقف وراءهم؟ ولمصلحة من يهرفون بما لا يعرفون، ويهذون بما لا يدرون؟
    ولنْ يَضُرَّ البحرُ أمْسَى زَاخِراً أنْ رَمَى فيهِ غُلامٌ بِحَجر
    ألا فلنتق الله عباد الله، ولنقم بواجبنا تجاه دين الله تعلماً وتعليماً وإصلاحاً ودعوة إخلاصاً لله , واتباعاً لمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم على فهم الصحابة ، وأئمة الدين .
    أسأل الله تعالى أن نكون دوماً مفاتيحَ خيرٍ مغاليقَ شرٍّ ، هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد فقد أمركم اللهُ بالصّلاة والسّلام عليه ، فقال تعالى ((إنّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصلُّونَ عَلى النّبي يَا أيّها الّذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ))



    الملفات المرفقة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. لا ... للعجلة بالطلاق ( خطبة الجمعة القادمة 1435/2/16هـ )
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-12-2013, 23:20
  2. خطبة الجمعة القادمة 1435/2/10هـ بعنوان (( إلى المتقاعدين .. ))
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-12-2013, 08:22
  3. خطبة الجمعة القادمة بعنوان ( خلق العفــــو ) 1435/2/10هـ
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-12-2013, 23:35
  4. سلمان الفارسي - همة فوق الثريا - خطبة الجمعة القادمة 1435/12/12هـ
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-11-2013, 21:07
  5. خطبة الجمعة القادمة بعنوان ( انفولونزا الخنازير )
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-05-2009, 20:19

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته