خطبة عيد الأضحى المبارك لسنة 1434 هـ
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، اللهأكبر لا إله إلا الله وللهالحمد .
الله أكبر خلق الخلق وأحصاهم عدداً ، وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً ، الله أكبرعز ربنا سلطاناً ومجداً ، وتعالى عظمة وحلماً ، عنت الوجوه لعظمته ، وخضعتالخلائق لقدرته ، الله أكبر ما ذكره الذاكرون ، والله أكبر ما هلل المهللون ،وكبر المكبرون ، الله أكبر كبيراً ، والحمد لله كثيراً ، وسبحان الله بكرةوأصيلاً .
الله أكبر عدد ما أحرم الحجاج من الميقات ، وكلما لبى الملبون وزيد في الحسنات، الله أكبر عدد ما دخل الحجاج مكة ومنىً ومزدلفة وعرفات ، الله أكبر عدد ماطاف الطائفون بالبيت الحرام وعظموا الحرمات ، الله أكبر عدد من سعى بين الصفاوالمروة من المرات ، والله أكبر عدد ما حلقوا الرؤوس تعظيماً لرب البريات .
الحمد لله الذي سهل لعباده طرق العبادة ويسر ، وتابع لهم مواسم الخيرات لتزدانأوقاتهم بالطاعات وتعمر ، الحمد لله عدد حجاج بيته المطهر ، وله الحمد أعظم منذلك وأكثر ، الحمد لله على نعمه التي لا تحصر ، والشكر له على آلائه التي لاتقدر ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ملك فقهر ، وتأذن بالزيادةلمن شكر ، وتوعد بالعذاب من جحد وكفر ، تفرد بالخلق والتدبير وكل شيء عنده مقدر، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الوجه الأنور ، والجبين الأزهر ، طاهرالمظهر والمخبر ، وأنصح من دعا إلى الله وبشر وأنذر ، وأفضل من صلى وزكى وصاموحج واعتمر ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مديداً وأكثر . . . أما بعد :
فاتقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به عليكم من نعمة الدين العظيم ، الذيأكمله لكم ، وأتم عليكم به النعمة ، ورضيه لكم ديناً ، قال تعالى : ( اليومأكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) ، دينكم يا عبادالله أعظم الأديان ، وأرسخها في العقول والأبدان ، محروس من الزيادة والنقصان ،وما سواه اليوم فهو باطل فيه خلط وهذيان ، ولن يقبل الله من أحدٍ ديناً سوىالإسلام ، قال تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو فيالآخرة من الخاسرين ) ، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنْ رَسُولِاللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " وَالَّذِي نَفْسُمُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ ،يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِيأُرْسِلْتُ بِهِ ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ " [ أخرجه مسلم ] ،واعلموا أيها الناس أن البعد عن الدين هو الانتحار والدمار ، وهو قرة عينالاستعمار ، دين الإسلام العظيم صالح لكل زمان ومكان ، مشتمل على حل لكل قضيةسبقت أو حدثت ، فتمسكوا بدينكم ، وعضوا عليه بالنواجذ ، ففي ذلكم النصروالتمكين والهداية لكم في الدارين ، قال صلى الله عليه وسلم : " تركت فيكم مالن تضلوا بعده أبداً إن اعتصمتم به كتاب الله " [ متفق عليه ] .
أمة الإسلام : من أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين ، إقام الصلاة ، فمن أقامهافقد أقام الدين ، ومن هدمها فقد هدم الدين ، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، قال تعالى : " وأقيموا الصلاة " ، وقال سبحانه : " حافظوا على الصلواتوالصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين " ، وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما ،أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَمُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ قَالَ : " إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِكِتَابٍ ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ، عِبَادَةُ اللَّهِعَزَّ وَجَلَّ ، فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَفَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ . . . " [ متفق عليه ] ، واحذروا أيها المسلمون من التهاون بأمر الصلاة ، أو التفريط فيها، أو تأخيرها عن وقتها المشروع ، فقد جاء الوعيد الشديد ، والتهديد الأكيد لمنفعل ذلك ، قال تعالى : ( فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون ) ، وقالتعالى : ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً)، وويل وغي واديان من أودية جهنم والعياذ بالله ، ألا فاعلموا أنه لا يتركالصلاة إلا من سبقت شقوته ، وخسر دنياه وآخرته ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضيالله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَتُقَامَ ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًافَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌمِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْبُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ " [ أخرجه الجماعة ] ، تارك الصلاة ممقوت ، وعلى غيرالإسلام يموت ، قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْعَهْدُ الَّذِيبَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ " [ أخرجهالترمذي وغيره ] ، فعليكم معاشر الآباء والأمهات ، تقع مسؤولية التربية ،والعناية بالناشئة ، وإياكم والتفريط في ذلك ، فقد جاء الوعيد ، والتخويفوالتهديد لمن فرط في أمانة التربية ، أخرج البخاري في صحيحه من حديث مَعْقِلَبْنَ يَسَارٍ أنه قال : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَيَقُولُ : " مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً ، فَلَمْيَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ ، إِلَّا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ " ، وعندمسلم في صحيحه أيضاً قال صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا مِنْ عَبْدٍيَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً ، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ ، وَهُوَ غَاشٌّلِرَعِيَّتِهِ ، إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ " ، وأي غش أعظممن إهمال الأبناء والبنات والزوجات ، وترك الحبل لهم على الغارب ، يسرحونويمرحون دونما رقيب أو حسيب ، فاتقوا الله أيها الأولياء ، فعذاب الله شديد ،الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، وللهالحمد .
أمة الإسلام : من أعظم الحقوق بعد حق الله تعالى وحق نبيه صلى الله عليه وسلم ،حق الوالدين ، فحقهما عظيم ، وبرهما واجب على الأبناء والبنات ، ولقد قرن اللهطاعتهما بطاعته ، وحقهما بحقه ، فقال سبحانه : ( واعبدوا الله ولا تشركوا بهشيئاً وبالوالدين إحساناً ) ، ولقد رتب الشرع المطهر على برهما التوفيق ورغدالعيش ، وسعة الرزق ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَنْسَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ ، ويُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ ،فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ " [ متفق عليه ] ، وعلى النقيض من ذلك فقد حذر الشارعالكريم من عقوق الوالدين وتوعد على ذلك بالعذاب والنكال ، فقال سبحانه وتعالى(ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً ) ،فالعيد فرصة سانحة لتصحيح المسار ، وتقويم الخطأ ، فمن كان عاقاً لوالديه ، أوقاطعاً لرحمه ، فلينتهز الفرصة ، فالفرص ربما لا تعود ، وهذا اليوم العظيم منأيام الله المشهودة ، يوم عيد الأضحى ، لحري أن لا يُضيعه العاق لوالديه ،فواجب عليه أن ينطرح بين أيديهما ، يقبلهما ، ويطلب الصفح والعفو منهما ، فهماجنته وناره ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه أنه سَمِعَ النَّبِيَّصَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِالْجَنَّةِ ، فَأَضِعْ ذَلِكَ الْبَابَ أَوِ احْفَظْهُ " [ أخرجه الترمذي وصححهوابن ماجة ، وصححه الألباني ] ، وقال عليه الصلاة والسلام في حق الأم : " الزمها ، فإن الجنة عند رجلها " [ أخرجه النسائي وابن ماجة وغيرهما ، وهو حديثحسن صحيح ] ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، اللهأكبر ، ولله الحمد .
أمة الإسلام : إن من أسباب عموم العذاب ، وتسلط الأعداء ، ترك شعيرة الأمربالمعروف والنهي عن المنكر ، والتي امتدح الله أهلها وممارسيها فقال سبحانه(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)،واحذروا أيها المسلمون أن تشبهوا باليهود في تركهم المعروف ، وسكوتهم علىالمنكر ، فلعنهم الله بذلك وكفرهم ، فقال تعالى : ( لعن الذين كفروا من بنيإسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ) ، وعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِالْيَمَانِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ، وَلَتَنْهَوُنَّعَنِ الْمُنْكَرِ ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْعِقَابًا مِنْهُ ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ " [ أخرجهالترمذي وقال حديث حسن ] ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، واللهأكبر ،الله أكبر ، ولله الحمد .
أمة الإسلام : إن من أهم القضايا المعاصرة ، والتي دخل فيها كل غث وسمين ، قضيةالمرأة وما تكتنفها من دسائس ونقائص ، فما فتئ أهل الباطل ، يروجون لهذه القضيةالمحسومة من قبل الشرع منذ مئات السنين ، يدعون لتحريرها من شرع ربها ، ورفعقيود الإسلام عنها ، يريدون تعريتها للفتك بها ، فأف ثم تف لتلك الدعاوى ، شاهتوجوههم ، وأخرست ألسنتهم ، يريدون المرأة أن تمشي مكشوفة الساقين ، عاريةالفخذين ، سافرة الوجه والذراعين ، بيتها الأسواق والمنتديات ، والمقاهي وتعاطيالمحرمات ، يتمتعون بها فترة ، ويرمونها فترات ، يشبعون بها رغباتهم البهيمية ،ويرضون بها نزواتهم الشيطانية ، هكذا قاس قائسهم ، وقدر مقدرهم ، ألا قتل كيفقدر ، ثم قتل كيف قدر .
أمة الإسلام : لقد أعز الإسلام المرأة ، ورفع مكانتها ، وأعلى من شأنها ، ولهذاأمرها بالحجاب والستر والعفاف والقرار في البيوت ، كي لا تصل إليها يد العابثينبالأعراض ، قال تعالى : ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)،ألا فاتقين الله أيتها النساء ، ودعن لباس السافرات ، شرقيات كن أم غربيات ،ولا تتتبعن الموضات ، وإياكن وتقليد الكافرات في قصات شعرهن ، والفاضح منلباسهن ، ألبسة فوق الركبة ، وأخرى عارية الصدر والظهر ، وتجنبن الخمار ذاالزينة والتبرج ، واحذرن من العباءة المخصرة وذات الزمام والمزركشة ، فكل تلكالألبسة لا تمت للإسلام بصلة ، بل هي طريق ممهد إلى النار والعياذ بالله ،قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِلَمْ أَرَهُمَا وذكر وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌرُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَوَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَاوَكَذَا " [ أخرجه مسلم ] ، الله أكبر ، الله اكبر ، لا إله إلا الله ، واللهأكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكممن كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه أنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية :
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، اللهأكبر .
لا إله إلا الله ، والله أكبر وللهالحمد الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الحمد لله المحمود على كل حال، ونعوذ بالله من حال أهل النار ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،أهل الثناء والمجد ، لا رب لنا سواه ، ولا خالق غيره ، ولا رازق إلا هو ، مستحقللشكر والحمد ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وصفيه وخليله ، وخيرته من خلقه ،صلوات ربي وسلامه عليه ، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم واقتفى أثرهم . . أما بعد :
فيا أمة الإسلام : إن يومكم هذا يوم عظيم ، هو يوم الحج الأكبر ، وهو آخرالأيام المعلومات ، وأول الأيام المعدودات ، في هذا اليوم العظيم يجتمع الحجاجليؤدوا فيه معظم مناسك الحج ، ويتقربون إلى الله بالعج والثج ، فيه يرمونالجمرة الكبرى ، وينحرون الهدي ، فيه يحلقون رؤوسهم ، ويطوفون بالبيت العتيق، ويسعون بين الصفا والمروة بسكينة وتحقيق ، في هذا اليوم يشترك الحجاج وغيرالحجاج بإراقة دماء الهدي والأضاحي تقرباً إلى الله عز وجل ، قال تعالى : " لنينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم " ، ولتعلموا وفقني اللهوإياكم أنّ هذه الأيام الثلاثة المقبلة هي أيام التشريق ، ويحرم صيامها ، كما يحرمصيام يومي العيدين ، عيد الفطر وعيد الأضحى ، عَنْ نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَيَّامُالتَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ " [ أخرجه مسلم ] ،فأكثروا فيها من ذكر الله تعالى بالتكبير والتهليل والتحميد في أدبار الصلواتوفي جميع الأوقات ، واعلموا أن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلىالله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة في دين الله بدعة ، وكل بدعةضلالة ، وعليكم بجماعة المسلمين ، فإن يد الله مع الجماعة ، ومن شذّ شذّ في النارعياذاً بالله ، هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى ، والنبي المجتبى ، نبينامحمد خير الورى ، فقد أمركم الله بذلك فقال سبحانه : " إن وملائكته يصلون علىالنبي يا أيها الذين صلوا عليه وسلموا تسليما " ، اللهم صل وسلم وزد وبارك علىعبدك ورسولك نبينا محمد ، وعلى آل بيته ، وعلى الصحابة أجمعين ، وخص منهمالخلفاء الأربعة الراشدين ، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، والتابعين ومن تبعهمبإحسان إلى يوم الدين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ،ودمر أعداء الدين ، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين ، اللهممن أراد المسلمين بسوء فأشغله بنفسه ، واجعل تدبيره تدميراً عليه يارب العالمين، اللهم من أراد وحدتنا وطمأنينتنا ورجال أمننا بسوء ، فنكس رأسه ، واجعل الخوفلباسه يا ذا الجلال والإكرام ، اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنافيمن خافك واتقاك برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم إنا نسألك الجنة ، ونعوذ بكمن النار ، اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين ، اللهم احفظنابالإسلام قائمين ، واحفظنا بالإسلام قاعدين ، واحفظنا بالإسلام راقدين ، ولاتشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين يارب العالمين ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفيالآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسانوإيتاء ذي القربى ، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ،فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبروالله يعلم ما تصنعون(.
المفضلات