الحمدُ للهِ الذي أثارَ السحابَ وأرسلَه ، وساقَ الغيثَ وأنزلَه ، أحمدُه عددَ ما هطلَ علينا من سحابٍ ، وعددَ ما ابتلَّتْ السهولُ والهضابُ ، حمداً يليقُ بجلالِه ، وينبغي لعظمتِهِ وكمالِهِ ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ الغنيُّ عناّ ، وأشهدُ أنّ محمداً عبدُه ورسولُه المبعوثُ رحمةً للعالمين ، فدعاَ العالمينَ إنساً وجناَّ أجمعين ، إلى توحيدِ ربَّ العالمين ، صلى الله عليه وعلى آلهِ وصحبِهِ وسلم تسليما كثيراً ، إلى يومِ الدين : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) :أما بعد : أيها الأحبةُ في الله ،يقولُ زيدُ بنُ خالدٍ الْجُهني رضي الله عنه ، كما في الصحيحينِ [صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ e صَلاَةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ ،[أي نزولِ مطرٍ ] فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّبِىُّ e أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ] { هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ } قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ :قال {أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِى مُؤْمِنٌ بِى وَكَافِرٌ ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ . فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِى كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا .فَذَلِكَ كَافِرٌ بِى مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ } أيُّها الأحبةُ في الله ، إستهليتُ خُطبتي بهذا الحديثِ الشريف ، لأنَّ بعضُ النَّاسِ هدَاهُم الله ، يَنسِبُونَ نزولَ المطرِ ، إلى الكواكبِ وغيرِها ، والواجبُ أن يُنسبَ نزولُ المطرِ ، وجميعُ النِّعمِ إلى المُنعمِ سُبحانه (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ) (النحل:53) وإنزالُ الغيثِ من أعظمِ نعمِ اللهِ وإحسانِهِ إلينا ، يقولُ سُبحانه (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (الأنعام:99) ويقول تعالى ( أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ * لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ) فلله الحمد والشكر من قبل ومن بعد ، اللهم لك الحمد ولك الشكر ، خضعَتْ لكَ رقابَناَ ، وذلتْ لكَ أعناقَناَ ، أطعمتَ وأسقيتَ ، وكفيتَ وآويتَ ، وأغنيتَ وأقنيتَ ، نعمُك لا تُحصى، وإحسانُك لا يُستقصى، أيُّها الأحبةُ في الله ، هذا الغيثَ الذي رُزقتمُوهُ ، وهذا الخيرَ الذي أدركتمُوهُ ، إبتلاءٌِ من ربِّكم وخالقِكم ، ليبلوَكم أتشكرونَ أم تكفرونَ ، لأن اللهَ سبحانه وتعالى قد علمَ قلةَ من يشكرُ ، وكثرةَ من يكفرُ فقال سبحانه ( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) فاحمدوا اللهَ الذي ضعضعَ لكم ثقالَ السحابِ ، وأسبغَ عليكم زُلالَ الشرابِ ، وأروى لكمُ السهولَ والهضابَ ، وأسالَ لكم الأوديةَ والشعابَ ، فسالتْ أوديةٌ بقدَرِها ، واحتملَ السيلُ زبداً رابياً ، فاجعلوا ما رزقَكُمُ اللهُ عوناً لكم على طاعَتِه ، ولا تجعلوا نِعمَ اللهِ سبلاً لنقمتِه , وخيراتِه مطاياً لمعاصيه ، هذه الأمطارُ والسيولُ، نعمةٌ عظيمةٌ ، فلا تجعلوا مواسمَ الخيرِ عليكم مَصائباَ ، كثيرٌ من الناسِ هداهُم اللهُ ، إذا نزلَ الغيثُ ، وسالت الأوديةُ والشِّعاب ، تجشمَ بنفسِه وأهلِه بطونَ الأوديةِ ، ومسالكَ الشعابِ ، فَعَرَّضَ نفسَه وأسرتَه للخطرِ واللهُ عزَّ وجلَّ يقول (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) ويقولُ سُبحانه (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً) ذريتكمُ ، النساءُ والأبناءُ ، أمانةٌ في أعناقِكُم ، فلا تجعلوهُمْ عُرضةً للمهالكِ ، ولا تتهوروا بهم في المزالقِ والمداركِ ، قد رأيتم ما حلَّ بالبلاد من خيرٍ عَمِيم ،ورَأيتُم عِبرَ وسائِلِ الإعلام كيف فعلَ السيلُ العرمُ ، بالناسِ والسياراتِ ، شيءٌ تضطربُ له الأنفسُ ، وتنشَدِهُ منه العقولُ ، شيءٌ يجسدُ خطورةَ السيولِ ، راحتْ أرواحٌ بريئةٌ ، بسببِ تَجشُمِ الخطرِ والهلكةِ ، فيا أحبتي في الله ، إذا تَلَبَّدتِ السماءُ بالغيوم ، ونزل الماء ، فلا تَدخُلوا بسياراتِكم الأوديةَ والشِعاب ، ولا تغرنكُم سَيَّاراتُكم ذواتُ القوةِ والمتانةِ ، فإنَّ القوةَ للهِ جميعاً ، قد رأيتم في عَرِمَ السيل ، شاحناتٍ يلعبُ بها السيلُ وكأنها دُمى ، فَحذروا وكونوا عونا للجهاتِ الأمنيةِ ، والدفاعِ المدنيِ ، باتقائكم مصادرِ الخطرِ ، فإن الجهاتِ الأمنيةَ ، بشرٌ لهم طاقاتٌ و إمكاناتٌ ، وخُصُوصاً إذا كَثُرت الحوادثُ ، فأنتَ تقفُ معهُم باتقائِكَ الكوارثَ ، والوقايةُ خيرٌ من العلاجِ ، وأنتَ أيها المسلمُ ، الدفاعُ المدنيُ الأولُ ، لنفسِكَ وأُسرَتِكَ ، فلا تتهورْ ، وتجعلْ نفسَكَ في هذا المأزقِ ، ثم تلقي باللومِ على غيرِكَ ، فاتقوا اللهَ أيها الناس في أنفسِكم واتقوا اللهَ في أسرِكم وذراريكم ،{فكلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيتِه}
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كلّ ذنب فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرحيم
الحمدُ للهِ الذي سمكَ السماءَ ، وأنزلَ منها الماءَ ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ خيرَ الرسلِ وأفضلَ الأنبياءِ ، صلى اللهُ عليه وعلى آلهِ وأصحابِهِ ، الطيبينَ الطاهرينَ ، وعلى من سارَ على نهجِهِم إلى يومِ الدينِ ، وسلم تسليماً كثير اً : أما بعد : أيها الأحبةُ في الله ، تقولُ عائشةَ رضي الله عنها كما في صَحيحِ مُسلِمٍ {كَانَ رَسُولَ اللهِ r إِذَا رَأَى غَيْمَاً أَوْ رِيحاً عُرِفَ ذَلِكَ في وَجْهِهِ ، فَقُلَتُ : يَا رَسُولَ الله ! أَرَى النَّاسَ ، إِذَا رَأَوُا الْغَيْمَ ، فَرِحُوا ، رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرْ ، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ ، عَرَفْتُ فِي وَجْهِكَ الكَرَاهِيَةَ ؟ فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ ! مَا يُؤْمِّنُنِي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ...، قَدْ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ ، وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ العَذَابَ فَقَالُوا : (هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ) } يقولُ تعالى(فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ) (الاحقاف:24) وقَومُ سبأٍ ، لما تَنَكَّروا لنعمِ اللهِ وجحدوها ، وقَابَلُوها بالعصيانِ ، سلبَها اللهُ مِنهُم، وأذاقَهم ألوانًا من العذابِ قالَ تعالى (فَأَعْرَضُواْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ ٱلْعَرِمِ وَبَدَّلْنَـٰهُمْ بِجَنَّـٰتِهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَىْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَىْء مّن سِدْرٍ قَلِيلٍ *ذَلِكَ جَزَيْنَـٰهُمْ بِمَا كَفَرُواْ وَهَلْ نُجْزِى إِلاَّ ٱلْكَفُورَ) يقولُ عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنه: (النعمةُ موصولةٌ بالشكرِ، والشكرُ يتعلّقُ بالمزيدِ، ولا ينقطعُ المزيدُ من اللهِ حتى ينقطعَ الشكرُ) اللهم إنا نحمدُكَ ونشكرُكَ ونثني عليكَ ، ونعبُدُك ونتوكلُ عليكَ ، لا ملجأَ منكَ إلا إليكَ ، خضعَتْ لكَ رقابَناَ ، وذلتْ لكَ أعناقَناَ ، ما تراكمتِ الكروبُ إلا كشفْتَها، ولا حلت الجدوبُ إلا رفعتَها، أطعمتَ وأسقيتَ ، وكفيتَ وآويتَ، وأغنيتَ وأقنيتَ ، نعمُك لا تُحصى، وإحسانُك لا يُستقصى، قَصَدتْك النفوسُ بحوائجِها فقضيتَها ، وسألتك الخلائقُ فأعطيتَها ، نحمدُك على نعمةِ الغيثِ حمداً يليقُ بكريمِ وجهِكَ وعظيمِ سلطانِك سبحانك. عبادَ الله صلّوا رحمني الله وإياكم على الهادي البشيرِ ، والسراجِ المنيرِ ، كما أمرَكم بذلك اللطيفُ الخبيرُ ، فقال سبحانه قولاً كريما ( إِنَّ اللهَ وَملاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيْ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) وقد قال عليه الصلاةُ والسلامُ { حَيْثُمَا كُنْتُمْ فَصَلُّوا عَلَيَّ ، فَإِنَّ صَلاتَكُمْ تَبْلُغُنِي }وقال{ مَنْ صَلَّى عَلَىَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللّهُم اجعلْ رزقَنَا رغداً ، ولا تُشمتْ بنا أحداً ، اللهم إنا نسألُكَ ، بعزِّكَ الذي لا يرامُ ، وملكِكَ الذي لا يُضامُ ، وبنورِكَ الذي ملأ أركانَ عرشِكَ ، أن تكفيَنا شرَّ ما أهمَنا وما لا نهتمُ به ، وأن تعيذَنا من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، اللهم رَغّبْنا فيما يبقى ، وَزَهّدْنا فيما يفنى ، وهبْ لنا اليقينَ ، الذي لا تسكنْ النفوسُ إلا إليهِ ، ولا يُعوَّلُ في الدينِ إلا عليهِ ، اللهم أيدْ إمامَنا بتأيدِكَ ، وانصرْ بهِ دينَكَ ، ووفقْهُ إلى هُدَاكَ ، واجعلْ عمَلَهُ في رضاكَ ، وارزقْهُ اللهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ ، التي تدلُهُ على الخيرِ ، وتعينه عليه، اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْ كلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّ العالمينَ ، واجعل هذا البلد رخاءً سخاءً آمِناً مُطمَئِناً ، وسائر بلاد المسلمين يا ربَّ العالمين ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنيين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)
المفضلات