النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: لكلِّ ذي حـــقٍّ حـــقّ [ خطبة الجمعة القادمة 1434/3/27 ]

  1. #1

    Hamm لكلِّ ذي حـــقٍّ حـــقّ [ خطبة الجمعة القادمة 1434/3/27 ]



    الخطبة الأولى
    الحمد لله ، مُظهرِ الحق ومبديهِ ، ومُنجزِ الوعد وموفيه ، ومسعدِ العبد ومشقيه ، أحمدُه حمداً يليق بكريم وجهه ، وعظيمِ سلطانه ، وعد من أطاعه بنعيم الْجِنانِ ، وتوعّد من جحده وعصاه ، بجحيم النيران ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبدُه ورسوله ، وصفيُّه وخليلُه ، وخيرتُه من خلقه ، صلى الله عليه ، وعلى آله وأصحابه ، وسلم تسليماً كثيراً
    أمّابعدُ: أيها الناس/ اتقوا الله؛ فإن تقواه أفضلُ مُكتسَب، وطاعتَه أعلى نسَب(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ))
    عباد الله : روى البخاريُّ في صحيحه عن أبي جُحيفةَ وهْبِ بنِ عبدالله أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلّم ، آخَى بَيْنَ سَلْمَانَ الفارسي وأَبِي الدَّرْدَاءِ ـ رضي الله عنهما ، فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً ،فَقَالَ لها سلمان : مَا شَأْنُكِ مُتَبَذِّلَةً؟ قَالَتْ : إِنَّ أَخَاكَ أَبَا الدَّرْدَاءِ ، لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا . قَالَ : فَلَمَّا جَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ قَرَّبَ إِلَيْهِ طَعَامًا ، فَقَالَ : كُلْ فَإِنِّي صَائِمٌ ، قَالَ سلمان رضي الله عنه : مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ ، قَالَ : فَأَكَلَ ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لِيَقُومَ ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ : نَمْ ، فَنَامَ ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ ، فَقَالَ لَهُ : نَمْ ، فَنَامَ ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ ، قَالَ لَهُ سَلْمَانُ : قُمِ الآنَ ، فَقَامَا فَصَلَّيَا ، فَقَالَ سلمان لأخيه أبي الدرداء : إِنَّ لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَلِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَلِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ . فَأَتَيَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلّم ـ سلمان وأبو الدرداء ـ فَذَكَرَا ذَلِكَ له ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلّم : (( صَدَقَ سَلْمَانُ )) .
    عباد الله :
    من خلال هذه الحادثة ، يتبين لنا : أهمية التوازن في الحياة ، وضرورة التوفيق بين الحقوق والواجبات ، وأن يكون المسلم متزنا في تعامله ، لا يهتم بأمر على حساب غيره ، تأملوا ـ عباد الله ـ قول سلمان رضي الله عنه ، والذي أقره النبي صلى الله عليه وسلّم ، وصدّقه عليه : لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَلِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَلِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ .
    فالتوفيقُ بين الحقوق والواجبات مطلبٌ شرعي ، وواجب إسلامي يجب على المسلم أن يؤديَ ما يُطلب منه ، وأنْْ يقومَ بما يجب عليه ، على حسب مكانتِه ووضعه وحالته ، فكونُه عبدا لله عليه أن يقومَ بواجبات عبوديته لخالقه ورازقه ، وكونُه ربا لأسرة ، فعليه أن يقوم بواجبات زوجته وأولاده،وعندما يحل عليه ضيف ، يجب عليه أن يقوم بواجبه لضيافته ، ومع ذلك عليه أن لا يهمل نفسه ، ولا يرهقها بترك ما يجب عليه لها ، فلنفسه عليه حقا ، ولربه عليه حقا ، ولضيفه عليه حقا ، ولأهله عليه حقا ، فعليه أن يعطي كل ذي حق حقه .
    عباد الله :
    إعطاءُ كل ذي حق حقه ، هو مبدأُ الناجحين ، ومنهجُ الناجين السالمين من تبعات الإهمال والتقصير ، وما فشلَ أكثرُ الناس في الحياة ، إلا بسبب مخالفة هذا المبدأ المهمَّ العظيمَ وعدمِ العمل بهذا التوجيه النبوي الكريم .
    فبعض الناس ـ عباد الله ـ على سبيل المثال : تجده باستراحته ، متميزا بين أصحابه ، لو تأخر لحظات عنهم لافتقدوه ، لا تَحْلُوا جلستُهم ولا سهرتُهم إلا بوجوده ، ولكنه فاشلٌ مع أهله ؛بل وفاشل حتى في عمله ، لأن ارتباطه مع أصحابه ، وتقضية وقته بالسهر واللعب والضحك معهم ، على حساب أهله وعمله ، فالأهلُ حقهم منه التقصيرُ والإهمال ، والبعد والهجر ، والعملُ حقه منه الكسل والنوم ، وتعطيل مصالح المسلمين . فهذا هو الفشل بعينه .
    ومنهم من يقضي وقته ، ويبذل جهده ، من أجل جمع المال ، إما مع الحَلالِ في البرّيّة أو مع العقار في سوقه،فهمهُ وشغلُه الشاغل جمع المال ، ولكنه بخيلٌ كل البخل على أسرته ، مهمل لصحته ، قاطع لرحمه ، تارك لواجباته ، قد عقَّ والديه بسبب كثرة مشاغله يتحجج بقلة الفراغ ، وعدم وجود الوقت ، وهذا الفشل بعينه ، والله سبحانه يقول ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ))
    عباد الله :
    ماذا كان يفعلُ أبو الدرداء رضي الله عنه ؟ كان يصومَ النهار ويقومَ الليل ،ولكن لم يُقِرْ النبيُّ صلى الله عليه وسلّم فِعْلَهُ ذلك ، لأنه على حساب أهلِه ، فكيف بمن يُهمل واجباتَه ، ولا يؤدي حقوقَه ، من أجل شهواته وملذاته ورغباته .
    فلنتق الله ـ أحبتي في الله ـ ولنعطي كل ذي حق حقه ، اسأل الله لي ولكم علما نافعا ، وعملا خالصا ، إنه سميع مجيب ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب ، فإنه هو الغفور الرحيم .

    الخطبة الثانية
    الحَمْدُ للهِ عَلى إحسَانِهِ ، والشُّكرُ لَهُ عَلَى تَوفِيقِهِ وامتِنَانِهِ ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ تعظِيماً لِشَأنِهِ ، وأشهدُ أنَّ مُحمَداً عبدُهُ ورسولُهُ الدَّاعِي إلى رضوانِهِ صَلى اللهُ عَليهِ وَعَلى آلهِ وأصحابِهِ وسلّمَ تَسليماً كثيرا .
    عباد الله :
    إن تنظيمَ الوقت ، وترتيبَ الأولويات والمهمات ، هو المعينُ الأولُ ، بعد توفيق الله تعالى ، على إعطاء كلِّ ذي حقٍّ حقه ، ولذلك الوقت هو الحياة ، فعلى المسلم أن ينظِّم وقته تنظيمًا مُحكمًا، بحيث يرتِّب بين الواجبات والأعمال المختلفة ، سواء كانت دينيَّة أو دنيويَّة ، على أنْ لا يَطغى بعضُها على بعض، ويقدِّمُ الأهمَّ على المهمِّ ، وكما جاء في هذه الحادثة ، التي ينبغي أن يُذكّرُ بِها كلَّ فوضوي في حياته ، مهملٍ لحقوقه وواجباته ، اسأل الله أن يهدي ضال المسلمين ، إنه سميع مجيب .
    اللهم إنا نسألك الهدى ، والتقى ، والعفاف والغنى ، اللهم أحينا سعداء ، وتوفنا شهداء ، واحشرنا في زمرة الأتقياء ، برحمتك يا أرحم الراحمين .
    اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ، ونعوذ بك من سخطك والنار ، اللهم جنبنا الفتن ، ما ظهر منها وما بطن ، واجعلنا هداة مهتدين ، لا ضالين ولا مضلين ، وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين .
    اللهم إنا نسألك وأنت في عليائك ، وأنت الغني ونحن الفقراء إليك ، أن تغيث قلوبنا بالإيمان ، وبلادنا بالأمطار ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، اللهم اسقنا غيثا مغيثا هنيئا مريعا سحا غدقا مجللا نافعا غير ضار ، عاجلا غير آجل ، غيثا تغيث به البلاد والعباد ، اللهم اسق بلادك وعبادك وبهائمك ، برحمتك يا أرحم الراحمين . (( رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ))
    عباد الله :
    (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )) فاذكروا الله العظيم يذكركم ، واشكروه على وافر نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .



    الملفات المرفقة

  2. #2


    جزاك الله خير شيخنا الفاضل




    شاقني شوف الحصان اليعربي
    لنه اجمل خيل من بد الخيول
    مايقارن به مهجن واجنبي
    ياحلو خيل الصحابه والرسول

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. ( احذر عدوك !! ) خطبة الجمعة القادمة 1434/3/20
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-01-2013, 19:31
  2. كفى همــــــــاً ... كفى غمـــــــــــاً ( 2 ) ( خطبة الجمعة القادمة 1434/2/1)
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 31-12-2012, 12:33
  3. أسباب محق البركة ( خطبة الجمعة القادمة 15/2/1434 ه ـ )
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 31-12-2012, 12:30
  4. كفى همــــــــاً ... كفى غمـــــــــــاً ( خطبة الجمعة القادمة 1434/1/23 )
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-12-2012, 20:06
  5. التجارة مع الله ( خطبة الجمعة القادمة 1434/1/1 )
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-11-2012, 23:12

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته