ينشأ صوت الإنسان من دفع هواء الرئتين عبر الحبال الصوتية الموجودة في الحنجرة. ويختلف صوت الرجل عن صوت المرأة بسبب اختلافات عديدة، منها حجم الحنجرة، طول الحبال الصوتية ومدى ترددها، والفراغ الذي يباعد بين الحبال الصوتية، والمضاعفات التي يتعرض لها جهاز الصوت، سواء أكانت موضعية أو عامة.
الحبال الصوتية
يبلغ طول الحبال الصوتية لدى الأطفال 10.4 ملم وتردد يعادل 250 ذبذبة /الثانية. أما بعد البلوغ فيزداد طول الحبال الصوتية بما يعادل 3-5 ملم تقريبا عند الفتيات و5-10ملم تقريبا عند الفتيان. ويقل تردد ذبذبات الصوت إلى 120 ذبذبة/ الثانية عند الذكور بعد البلوغ و200 ذبذبة/ الثانية عند الفتيات البالغات.
إن الحبال الصوتية عند الإناث يقترب بعضها من بعض عند إصدار الصوت، كالحديث أو الصياح، أكثر مما هي عليه عند الرجال. لذا فالحبال الصوتية لدى الإناث أكثر عرضة للأخطار والالتهابات التي تنتهي إلى تلف مؤقت أو دائم في طبيعة الصوت الأنثوي للمرأة.
الهرمونات والصوت
إن نقص هرمون الذكورة عند سن البلوغ لدى الفتيان يُبقي الصوت على حاله دون تغيير. وهو ما كان يحدث عند عملية الخصاء (الخصي) castration للفتيان قبل وصولهم سن البلوغ، فيبقى صوتهم أنثوياً وهم المعروفون بـ "الخصيان". أما زيادة هرمون الذكورة عند النساء فقد يحدث تغييرا دائما ويصبح صوت المرأة عميقا غير أنثوي، خصوصا في الفترة الواقعة ما بين سن البلوغ وسن الإياس.
الأخطار
إن طبيعة وتركيب الهواء الداخل والخارج عبر الحبال الصوتية تؤثر في طبيعة ونوعية الصوت، والخطر يكمن في تنفس الهواء الملوث أو الهواء الساخن جدا أو البارد جدا أو التيارات الهوائية القوية المفاجئة عبر الحنجرة. وكذلك تناول المواد الضارّة أو السامة التي تصل إلى الحبال الصوتية من الأطعمة أو الأدوية أو المواد الكيماوية المختلفة (الدخان) أو ما يصل إلى الحبال الصوتية مع الدم، مثل السموم أو الهرمونات الداخلية أو الخارجية. كل هذه السموم تؤثر في طبيعة وجمال الصوت الأنثوي المميز، وتحدث فيه تغييرا قد يكون مؤقتا أو دائما.
الأضرار التي يمكن تجنبها
مثل: التدخين والكحول، كثرة الكلام مُدَدَا طويلة، التكلم بصوت عال أو رفع الصوت بالصراخ، تقليد أصوات الرجال. التنفس بأجواء ملوثة بالغبار أو المواد أو الأبخرة الكيماوية الضارة، أو الهواء الساخن جدا أو البارد جدا، حموضة المعدة المرتدة للحلق عبر المريء. وكل ما يؤثر على نسيج الفم المخاطي من بهارات أو أطعمة أو اشربة، قد يؤثر على الحبال الصوتية.
الوقاية
* عدم التدخين أو تنفس الهواء الملوث بالدخان.
* عدم الصراخ، والتكلم بصوت منخفض غير مصحوب بالأصوات العالية والمفاجئة كما هو عند المعلمات أو المذيعات.
* عدم التصنع بالكلام والتكلم بصوت طبيعي مريح للحبال الصوتية، مثل ما يحدث عند بعض المذيعات أو اللواتي يقلدن غيرهن.
* عدم التشديد على الأحرف الحَلْقية أو السعال بشدة أو تكرار السعال أو التنحنح المستمر.
* تجنب تنفس الهواء الجاف، مثل أجواء بعض المدن غير الساحلية أو في أيام البرد حيث يكون الهواء جافا.
* تناول الماء بكثرة بمعدل لترين أو أكثر يوميا.
* النوم في غرف ذا ت هواء رطب أو ترطيبه إن كان جافا.
* وضع أجهزة تنقية الهواء الملوث أو الكمامات عند اللزوم.
* تجنب الكلام أثناء التهابات الحلق أو التعب.
* عدم تناول الهرمونات الذكرية، خصوصا في الفترة الواقعة ما بين سن البلوغ وسن الإياس.
* تجنب الأدوية التي تؤدي إلى زيادة الهرمونات الذكرية عند الأنثى. وإن اللواتي يتناولن الهرمونات الذكرية من اللاعبات في مجال الرياضة لتقوية عضلاتهن يتعرضن لنفس الأخطار.
* عدم تناول الاستيرويدات بدون وصفة طبية بكميات كبيرة أو مددا طويلة.
* مراقبة هرمون الغدة الدرقية في حالة تغير الصوت؛ لأن انخفاض هرمون الغدة الدرقية الشديد قد يحدث تغييرا في الصوت ويصبح الصوت أجش، غير أنه يعود طبيعيا في حالة الشفاء من المرض.
ان صوت الأنثى هو أحد أهم رموز أنوثتها. فَلْتُدرّب الأمَُ طفلتَها على كيفية استخدام صوتها والمحافظة عليه كما خلقه الله. ولتكن الأم أو الأخت الكبرى مثالا يُحتذى به، بعدم رفع الصوت والصراخ وتقليد ما يشاهد أو يسمع عبر الشاشات!
صوت المرأة أنوثة، وقد يكون أغلى ما تملك من أنوثة. بل قد يكون أحد أسهمها الغالية في نجاح وإنجاح الشراكة الزوجية.
وبالشكر لأهله أختم
أخوكم المحب ........
د . الجربا
المفضلات