[align=justify]بعض الأسئلة تكمن صعوبة الإجابة عليها في سهولتها ، وذلك لأن الكلمات تقف حينها استحياء أو جبناً – قل ما شئت - على بوابة الأفواه حين ينتدبها سؤال هو أبسط مما نظن ، لكنّ الإجابة عليه في زمن "المطّاعات" يجعله من الصعوبة بمكان ، حتى تتبرأ منك حينها كل بنات الشفاة ، وكأن ليس بينك وبينها علاقة قط .
في ليلة ذات "جرأة" - وأقول جرأة ولا أقول شجاعة لاختلاف المعنى في كلا المفردتين رغم تشابههما في أذهان كثير من الناس – قام شاعر "نصف شجاع" بصياغة بعض ما يتكرر طرحه دائماً على أفواه الناس بفضل ما حباه الله عزّ وجلّ من موهبة تصيّر الكلام ذهباً موزوناً ، هذا الشاعر لم يأتِ بجديد ولم يأتِ بمفيد ، وجُلُ ما فعله هو العويل على وزن التفعيلة بدلا من العويل نثراً على وضع بات من قبيل المضحك المبكي لأن شرّ البلية ما يضحك .
"لا تشتري ماطور وتجهّز خيام
دام الخلا مملوك للربع بصكوك"
نقطة وانتهى السطر ! ، هكذا ظنّ الشاعر ، بيت شعر يفوت ولا حدّ يموت ، ولكنه قد خاب ظنّه ، لأنه لم يدر في خلده بالتأكيد بأن هذه النقطة ستكون نهاية لبيته ، وبداية لخراب بيته – ربما - ، لأنها فتحت عليه باب سؤال لا يحتاج مزيد علمٍ بقدر ما يحتاج إلى مزيد شجاعة ارتدى منها الشاعر إزاره ليستر عورة جبنه ولكنه نسي أن يرتدي رداءه ، ليصبح نصف شجاع و نصف جبان في الوقت ذاته ولك عزيزي القارئ أن تنظر لأي النصفين من الجسد أردت العاري أو المستور ، ومن وجهة نظري فإنني أرى أن الإنسان إذا لم يمتلك القدر الكافي من الشجاعة فسكونه خير له من حركة إلى الأمام سرعان ما يعقبها رجوع مخزٍ إلى الوراء ، يضيع بعدها المرء مشيته ومشية الحمامة .
"من هم الربع ؟!" سؤال بسيط جدّاً ، لكن البحث عن إجابته لا زال جارياً ، ولا بأس من الاستعانة بالعلامة "قوقل" وابن عمّه "قوقل ايرث" لأنهما من النوع الذي لا يعترف بأن من قال لا أدري فقد أفتى ، بل هما من النوع الخنفشاري مجاوب مجاوب كفرد حمزة ثاير ثاير ، ولا يوجد عندهما "لحية مسرّحة" !
كثير من الطيور المغردة حاولت الإجابة على ذلك السؤال ، بعضها حام حول الحمى على طريقة وين إذنك يا جحا ، وبعضها كانت شجاعة لكن من وراء جدر "أسماء مستعارة" ، وهي شجاعة وهمية لا تسمن ولا تغني من جوع بقدر ما تكون فشّة خلق لصاحبها يعود بعدها وهو يظن بأنه قد "جاب راس الدريعي" .
لا يزال شاعرنا صامتاً ، ولا يزال السائل ينتظر جوابه ، ولا يزال الكثيرون يحاولون الإجابة عن هذا السؤال السهل "الممنوع" الإجابة عليه ، وحتى نجد إجابة لسؤال السائل "من هم الرّبع؟!" فإنه يتوجب على البعض في مكان ما في هذه المعمورة أن يأخذوا بنصيحة شاعرنا "نصف الشجاع" وأن لا يتعبوا أنفسهم بشراء ماطور وخيام ، لأنّ "الخلا" وعلى حدّ وصفه "مملوك للرّبع بصكوك" .
[/align]
المفضلات