بسم الله الرحمن الرحيم .
يتخوف كثير من الآباء والأمهات عند ذهاب طفلهم المصاب بداء السكري إلى المدرسة وذلك عندما يتغير الروتين اليومي في إعطاء جرعة الأنسولين وكذلك التغذية والالتزام بها، وكذلك قياس السكر في الدم، ولكن إذا تعاون الطفل مع المدرسة وكذلك مع فريق الرعاية الصحية داخل المدرسة والتواصل مع الأهل والطبيب وأخصائي التثقيف الصحي وأخصائي التغذية مما يجعل الطالب المصاب بالسكري وأهله يشعرون بالثقة الدائمة وكأنه في بيته، ويكون التعاون بين الوالدين والمدرسة على النحو التالي:
1- إبلاغ المدرسة بحالة الطفل المصاب بداء السكري وشرح ذلك بتقرير مفصل يتم شرحه ومناقشته مع مدير المدرسة أو المعلم المباشر أو طبيب المدرسة إن وجد
ويكون التقرير شاملا للآتي
* تشخيص حالة الطفل بإصابته بداء السكري من النوع الأول.
* تعريف مبسط بداء السكري ومضاعفاته وطرق علاجه.
* نوع الأنسولين الذي يتناوله الطفل.
* شرح خاص للانخفاضات والارتفاعات في مستوى سكر الدم والطرق السريعة لحلها، وماهية استجابة الطفل للعلاج.
* إتاحة الفرصة للاتصال بالطبيب المعالج أو أخصائي التثقيف الصحي بالمستشفى الذي يتعالج فيه الطفل.
* أهمية استخدام حقنة الجلوكاجون وكيفية استخدامها.
* أرقام هواتف الاتصال بالأهل والمستشفى وحتى الرعاية الصحية والطوارئ.
2- تفهم المدرسة والمدرسين لحاجة الطفل للقيام بالأمور التالية:
* تحليل سكر الدم في الأوقات المبرمجة مسبقاً في أوقاتها وعند ظهور أي أعراض مصاحبة.
* حقن الأنسولين.
* تناول الوجبات الخفيفة.
* شرب الماء.
* الذهاب إلى دورة المياه.
* ممارسة جميع النشاطات المدرسية بدون قيود.
3- قيام الوالدين بزيارة المدرسة والالتقاء مع الشخص المسؤول عن الطفل بالمدرسة وإيضاح الخطة العلاجية والتعديل الطارئ الذي حدث في العلاج وطرح اسئلة والإجابة عن أي استفسار وإيجاد الحلول المتاحة وطرح الخبرات بين الوالدين والمدرسة والتواصل لإيجاد بيئة تعليمية صحية للطفل.
4- عدم تميز الطفل المصاب بالسكري عن غيره من أقرانه من أجل تجنب أي مشاكل نفسية جراء ذلك، بل يجب تشجيعه على الاندماج مع بقية الطلاب متى ما شعر المعلم بانعزاله.
ولا بد للوالدين أن يحضرا الطفل نفسياً وجسدياً للذهاب إلى المدرسة وإبعاد الشعور بالخوف والقلق
عنه وذلك بالآتي
* عدم نقل شعورهما بالخوف أو القلق للطفل عند ذهاب طفلهما إلى المدرسة.
* شرح تفاصيل المرض للطفل نفسه بما يتناسب مع عمره ومستواه التعليمي.
* على الطفل أن يتعلم أعراض ارتفاعات وانخفاضات السكر وكيفية علاجه
* أيضا على الطفل أن يتعلم كيفيه التعامل مع أنواع الرياضة وكيف يتم التحليل قبلها وأثناءها وبعدها. وأخذ الوجبات اللازمة لذلك.
* أن يحمل الطفل المصاب كرتا او بطاقة تعريفية بمرض السكري والعلاج الذي يتناوله وجرعة الأنسولين وأرقام الهواتف الخاصة بالاتصال عند الطوارئ.
وكذلك أرقام هواتف الاتصال بالوالدين والكادر الصحي بالمستشفى.
وأيضا لا بد من التعاون بين الأهل وفريق الرعاية الصحية المكلف بعناية الطفل المكون من الطبيب واخصائي التثقيف الصحي وأخصائي التغذية.
وذلك بتعليم الوالدين والطفل ماهية هذا الداء وكذلك طرق العلاج المتنوعة وإعطاء التقارير اللازمة بالاضافة إلى الإرشادات الصحية المطبوعة حول داء السكري وأرقام الاتصال عند الحاجة لذلك.
أما فترة الامتحانات التي يعيشها الطالب المصاب بداء السكري:
وخاصة تلك الفترة التي في نهاية السنة الدراسية، ففي هذه الفترة يكون أغلب أفراد الأسرة يعيشون في جو من التوتر والخوف على مستقبل طفلهم.
وبذلك يكون الاهتمام بالامتحان والنتيجة أكثر من الاهتمام بصحة الطفل ومرضه وهنا تأتي المشكلة حيث أن الطفل يشعر أن حب الوالدين مرهون بالنجاح والفلاح وليس بصحته وعافيته.
وغير ذلك فإن نوم الطفل وتغذيته تتأثر سلباً بالامتحانات.
وعادة فإن الامتحانات لا يكون التحضير لها إلا من بداية الدراسة ولذلك فإن مراقبة الأهل للطفل لا بد أن تكون من البداية حتى يبعد الطفل عن الجهد الامتحاني، وتخفيف هذا الجهد والخوف واضطراب حياة الطفل لا بد من عمل الاتي :
* نعزز ثقة الطفل بنفسه وبإمكاناته، وبالتالي تشجيعه على التحصيل الدراسي.
* إعداد الطفل مسبقا كنمط دراسي يومي من البداية.
* عدم تغيير هذا النمط أثناء الامتحانات وإنما استمرار ساعات المذاكرة كما هي ولا يمنع ذلك من خلق بيئة دراسية يسودها التركيز أثناء الامتحانات.
* المحافظة على النمط الغذائي المفيد والمتنوع.
* إزالة الضغوطات والتوتر أثناء الامتحانات.
* مراقبة الطفل وإيجاد حلول للمشاكل المحيطة بالطفل والابتعاد عن الخلافات داخل المنزل.
* العطف والحنان والابتعاد عن التوبيخ عند ارتكاب الهفوات والأخطاء.
* القدوة من الوالدين أنفسهم لأن الطفل يحاكي أبويه.
وأخيراً نسأل الله أن يحفظ لنا فلذات أكبادنا
المفضلات