في عام 2000 كان انتشار مرض السكري يقدر ب 151مليون حالة في العالم، وارتفع تقدير انتشار المرض في 2010 إلى 285 مليون حالة، ويمثل هذا الرقم ما نسبته 6,6 % من عدد سكان العالم البالغين، مع التوقع بأن يرتفع عدد الأشخاص المصابين ليصل إلى 438 مليون حالة في 2030.
و نظرا لانتشار مرض السكري و لتزايد ظهور مضاعفاته على المرضى نتيجة قلة الوعي الصحي المنتشر في بلادنا، بالإضافة إلى الادراك المتزايد بان الأطباء و حدهم غير قادرين على توفير الرعاية المطلوبة لمرضى السكري؛ فان مرضى السكري بحاجة الى خدمات و رعاية من العاملين في مجال الرعاية الصحية بما في ذلك الممرض و اخصائي التغذية و أخصائي العيون لكن نادرا ما يتم الاشارة الى دور أخصائي العلاج الطبيعي الذي يقوم به في رعاية مريض السكري.
يؤثر مرض السكري على الجهاز الحركي (العضلي الهيكلي) بطرق مختلفة، بالإضافة إلى الاضطرابات الأيضية، تشوهات الاوعية الدموية الدقيقة والأعصاب، وتراكم الكولاجين في الجلد و حول المفصل مسببا تغيرات في النسيج الضام، نذكر من اهم أمراض العضلات والعظام الشائعة في المرضى الذين يعانون من داء السكر:
*متلازمة النفق الرسغي: ينتشر المرض بنسبة 20 % من مرضى السكري و يمكن أن تزيد النسبة إلى 75%.
*انكماش دوبويترين : بلغت نسبة الإصابة به 40 % من مرضى السكري.
*التهاب غمد الوتر المثنية»أصبع الزناد»:نسبة إصابة مرضى السكري به وصلت 20 % وهو يرتبط بمدة الإصابة بداء السكري.
*تيبس الكتف»التهاب المحفظة اللاصق» :سجلت نسبة الإصابة به عند مرضى السكري 19-29 %.
*التهاب حوائط المفصل التكلسي: يصاب به مرضى السكري بثلاث أضعاف إصابة الأشخاص غير المصابين .
*محدودية حركة المفاصل:نطاق انتشار المرض من 8-58 % اعتمادا على زيادة مدة الإصابة بداء السكري و عدم التحكم بنسبة السكر في الدم واعتلال الشبكية واعتلال الكلية و التقدم في العمر و التدخين.
*خشونة المفاصل: مرتبط بداء السكري الناتج عن السمنة . *مشاكل القدم السكرية: ظهور بعض الأعراض المرضية والعلامات في قدم مريض السكري مثل القدم المؤلمة و القدم المتورمة و القدم المتفحمة نتيجة لحدوث اعتلال الأعصاب و قصور الدورة الدموية و الالتهابات الجرثومية وغيرها.
نظرا لأهمية العلاج الطبيعي فيجب توضيح الادوار المختلفة التي يقوم بها اخصائي العلاج الطبيعي في رعاية مرضى السكري:
*يساعد اخصائي العلاج الطبيعي المرضى المصابين بداء السكري من خلال برنامج تمارين خاصة للمساعدة على تحقيق الوزن المثالي و تنظيم مستوى السكر في الدم.
*من خلال معرفة اخصائي العلاج الطبيعي بعلم وظائف الاعضاء وعلم التشريح و المضاعفات المصاحبة لداء السكري؛ فمثلا ممارسة التمارين متساوية التوتر مثل الركض تساعد مريض السكري المصاب بارتفاع ضغط الدم، لكنها تؤذي مريض السكري المصاب باعتلال عصبي حسي محيطي او المريض المصاب بالقدم السكرية و ذلك لزيادة فرصة تعرض القدم للصدمات المتكررة و بالتالي زيادة فرصة اصابة القدمين.
*استخدام وسائل و اجهزة علاجية مناسبة لها دور فعال في تخفيف الام مريض السكري، مثل العلاج الكهربائي كما لهما فوائد مجربة في نخفيف الوذمة (تراكم السوائل في الانسجة) و تقرحات القدم.
*للعلاج الطبيعي دور هام في منع ومعالجة مشاكل القدم، حيث يبدا دوره من خلال تعليم أهمية الوقوف الصحيح و وضعية الجسم الصحيحة التي بدورها تمنع تدهور مضاعفات القدم السكرية.
*يساعد العلاج الطبيعي في سرعة الشفاء بعد عمليات البتر، واستعادة المريض لقدرته على الحركة وممارسة حياته باستقلالية.
المفضلات