اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا الله، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد.الحمدُ للهِ الذي سَهَّلَ لِعِبادِهِ طريقَ عِبادَتِه، وأفاضَ عليهِم من خَزَائنِ جودِهِ وكرمِهِ، وأشْهَدُ أن لا إلهَ إلا اللهَ وحدَه لا شريكَ له، وأشهَدُ أن سيدَنَا ونبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُه، اللهم صَلِّ وسَلِّمْ وبارِكْ على عبدِكَ ورسولِكَ محمدٍ وعلى آلِهِ وأصحابِه.أمّا بعدُ : أيُّها المسلمون ، فَحمْداً للهِ ، الذي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصالحاتُ ، صُمْنا للهِ ، وقُمْنا للهِ ، ثم جِئْنا هذا اليومَ ، نساَلُهُ الرِّضا والقبولَ ، ونَحمَدُهُ على الإنعامِ بالتَّمامِ ، والتوفيقِ للصيامِ والقيامِ ،وفي الحَقيقةِ إننا لفي يومٍ عظيمٍ ، وعيدٍ جَليلٍ ، يومُ الجوائزِ ، فَالجوائزُ تُفَرَّقُ على العاملينَ ، بِحَسَبِ عَمَلِ كُلِّ عَامِلٍ، فَمَنْ عَمِلَ خيرًا وَجَدَ الخَيْرَ، ومَنْ عَمِلَ شرًا ، فلن يجدَ ، إلا ما يَتَّفِقُ مع عقوبةِ ذلكَ الشرِّ الذي فَعَلَهُ ، ولهذا وَرَدَ في الحديثِ عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنه يرفَعُهُ قالَ: {إذا كان يومُ عيدِ الفطرِ هَبَطَتْ الملائكةُ إلى الأرضِ وتكونُ على أفواهِ السككِ يُنَادونَ بِصَوتٍ يسمَعُهُ جميعُ مَنْ خَلَقَ اللهُ إلا الجنَّ والإنسَ ، يقولونَ: يا أُمَّةَ محمدٍ اُخْرُجوا إلى ربٍّ كريمٍ يعطي الجزيلَ ويغْفِرُ الذنبَ العظيمَ ، فإذا بَرَزوا إلى مُصَلاهُم قالَ اللهُ تباركَ وتعالى لِملائكتِهِ: يا ملائِكَتي ما جزاءُ الأجيرِ إذا عَمِلَ عَمَلَه؟ فتقولُ الملائكةُ: إلهَنَا وسيدَنا أنْ توفيه أجرَه، فيقولُ اللهُ عزَّ وجلّ، للملائكةِ: أُشْهِدُكُم أَنِّي جَعَلْتُ ثَوابَهُم مِنْ صِيامِهِم وقِيامِهِم رِضائي ومَغْفِرَتِي، ثم يقولُ مُوَجِّهًا خِطابَهُ إلى عبادِهِ: اِنْصَرِفُوا مَغْفُورًا لَكُم، اِنْصَرِفوا مغفورًا لكم} قالَ بعضُ العلماءِ : يرجِعُ أقوامٌ مِنْ المُصَلَّى ، كَيَومِ وَلَدَتْهُم أُمَّهاتُهُم ، أي أنَّهُ لا ذَنْبَ عليهِم ، قد غُفِرَتْ ذُنوبُهُم ومُحِيَتْ سَيئاتُهُم ،الله أكبر، الله أكبر لا إلهَ إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. أيُّها المسلمونَ أخلصوا للهِ توحيدَكم. وحافظوا على الصلاةِ ، فهي الركنُ الثاني من أركانِ الإسلامِ ، وهي عمودُ الإسلامِ، وهي الركنُ العملي الأولُ من أركانِ الإسلامِ، فحافظوا عليها جماعةً، وأدوها في وقتِها في المسجدِ، واعتنوا بها، ولتكنْ من أهمِّ أمورِكم، فإنَّ علامةَ حُبِّ الإسلامِ ، العنايةُ بهذه الصلواتِ والاهتمامُ بها، أدوا زكاةَ أموالِكم، وصوموا رمضانَ، وحجوا البيتَ ، وعليكم بِصدقِ الحديثِ والوفاءِ بالعهودِ وَإِنفَاذِ الوعُودِ، فإنَّ ذلك من الإيمانِ ، الذي أمرَ اللهُ بهِ في كتابِه: (وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا) [النساء:36]، واحذروا السحرةَ والمنجمينَ ، والكهنةَ والعرافينَ ، فَمَنْ حَقَّقَ كمالَ التوحيدِ ، دخلَ الجنةَ بغيرِ حسابٍ ولا عذابٍ.وإياكم وقتلَ النفسِ التي حرمَ اللهُ إلا بالحقِّ، يقولُ تعالى: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) [النساء:93].وإياكُم والرِّبا ؛ فَإنَّه يَمحقُ البركةَ ، ويُدخلُ صاحبَهُ النارَ،يقولُ تعالى (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)ويقولُ سُبحانه (يَمْحَقُ ٱللَّهُ ٱلْرّبَوٰاْ وَيُرْبِى ٱلصَّدَقَـٰتِ) ، وإياكم والزنا فإنه عارٌ ونارٌ، وعذابٌ وذلةٌ وصغارٌ، قال الله تعالى: (وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً) [الإسراء:32]، وفي الحديث: { سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ e- أَىُّ الذَّنْبِ عِنْدَ اللَّهِ أَكْبَرُ قَالَ { أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهْوَ خَلَقَكَ } قُلْتُ ثُمَّ أَىٌّ قَالَ { ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ } قُلْتُ ثُمَّ أَىٌّ قَالَ { أَنْ تُزَانِىَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ } قَالَ وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ e (وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ) }.وإياكم والمسكراتِ والمخدراتِ، فإنها شرٌ ووبالٌ، وندامةٌ وخَبالٌ، وغضبٌ لذي العزةِ والجلالِ. وإياكم وقولَ الزورِ وشهادةَ الزورِ، والغيبةَ والنميمةَ، وقذفَ المحصناتِ؛ فإن اللهَ حرمَ ذلك بالآياتِ البيناتِ.وإياكم والمكاسبَ المحرمةَ وأموالَ الضعفاءِ والأيتامِ وأوقافَ المسلمينِ، فإن ذلك ما خالطَ مالاً إلا أفسدَهُ، ولا دخلَ بيتًا إلا دمرَهُ ونكدَهُ . كم من الناسِ لا يتورعُ في الكسبِ الحلالِ، بل يلجَأُ إلى ظُلمِ النّاسِ ، بالشّتمِ والقذفِ ، وشهادةِ الزّورِ ، والضربِ والقتلِ ، لِيحصّلوا على شيءٍ من حطامِ الدنيا، ويعدّونَ تحصيلَ ذلك شرفًا وربحًا، وهو في الحقيقةِ خِسّةٌ وإفلاسٌ ، وخزيٌ وندامةٌ يومَ القيامةِ، ففي صحيحِ مسلمٍ عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه أن رسولَ اللهِ e قالَ: {إن المفلسَ من أمتي من يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي قد شتمَ هذا، وقذفَ هذا، وأكلَ مالَ هذا، وسفكَ دمَ هذا، وضَرَبَ هذا ، فيُعطى هذا من حسناتِهِ، وهذا من حسناتِهِ، حتى إن فنيتْ حسناتُهُ قبلَ أن يقضيَ ما عليهِ أخذَ من خطاياهم فطُرحَ عليهِ ثم طُرِحَ في النارِ} فاقنعوا بالحلالِ عن الحرامِ، وتوبوا إلى اللهِ من المظالمِ والآثامِ.وإياكم ومضارةَ المسلمِ، فمن ضارَّ مسلمًا ضارَّهُ اللهُ. واحذروا الخصوماتِ الباطلةَ، فإن من ادعى ما ليس له ، فهو في سخطِ اللهِ حتى يَنزعَ من خُصومتِِهِ. واحذروا الحلفَ الكاذبَ فإنه يغمسُ صاحبَهُ في جهنمَ والعياذُ بالله.... الله أكبر، الله أكبر لا إلهَ إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. أيُّها المسلمونَ هذا اليومُ يومٌ مشهودٌ من أيامِ المسلمينَ، يومُ عيدٍ وفرحةٍ وسرورٍ، يومٌ يغتاظُ منه الكفارُ وأعداءُ الدينِ، وإنه لفرصةٍ لإزالةِ الضغائنِ والأحقادِ من القلوبِ، فدعوا الضغائنَ لا تكنْ من شأنِكم؛ لأن الضغائنَ والأحقادَ تقضي على الأمةِ الإسلاميةِ، وتوهنُ بناءَها، وتقوضُ أركانَها،فهنيئًا لقريبٍ أعانَ على صِلَتِهِ ، بِقَبولِ العُذرِ والصَّفحِ والعفوِ ، والتغاضي عن الهفواتِ ، والتغافُلِ عن الزَّلاتِ، إن أحسنَ فلا يَمُنُّ، وإن أعطى فلا يضِنُّ، لا يعرفُ السِّبابَ، ولا يُكثرُ العتابَ، فليستْ تدومُ مودةٌ وعتابٌ، يتجنَّبُ الْمِراءَ والجدالَ، ويُحسنُ الأقوالَ والفِعَالَ، يشاركُ أقاربَهُ آلامَهم وآمالَهم، ويُشاطرُهم أفراحَهم وأتراحَهم، مفتاحٌ لكلِّ خيرٍ، مغلاقٌ لكلِّ شرٍّ، ينصحُ ولا يفضحُ، ويسترُ ولا يعيِّرُ، وفي ذلك ذكرى للذاكرينَ وعبرةٌ للمعتبرينَ ،....
أقولُ قولي هذا وأسْتَغْفِرُ اللهَ العظيمَ لي ولكُم ولِسائرِ المسلمينَ من كلِّ ذنبٍ فاستغفروه إنهُ هو الغفورُ الرحيمُ
الحمد لله رب العالمينَ ، والعاقبةُ للمتقينَ ، وأشهدُ أن لاإله إلاَّ اللهَ وحده لاشريكَ لهُ ، إلهَ الأولينَ والآخرينَ ، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أمَّا بعدُ:أيُّها الأحبةُ في الله : لمَّا خَطَبَ رسولُ اللهِ e الرِّجالَ في مثلِ هذا اليومِ الأَغَر ، مَشى مُتَوَكِّئاً على بلالٍ y وخطبَ النِّساءَ ،فيا أيُّها الأخوات الفلضلات ، كُنَّ خَيْرَ خَلَفٍ لخيرِ سلفٍ ، من نِساءِ المؤمنينَ، واحذَرْنَ من التَّبَرُّجِ والسفورِ والاختلاطِ بالرجالِ الأجانبِ والتقصيرِ في أداءِ أمانةِ الرعايةِ في البيتِ ، على الأولادِ والزوجِ؛ فإنَّ مَسْؤليتَكُنَّ عظيمةٌ، وتأثيرَكُنّ في البيتِ أَعْظَمُ، إنْ خَيْراً فخيرٌ ، وإنْ شراً فَشَرٌ، أيتُها الأبيَّةُ ، إنك حجرُ الزاويةِ في المجتمعِ، وقَبسٌ في البيتِ مضيءٌ ، وجوهرةٌ تتلألأُ، أنتِ مُربيةُ الليوثِ القادمةِ ، والحصنُ المنيعُ ضدَّ تياراتِ التغريبِ والفسادِ ، وتيارِ الرذيلةِ،فأدعوكِ للاقتداءِ بسيرِ المؤمناتِ الصالحاتِ ، الواتي سطَّرَنَ سِيراً يشرفُ التاريخُ بحملِها ، ويتبخترُ الزمانُ بروايتِها، سيرٌ عَطِرةٌ مَلأَتْ الدُّنيا عَبَقَاً وعِطراً.أسألُ اللهَ عز وجل أن يحفظَكِ من كلِّ سوءٍ ومكروهٍ، وأن يجعلَكِ سدّاً منيعاً في وجهِ كلِّ مفسدٍ ، وجبلاً ثابتاً شامخاً في وجهِ رياحِ الفتنِ والتغريبِ.اللهم صلِّ وسلمْ على عبدِكَ ورسولِكَ محمدٍ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ ، تقبلَ اللهُ منا ومنكم وغفرَ لنا ولكم ، وكلَّ عامٍ وأنتم بخيرٍ ، وأعادَ اللهُ علينا جميعًا من بَرَكَةِ هذا العيدِ ، وأَمَّنَنَا من سَطْوَةِ يومِ الوعيدِ ، وعيدٌ سعيدْ ، وكلُّ عامٍ وأنتُم بخير
المفضلات