النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: خطبة جمعة بعنوان (( وارتحل نصف رمضان ))

  1. #1
    مشرف المضايف الإسلامية الصورة الرمزية الشيخ/عبدالله الواكد


    تاريخ التسجيل
    09 2001
    الدولة
    www.alwakid.net
    العمر
    60
    المشاركات
    1,685
    المشاركات
    1,685

    خطبة جمعة بعنوان (( وارتحل نصف رمضان ))



    خطبة جمعة

    يوم الغد إن شاء الله

    بعنوان

    (( وارتحل نصف رمضان ))


    عبدالله بن فهد الواكد

    إمام وخطيب جامع الواكد بحائل


    الخطبة الأولى
    أما بعدُ معاشرَ الصائمين .. أرأيتم ، ما أسرعَ ما تمضي الأيامُ .. ضيفُنا الكريمُ شهرُ رمضانَ ، ضيفٌ عزيزٌ علينا ، استقبلناهُ في آماسٍ مضتْ ، وها هوَ اليومَ قد انتصفَ ، لقدْ مضى من رمضانَ صدرُهُ، وانقضى شطرُهُ، واكتمل بدرُه ، فاغتمنوا فرصةً تمرُّ مرَّ السحابِ، ولِجُوا قبلَ أنْ يُغلقَ البابُ .. فإنَّهُ يوشكُ الضيفُ أن يرتحلَ، ويوشكُ الشهرُ أن يكتملَ ، فأحسنوا فيما بقيَ ، يُغفَرْ لكم ما قد سَلفَ ، قال تعالى ( وإني لغفارٌ لمن تابَ وآمن وعملَ صالحا ثم اهتدى ) رحلَ نصفُ رمضانَ ، وبين صفوفِناَ الصائمُ القائمُ ، المحسنُ الجوادُ ، نقيُّ السريرةِ ، طيبُ الأخلاقِ ، فهنيئاً لهؤلاءِ العاملينَ ما اسلفوهُ عندَ ربِّهم ، وما قدمُوه لأنفسِهم .
    رحلَ نصفُ رمضانَ ، وبينَ صفوفِنا صائمٌ عنِ الطعامِ والشرابِ، ولكنَّهُ مقصرٌ في الواجباتِ ، متكاسلٌ عن الطاعاتِ ، مقيمٌ على المُلهياتِ ، غافلٌ عن تلاوةِ الآياتِ ، ألهاهُ شبابُهُ ، وغرَّهُ أترابُه ، وما علمَ أنَّ الأعمارَ تنتهي ، فليته نظرَ إلى عاقبتِهِ ، و تأملَ في آخرتِهِ .
    أيها المفرطونَ في شهرِ رمضانَ القائمِ، هل أنتم على يقينٍ من العيشِ إلى رمضانَ القادمِ ، قوموا بحقِّ شهرِكُم، واتقوا اللهَ في سرِّكم وجهرِكم ، واعلموا أنَّ عليكُم ملَكَينِ يصحبانَكُم طولَ دهرِكُم ، ويكتُبانِ كلَّ أعمالِكم ، فلا تهتِكُوا أستارَكُم عندَ مَنْ لا تخفى عليه أسرارُكم .
    لنستدركَ أيها الأحبةُ المسلمونَ ، باقيَ الشهرِ، فإنهُ أشرفُ أوقاتِ الدهرِ، هذهِ أيامٌ يُحافَظُ عليها وتُصانُ ، فهي تاجٌ على رأسِ الزمانِ ، أيامُ رمضانَ يجبُ أنْ تُعظَّم وتصانَ ، وتُكرَمَ ولا تُهانَ ، فهل حبستُم فيها عن فضولِ الغيبةِ والبهتانِ ، وكففتم جوارحَكم عن اللهوِ والعصيانِ ، واستعددتم ليومِ العرضِ على الرحمانِ ،
    في صحيحِ ابنِ خزيمةَ وابنِ حبانَ وصححهُ الألبانيُّ أنَّ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ صعدَ المنبرَ فقالَ: ((آمين، آمين، آمين))، فقال الصحابةُ: يا رسولَ اللهِ، إنكَ صعدتَ المنبرَ فقلتَ: آمين، آمين، آمين!!، فقالَ : ((إنَّ جبريلَ عليهِ السلامُ أتاني، فقالَ: من أدركَ شهرَ رمضانَ فلم يُغفرْ لهُ ، فدخلَ النارَ فأبعدَهُ اللهُ ، قُلْ: آمين ، قلتُ: آمين))
    أيها الإخوةُ المؤمنونَ ، إننا مسؤولونَ عن هذهِ الأوقاتِ ، فهي أنفاسُ أعمارِنا ، ففي أيِّ وادٍ قضيناها ، أفي طاعةِ اللهِ وذكرِه ، وعبادتِه وشُكرِه ، وتلاوةِ كتابِه ، أم قضيناها في المنتزهاتِ وأمامَ القنواتِ ، أو في اللهوِ واللعبِ والمبارياتِ ، هذهِ أوقاتٌ فاضلةٌ لا ينبغي أنْ تُصرفَ إلا في طاعةِ اللهِ ومرضاتِه ،
    أيها المؤمنونَ، إنَّ شهرَ رمضانَ شهرُ العتقِ من النيرانِ، شهرُ فِكاكِ الرقابِ منْ دارِ الشقاءِ والحرمانِ ، فعنْ أبي أمامةَ رضيَ اللهُ عنهُ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ : ((للهِ عزَّ وجلَّ عندَ كلِّ فطرٍ عتقاء)) أخرجَهُ أحمدُ والطبرانيُّ وحسَّنَهُ الألبانيُّ .. وفي حديثِ أبي سعيدِ الخدريِّ رضيَ اللهُ عنهُ عندَ أحمد ، وصححهُ الألبانيُّ : ((إنَّ للهِ تباركَ وتعالى عتقاءُ في كلِّ يومٍ وليلةٍ يعني في رمضانَ وإنَّ لكلِّ مسلمٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ دعوةٌ مستجابةٌ )) .
    فاجتهدوا – يا رعاكُمُ اللهُ – ما استطعتم في إعتاقِ رقابِكم ، وفكاكِ أبدانِكم ،
    أيها المؤمنونَ : هذا أوانُ التوبةِ والاستغفارِ، والأوبةِ والانكسارِ ، فمن لم يتبْ في رمضانَ؟ فمتى يتوبُ ، ورَغِمَ أنفَ رجلٍ أدركَ رمضانَ فلم يُغفرْ لهُ
    إنَّ رمضانَ فرصةٌ للمذنبينَ.. فجديرٌ بالمؤمنِ أن يُشمِّرَ.. وحريٌّ بالغافلِ أنْ يتداركَ ما بقيَ ، ويغتنمَ ما هو آتٍ .
    عبادَ الله .. ونحنُ نرى الناسَ في هذهِ الأيامِ يتهافتونَ على استثماراتِ الدنيا ، من أسهُمٍ وعقاراتٍ ، ومصالحَ وتجاراتٍ ..ومن خلفِ هذه الإستثماراتِ الموتُ ، فما أجدَرنا أنْ نستثمرَ رمضانَ بالأعمالِ الصالحةِ ، والتجارةِ الرابحةِ .. فمِن وراءِ استثماراتِ الآخرةِ حياةٌ أبديةٌ ، فابذلوا المعروفَ ، ومُدوا يدَ العونِ للمحتاجينَ ، وارعوا الضعفاءَ والمعُوزينَ .. فقد كانَ نبيُّكم صلى اللهُ عليهِ وسلمَ أجودَ الناسِ ، وكانَ أجودَ ما يكونُ في رمضانَ فكانَ أجودَ بالخيرِ من الريحِ المرسلةِ
    أيها المسلمونَ : لا تتركوا صلاةَ التراويحِ ولا صلاةَ القيامِ ، فقد قالَ صلى اللهُ عليه وسلمَ : من قامَ رمضانَ إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبهِ .. وأخبر صلى اللهُ عليه وسلمَ أنَّ مَنْ قامَ معَ الإمامِ حتى ينصرفَ كُتبَ لهُ قيامُ ليلةٍ .. فهنيئاً للقائمينَ .
    أيها المسلمونَ : أحيوا شعيرةَ الاعتكافِ في العشرِ الأواخرِ من رمضانَ ، فإنها منَ السننِ التي كانَ يُحافظُ عليها نبيُّ الهدى صلى الله عليه وسلم .
    هذا الشهرُ كلُّهُ فُرصٌ فانتهزوها ، وأيامٌ فتداركُوها ، رحمَكم اللهُ ، وأعتقَ رقابَكم من النارِ ، وما تقدوموا لأنفسِكم من خيرٍ تجدوهُ عندَ اللهِ هو خيراً وأعظمَ أجراً ، واستغفروا اللهَ إن اللهَ غفورٌ رحيمٌ) .. أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ، إنه هو الغفور الرحيم .


    الخطبة الثانية
    الحمد لله على إحسانه ..
    عبادَ اللهِ رمضانُ شهرُ تلاوةِ القرآنِ ، وتدبُّرِ آيِ الفرقانِ ، لقد شرَّفَكم اللهُ تعالى وتباركَ ، بهذا الكتابِ المباركِ ، فتدبروا آياتِهِ ، وتفكروا في بيِّناتِهِ ، وقِفُوا عندَ عِظاتِه ، لقد كانَ السلفُ الكرامُ رحمَهم اللهُ يكثرونَ من ختمِ القرآنِ، فإذا جاءَ رمضانُ ازدادوا من ذلكَ لشرفِ الزمانِ، وكانَ جبريلُ عليهِ السلامُ يَلقى رسولَ اللهِ في كلِّ ليلةٍ من رمضانَ، فيدارسُه القرآنَ . وفي آخرِ عامٍ من حياةِ سيدِ الأنامِ ، عارضَهُ جبريلُ القرآنَ مرتينِ على التمامِ .
    وكانَ الأسودُ التابعيُّ رحمَه اللهُ يختمُ القرآنَ في رمضانَ كلَّ ليلتينِ، وكانَ يختمُ في غيرِ رمضانَ كلَّ ستِّ ليالٍ.
    وكانَ قتادةُ رحمَه اللهُ يختمُ القرآنَ في كلِّ سبعِ ليالٍ مرةً، فإذا جاءَ رمضانُ ختمَ في كلِّ ثلاثِ ليالٍ مرةً، فإذا جاءَ العشرُ ختمَ في كلِّ ليلةٍ مرةً.
    عبادَ الله .. إنَّ رمضانَ فرصةٌ حقيقيةٌ للاستثمارِ الرابحِ معَ اللهِ ، واللبيبُ يدركُ والحصيفُ يعلمُ أنَّ الفُرصَ تلوحُ وتروحُ ، وقد لا تعودُ ، فاستثمروا رحمَكُم اللهُ ما بقيَ من حياتِكم .. وتزودوا لمعادِكم قبلَ مماتِكم .. (واتقوا اللهَ واعلموا أنَّكم ملاقوهُ ، وبشِّرِ المؤمنينَ) .
    وصلوا وسلموا رحمَكم اللهُ على خيرِ البريةِ محمدِ بنِ عبدِاللهِ



    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد ; 03-07-2015 الساعة 01:29


  2. #2
    مشرف المضايف الإسلامية الصورة الرمزية الشيخ/عبدالله الواكد


    تاريخ التسجيل
    09 2001
    الدولة
    www.alwakid.net
    العمر
    60
    المشاركات
    1,685
    المشاركات
    1,685


    ...





  3. #3


    بورك فيك وجزيت خيرل وتقبل الله منكم ومنا صالح العمل




معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. خطبة جمعة بعنوان ( المدرسة العظمى رمضان )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-06-2015, 03:18
  2. خطبة جمعة الغد بعنوان ( أول جمعة في رمضان ) 1436/9/2هـ
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-06-2015, 15:01
  3. خطبة جمعة بعنوان بعد رمضان 1433 هـ
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-08-2012, 22:51
  4. خطبة الجمعة القادمة 1 رمضان بعنوان ( أول جمعة في رمضان )
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-07-2012, 06:19
  5. خطبة جمعة بعنوان ( موعظة قبل رمضان )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 25-08-2008, 03:12

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته