النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: شبابنا أمـــل وواقــــــع !!! خطبة جمعة الغد 1433/7/25

  1. #1

    شبابنا أمـــل وواقــــــع !!! خطبة جمعة الغد 1433/7/25



    بسم الله الرحمن الرحيم
    الخطبة الأولى
    إنّ الحمدَ لله نحمدُه ،ونستعينُه ،ونستغفرُه ، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضلَّ له ومن يضْلل فلا هاديَ له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أنّ محمداً عبدُه ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ... أمّا بعد: فاتَّقوا اللهَ ـ عبادَ الله ـ حَقَّ التّقوى، فتقوَى الله سَبيلُ الهدَى، والإعراضُ عنها طريقُ الشّقا.
    أيّها المسلمون / في خطبة مضت تكلمنا عن الشباب مرحلة القوة البدنية والقوة الفكرية ، وقلنا إن الشباب في كل أمة هم ثروتها وعدة مستقبلها ، ودورهم في الحياة دور مهم ، لأنهم إذا صلحوا ، نهضوا بأمتهم إلى ما تصبوا إليه من السيادة والريادة ، وقاموا بنشر دينهم والدعوة إليه .
    وفي هذه الجمعة – عباد الله – نكمل الكلام عن الشباب الذين هم عدتنا بعد الله وقدوة العالم أجمع في تدينهم وفي أخلاقهم وفي همهم التي تعلو السحب ؛ فهم الذين توارثوا مجد أجدادهم أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وخالد بن الوليد وعبيدة بن الجراح وابن عمر وغيرهم .
    عباد الله / لقد احتفى الإسلام احتفاءً خاصًا بالشباب من الجنسين نظراً لأهمية هذا العمر وقوة وعِظم طاقاتهم وقدراتهم الفائقة على الإنجاز وتأجُّج شهواته ومَظِنّة اغترارهم بالدنيا وافتتانهم بمباهجها ولذلك نوّه قائد الأمة ومرشدها الأول رسول الله صلى الله عليه وسلم بمرحلة الشباب في أكثر من حديث، فبين أنهم من السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ،بل ذكرهم بعد التنويه بالحاكم العادل: وشابّ نشأ في طاعة الله، بل في رواية لافتة أوردها الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح عند شرحه للحديث ذات دلالة رائعة: وشاب أفنى شبابه في طاعة الله. والعلماء نصوا على أن الشابة مثل الشاب.
    وكذلك في الحديث الذي أخرجه الحاكم في المستدرك ـ وهو صحيح ـ قال صلى الله عليه وسلم ((اغتنم خمساً قبل خمس )) وذكر صلى الله عليه وسلم من هذه الخمسة: (( شبابك قبل هرمك)) فمرحلة الشباب هي عُمُر اغتنام الفرصة الذهبية - فرصة العافية والحيوية وقوة الإقبال على خدمة الإسلام وفعل الخير وتحصيل العلم والتفوق في الحياة والجهاد لإعلاء كلمة الله -
    ومع هذا وغيره فهو مسؤول ومحاسب عن شبابه فيما أبلاه .
    ومع هذه النصوص وغيرها ندرك خطورة الفكرة التي أشاعها أعداء الإسلام و أذنابهم من المستشرقين من أن الإسلام هو دين الشيوخ والعجائز بعد التقدم في السن والإحساس بقرب الموت وهجوم المخاوف من دنوّ زيارة المقابر, وأرادوا بذلك صرف الشباب قوة الأمة وطاقتها الحيوية عن الاهتمام بالدين والارتباط بهويّتها وقضاياها وعن التصدّي لمخططاتهم والاحتماء من غزوهم ؛ بل أرادوا توظيف هذه الطاقات الهائلة والحيوية في الإفساد ونشر الميوعة كما يحصل تمامًا في كثير من البرامج والمسلسلات المائعة التي تمثّل أنموذج حياة العبث واللهو والتفلت من القِيَم! تلك الحياة التي يريدها الغرب وأذنابه لشبابنا وشباتنا .
    أيها المسلمون / وبعبارة مختصرة وبجملة مفيدة للجواب عن السؤال المهم والذي يقول ( ماذا تريدون من الشباب ؟ )
    فنقول :إن الإسلام بكل وضوح وتحديد يريد من الشباب أن يكونوا (أقوياء) أقوياء في عقيدتهم ، أقوياء بانتمائهم لدينهم والاعتزاز والافتخار به ، أقوياء في كل المجالات الشخصية والحياتية ، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال ((المؤمن القويّ خير وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف)) متفق عليه
    بل إن تحصيل القوة تكليف رباني ومطلب قرآني كما قال تعالى ((وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ)) أقوياء في إيمانهم وعباداتهم وحبهم لله سبحانه وتعالى ورسوله – صلى الله عليه وسلم – كحال أحفادهم : معاذ بن جبل وربيعة بن كعب وعلي بن أبي طالب وعائشة زوجة الرسول– صلى الله عليه وسلم – وفاطمة بنته الشابة العابدة الصابرة وأنس بن مالك وغيرهم كثير في جيلهم وما تلاه من أجيال.
    أقوياء في أخلاقهم وفي عفّتهم وأمانتهم وصدقهم وتواضعهم وتسامحهم ورفقهم ورحمتهم وأخوّتهم مع المؤمنين وعزتهم على الكافرين أقوياء في علمهم واختصاصاتهم الدينية والدنيوية كما كان أسلافهم الذي برزوا بالعلوم الشرعية وغيرها من العلوم كالطب وعلم الفلك والأدب والتاريخ واللغة وغيرها .
    أقوياء في الدعوة إلى الإسلام امتثالاً وتطبيقاً وحسن معاملة وتوسط واعتدال واستدلال بنصوص القرآن والسنة الصحية .
    أقوياء أيضاً في أجسامهم.. في صحتهم وقوتهم وفي ممارستهم للرياضات المفيدة والإسلام يحض على ذلك كما يحض على العبادة والعلم والدعوة.
    شبابَ الجيل للإسلام عودوا فأنتم روحهُ وبكم يسـودُ
    وأنتم سرُّ نهضتـه قديمـاً وأنتم عهدُهُ الزاهي الجديدُ
    بارَك الله لي وَلكُم في القرآنِ العَظيم، ونفعني الله وإيّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذّكر الحَكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفِر اللهَ لي ولَكم ولجميعِ المسلِمين من كلّ ذنب فاستغفِروه، إنّه هو الغفور الرّحيم.









    الخطبة الثانية
    الحمدُ لله علَى إحسانِه، والشّكرُ له علَى توفيقه وامتِنانِه، وأشهَد أن لا إلهَ إلا الله وَحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشَأنه، وأشهَد أنّ نبيَّنا محمّدًا عبدُه ورَسوله، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحَابه.
    أمّا بعد: أيّها المسلمون / بتشخيص بسيط لواقع شبابنا اليوم نجد أنه يعاني من غياب القدوة الصالحة :
    بالله عليكم ما تقييمنا اليوم لمجالسنا العامة والخاصة إلى أي درجة يستقي الشباب منها خبراته ويجد فيها ذاته ؟
    وقضاياها وحديثها بسوق الأسهم ، والعقارات ، والمشاريع المرتقبة ، و الكرة ، والشغالات ، والعمالة والخدم والسائقين أو تربيعات في صمت لا يفجره إلا الأيمان حين الاختلاف بين الحكم والصن في لعبة البلوت وغيره .
    يعاني شبابنا من الفراغ وشغل وقتهم ؛ نلوم الشباب عندما يرتادوا الأسواق ولا نريده أن يدخل أماكن عامة من غير عائلة وهذا حق ولكن ماهو البديل ؟ ما ذا أعد البيت للشباب ؟ هل أعد لهم الدين والأخلاق والتربية الإسلامية الصحيحة أم أعد لهم عكس ذلك عن طريق الفضائيات التي تبث سمومها وشبكة عنكبوتية وبلاي استيشن وهو من أخطر ما يمكنك تصوره ، فهل هذه يا رعاكم الله تنقذ شباب الأمة وتعده في شخصية سوية تؤهله للدور المرتقب منه ؟ .
    إذن لا بد أن ننشر ثقافة التربية الواعية التي تعتمد على معرفة خصائص كل مرحلة ومن أهمها مرحلة الشباب ، ولا بد من توفير جو صحي نفسي يعيش الشباب فيه حياتهم بكل حرية وفق قيم ثابتة منبعها الإسلام ، ولا بد من توفير مراكز يمارس فيها الشاب هواياته وينمي فيها إبداعاته .
    يجب على كل عاقل أن يعطي الشباب ما يصلح حياته وشخصيته عندها يأخذ منه العطاء بلا غضاضة .
    قال تعالى ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) ثمّ اعلموا أنّ الله أمرَكم بالصلاة والسلام على نبيِّه، فقالَ في محكمِ التّنزيل: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
    اللّهمَّ صلِّ وسلِّم على نبيّنا محمد، وارضَ اللّهمَّ عن خلفائهِ الراشدين...



    الملفات المرفقة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. الاختبارات تحذير وتنبيهات ( خطبة جمعة الغد 1433/7/4 )
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 29-05-2012, 01:36
  2. الأم رمز الرحمة والحنان ... ( خطبة جمعة الغد 1433/6/13هـ )
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-05-2012, 16:18
  3. الصبر ضيــــــــاء - خطبة جمعة الغد - 1433/4/16
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-03-2012, 21:25
  4. الوعد الحق - خطبة جمعة الغد - 1433/4/2
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 23-02-2012, 08:36
  5. (( بل هو خيرٌ لكم )) خطبة جمعة الغد عن أحداث سوريا 1433/3/25
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-02-2012, 22:50

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته