مقدمه
كلمة ملاريا كلمه أصلها لاتيني و تعني الهواء الفاسد وهي إشارة إلى توالد بعوض الملاريا في المستنقعات والمياه الراكدة
وقد كان القدماء يعتقدون أن الملاريا ينقلها هواء المستنقعات لهذا كان الإنجليز يسمونها حمى المساتقعات وكان العرب يطلقون عليها البرداء لأنها تسبب الرعشة الشديدة .
والملاريا من أخطر الأمراض التى تصيب الناس فى البلدان النامية ذات المناخ المداري والشبه إستوائي .
ومعظم حالات الوفاة من الملاريا نجدها في الأطفال لأن جهازهم المناعي لم يكتمل والحوامل لأن جهاز المناعة لديهن يكون مثبطا أثناء حملهن ولا سيما لو كان الحمل لأول مرة
ولقد لعبت الملاريا دورا في صناعة التاريخ فقد أدت الى سقوط الامبراطورية الرومانيه و الاغريقيه وكانت السبب الثاني لوفيات الجنود الامريكان في الحرب الفيتناميه بعد جروح الحرب
وطفيلي الملاريا طفيلي مجبر على العيش دخل الخليه المضيفه في ( كريات الدم الحمراء )
الانتشــار
ينتشر مرض الملاريا في الأماكن التي يكثر فيها تواجد البعوض والمستنقعات و خاصة في قارة أفريقيا - أسيا - أمريكيا الجنوبيه
ولقد ازدادت نسبة انتشار الملاريا بعد عام 1970 لعدة أسباب منها
• مقاومة الناقل للمبيدات الحشرية
• مقاومة الطفيلي لمضادات الملاريا
• عوامل اقتصاديه و اجتماعية
العامل المسبب لمرض الملاريا
الملاريا مرض طفيلي يصاب به الإنسان وبعض الحيوانات كالثديات و الطيور ويسببه طفيل قاتل صغير جداً يدعى البلازموديومPlasmodiumالذي تنقله أنثى بعوضالأنوفيلس .
وهذا الطفيلي لا يرى إلا تحت المجهر وبالعدسة الزيتية ( الغاطسه )على التكبيرX100وهو يتغذى على كريات الدم ويتكاثر داخلها ويحطمها .
وأن انثى بعوض الأنوفليس هي الأكثر قدرة على نقل الطفيلي المسبب للملاريا وذلك أثناء امتصاصها لدم الإنسان الذي تحتاجة لتتمكن من الحصول على وجبة الدم اللازمة لمدها بالطاقة والغذاء اللازم لتكوين البيض بداخلها أما ذكر البعوض فلا يتغذي علي الدم ولكنه يتغذى على رحيق الأزهار وعصارة النباتات لذلك فهو لا ينقل المرض .
ملاحظه هناك أكثرمن60نوع لأنثى البعوض التي تنقل المرض لكن الأنوفيلس هي الأكثر انتشارا .
دورة الحياة
تمر دورة حياة الطفيل بعدة مراحل نمو في الإنسان والبعوض
1 _ الطور اللا جنسي
أنثى بعوض الأنوفيلس الحامله للحيوانات البوغيهsporozoites تلدغ جلد الأنسان السليم للتغذيه على دمه
فتنقل له الحيوانات البوغيه عبر لعابها إلى المجرى الدموي للأنسان وفيه تهاجم كريات الدم الحمراء
وبعد ساعه تقريباً تختفي هذه الحيوانات من المجرى الدموي وتظهر في الكبد لتهاجم الخلايا الكبديه وتختفي فيها وتدعى هنا بالحيوانات البوغيه المختفيه Cryptozoites
والتي تنمو خلال أسبوع إلى أسبوعين لتعطي المتقسمه التي توجد في داخل الخلايا الكبديه والتي بدورها تنفجر لتحرر منها الأقاسيم المتحركه والتي إما أن تخمج الخلايا الكبديه من جديد أو أن تذهب للمجرى الدموي لتهاجم الكريات الحمراء وهنا تنتهي فترة الحضانه
وتتحول الأقسومه بداخلها إلى الشكل الحلقي والذي يتحول بداخل الكريه الحمراء الى الشكل الناشط( الشكل المُعدي )
الناشطات الموجوده داخل الخليه الحمراء إما أن تعطي المتقسمات والتي تنفجر ليتحرر منها(12 - 24 )أقسومه أو أن تتحول إلى خلايا عروسيه وهنا ندخل في الطور الجنسي
عندما تتحرر الأقسومات في المجرى الدموي أما أن تقوم البالعات باقتناصها أو أن تقوم بمهاجمة كريات حمراء سليمه أخرى
2 - الطور الجنسي
بعد عدة دورات من التكاثر اللا جنسي تتحول الناشطات داخل الخليه الحمراء إلى خلايا عروسيه وهي إما أن تبقى ضمن المجرى الدموي لمدة أسبوعين ثم تنحل أو أن تمتص مع الدم من قبل أنثى البعوض الخبيث لتصل إلى معدتها حيث تنقسم العريسات المذكره و تنتج لها استطالات وزوائد سوطيه فيما تنضج وتتطور العريسات المؤنثه .
تتحد عروس مذكره مع عروس مؤنثه ويحدث الألقاح وتتشكل الخليه اللاقمه ذات الشكل الكروي والتي تتطاول لتعطي اللاقمه المتحركه والتي تتميز بقدرتها على اختراق جدار المعده لتتوضع تحت سطحها الخارجي ثم تتحد بهذا الجدار وتأخذ شكل بيضوي متحولة الى كيسه بيضيه تنفجر بدورها لتحرر آلاف الحيوانات البوغيه التي تذهب إلى الغدد اللعابيه لأنثى البعوض الخبيث مره أخرى وتتكرر العمليه ذاتها بنفس الطريقه .
ملاحظــــه
1المتصوره النشيطه P.rerax وهي تنتشر في معظم بلدان العالم
2المتصوره البيضاويهP.oval وهي تنتشر في نيجيريا
3المتصوره المنجليهP.falciparum وهي تنتشر في المناطق الأستوائيه
4المتصوره الوباليه P.malaria وهي تنتشر في الهند والمناطق الأستوائيه
وأن المرض الناجم عن المتصوره المنجليه أخطرها كما أن أعراض المرض فيها تكون شديده وذلك نظراً لقصر دورة حياته وهو المسؤول عن معظم حالات الوفاة بالملاريا وهو الأكثر انتشاراً
وللملاريا أربعة أطوار خلال عيشها في الكريه الحمراء هي :
الطور الخاتمي : ويظهر بعد التلوين بصبغة غيمزا بشكل هيولى زرقاء محيطيه ونواة دائريه حمراء طرفيه مع فجوة مركزيه كبيره
الطور المتحولي( الاغتذائي ): هو نفس الطور الأول بعد نموه متغذياً على الخضاب الدموي
طور المتقسمه غير الناضجه: ينتج عن الطور المتحولي مع بدء انقسام النواة
طور المتقسمه الناضجه( الوردي ): يأخذ شكل بتلات الورده ذات لون أزرق و تتوضع نواة حمراء مركزيه في كل بتله وفي نهاية هذا الطور تنفجر الكريه الحمراء محررة الأقاسيم التي تعود لمهاجمه كريات حمراء جديده
طور العريسات : تتكاثر بعض الأقاسيم معطية عريسات مذكره أو مؤنثه حيث تملئ معظم حجم الكريه الحمراء وتظهر بعد التلوين بشكل شبكة زرقاء مع نواة حمراء كبيره
الأعراض السريريه (المرضيه)
الأعراض هي الأشياء التي غالبا ما يشكو منها المريض مثل :
•الحمى
•الشعور بالبرد
• ألم المفاصل
•الصداع
• الغثيان والقيء
• الإسهال
• العرق الغزير
• فقر الدم
• ضخامه كبديه و طحاليه
• الكسل والفتور العام
• الدوخة وأحيانا فقدان الوعي
• وقد تتسبب الملاريا في حدوث أنيميا واصفرار في لون الجلد نتيجة التآكل الشديد لكريات الدم الحمراء
طريقة الوقاية من المرض
•مكافحة البعوض بردم البرك والمستنقعات أو رش سطحها بالمبيدات الحشرية
•وضع الشبك ذو الاسلاك الدقيقة على جميع النوافذ والابواب لمنع دخول البعوض الى المنزل
•النوم تحت شباك واقية (ناموسية السرير)
•استخدام سخان كهربائي لتبخيرأقراص المبيدات النباتية أو صواعق الحشرات أو اللمبات الحرارية لطرد البعوض من الأماكن المغلقة
• تجنب استعمال العطور وكريمات ما بعد الحلاقة حيث أنها تجذب البعوض
•تجنب استعمال الملابس الخفيفة و داكنة اللون حيث أنها تجذب البعوض
•دهان الأجزاء العارية من الجسم بالمواد المنفرة للبعوض
•تناول العقاقير الوقائية من الإصابة بمرض الملاريا
العلاج
تعالج الملاريا بأدوية تغلق دورة نمو الطفيل في المريض ولاتضر المصاب وبعض الأدوية تتدخل في عناية التمثيل الغذائي للطفيل ذاتهكالكنين(quinine) أومشتقاته مثلالمفلوكين(Mefloquine)وبعضها تمنعه من التوالد داخل خلايا الدم
ويمكن وصف أدوية مضادة للملاريا قبل دخول المنطقة الموبؤة باسبوعين ويستمرتعاطي الدواء شهرا بعد مغادرتها و من هذه الأدوية
دكساسيلين doxycycline
مفلوكين Mefloquine
تهيدروكسي كلوروكين hydroxychloroquine
وهناك دواء حديث لكنه مازال مكلفاً في البلدان الناميه هو Malarone وهو مكون من atovaquoneو proguanil
وكما أن هناك بعض الأدويه المستعمله مثل السلفادوكسين sulfadoxine والكلورو pyrimethamine
والملاريا تفاعل معقد بين الأنسان والبعوض والطفيلي الذي يتطور دائماً لذلك يصعب وجود دواء محدد لهذا المرض
الملاريا مرض يمكن الشفاء منه إذا تم تشخيصه وعلاجه مبكراًَ كما يتوقف ذلك أيضاً علي نوع الأدوية المضادة المستخدمة ومدى حساسية الطفيل لها وتتوقف فترة العلاج على عمر المريض وعدد مرات الإصابة بالمرض وعدد المرات التي تكررت فيها الأعراض قبل بدء العلاج .
التشخيص
يتم الطفيلي في الدم المحيطي الوريدي أو الشعري في أي وقت يصل فيه المريض ويمنع سحب الدم خلال النوبه البردائيه ( نوبة الحراره )
وتجرى لطاخه دمويه عاديه رقيقه نلونها بملون رايت أو غيمزا
المفضلات