[align=justify]ولكنّه طال الطريق ولم أزَل
أفتّش عن هذا الكلام ويُنهَبُ
المتنبي
بعض الأشخاص الذين يوكل إليهم حل المشاكل الكبيرة هم في حقيقة الأمر لا يمتلكون حلاّ ، وغاية ما يجيدونه هو التحذيرات المتواصلة من تفاقم المشكلة وتعاظم حجمها ، مثلهم كمثل "صويلح" في درب الزلق والذي كان دوره ينحصر في أن يصيح بأعلى صوته محذراً أباه بجملة "ياك الذّيب" !
"صالح" ذاك لا يمتلك حلاّ أو قل لا يمتلك عقلاً يمكنه من مواجهة مشكلة ، "وصالح" هذا لا يمتلك حلّا أو قل لا يمتلك إرادة لحل مشكلة باتت تشكل هاجس قلق للدولة ، وربما ينحصر دوره في ترديد جملة "ياك الذيب" كلما تفاقمت المشكلة وعظمت ! .
بعد جولة سياحية خليجية ، عادت خارطة الطريق من جديد ، خارطة ماذا ؟! ولأي طريق ستقود ؟! لا أحد يعلم إلا الله ، والناس الذين ترتبط حياتهم بحل هذه المشكلة جميعهم يركبون حافلة الظلم التي يقودها "صالح" ويوجهون سؤالاً واحداً وبصوت عالٍ لقائد الحافلة " سألتك حبيبي لوين رايحين؟!" ، فيجيبهم بخبث : "دع لنا القيادة وتمتع بالمعاناة" ! .
تعود خارطة الطريق من جديد ، لتخبرنا بأن كل الطرق تؤدي إلى "لا شئ" ، فقد أصبحنا كمن يسأل ويقول : "أوتوبيس نمرة كم بيودي على فين؟!" ، لا شئ يدعو للتفاؤل البتّة ، إلا إيمان جازم بأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، وأن كل ما يخطط له القوم لن يخرج عما كتبه الله عز وجل .
تعود خارطة الطريق من جديد ، لتخبر البدون بأنكم لا زلتم في بداية الطريق الذي وضعت خارطته وأن "سالفتكم مطولة" ، فافرحوا بما أوتيتم من "تموين" ، ولا تسألوا عن أشياء إن تبدَ لكم تسؤكم ، وارفعوا أكف الضراعة ليل نهار ورددوا : ما لنا غيرك ياالله ، ومارسوا حياتكم بشكل طبيعي ، فإن أعظم نصر تحققونه اليوم أن تعيشوا بين أناس يتمنون لكم الممات .
تعود خارطة الطريق من جديد ، لتخبر الجميع بأن من سمح لغيره أن يرسم له خارطة طريقه فليتحمل العواقب وليتحمل الحفر التي ستمر بها حافلته والجبال التي ستصعدها والأودية التي ستنزلها ومستنقعات الذل والمهانة التي ستغوص فيها ، لا سيما إذا كان الذي رسم تلك الخارطة ليس له من الأمر شئ سوى أن يصيح بأعلى صوته كلما عظمت المشكلة ياطويل العمر "ياك الذيب" !
[/align]
المفضلات