[shdw]مقطع من قصيدة للدكتور عبدالرحمن العشماوي عنوانها:[/shdw]
[c][shdw]من لك ِ ؟؟ [/shdw] [/c]
[poet font="MS Sans Serif,14,white,normal,normal" bkcolor="silver" bkimage="" border="outset,6,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
يا عصرَ مَرْكَبَةِ الفَضاءِ إلى متى = تلقى مآسينا بموتِ ضَمير؟
وإلى متى يبقى فؤادُكَ قاسياً = وإلى متى تبقى بغيرِ شعورِ؟
هلاَّ قرأتَ ملامحَ الأمِّ التي = ذَبُلَتْ محاسنُ وجهها المذعورِ
هلاَّ استمعْتَ إلى بكاءِ صغيرها = وإلى أَنينِ فؤادها المفطورِ
هلاَّ نظرتَ إلى دموع عَفافها = وإلى جناحِ إبائها المكسور
أنا يا دُعاةَ الحربِ أُمٌّ، يا تُرى = هل تفهمون دِلالةَ التَّعبيرِ؟!
خوفي على الأطفالِ أحرق مُهجتي = فأنا وهم في خندقٍ محفورِ
زوجي تَخطَّفه الرَّصاصُ عشيَّةً = فمضى بفرحةِ خاطري وسروري
وأبي العزيزُ تناثرتْ أَشلاؤه = في يومِ قَصْفٍ غاشمٍ مَسْعورِ
أنا أمُّ أَطفالٍ صغارٍ، لم تَزَلْ = مأوى، ولم تَظْفَرْ بعطفِ مُجيرِ؟
هرَبتْ من القَصْف الشديد فواجهتْ = شَبَحَ الفَناءِ وظُلْمةَ الدَّيْجور
أنا أمُّ أطفالٍ صغارٍ لم تجدْ = مأوى، ولم تَظْفَرْ بعطفِ مُجيرِ؟
أوَما سمعتم صرختي وتوجُّعي = أوَما فهمتم ما يقول صغيري؟
إني أقول لكلِّ صاحبِ حكمةٍ = فيكم، وكلِّ مفوَّضٍ وسَفيرِ:
أَتُعاقبونَ بنا الجُناةَ، أَما لكم = وعيٌ يقوِّم منهجَ التَّفكير؟!
أَيُحارَبُ الإِرهابُ بي وَبِصِبْيَتي = وبقطع أعناقٍ وطَعْنِ ظُهور؟!
أَوَ كلَّما ارتكبَ الجُناةُ جريمةً = هُدِمَتْ على درب الأنين جُسوري؟!
وتحطَّمتْ آمالُ أَطفالي بما = نَلْقاه من رُعْبٍ ومن تَقتير؟
ماذا يُفيد غذاؤكم، إنْ لم أجدْ = أَمْناً، ولم أسمعْ نَشيدَ طيورِ؟
عَجَباً لكم، أَمِنَ الحَضارةِ ما أرى = من حَمْلةِ الإِرجافِ والتَّشهيرِ؟
أنا لستُ أعرفُ للحضارة صورةً = مرسومةً بالوهم والتزويرِ
أَنا أمُّ أطفالٍ صغارٍ فارحموا = معنى الأمومةِ واعذروا ( تَقصيري )
أختاه يا أُمَّ الصِّغار تعلَّقي = باللهِ، إنَّ اللهَ خَيْرُ نَصير
في لحظةِ اليأس العميقةِ، حينما = نهفو إليه، يجود بالتيسير
قولي معي أُختاه قَوْلَة مؤمنٍ = لا ينثني لوسائل التخدير:
كم أُمةٍ سكرتْ بكأسِ غرورها = ذَهَبَ الإله بجيشها الأُسطوري
د. عبد الرحمن صالح العشماوي
[/poet]
المفضلات