الحمدُ للهِ ( الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) واشهدُ ألا الهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ يعلمُ ما كانَ وما يكونُ وما تسرونَ وما تعلنونَ. واشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ الصادقَ المأمون، صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ الذين كانوا يهدونَ بالحقِّ وبه يعدلونَ. وسلم تسليما كثيرا إلى يومِ يبعثونَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً): أيها الإخوةُ في اللهِ : يقولُ المولى جلَّ وعلا( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً *وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) ألوالدانِ حقهُما كبير ، وفضلُهما سابقٌ ،وإحسنهما عظيمٌ ، ومعُروفُهما لا يُجازى ، حملتك كُرهاً ووضعتك كُرْهَا ، ولا يَزيدُها نموُّكَ إلا ثُقلاً وضَعفَاً . وعِندَ الوضعِ رأتِ الموتَ بِعينَيها . ولكن لما بَصُرتْ بِكَ إلى جانبِها ، سُرعانَ مِا نَسيتَ كُلَّ آلامِها . وعَلَّقتْ فيكَ آمالِها . رأتْ فيكَ جميعَ بهجةِ الحياةِ وزينتِها . ثم شُغلتْ بخدمتِكَ ليلَها ونَهَارِها . تُغَذّيكَ بِصحتِها . طَعامُك دَرُّها . وبَيتُكَ حِجْرُها . ومركبُكَ يَدُاها وحُضْنُها . وصُدرُها وظهرُها ، تُحيطُكَ وتَرعاكَ . تَجُوعُ لتشبعَ أنتَ . وتَسهرُ لتنامَ . فهي بِكَ رحيمةٌ . وعليكَ شفيقةٌ ، إذا غابتْ عَنكَ دعوتَها ، وإذا أعرضتْ عنكَ . ناجيتَها وإذا أصابَكَ مَكروهٌ ،أستغثتَ بها ، تَحْسَبُ أنَّ كلَّ الخيرِ عندَها . وتظُنُّ أن الشرَّ لايصلُ إليكَ إذا ضمتَكَ إلى صدرِها، أولحظتَك بِعَينِيها .أمَّا أَبُوكَ : فَهو يَكِدُّ ويَسعى . ويَدفعُ عنكَ صُنوفَ الأذى ، يَتَنَقَّلُ في الأسفارِ. ويجوبُ الفيافي والقِفارَ ويَتَحَمَّلُ الأخطارَ . بَحثاً عن لُقمةِ العيشِ لك. يُنفقُ عليكَ ويُصلحُكَ وَيُربيكَ . إذا أقبلتَ إليهِ بشَّ . وإِذا دَخلتَ عليه هشَّ ، وإذا خَرَجَ تعلَّقتَ بهِ . وإذا حَضَرَ احتضنتَ حِجْرَهُ وصَدرَهُ . هذانِ هُما والدِاكَ . وتِلكَ هي . طُفولتُك وصِبَاكَ . فيا منْ متّعَكَ اللهُ بَهُما ، وسَرَّ خاطِرَكَ بِهُما وصيةً بالوالدينِ!! فكمْ مِنْ قُلوبٍ تمنتْ بقاءَ الوالدينِ . واللهُ عزَّ وجلَّ قد تفضَّلَ عليك بوجُودِهما . ووصاكَ بهما .فقال تقدستْ أسماؤهُ (وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (العنكبوت:8) وقال جلّ ذكره (وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً )(الاحقاف: من الآية15) فَلِمَاذَا التَّنكرُّ للجميلِ ؟ وعلامَ الغِلظَةُ والفَظَاظةُ ، وكأنَّك أنتَ المنعمُ المتفضلُ ؟ أحدُ الأباء يقول وهو يتحدثُ عن عقوق ابنه ، يمر من أمامي ولا يُسلم علي ، لا أدري لماذا هذا العقوق ، رغم أني وضفتهُ واشتريتُ لهُ سيَّاره ، وزوجته وسكنتهُ ، وليس بكثير ، ويكفي أني أبوه ، الذي وصاهُ اللهُ بهِ ، أخرجَ الشيخانِ وغيرُهما واللفظُ لمسلمٍ عن عبدِ اللهِ بنِ عمروٍ بنِ العاصِ رضي اللهُ عنهما قالَ : قَالَ أَقْبَلَ رَجُلٌ إِلَى نَبِىِّ اللَّهِ r فَقَالَ أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ أَبْتَغِى الأَجْرَ مِنَ اللَّهِ. قَالَ { فَهَلْ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَىٌّ} قَالَ نَعَمْ بَلْ كِلاَهُمَا. قَالَ {فَتَبْتَغِى الأَجْرَ مِنَ اللَّهِ } قَالَ نَعَمْ. قَالَ {فَارْجِعْ إِلَى وَالِدَيْكَ فَأَحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا } وفي حديثٍ سندُهُ جيدٌ عندَ الطبراني أنّ رجلاً جاءَ إلى النبيِّ r يِستشيرُهُ في الجهادِ . فقالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ أَلكَ والدانِ ؟ قالَ نعمْ ؟ قال : { الزمْهُما فإن الجنةَ تحتَ أقدامِهما } فمِنْ حَقِّهِمَا . المحبةَ والتقديرَ . والطاعةَ والتَّوقيرَ ، والتَّأدبَ أمامَهما . فَمِنْ حقِّ الوالدينِ ، إن تقولَ لهمُ القولَ الكريمَ ، قالَ بعضُ العلماءِ إن اللهَ عز وجل أمرَ بهِ بقولِهِ (وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) ومِنْهُ أَنْ يُشعرَ أباهُ بالأبوةِ ، وأمُّهُ بالأموُمةِ ، فلا يُنَادِي أَبَاهُ باسمِهِ ، بل يُناديهِ فيقولُ (يآأَبتاه ) أو يُنادي أمَّهُ فيقولُ (يآأُماه ) ولقد أخبرَ تعالى عن هذا الأدبِ الكريمِ حينما قالَ . نبيُّهُ إبراهيمُ وهو يُخاطبُ أباهُ ، وأباهُ على الشركِ والكُفرِ ( إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً*يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً*يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً) (مريم:45) لم يناديهِ باسمِهِ وأنما قال يآأبتي ... ولذلك كَانَ لَهَ أَعظمُ البِرِّ من ابنهِ إسماعيلَ ، حَين أُمِرَ بذبحِهِ ، ماذا قالَ له إسماعيلُ ؟ وهو يُقولُ (يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى) (قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)(الصافات: من الآية102) قالَ بعضُ العُلماءِ ، إنّ الإبنَ إذا دَعَا أباهُ بالأبوةِ ، أشْعرَهُ بِعلوي المرتبةِ عليهِ ، ومِن حقِّ الوالدينِ أن لايكسُرُ خاطِرَهُما ، بل يحُافَظُ على كريمِ المنطقِ مع الوالدينِ ، ويحُافَظُ على لينِ الكَلامِ ، كما قالَ اللهُ تعالى ( إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) فَيَكُفُ الأنسَانُ لِسَانَهُ عن سيءِ الكلام ، ولا يقولُ ألاَّ أطَّيبَ الكلامَ . الذي يُدخلُ السرورَ على والديهِ . ويَبتعدُ كُلَّ البُعد عن الكلامِ الذي يَجرحُ الوالدينِ . فكم من كلمةٍ تكلمَ بها الإبنُ ، جرحتْ أباهُ وبقيتْ في قلبِهِ إلى المماتِ ،والكلمةُ إذا خرجتْ لا تعودُ ، ومن حقِّهما . أن تُنفقَ عَليهِمَا ما استطعتَ {أنتَ ومالُكَ لابيكَ} ادفعْ عنهُما الأذى ، فقد كانَا يدفعانِ عنكَ الأذى . وتأملْ حفظَكَ اللهُ قولَ ربِّك : (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ) (إن كلمةَ عندكَ ) تَدلُّ على مَعنى التجائِهما ، واحتمائِهما وحَاجتِهما ، فلقدْ أَنهيا مُهِمَتَهما وانقضى دَورُهُما ، وابتدأَ دورُكَ أنت ،
بارك الله لي ولكم في القران العظيم
ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمَعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنب وخطيئة فاستغفِروه يغفر لكُم ، فقد فاز المستغفِرون
الحمدُ للهِ على إحسانِهِ ، والشكرُله على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلى رضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً: أمّا بعدُ: أيها الأخوةُ في اللهِ . إن من العارِ والشنارِ والويلِ والثبورِ أن يفاجأَ الوالدانِ . بالتنكرِ للجميلِ . كان يتطلعانِ للإحسانِ ويؤملانِ الصلةَ بالمعروفِ فإذا بهذا المخذُولِ قد تناسى ضعفَهُ وطفولتَهُ وأُعجبَ بشبابِهِ وفُتوتِهِ وغرَّهُ تعليمُهُ وثقافتُهُ . وترفَّعَ بجاهِهِ ومرتبتِهِ يؤذيهما بالتأفُفِ والتبرمِ ويجُاهرُهما بالسوءِ وفَاحشِ القولِ ، يقهرْهُما ، وينهرْهُما ، بل ربُّمَا لطمَ بكفٍّ أو رَفسَ برجلٍ ، يُريدانِ حياتَهُ ، ويتمنى موتَهما وكأني بهما ، وقد تمنيّا أن لو كانا عَقِيمينِ تئنُّ لهما الفضيلةُ وتَبكي من أجلِهما المروءةُ ،فَإلى ذلك المخذولُ ، الذي حينما كُبرا والديهِ ،واحتاجا إليهِ جَعَلَهُما أهونَ الأشياءِ عليه ، لِماذا قَدَّمتَ غَيرَهما بالإحسانِ ، وقَابَلتَ جَمِيلَهما بالنسيانِ ، شَقَّ عليكَ برّهُما..؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ مَنْ بَرَّ بوالديهِ بَرَّ بهِ بَنُوهُ ، ومَنْ عَقَّهما عَقَّوهُ . ولسوفَ تكُونُ مُحتاجاً إلى برِّ أبنائِكَ ، وسَوفَ يَفعلونَ معكَ كما فعلتَ مع والديكَ ، وكَمَا تَدينُ تُدانُ ، والجزاءُ من جنسِ العملِ يقُولُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ {كلُّ الذنوبِ يُؤخِرُ اللهُ منها ما شاءَ ، إلاَّ عُقوقَ الوالدينِ فإنَّه يُعجَّلُ لصاحبِهِ قبلَ الموتِ ، وإنّ أكبرَ الكبائرِ الشركُ باللهِ وعقوقَ الوالدينِ } بِهذا صَحَّ الخبرُ عن الصَّادقِ المصدوقِ r وفي الحديثِ عن عبدِ اللهِ بنِ عُمرَ رضي اللهُ عنهُما قالَ .قالَ رسولُ اللهِ r {ثَلاَثَةٌ لاَ يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَمُدْمِنُ الْخَمْرِ وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى } وثلاثةٌ لا يَدخلونَ الجنةَ العاقُّ لوالديهِ والدّيوثُ والرّجلةُ من النساءِ } رواه النسائي وفي حديثٍ آخرَ عن جابرٍ رضي اللهُ عنه قالَ خرجَ علينا رسولُ اللهِ r فقالَ يا معشرَ المسلمينَ { إياكُم وعقوقَ الوالدينِ فإن رِيحَ الجنةِ يُوجدُ من مسيرةِ ألفَ عامٍ ، واللهِ لا يجدُ ريحَها عاقٌ } عبادَ الله صلُّوا رحمني اللهُ وإيَّاكم ، على الهادي البشيرِ ، والسراجِ المنيرِ ، كما أمرَكم بذلك اللطيفُ الخبيرُ ، فقال سبحانه قولاً كريما ( إِنَّ اللهَ وَملاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيْ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) وقد قال عليه الصلاةُ والسلامُ { حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني }وقال{ من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللهم عليك باليهود الحاقدين ، اللهم عليك بهم فإنّهم لا يُعجزونك ، اللهم زلزل الأرض من تحتهم ، وصُبَّ عليهم العذاب من فوقهم ، وقذف الرعب في قلوبهم ، وجعلهم عبرةً للمُعتَبرين ، اللهم أرنا فيهم يوماً كيومِ عادٍ وثمود ، إنك على ذالك قدير وبالإيجابة جدير، ، اللهم إنا نسألُكَ ، بعزِّكَ الذي لا يرامُ ، وملكِكَ الذي لا يُضامُ ، وبنورِكَ الذي ملأ أركانَ عرشِكَ ، أن تكفيَنا شرَّ ما أهمَنا وما لا نهتمُ به ، وأن تعيذَنا من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، اللهم رَغّبْنا فيما يبقى ، وَزَهّدْنا فيما يفنى ، وهبْ لنا اليقينَ ، الذي لا تسكنْ النفوسُ إلا إليهِ ، ولا يُعوَّلُ في الدينِ إلا عليهِ ، اللهم أيدْ إمامَنا بتأيدِكَ ، وانصرْ بهِ دينَكَ ، ووفقْهُ إلى هُدَاكَ ، واجعلْ عمَلَهُ في رضاكَ ، وارزقْهُ اللهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ ، التي تدلُهُ على الخيرِ ، وتعينه عليه، اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْ كلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّ العالمينَ ، واجعل هذا البلد رخاءً سخاءً آمِناً مُطمَئِناً ، وسائر بلاد المسلمين يا ربَّ العالمين ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنيين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)
المفضلات