النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الـحُـسَّــاد فـي مـجـالـس الـمـلـوكـ

  1. #1

    الـحُـسَّــاد فـي مـجـالـس الـمـلـوكـ



    بـسـمـ الله الـرحـمـنـ الـرحـيـمـ

    ،،،،،***،،،،،
    ،،،،،***،،،،،
    ،،،،،***،،،،،

    ،،،،،***،،،،،

    الـحُـسَّــاد فـي مـجـالـس الـمـلـوكـ


    كـان الـمـنـصـور مـن مـلـوك بـنـي الـعـبـاس يُـجِـلُّ أهـل الـشـعـر والأدب

    فـقـال يـومـا لأبـي يـوسـف الـرمـادي : كـيـف تـرى حـالـك مـعـي ؟

    قـال أبـو يـوسـف : فـوق قـدري ودون قـدرك ! !

    فـأطـرق الـمـنـصـور كـالـغـضـبـان ، فـانـسـلَّ الـرمـادي ، وخـرج وقـد نـدم عـلـى مـا بـدر مـنـه

    وجـعـل يـقـول : أخـطـأت ، لا والله مـا يـفـلـح مـع الـمـلـوك مـن يـعـامـلـهـم بـالـحـق !

    مـا كـان ضـرَّنـي لـو قـلـت لـه : إنـي بـلـغـت الـسـمـاء وتـمـنـطـقـت الـجـوزاء ، وأنـشـد يـقـول ...

    مـتـى يـأتِ هـذا الـمـوت لا يُـلْـفِ حـاجـة ،،،،، لـنـفـسـي إلا قـد قـضـيـت قـضـاءهـا

    ولـمـا خـرج كـان فـي الـمـجـلـس مـن يـحـسـده عـلـى مـكـانـه مـن الـمـنـصـور ، فـوجـد فـرصـة

    فـقـال : وصـل الله لـمـولانـا الـظَّـفَـر والـسـعـد ! إن هـذا الـصـنـف صـنـف زور وهـذيـان

    لا يـشـكـرون نـعـمـة ولا يـرعـون إلاًّ ( عـهـدا ) ولا ذمـة ، كـلاب مـن غـلـب ، وأصـحـاب مـن أخـصـب

    وأعـداء مـن أجـدب ، وحـسـبـك مـنـهـم أن الله جـل جـلالـه يـقـول فـيـهـم ...

    { وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ... الـشـعـراء : 224 ـ 226 }

    والابـتـعـاد مـنـهـم أولـى مـن الاقـتـراب ، وقـد قـيـل فـيـهـم : مـا ظـنـك بـقـوم الـصـدق يُـسـتـحـسـن إلا مـنـهـم !

    فـرفـع الـمـنـصـور رأسـه وقـد اسـودَّ وجـهـه وظـهـر فـيـه الـغـضـب الـمـفْـرط ، ثـم قـال :

    مـا بـال أقـوام يُـشـيـرون فـي شـيء لـم يُـسـتـشـاروا فـيـه ، ويـسـيـئـون الأدب بـالـحـكـم فـيـمـا لا يـدرون

    أيُـرضـي أم يُـسـخِـط ! وأنـت ــ أيـهـا الـمُـنـبـعِـث لـلـشـر دون أن يُـبـعَـث ــ قـد عـلـمـنـا غـرضـك في أهـل الأدب

    والـشِّـعـر عـامـة ، وحـسـدك لـهـم ، لأن الـنـاس كـمـا قـال الـقـائـل ...

    مـن رأى الـنـاس لـه فـضـلا عـلـيـهـم حـسـدوه

    وعـرفـنـا غـرضـك فـي هـذا الـرجـل خـاصـة ، ولـسـنـا إن شـاء الله نُـبـلِـغ أحـدا غـرضـه فـي أحـد

    وإنـك ضـربـت فـي حـديـد بـارد ، وأخـطـأت وجـه الـصـواب ، فـزدت بـذلـك احـتـقـارا وصَـغـارا

    وإنـي مـا أطـرقـت مـن كـلام الـرمـادي إنـكـارا عـلـيـه ، بـل رأيـت كـلامـا يَـجُـلّ عـن الأقـدار الـجـلـيـلـة

    وتـعـجـبـت مـن تـهـدِّيـه لـه بـسـرعـة ، والله لـو حـكَّـمـتـه فـي بـيـوت الأمـوال لـرأيـتُ أنـهـا لا تـرجـح

    مـا تـكـلـم بـه قـدر ذرَّة ، وإيـاكـم أن يـعـود أحـد مـنـكـم إلـى الـكـلام فـي شـخـص قـبـل أن يُـؤخـذ مـعـه فـيـه

    ولا تـحـكـمـوا عـلـيـنـا فـي أولـيـائـنـا ولـو أبـصـرتـم مِـنَّـا الـتـغـيـر عـلـيـهـم ، فـإنَّـا لا نـتـغـيـر عـلـيـهـم

    بـغـضـا لـهـم ، وانـحـرافـا عـنـهـم ، بـل تـأديـبـا وإنـكـارا ، فـإنَّـا مـن نـريـد إبـعـاده لـم نُـظـهـر لـه الـتـغـيـر

    بـل نـنـبـذه مـرة واحـدة ، والـتـغـيـر إنـمـا يـكـون لـمـن يُـراد اسـتـبـقـاؤه ، ولـو كـنـت مـائـل الـسـمـع لـكـل

    أحـد مـنـكـم فـي صـاحـبـه لـتـفـرقـتـم أيـدي سـبَـا ، وجـونـبـتُ أنـا مـجـانـبـة الأجـرب

    وإنـي قـد أطـلـعـتـكـم عـلـى مـا فـي ضـمـيـري ، فـلا تـعـدلـوا عـن مـرضـاتـي

    ،،،،،***،،،،،
    ،،،،،***،،،،،

    ثـم أمـر أن يُـردّ الـرمـادي ، فـقـال لـه : أعِـد عـلـيَّ كـلامـك ،،، فـارتـاع الـرمـادي

    فـقـال الـمـنـصـور : الأمـر عـلـى خـلاف مـا قـدَّرتَ ، الـثـواب أولـى بـكـلامـك مـن الـعـقـاب

    فـسَـكـن الـرمـادي لـكـلامـه ، وأعـاد مـا تـكـلـم بـه

    فـقـال الـمـنـصـور : بـلـغـنـا أن الـنـعـمـان بـن الـمـنـذر حـشـا فَـمَ الـنـابـغـة بـالـدُّر لـكـلام اسـتـمـلـحـه مـنـه

    وقـد أمـرنـا لـك بـمـا لا يَـقـصُـر عـن ذلـك وبـمـا هـو أنـوَهُ وأحـسـن عـائـدة

    وكـتـب لـه بـمـال وخِـلـع ومـوضـع يـعـيـش مـنـه ، ثـم ردَّ رأسـه إلـى الـمـتـكـلـم فـي شـأن الـرمـادي

    وقـد كـاد أن يـغـوص فـي الأرض مـن شـدة مـا حـلَّ بـه مـمـا سـمـع ورأى

    وقـال : والـعـجـب مـن قـوم يـقـولـون : الابـتـعـاد مـن الـشـعـراء أولـى مـن الإقـتـراب !

    نـعـم ، ذلـك لـمـن لـيـس لـه مـفـاخـر يـريـد تـخـلـيـدهـا ، ولا أيـادٍ يـرغـب فـي نـشـرهـا

    فـأيـن الـلـذيـن قـيـل فـيـهـم ...

    إنـمـا الـدنـيـا أبـو دُلـف ،،،،، بـيـن مَـبْـداه ومُـحـتـضَـره

    فـــإذا ولَّـــى أبـو دلـف ،،،،، ولَّـتِ الـدنـيـا عـلـى أثَـــره

    أمـا كـان فـي الـجـاهـلـيـة والإسـلام أكـرم مـمـن قـيـل فـيـه هـذا الـقـول ؟ بـلـى ولـكـن صُـحـبـة

    الـشـعـراء والإحـسـان إلـيـهـم أحـيَـت غـابـر ذكـرهـم ، وخـصَّـتـهـم بـمـفـاخـر عـصـرهـم

    وغـيـرهـم لـم تُـخَـلِّـد الـمـدائـح مـآثـرهـم ، فـدثـر ذِكـرهـم ودرَس فـخـرهـم

    ،،،،،***،،،،،

    ،،،،،***،،،،،،،،،،***،،،،،
    ،،،،،***،،،،،،،،،،***،،،،،
    ،،،،،***،،،،،




  2. #2
    ][ خطــوة أقــداري ][

    المراقبة العامة
    الصورة الرمزية هند القاضي


    تاريخ التسجيل
    03 2006
    الدولة
    المشاركات
    9,799
    المشاركات
    9,799


    جلب رائع


    يعطيك العافيه



    سُررتُ في العمرِ مرّةْ وكنت أنت المَسرَّهْ

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته