مساء الخير
رغم مرور أكثر من مائة عام على تشخيص مرض الزهايمر، إلا أنه مازال مرضا لا علاج له ولا يعرف الأطباء سبب الإصابة به حتى الآن. دراسة جديدة تعتقد بوجود علاقة بين اضطرابات النوم وتزايد خطر الإصابة بالزهايمر، مرض خرف الشيخوخة.
من ينام بشكل سيء، لأنه يستيقظ عدة مرات في الليل، معرّض على ما يبدو للإصابة بمرض خرف الشيخوخة الزهايمر. لكن الباحثين مازالوا غير واثقين إن كان اضطراب النوم يشجع على الإصابة بمرض الزهايمر أم أن تلف خلايا المخ بسبب المرض يؤدي إلى اضطرابات النوم.
المعروف أن قلة النشاط الذهني وقلة الحركة والرياضة عوامل تزيد من احتمال الإصابة بمرض الزهايمر، ويبدو الآن أن اضطرابات النوم أحد هذه العوامل أيضا.
فالنوم المتقطع باستمرار وكثرة الاستيقاظ ليلا تؤدي إلى تكوّن لويحات الأميلويد في المخ، كما أثبتت دراسة قام بها فريق من الباحثين برئاسة الدكتور يوئيل يو من سانت لويس بالولايات المتحدة الأمريكية.
قام الباحثون بفحص 100 متطوع تتراوح أعمارهم بين 45 و 80 عاما، واستخدموا طريقة خاصة للكشف عن كمية لويحات الأميلويد في المخ. ثم قاموا بفحص بروتينات أميوليد بيتا، وهي مادة خلوية تتكون خارج وحول الأعصاب في المخ.
قام الباحثون بتزويد المتطوعين بجهاز خاص لاستعماله عند النوم، ويمكنه قياس ساعات النوم واليقظة وأنواع النوم، وطلب من المتطوعين أن يدونوا يومياتهم على مدى أسبوعين.
العثور على ترسبات كثيرة
أمضى كل متطوع ثماني ساعات في الفراش، وكان معظمهم ينام ست ساعات ونصف الساعة في المتوسط لأنهم كانوا يستيقظون مرارا أثناء النوم. ثم قام الباحثون بفحص المخ لدى المتطوعين الذين استيقظوا أكثر من غيرهم، وخاصة الذين كانوا يستيقظون خمس مرات في الساعة، وهؤلاء هم الذين يشك الباحثون بوجود ترسبات كبيرة من لويحات الأميوليد على مخهم. وفعلا وجد الباحثون بدايات مرض ألزهايمر لديهم.
ورغم هذا الاكتشاف، إلا أن الباحثين مازالوا يجهلون العلاقة بين ترسبات لويحات الأميوليد في المخ واضطرابات النوم. ولكنهم يعتقدون أن اضطرابات النوم الكثيرة قد تكون من أعراض بدء الإصابة بمرض ألزهايمر وأن اضطرابات النوم تسرّع من استفحال هذا المرض.
المفضلات