قصص الزواج والطلاق، بكل ما تحمله من تلاعبات بمقدرات نساء المسلمين، وبكل ما تحمله من استغلال واضح وفاضح للأنظمة والقوانين والأحكام، وبكل ما تحمله من غبط حقوق المرأة في المجتمع من قبل بعض الرجال، ليست من الروايات السرية في المجتمع، وليست من المسكوت عنه. فالمنتديات، والمدونات، والمواقع البحثية.. مليئة بمثل هذه القصص والروايات والأخبار الواقعية، التي تعرض جانبا أسود من بعض الممارسين لهذه السلوكيات المرفوضة دينيا وأخلاقيا وقانونيا. بل إن بعض الرجال امتهن وظيفة الزواج ثم إيذاء الزوجة نفسيا وجسديا، لتصل مرحلة حد طلب (الخلع)، ليطلب مبالغ مالية تعوض ما صرفه وتزيد. ما أوصل بعض أفراد المجتمع لممارسة هذه السلوكيات المرفوضة، ليس الشرع بتنظيمه العادل لحياة الناس، ولكنه استغلال هؤلاء البعض لعدم وجود قوانين واضحة وصريحة. فهل من يؤذي زوجته ويوصلها لمرحلة طلب الطلاق بإجراءاته الطويلة والمعقدة، كمن تريد أن (تخالعه) فقط لأنها لم تحب معاشرته؟ بالتأكيد النظرة مختلفة، ولكن بعض الزوجات يطلبن (الخلع) اختصارا للوقت وحفاظا على كرامتهن التي يمتهنها الزوج خلال فترة الزواج. ونفس المنظور ينطبق على أولئك الذين يطلقون زوجاتهم لأسباب قد تكون سطحية، بعد سنوات من الزواج. المطلوب هو أن يتم تشكيل لجنة عالية المستوى من رجال الدين والقانون والاجتماع، تناقش قضايا الطلاق بشكل خاص، وتضع أنظمة معتمدة على الشريعة تعطي المرأة حقها بعد الطلاق. فمن يطلق زوجته دون سبب ودون رغبتها ــ على سبيل المثال ــ لا بد أن يدفع ثمن عدم احترامه للحياة الزوجية، كأن يحكم لها ــ نظاما وقانونا ــ أن تأخذ نصف ما يملكه، بغض النظر عن مدة الحياة الزوجية. هذا مجرد مثال وللجنة العليا وضع قوانين وأنظمة أيضا لحالات طلب الطلاق، فلو أن طلب الزوجة جاء بأسباب منطقية، لا يفترض أن تلجأ لطلب (الخلع) فقط للتخلص من واقعها المر، بل يجب أن تكون لها حقوق مالية لقاء ما تتعرض ــ أو تعرضت له ــ من إيذاء، تحت غطاء قانوني يحفظ كرامتها وحقوقها. رجاء نرفعه إلى أصحاب القرار أن يتم تشكيل لجنة عليا من الراسخين في العلم لمناقشة إمكانية وضع قوانين واضحة وصريحة تتوافق مع الشريعة في ما يتعلق بالطلاق وما يترتب عليه. فليس من الإنسانية أن تترك الطليقة بعد أن يعاشرها زوجها، لفترة طالت أو قصرت، دون حقوق مادية أو معنوية. علما، أن من سيتضرر بمثل هذه القوانين والأنظمة ليس رجال النخوة، ولكن (قليلو المروءة)، وهؤلاء لا يجب أن تترك لهم القوانين والأنظمة ليستغلوها على حسب أهوائهم وميولاتهم ورغباتهم.
سلام
المفضلات