[align=justify]
في عالم الساحرة المستديرة يحذر المدربون دوماً لاعبيهم من لاعبي الخصم القادمين من الخلف والذين يشكلون خطرا مستمرا حيث أنهم يكونون بعيدين عن أعين المراقبة ولا يأبه لهم أحد فيتسللون خفية ويظهرون فجأة ليسجلوا الأهداف .
في حياتنا هناك أناس في المقدمة وأناس في المؤخرة أيضاً ، أناس بذلوا كل ما يستطيعون من أجل أن يكونوا في المراكز الأولى ، تميزوا عن غيرهم فميزهم الله بأن جعلهم في مقدمة الصفوف .
وهناك أناس في المؤخرة تأخروا عن الركب والأسباب عديدة ، قد تكون جراحاتهم التي تنزف هي السبب ، وقد تكون شفقتهم على من يقع أثناء المسير من أجل مواساتهم والتخفيف عنهم هي السبب ، وقد يكون ثقل المتاع هو السبب ، تعددت الأسباب والتخلف عن الركب واحد .
هؤلاء القابعون في المؤخرة قد لا يلتفت لهم ولا يأبه بهم أحد فمن ذا الذي يشغل نفسه بالنظر إلى الخلف أثناء السير قدما في هذه الحياة ، لكنهم باستطاعتهم أن يحثو الخطى من جديد وأن يعاهدوا النفس على بذل المزيد وأن يجتهدوا في مابقي من العمر وأن يكونوا هم القادمين من الخلف حتى يسجلوا الهدف تلو الهدف في مسيرهم متناسين جراحاتهم غير آبهين بما فات فمافات مات وكل ماهو آت آت ، لايشغلهم حزن الماضي ولاهم المستقبل فكل تفكيرهم منصب في يومهم الذي يعيشونه يعلمون علم يقين إن أصبحوا قد لا يدركهم المساء ، وإن أمسوا قد لايدركهم الصباح .
قد تكون من القابعين في المؤخرة ، فلا تحزن واجعلها بداية الانطلاقة وحث السير وكن من القادمين من الخلف فإنك إن فعلت فسيكون لك مكان في المقدمة .
أسرع وحث السير جهدك إنما
مسراك هذا ساعة لزمانِ
تقبلوا الود
[/align]
المفضلات