مقدمين للفقهاء «3» خيارات علمية ودينية
أكد مجددا 24 شخصية من علماء الفلك والدين والهواة الفلكيين في الوطن العربي استحالة رؤية الهلال مساء الاثنين 29 رمضان، جاء ذلك في بيان وقعه "24" مهتما بعلم الفلك، إذ وصفوا فيه حجم الردود على هذا الموضوع بغير المسبوق، وجاء في البيان: نرى من واجبنا كفلكيين مسلمين ولجنة علمية من المتخصصين في موضوع الهلال إيضاح الحقيقة لمن يبحث عنها، فرؤية الهلال من منطقتنا العربية يوم الاثنين 29 آب / أغسطس لم تكن ممكنة، سواء بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوب.
وقدم البيان تلخيصا سريعا لمساء التاسع والعشرين من آب / أغسطس في النصف الشّمالي من العالم الإسلامي (شمال مدينة الرياض تقريبا)، كان القمر يغرب قبل غروب الشمس، وفي الجزء الجنوبي، كان القمر يغرب بعد غروب الشمس بمدّة جدّ قصيرة (أقل من 10 دقائق، بل في كثير من الأحيان أقل من 5 دقائق، علماً بأن الرّقم القياسي العالمي لمكث الهلال المرصود بالعين المجردة هو 29 دقيقة وبالتلسكوب هو 20 دقيقة) ما يعني أن مكث القمر مساء التاسع والعشرين لم يكن ليسمح برؤيته، ولم تكن الرؤية ممكنة بالتلسكوب إلا في أقصى جنوب افريقيا، وبالعين المجردة في أقصى جنوب القارة الأمريكية فقط.
وعليه، فلقد كان للفقهاء ثلاثة خيارات معقولة علمياً ودينياً:
- الأخذ بوجود القمر (لا برؤية الهلال) في السماء على ارتفاع معيّن هنا أو هناك، والتقرير بدخول الشهر (شوال) مباشرة (أي يوم 30)، وهو المبدأ الذي تسير عليه تركيا وماليزيا مثلا.
- القبول بإمكانية الرؤية فقط في جنوب إفريقيا أو جنوب القارّة الأمريكية (سواءً مع انتظار تحقّق تلك الرؤية أو مع عدم انتظارها)، والتقرير بدخول الشهر يوم 30، وهو ما اعتمده المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث.
- الاعتماد على الرؤية والشهادة محليا (كما تفعل كثير من الدول) وحينها لا يكون عيد الفطر لعام 1432 ه في الدول الإسلامية إلا يوم 31 آب/أغسطس، وهو ما أعلنته سلطنة عُمان قبل أكثر من أسبوع من الموعد، وهو ما تسير عليه المملكة المغربية عادة.
أما أن يقرر البعض أنّ أي قمر يغرب بعد الشمس هو قابل للرؤية كهلال، فهذا تعدٍّ للخبرات والصلاحيات العلمية وضرب بالحائط لمئات الأبحاث وآلاف الأرصاد التي نتحدى أي شخص أن يثبت لنا (بالمرجع) عكسها.
المفضلات