النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: آخر جمعة من رمضان 1432 هـ

  1. #1

    آخر جمعة من رمضان 1432 هـ



    الخطبة الأولى

    إنّ الحمدَ لله نحمده ونستعينُه ونستغفرُه ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا ومِنسيئاتِ أعمالِنا، مَن يَهْدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهدُأن لا إله إلا الله وحدَهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أنّ محمداً عبدُه ورسولُه.
    ((يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّإِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِيخَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَارِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِوَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)) ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْأَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُفَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً((. أمَّا بعدُ: فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ،وخيرَ الهدْيِ هدْيُ محمدٍ- صلى الله عليه وسلم- وشرَّ الأمورِ مُحدَثاتُها،وكلَّ مُحدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.
    أما بعد ...أيها الناس/ اتقوا الله عباد الله وحاسبوا أنفسكم ماذا عملتم في شهركم ، فإنهضيف قارب الزوال وأوشك على الرحيل عنكم والانتقال، وسيكون شاهدا لكم أو عليكم بماأودعتموه من الأعمال، فابتدروا ما بقي منه بالتوبة والاستغفار والاستكثار من صالحالأقوال والأفعال والابتهال إلى ذي العظمة والجلال لعل ذلك يجبر ما حصل من التفريطوالإهمال.
    عباد الله :
    هاهوشهر رمضان قد شمر عن ساق، وأذِن بوداع وانطلاق،ودنا منه الرحيل والفراق، ولا ندري ونحن نودعه هل نستقبله عاماً آخر أمأن الموت أسبق إلينا منه، نسأل الله أن يعيده عليها وعليكم أعواماً عديدة وأزمنةمديدة.
    مرّ جل الشهر ونصف العشر, وكم هي رائعة صورالمتنافسين على الطاعة فيها, كم تُسَر يوم ترى امرءاً أسهر ليله لربه مصلياً, وامرءاًتفرغ من شواغله وترك بيته وشد مئزره معتكفاً, وامرءاً لأبواب البذل والإحسانمسابقاً, وتلك روعة رمضان .
    فيا من وفقت للصيام والقيام وعمل الطاعات أحمد الله أنوفقك, فما عملت إلا بتوفيق ربك, فلولا الله ما اهتديت ولا صمت ولا صليت (وَلَوْلاَفَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّقَلِيلاً), واعلم أن العبرة فيالأعمال ليست بكثرتها ولا بصورها بل بقبول الله لها, فلا تفتأ أن تسأل ربك أن يقبلصالح عملك وأن لا يكلك إلى نفسك, والموفقون هم الذين يتعبدون وهم بعد ذلك خائفونمشفقون أن ترد أعمالهم, ولا يلتفت لقرباتهم, قال الله عنهم (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَمَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ))
    تقول عائشةيا رسول الله ((والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة (( هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر ، وهو يخاف الله عز وجل؟ قال : " لا يا بنت الصديق ، ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق ، وهو يخاف الله عز وجل ألا يقبل منه "
    ثم علينا – عباد الله - أن نعقد العزم علىالدوام بعد رمضان, فإنك إن نويت الخير أُعنت عليه, وكتب لك الأجر ولو حيل بينك وبينالعمل, وإن نويت الانقطاع عن الخير, وان يكون آخر العهد به ختام الشهر فذاك تفريطوحرمان, وقد كانوا يقولون" من علامة قبول الحسنة الحسنة بعدها"
    فمن فرط فيما مضى فقد بقي في الشهر بقية , وهي أفضل الأيام ، والأعمال بالخواتيم, بقيت ليالي حريةٌ بأن تكون منها ليلة القدر, بل هي أحرى ما تكونفيها, فاجتهد عساك ترحم ومع زمرة المعتقين من النار تنضم, وإياك أن تفوتك الفرصةفالمحروم من حرم ليلة القدر، والمأسوف عليه من أدرك شهر رمضان فلم يُغفَرله، وعلينا من الإكثار من الاستغفار في ختام هذا الشهر, فبذلكتختم الطاعات .
    عباد الله / لقد شرع الله في ختام الشهر عباداتٍ يتقرب بها من أنعم عليه ربه ببلوغ الختاموالتوفيق للطاعة, فمن هذه الأعمال زكاةفعَن ابنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: ((فَرَضَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -زَكَاةَ الفِطرِ طُهرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعمَةً لِلمَسَاكِينِ، مَنْ أدَّاهَا قَبلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقبُولَةٌ، وَمَن أدَّاهَا بَعدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ)) أخرجه أبو داود وابن ماجه وحسنه الألباني
    فهي واجبة على كل مسلمٍ صغر أو كبر ذكراً أو أنثى، وأماالحمل في البطن فلا يجب الإخراج عنه وله الإخراج عنه استحباباً وتطوعاً فإن ولد قبلليلة العيد وجب الإخراج عنه.
    وله أن يخرجها عمن ينفق عليهم ممن يستخدمهم في بيتهمن خدم وخادمات, والواجب على الراجح أن يخرجوها هم عن أنفسهم, ولو أخرجها صاحبالبيت فله الأجر عند الله لكن يخبرهم بذلك
    ومقدار المخرج: صاعٌ عن كل شخص منطعام الناس من البر أو الأرز أو التمر أو غيرها من طعام الآدميين، فليخرجها المسلمطَيّبة بها نفسه، ولا يبخل على نفسه, وليختر الأطيب والأنفع، فإنها صاع واحد فيالحول مرة، والله يقول(وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمبِأَخِذِيهِ إِلا أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ))
    وعندجماهير العلماء أنها تخرج مما فرضه رسول الله من الطعام ولا تخرج قيمتها من المال،فمن أخرجها من ذلك لم تقبل منه، لأنه خلاف ما فرضه رسول الله
    ويكون دفعها إلىالفقراء خاصة، وليست لبقية أهل الزكاة, والأقارب المحتاجون أولى من غيرهم، ولا بأسأن يعطى الفقير الواحد فطرتين أو أكثر، ولا بأس أن توزع الفطرة الواحدة على فقيرينأو أكثر، ولا بأس أن يجمع أهل البيت فطرتهم في إناء واحدة بعد كيلها ويوزعوا منهابعد ذلك بدون كيل .
    ووقت إخراجها المستحب يوم العيد قبل الصلاة إن تيسر، ولا بأسأن تخرج قبل العيد بيوم أو بيومين، ولا يجوز تقديمها على ذلك، ولا يجوز تأخيرها عنصلاة العيد إلا من عذر مثل أن يأتي خبر ثبوت العيد فجأة ولا يتمكن من إخراجها قبلالصلاة.
    والأفضل إخراج الفطرة في المكان الذي تغرب على المرء شمسه وهو فيه, سواءكان بلده أو غيره من بلاد المسلمين ، ولا بأس أن يوكل المسلم من يخرجها عنه في بلدهإذا سافر إلى غيره.
    اللهم تقبل من الصيام والقيام وجميع الأعمال يارب العالمين .
    أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .



    الخطبة الثانية
    الحمدُ لله علَى إحسانِه، والشّكرُ له علَى توفيقه وامتِنانِه، وأشهَد أن لا إلهَ إلا الله وَحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشَأنه، وأشهَد أنّ نبيَّنا محمّدًا عبدُه ورَسوله، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحَابه وسلم تسليماً كثيراً .
    أمابعد عباد الله / يقول الله تعالى ((وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْوَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)) فمن الأعمال التي يختم بها المسلم شهره ويستقبلعيده: التكبير
    فهوعبادة ينبغي أن يجهر بها الرجال في أسواقهم وطرقاتهم وبيوتهمتعظيما لله وإظهارا للشعائر، ووقته من غروب الشمس ليلةالعيد إلى الشروع في صلاة العيد، وأما صلاة العيد فقد أمر بها رسول الله – صلى الله عليه وسلم - الرجالوالنساء حتى العواتق وذوات الخدور اللاتي ليس لهن عادة بالخروج وحتى الحيض يشهدندعاء الخير ودعوة المسلمين ويعتزلن المصلى، فلا يجلسن فيه, وتأمل كيف أكد رسول اللهعلى الخروج لها, فحري بنا أن نخرج إلى صلاة العيد رجالاونساء صغارا وكبارا تعبدا لله عز وجل وامتثالا لأمر رسول الله وابتغاءً للخير ودعوةالمسلمين،
    وليخرج الرجال متنظفين متطيبين لابسين أحسن ثيابهم, وأما النساء فيخرجن بحشمة وبلا تبرج وطيب وزينة , وقبل الخروج لصلاة عيد الفطريسن أكل تمرات وتراًكما فعل النبيصلى الله عليه وسلم وأن يأتي للمسجد من طريقويعود من طريق آخر كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    اللهم اختم لنا رمضان برضوانك ياحي ياقيوم
    اللهم لا تجعل حظنا من صيامناالجوع والعطش واجعل حظنا القبول والفوز بالجنة والعتق من الناريارب العالمين ، هذا وصلوا وسلموا على من أمركم بالصلاة والسلام عليه ......



    الملفات المرفقة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. آخر جمعة في رمضان 1432
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-08-2011, 23:16
  2. جدول ائمة الحرم المكي لـ صلاتي التراويح والتهجد لـ رمضان 1432 هــ
    بواسطة جمران في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 26-07-2011, 17:34
  3. خطبة جمعة الغد بعنوان (( لم يلد ولم يولد )) 1432/1/25
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 30-12-2010, 19:27
  4. آخر جمعة في رمضان ( 1431 هـ )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-09-2010, 17:13
  5. آخر جمعة في رمضان 1429 هـ
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة مسموعة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-09-2010, 00:09

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته