بسمـ الله الرحمنـ الرحيمـ
سَـمِّـنْ كـَـلـْـبـكَ يَـأكـُـلـْـكَ
يُـضـْـرَبُ هـذا الـمـثـل لـمـن يُـحـسَـنُ إلـيـه وهـو ضـعـيـف حـتـى إذا قــوي وتـَـمَـكـّـنَ غـَــدَر .
... وقـصّـتـه...
قـالـوا أوّل مـن قـال ذلـك حـازم بـن الـمـنـذر الـحـمّـانـي .. وذلـك أنـه مَـرّ بـمـحـلـّـة هَـمْـدان
فـوجَـد غـلام مـلـفـوف ، فـرحِـمَـهُ وحَـمَـلـه عـلـى مُـقـدّم سَـرجـه حـتـى أتـى بـه مـنـزلـه
وأمـرَ أمَـة ً لـه أن تـرضـعـه ، فـأرضـعـتـه حـتـى فـطِـم ، فـكـبُـر وأدرك وراهـق وبـلـغ
الـحـلـم ، فـجـعـلـه راعـيًـا لـغـنـمـه وسـمّـاه جـحـيـشـًـا فـكـان يـرعـى الـشـاء والإبـل
فـشـب جـحـيـش وكـان مـن طـبـعـه الـنـفـور والـزجـر .
* xxxxx **xxxxx**xxxxx*
كـان لـحـازم ابـنـة يُـقـال لـهـا رَعُـوم ، هَـويَـتَ الـغـلام وهـويَـهـَـا وكـان الـغـلام ذا مـنـظـر وجـمَـال
فـتـبـعـتـه رعـوم ذات يـوم حـتـى انـتـهـى إلـى مـوضِـع الـكـلأ فـسَـرّحَ الـشـاء فـيـه
واسـتـظـل بـشـجَـرة واتـكـأ عـلـى يـمـيـنـه وأنـشـأ يـقـول :
أمـالـَـــكَ أمٌّ فــتــُـــدعــى لـهـــا ... ولا أنـت ذو والِــــدٍ يُـعـْـــرَفُ
أرى الـطـيـر تـُخـبـرنـي أنـنـي ... جُـحـيـشٌ وأنّ أبـي حـرشــفُ
يـقـول غـُــرابٌ غـَـدا سـائِـحــًا ... وشـاهِـدُهُ جـاهِــــدًا يَـحـْـلِــفُ
بـأنـّي لـهَـمْـدان فـي غـَــرّهـــا ... ومـا أنـا جَــافٍ ولا أهـْـيَـــفُ
ولـكـنـّي مـن كِـــرام الـرّجــال ... إذا ذكِـــرَ الـسّــيّــد الأشـــرفُ
* xxxxx **xxxxx**xxxxx*
وقـد كـمَـنـَـتْ لـه رعـوم تـنـظـر مـاذا يـصـنـع ... فـرفـع صـوتـه أيـضـا يـتـغـنـّى ويـقـول :
يـا حَــبـّــــذا ربـيـبـــتـي رعــــــومـ ،،، وحَـبّــذا مَـنـطِـقــُـهـا الـرّخِــيــــمُـ
وريـحُ مـا يـأتـي بـه الـنـســـيـــــمـ ،،، إنـّـي بـهــا مُـكـَـلــّـــفٌ أهِـــيــــــمُـ
لـو تـعـلـمـيـن الـعِـلـم يـا رعـــومـ ،،، إنـّي مِـنْ هَـمْــــدانِـهـا صَـمــــيــمُـ
* xxxxx **xxxxx**xxxxx*
فـلـمـا سـمـعـت رعـوم شـعـره ازدادت فـيـه رغـبـة وبـه إعـجـابًـا ، فـدَنـَـتْ مـنـه وهـي تـقـول :
طــارَ إلـيـكـــم عَــرَضـًـا فــؤادي ،،، وقـَــلّ مـن ذِكــراكــم رُقــَـــادي
وقـد جَـفـَا جَـنـْبـي عـن الـوسـادِ ،،، أبـِـيـتُ قـد حـالـفـنـي سُــهــادي
* xxxxx **xxxxx**xxxxx*
فـقـام إلـيـهـا جـحـيـش وأجـلـسـهـا يـتـغـازلان الـشـعـر ، فـكـانـا يـفـعـلان ذلـك أيّـامًـا
ثـم أن أبَـا رعـوم افـتـقـدهـا يـومًـا وفـطِـنَ لـهـا فـرصَـدَهـا
حـتـى إذا خـرجـت تـبـعـهـا ، فـانـتـهـى إلـيـهـمـا وهـمـا عـلـى سَــوْأة
فـلـمـا رآهـمـا قـال (( سَـمِّـن كـلـبـك يـأكـلـك )) فـأرسـلـهـا مَـثـَـلا ً
وشـدّ عـلـى جـحـيـش بـالـسـيـف لـيـقـتـلـه ، فـأفـلـَـتَ مـنـه جـحـيـش ولـحـق بـقـومـه هـمـدان .
وانـصـرف حـازم إلـى ابـنـتـه وهـو يـقـول ... مـوت الـحُـرّة خـيـْـرٌ مـن الـعــرّة ... فـأرسـلـهـا مَـثــَـلا ً
فـلـمـا وصـل إلـيـهـا وجـدهـا قـد اخـتـنـقـت فـمـاتـت ( انـتـحـرت ) . فـقـال ...
هَـانَ عـلـيّ الـثـّـكـْـل لـسـوء الـفـعـل ... فـأرسـلـهـا مـثـلا ً ، وأنـشـأ يـقـول :
قـد هـان هـذا الـثـكـْـل لـولا أنـنـي ،،، قـد أحـبـبـتُ قـتـلِـكِ بـالـحـسـام الـصـارم
ولـقـد هـمَـمْـتُ بـذاك لـولا أنـنـي ،،، شـَـمّــرتُ فـي قــتـْـل الـلـعــيــن الـظـالــم
فـعـلـيْـكِ مَـقـتُ الله مِـنْ غــَـدّارةٍ ،،، وعـلـيــكِ لـَـعـْـنـَـتــُـهُ ولـعـْــنـَـة حـــــــازم
المفضلات