النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الْمَكَارِمُ مَنَوطَـةٌ بالْمَكَارِهِ

  1. #1
    راعي محل


    تاريخ التسجيل
    02 2011
    الدولة
    قطاع غزه
    العمر
    60
    المشاركات
    263
    المشاركات
    263

    الْمَكَارِمُ مَنَوطَـةٌ بالْمَكَارِهِ



    الْمَكَارِمُ مَنَوطَـةٌ بالْمَكَارِهِ


    يظن بعض الناس أن السعادة أن يعيش الإنسان حياة صافية من كلّ كَدَر .

    لا يُصادِفه مُنغِّصَات وْ لا تُصيبه مُصيبة
    وْ لا يتعرّض لِفتنَة

    وهذه لا بُـدّ منها فهي كالملْح في الطّعام !
    ثم إن طبيعة هذه الحياة الدنيا أنها طُبِعت على كَدَرٍ


    جُبِلَتْ على كَدَرٍ وأنت تَرُومُها *** صفواً من الأقذار والأكـدارِ

    ومكلِّف الأيام ضِدّ طِباعِهـا *** مَتَطَلِّبٌ في الماء جـذوة نـارِ
    وإذا رَجَوتَ المستحيل فإنمـا *** تَبْنِي الرّجاء على شفيرٍ هـارِ

    فهي لا تصفو لأحد ، ولا تدوم لِمخلوق .
    سمع الْحَسَن البصري رجلاً يقول لآخر : لا أراك الله مكروهاً أبداً . فقال له : دَعَوتَ الله له بالموت ! فإن الدنيا لا تخلو عن المكروه !


    وقد وصف الله حياة ابن آدم
    فقال :

    (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ)

    فهو في مَشَقّـةٍ ومُكابَدةٍ في دنياه ، كما قال بعض المفسِّرين .

    إذاً .. ما هي الحياة الطيبة ؟


    وكيف تُوجد السَّعـادة ؟


    اختلفت عبارات السَّلَف حول معنى الحياة الطيبة .




    قال ابن عباس
    هي
    الرزق الحلال .

    وقال الحسن

    هي القناعة .

    وقال مُقاتل بن حيان :

    يعني العيش في الطاعة .

    وقال أبو بكر الوراق :

    هي حلاوة الطاعة .

    وقال القاضي البيضاوي :
    قال تعالى

    (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)

    في الدنيا يعيش عيشا طيباً ، فإنه إن كان مُوسِراً فظاهر ، وإن كان مُعْسِراً يَطيب عيشه بالقناعة والرضا بالقسمة وتوقّع الأجر العظيم . اهـ .


    وعلى كلٍّ هي :

    حياةُ قلبٍ مؤمن بالله ، راضٍ بقضائه ، مُسْتَسْلِم لِحُكْمِه ، واثق بِوَعْدِه .

    والحياة الطيبة ربما يعيشها المؤمن وهو لا يشعر بها ، وربما لا يَجِد لذّتها .
    كيف ؟
    ربما عاش المؤمن راحة البال ، ووجَد الأمن النّفسي ، لا يُزعجه المستقبل ، ولا يُقلقه ما في غـدٍ .
    الأمن النفسي من أعظم ما يَمنّ الله به على عبده المؤمن .
    ولذا قال سبحانه وتعالى :

    (الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)

    ليس فقط الأمن الاجتماعي في الأوطان ، بل حتى الأمن النفسي في نفوس المؤمنين .
    وهذا يُفسِّر لنا سِـرّ سعادة الكافر إذا أسلم ، إذ وَجَـد ما كان يفتقده ، وعاش لـذّة الطاعة ، وخالطت قلبه بشاشة الإيمان .

    فالسعادة ليست في كأس وغانية !
    وليست في مالٍ وجارية !
    ولا في المراكب الفارِهة !
    ولا في القصور العامِرة !


    وإنما هي بطاعة الله جل جلاله .

    إن بعض الناس يشكو أنه لا يعيش الحياة الطيبة في حين أنه يعمل الأعمال الصالحة ، وهو أهنأ ما يكون في عيش وصحّة ، وأمن ورخاء .
    وهذا ربما تُوجَد عنده صُورة العَمَل ، ولا تُوجد حقيقة العمل .

    والفَرْق بينهما كما بين الثرى والثريّا

    إن الرجلين ربما صَلَّيَا إلى جوار بعض ، وبينهما في صلاتهما كما بين المشرق والمغرب !
    فَرَجُل قلبه يحوم حول العَرش يُسبِّح بِحَمْدِ ربِّـه
    وآخر يحوم حول القاذورات !

    قال بعض السلف :

    إن هذه القلوب جَوّالة ؛ فمنها ما يَجُول حول العَرْش ، ومنها ما يَجُول حَول الْحُشّ " بيت الخلاء " .

    فيا بُعد ما بينهما !

    فَمن تعلّق قلبه بالله ، ملأه الله غنىً ورضاً وطُمأنينة .
    ومن تعلّق بغيره وُكِل إليه


    " تَعِسَ عَبْدُ الدينار و عَبْدُ الدرهم و عَبْدُ الخميصة " .

    ان لذّة الفساق ليستِ كَلَـذَّةِ الـأبـرار فـي عَقْـلٍ ولا قـرآنِ
    فإن أردت المكارم فتحمّل المكارِه .
    وإن أردت السعادة الأبدية فالزم عَتَبة العبودية .




  2. #2


    تسلم اخوي عدنان


    يعطيك العافية


    بالك الله فيك




    شاقني شوف الحصان اليعربي
    لنه اجمل خيل من بد الخيول
    مايقارن به مهجن واجنبي
    ياحلو خيل الصحابه والرسول

  3. #3
    مشرف مضيف الشعر المنقول الصورة الرمزية جمران


    تاريخ التسجيل
    01 2010
    الدولة
    راس طعيس
    المشاركات
    9,169
    المشاركات
    9,169


    بارك الله فيك اخي عدنان

    جزاك الله خير وكتب الله لك الاجر



    طِبْتَ حيّاً وميّتاً ياآ أبتاهـ

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته