لأنـه إذا فـتـش فـي نـفـسـه لا يـجـد إلا الـعـيـوب ، عـيـوب نـفـسـه وعـيـوب أعـمـالـه
فـعـلـم أنـهـا لا تـصـلـح لله ولا تـقـرّبـه إلـى الله
وأن مـا مـعـه مـن أعـمـال لا يـمـكـنـه أن يـشـتـري بـهـا الـنـجـاة مـن عـذاب الله
فـضـلا عـن الـفـوز الـعـظـيـم بـثـواب الله
هـذا الإسـتـغـفـار تـضـمَّـن
اعـتـراف مـن الـعـبـد بـربـوبـيـة الله ، وإلـوهـيـتـه وتـوحـيـده
والإعـتـراف بـأن الله هـو خـالـقـه ، الـعـالِـم بـه ، وأنـه عـاجـز عـن أداء حـق الله عـلـيـه وتـقـصـيـره فـيـه
وأنـه عـبـده نـاصـيـتـه بـيـده وفـي قـبـضـتـه ، لا مـهـرب لـه مـنـه إلا إلـيـه ، ولا ولـيّ لـه سـواه
ثـم الـتـزام مـن الـعـبـد
بـالـدخـول تـحـت عـهـد الله ـــ وهـو أمـره ونـهـيـه ـــ الـذي عَـهـده إلـيـه عـلـى لـسـان رسـولـه صلى الله عـلـيـه وسـلـم
وأن ذلـــك
بـحـسـب اسـتـطـاعـتـي لا بـحـسـب أداء حـقـك يـا رب ، فـإنـه غـيـر مـقـدور لـلـبـشـر
وإنـمـا هـو جـهـد الـمُـقِـــلّ ، وقـدر الـطـاقـة
ومـع ذلـــك
فـأنـا مـصـدق بـوعـدك الـذي وعـدتـه لأهـل طـاعـتـك بـالـثـواب
ولأهـل مـعـصـيـتـك بـالـعـقـاب مـقـيـم عـلـى عـهـدك ، مـصـدّق بـوعـدك
ثـم أفـــزع
إلـى الاسـتـعـاذة والاعـتـصـام بـك مـن شـرّ مـا فـرّطـت فـيـه مـن أمـرك ونـهـيـك
فـإنـك إن لـم تـعـذنـي مـن شـرّه أحـاط بـي الـهـلاك ، فـإن إضـاعـة حـقـك سـبـب الـهـلاك
وأنـا أقِـرّ لـك وألـتـزم بـنـعـمـتـك عـلـيّ ، وأعـتـرف وأقِـرّ بـذنـبـي
فـمـنـك الـنـعـمـة والإحـسـان والـفـضـل ، ومِـنـّـي الـذنـب والإسـاءة
فـأسـألـك
أن تـغـفـر لـي بـمـحـو ذنـبـي
وأن تـعـفـيـنـي مـن شـرّه
إنـه لا يـغـفـر الـذنـوب إلا أنـت
*****************************************
فـلـهـذا كـان هـذا الـدعـــــــاء سـيّـد الاسـتـغـفـار
وهـو مـتـضـمـن لـلـعـبـوديـة الـخـالـصـة
فـأي حـسـنـة تـبـقـى لـلـبـصـيـر الـصـادق الـذي يـرى حـقـيـقـة نـفـسـه وعـمـلـه ، ومِـنـَّـة الله عـلـيـه
فـهـكـذا إذا نـظـر الـعـبـد الـبـصـيـر الـصـادق إلـى نـفـسـه لا يـجـد إلا الـنـقـص والـتـقـصـيـر
المفضلات