بسمـ الله الرحمنـ الرحيمـ
قـبَّـح الله جَـمَـالاً >>>لا نـفـع فـيـه
كـانـت عَـثـمَـة بـنـت ابـن مـطـرود الـبَـجَـلـيـة ذات عـقـل ورأي مُـسـتـمَـع فـي قـومـهـا
وكـانـت لـهـا أخـت يُـقـال لـهـا خَـوْد ذات جـمـال ومـيـسـم وعـقـل
ثـم إن سـبـعـة إخـوة مـن الأزد خـطـبـوا خَـوْدًا إلـى أبـيـهـا
فـأتـوْه وعـلـيـهـم الـحُـلـل الـيـمـانـيـة وتـحـتـهـم الـنـجـائـب الـفـارهـة
فـقـالـوا : نـحـن بـنـو مـالـك بـن غُـفـيْـلـة
فـقـال لـهـم : انـزلـوا عـلـى الـمـاء
فـنـزلـوا لـيـلـتـهـم ثـم أصـبـحـوا غـاديـن فـي الـحُـلـل والـهـيـئـة
ومـعـهـم ربـيـبـة لـهـم ( حـاضـنـة ) كـاهـنـة يُـقـال لـهـا ... الـشـعـثـاء
فـمَـرّوا بـفـنـاء خـود يـتـعـرّضـون لـهـا ، وكـلـهـم وسـيـم جـمـيـل
وخـرج لـهـم أبـوهـا فـجـلـسـوا إلـيـه فـرحَّـب بـهـم
فـقـالـوا : بـلـغـنـا أن لـك بـنـتـا ، ونـحـن كـمـا تـرى شـبـاب ، وكـلـنـا يـمـنـع الـجـانـب ، ويـمـنـح الـراغـب
فـقـال أبـوهـا : كـلـكـم خـيـار، فـأقـيـمـوا حـتـى نـرى رأيـنـا ، ثـم دخـل عـلـى ابـنـتـه
فـقـال : مـا تـريـن ؟ فـقـد أتـاك هـؤلاء الـقـوم
فـقـالـت : زوّجـنـي قـدْري ، ولا تـشـْـطِـط فـي مـهـري
فـإن تـخـطـئـنـي أحـلامـهـم فـلا تـخـطـئـنـي أجـسـامـهـم ، لـعـلـِّـي أصـيـب ولـدًا وأُكْــثِــر عـددًا
فـخـرج أبـوهـا ، فـقـال : أخـبـرونـي عـن أفـضـلـكـم
قـالـت ربـيـبـتـهـم الـشـعـثـاء الـكـاهـنـة : اسـمـع أخـبـرك عـنـهـم ، هـم إخـوة وكـلـهـم أسـوة
أمـا الـكـبـيـر
مـالِـك ، جـريء فـاتـك ، يُـتـعِـبُ الـسـنـابـك ( الـخـيـل ) ويـسـتـصـغـر الـمـهـالـك
وأمـا الـذي يـلـيـه
عـمْـرو ، بـحـر غَـمْـر ، يـقـصـر دونـه الـفـخـر ، نـهـد صـقـر ( أسـد شـجـاع كـريـم )
وأمـا الـذي يـلـيـه
عـلـقـمـة ، شـديـد الـمَـعـجـَمـة ، مـنـيـع الـمَـشـتـمَـة ، قـلـيـل الـجَـمـجَـمـة ( كلامـه واضـح بَـيِّـن )
وأمـا الـذي يـلـيـه
عـاصـم ، سـيـّـد نـاعـم ، جَـلـْـد صـارم ، أبـيّ حـازم ، جـيـشـه غـانـم ، وجـاره سـالـم
وأمـا الـذي يـلـيـه
ثــوّاب ، سـريـع الـجـواب ، عـتـيـد الـصـواب ، كـريـم الـنـصـاب ( الأصـل ) كـلـَـيْـث الـغـاب
وأمـا الـذي يـلـيـه
مُـدرك ، بـذول لِـمَـا يَـمْـلِـك ، عَـزوب ( بـعـيـد ) عـمّـا يُـتـرَك ، يُـفـنـي ويُـهـلِـك
وأمـا الـذي يـلـيـه
جَـنـدل ، لـقِـرْنِـهِ مُـجَـدّل ( يـصـرعـه ) مُـقِـلّ لـمـا يـحـمِـل ، يُـعـطـي ويَـبـذل ، وعـن عـدوه لا يَـنـكـل ( لا يـجـبـن )
فـشـاورت خـود أخـتـهـا عـثـمـة فـيـهـم
فـقـالـت لـهـا : تـرى الـفـتـيـان كـالـنـخـل ، ومـا يُـدريـك مـا الـدّخـْـل !
اسـمـعـي مِـنـّـي كـلـمـة :
إن شـرّ الـغـريـبـة يُـعـلــَـن وخـيـرهـا يُـدفـَـن ، تـزوجـي فـي قـومـك ولا تـغـرِّرْك الأجـســام !
فـلـم تـقـبـل مـنـهـا ، وبـعـثـت إلـى أبـيـهـا : زوجـنـي مُـدركـًـا
فـتـم ذلـك عـلـى مـائـة نـاقـة ورُعـاتـهـا ، وحـمَـلـهـا مـدرك إلـى مـوطـنـه
فـلـم تـلـبـث إلا قـلـيـلا حـتـى صـبَّـحـهـم فـوارس مـن بـنـي مـالـك بـن كـنـانـة
فـاقـتـتـلـوا سـاعـة ، ثـم انـكـشـف عـنـهـا زوجـهـا وإخـوتـه وعـشـيـرتـه
فـسُـبـِـيَـتْ فـيـمـن سُـبـِـيـنَ مـن الـنـسـاء !
فـبـيـْـنـَـا هـي تـسـيـر بـكـَـت
فـقـالـوا : مـا يـبـكـيـك ؟ أعَـلـى فـراق زوجـك ؟
قـالـت : قـبـَّـح الله جـمَـالا لا نـفـع فـيـه
إنـمـا أبـكـي عـلـى عـصـيـانـي أخـتـي فـي قـولـهـا ...
تـرى الـفـتـيـان كـالـنـخـل ، ومـا يُـدريـك مـا الـدّخـْـل !
وأخـبـرتـهـم كـيـف خـطـبـوهـا
وكـان فـيـهـم رجـل ــ يُـكــْـنـى أبـا نـواس ــ شـاب أسـود أفـوَهُ ( عـظـيـم الـفـم ) مـضـطـرب الـخـلــق
فـقـال لـهـا : أتـرضـيْـن بـي عـلـى أن أمـنـعـك مـن ذئـاب الـعـرب ؟ !
فـقـالـت لأصـحـابـه : أكـذلـك هـو ؟
قـالـوا : نـعـم ، إنـه مـع مـا تـَرَيْـن لـيَـمـنـع الـحَـلِـيـلـة ( الـزوجـة) وتَــتــَّـقِــيـه الـقـبـيـلـة
قـالـت : هـذا أجـمـل جـمـال ، وأكـمـل كـمـال ، قـد رضـيـت بـه
فـزوجـوه مـنـهـا ! ! ! !
المفضلات